عدن .. تطبيع الموتى؟!
عدن .. تطبيع الموتى؟!
الصمود../
اذا كان هناك من اجماع في اليمن في زمن الانقسام والحرب فهو موقف الشعب اليمني الثابت من القضية الفلسطينية وحتى بالنسبة الى القوى التي لاتزال تتمتع ولو بقدر بسيط من الاستقلال ، خطوة كيانات سياسية محسوبة على الامارات بإعادة ترميم مقبرة اليهود في عدن المحتلة من قبل تحالف العدوان على اليمن فاجئ الاوساط اليمنية ، الاعلان أتى بعد اسبوع فقط من هدم مقام اسلامي تاريخي في شبوة جنوب اليمن وعقب سلسلة عمليات هدم طالت مقامات ومساجد اسلامية تاريخية اسلامية من قبل مليشيات مرتبطة بالتحالف ،في تناقض فج ووقح .
يتشارك المجلس الانتقالي الذي يسيطر عمليا على عدن والمتبني لترميم المقبرة اليهودية وماتسمى الوية العمالقة التي تقف وراء عشرات عمليات الهدم للمقامات الاسلامية اخرها في شبوة ، تلقي الدعم من بوظبي ويدينون بالولاء المطلق لها ، عبر عن ذلك قادتها في اكثر من مكان ، كما ان مسار تلقي الاسلحة يصل لهذه المكونات من ابوظبي التي تتولى صرف الرواتب والتخطيط للعمليات التي تقوم بها هذه المليشيات والكيانات الموالية لها بالإضافة الى كيانات اخرى كألوية طارق في المخا وقوات دفاع شبوه والنخبة الحضرمية وخلافه من المسميات .
ولفهم معطيات الخطوة المستهجنة يمينا سواء في المناطق الحرة او المحتلة ، يقدم عيدروس الزبيدي رئيس ما يسمى المجلس الانتقالي الذي يدعو لفصل جنوب اليمن عن شماله – يشغل عضوا في مجلس القيادة الذي شكلته الرياض والذي يعارض الانفصال- ، يقدم التطبيع مع اليهود وكيان العدو الصهيوني ورقة مقايضة ليحصل على رضى امريكي بإقامة دولة مستقلة في جنوب اليمن ، دولة لا يبدوا انها سترى النور وفق رؤية الزبيدي والحالمين معه .
تلفزيون العدو احتفى بالخطوة التي قام بها ادوات الامارات في عدن على وسائل اعلامه ، لكنها فرحة يحاول ان يغطي بها قلقا كبيرا يأتيه من الشق المحرر من اليمن حيث قيادة ثورة 21 سبتمبر تعيد القضية الفلسطينية واستعادة القدس الى صدارة الاجندة في المنطقة وتمثل بتنامي قوتها عنصر رفد لحلف المقاومة والمقاومتين الفلسطينية واللبنانية .
يكن اليمنيون لكيان العدو الصهيوني عداء متجذرا ، وحتى إبان التشطير حيث استضاف شطرا اليمن انذاك المقاومة الفلسطينية بعد مغادرتها بيروت في اعقاب اجتياح 82م ، وفي ظل الاحتلال فالمليشيات المنضوية تحت راية العدوان الخارجي لاتجروء على التصريح بانسياقها او موافقتها على التطبيع مع العدو الصهيوني كون ذلك الامر يعني نهايتها عمليا ، اما في المناطق الحرة فالأمر مختلف تماما حيث تتلاقى الرغبة الشعبية مع توجهات القيادة في اعلان العدواء لكيان العدو الصهيوني ورفض بل مواجهة موجة التطبيع في المنطقة ، والامر يتعدى ذلك الى الاستعداد لمشاركة المقاومة الفلسطينية في القتال ضد العدو الصهيوني .
خلال احتفالية المولد النبوي اعلن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي عن امتلاك اليمن للمرة الاولى لقدرات قتالية تمكنه من ضرب اهداف حساسة داخل كيان العدو الصهيوني نصرة للشعب الفلسطيني ، الهب ذلك حماس اليمنيين بشكل منقطع النضير ، فلسطين واحدة من القضايا محل الاجماع بين اليمنيين ، وبالمناسبة لايزال هناك المئات على قيد الحياة ممن شاركوا في المواجهات ضد العدو الصهيوني مع المنظمات الفلسطينية وخلال اجتياح بيروت ويتفاخرون بذلك .
واقترن هذا الاعلان بفعل على الميدان حيث اظهر الاعلام الحربي صورا لمسيرة وعد ان مداها يتجاوز 2500 كيلومتر وقدس 2 المجنح والذي يمكنه بلوغ فلسطين المحتلة ، وتذكر مصادر عسكرية ان مسيرة وعد اليمنية قد حلقت بالفعل فوق الاراضي الفلسطينية دون ايراد مزيد من التفاصيل.
حتى اغسطس الحالي دمر تحالف العدوان ومرتزقته على الارض 1400 مسجد ومقبرة ومقام اسلامي تاريخي عبر الغارات كمقبرة خزيمة ومساجد اسلامية تاريخية طالها القصف في المناطق الحرة او عبر ادوات العدوان التكفيرية على الارض كما يحصل في المناطق المحتلة وحصل في الساحل الغربي حيث وصلت ايد الغزاة جامع الفازة التاريخي مثال صارخ على بشاعة التدمير .
وبراي الباحث حمود الأهنومي فالأمر يتعدى خطورته التطبيع القائم في المنطقة الى تزوير الذاكرة الانسانية وافقاد الاجيال الارتباط الملموس بالإرث الاسلامي والتاريخ الاسلامي .
فيما يؤكد العلامة فؤاد ناجي على كون خطوة الانتقالي بترميم المقبرة اليهودية محاولة اثبات ولاء جديد للإمارات بتعد الخطوط الحمراء للشعب اليمني ومبادئه الثابتة تجاه القضية الفلسطينية ، ويرى ان الصمود اليمني لو لم يكن لكان اليمن في جوقة التطبيع ولراينا الطائرات الصهيونية تهبط في مطار صنعاء .
ويستبعد محللون في المقابل محللين ان يحصل “الانتقالي ” على الدولة التي يحلم بها بعد تعديه الخطوط الحمراء الثابتة لدى الشعب اليمني من القضية الفلسطينية ورفض التطبيع مع كيان العدو ، ويؤكدون بان تحالف العدوان عبر الإمارات يماسون سياسة العصا والجزرة، لتحقيق اهدافهم عبر هذه المكونات الهشة ، وليس بينها تحقيق هدف أي من المكونات التابعة لهم بل مزيد من الاستخدام فقط حتى انتهاء الحاجة اليها ورميها كما يفعل بالإصلاح حاليا الذي قدم اكثر مما قدمه الانتقالي وهو الان يجتث عسكريا من شبوة وحضرموت وبالأمس من ابين وعدن من قبل من استخدموه ويرمى خارج اللعبة السياسية ، ولوكان في وارد الامارات او السعودية منح ” الانتقالي ” دولة لفعلوا منذ سقوط عدن وجنوب اليمن في براثن الاحتلال .
ويؤكد هؤلاء بان خطوة الانتقالي التطبيعية رضوخا للإمارات وتقربا الى ” اسرائيل ” ستجره الى موت سياسي وفقدان قاعدة شعبية كانت لاتزال منخدعة به وببعض شعاراته نتيجة حسابات تتلق بأخطاء وقعت في الماضي ابان حكم نظام الرئيس صالح وما بعد حرب صيف 94م ، وبالمناسبة فصالح ظهر مطبعا من تحت الطاولة ،والتقى الاسرائيليين في اكثر من مكان وفقا لوثائق كشفت مؤخرا بعد مقتله ، لكن خشيته الموقف الشعبي منعته اظهار علاقته بالإسرائيليين علنا.
ويضيف هؤلاء ان اليمن ما بعد ثورة 21 سبتمبر خرج من المعسكر الامريكي ومحاولة واشنطن اظهار عكس ذلك بإظهار قواتها تتجول في مناطق جنوب اليمن محاولة لتزييف الحقيقة وفي اطار الحرب الاعلامية ضد روسيا والصين بانه لايزال لها موطئ في اليمن وعلى ضفاف باب المندب وشواطئ البحر الاحمر الغربية وخطوط التجارة في المحيط الهندي ، فصنعاء الحرة تعلن بكل وضوح ان لن تخفض بندقيتها حتى تطهير كل شبر من الارض اليمنية .