صمود وانتصار

محور المقاومة يواجه محور “الشر المستطير” !

محور المقاومة يواجه محور “الشر المستطير” !

الصمود../

يواجه محور المقاومة الذي تشكل خلال العقود الثلاثة الماضية وفرض نفسه بقوة على الساحتين العربية والدولية نتيجة التطورات والأحداث المتسارعة والمتراكمة في منطقة الشرق الأوسط، محور الشر المستطير ( أمريكا وإسرائيل) وحلفائهما.

ولقد شملت هذه التطورات حينها مساعي أمريكية صهيونية للهيمنة على المنطقة بالقوة العسكرية أو بفرض عمليات “سلام” مختلة الموازين لمصلحة العدو الصهيوني ومنتقصة حقوق الشعوب العربية عموماً، والفلسطينية خصوصاً.

وقامت الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومعها سوريا بدعم حركات المقاومة في فلسطين ولبنان وغيرها من دول محور المقاومة الذي كان قد تبلور من دون وجود اتفاق هيكلي أو اتحاد شكلي أو بنية تنظيمية مؤسساتية.

وفي ظل تزايد الخلافات البينية العربية وخروج مصر من دائرة الصراع في أواخر السبعينيات ونهاية الثمانينات والتفوق العسكري للعدو الصهيوني بدعم أمريكي تلاقت الأهداف بين أعضاء محور المقاومة في رفع شعار معاداة العدو الصهيوني، ورفض الخضوع للهيمنة الأمريكية، وتحرير فلسطين، ودعم خيار الشعب الفلسطيني في المقاومة.

ونتيجة للظّروف التي مرت بها المنطقة والتي غلب عليها الكفاح والمقاومة العسكرية للعدو الصهيوني، وخصوصاً بعد اجتياحه بيروت في يونيو 1982 أثناء الحرب الأهلية ساهمت تلك التطورات والأحداث في التقارب الاستراتيجي بين أعضاء محور المقاومة.

ومن أبرز نقاط التقارب بين فاعلي محور المقاومة الاتفاق على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للعرب والمسلمين، واعتماد الكفاح المسلح خيارا للوصول إلى الغاية الأسمى لتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ومع هذه التطورات اتضح للعيان حقيقة المسعى الأمريكي لتغذية النزاعات بين دول المنطقة، والتي تشكل تهديداً لأمن العدو الصهيوني بما تملكه من قوة.

وعمد اللاعب الأمريكي الى خلق صراعات جانبية، ودعم التوجه الصهيوني بإقامة “عملية سلام” مختلة لصالح العدو الصهيوني وعلى صيغة فرض الأمر الواقع من القوي على الضعيف كما عمل بعد الكثير من النكسات بفعل المقاومة الى توصيفات سياسية لدول المنطقة وأصبح كله يدور بين مصطلحين: الأول دول الاعتدال، والآخر محور المقاومة.

والآن أصبح محور المقامة رقما صعبا في المنطقة وبدأت دائرة أعضائه بالاتساع والزيادة، فمن اليمن الذي يواجه تحالفا أمريكيا صهيونيا سعوديا إماراتيا الى إيران وسوريا والعراق ولبنان وفلسطين وغيرها.

ومن سوريا التي تجابه هجمة إرهابية دولية الى العراق وحزب الله اللبناني الذي نزع غطاء العدو الصهيوني وكشف مدى ضعفه، وإلى فلسطين الصامدة في وجه العدو التي تدافع عن مقدسات الأمة.

ولم يكن نشاط حركات المقاومة في فلسطين أقل وطأة من نظيراتها في لبنان، إذ تمكّنت المقاومة الفلسطينية، وبفعل الدعم السوري الإيراني المشترك، من إجبار “جيش” العدو الصهيوني على الانسحاب من قطاع غزة.

وأمام المشروع الصهيوني للسيطرة على الوطن العربي وإقامة دولته من المحيط الى الخليج يأتي طموح المقاومة في التصدي لهذا المشروع وصد عدوانه في جميع المعتركات السياسية والاقتصادية والعسكرية.

ومع موجة التطبيع الأخيرة لما يسمى ب”صفقة القرن” التي اشرف على تنفيذها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لبضع من الدول المارقة عن الصف العربي والإسلامي (الإمارات، البحرين، السودان، والمغرب) وسعي دول أخرى للتطبيع كالسعودية وغيرها تجد محاور المقاومة يدافع عن مقدسات الأمة ويقف في وجه المطبعين.

ولهذا لن يقف محور المقاومة مكتوف الأيدي أمام مشروع العدو الصهيوني لا يفعل شيئا لكن -بحسب المحللين- فإن طموح المقاومة كبير وكبير جدا ليس في معركة دفاع، وصد عدوان، وصمود فقط وإنما ستكون في الغالب معركة تقوده الى نصر مبين بإذن الله تعالى .

ولن يكون مستغربا -بحسب المراقبين- دخول مقاتلي المقاومة الى جغرافيا فلسطين المحتلة والسيطرة على مستوطنات، والتثبيت فيها، كما لن يكون مستغربا إسقاط طائرات مقاتلة للعدو في سماء دول محور المقاومة أو على سماء فلسطين أو في بيروت أو الجنوب أو البقاع.

كما لن يكون مستغربا إغراق سفن قبالة الشواطئ البحرية في المتوسط وفي البحر الأحمر، ولن يكون مستغربا أيضا تعدد الجبهات واتساعها، واشتعال الضفة وثوراها، وغزة ومقاومتها، وفلسطين التاريخية وأحرارها، بحسب المراقبين.

*سبأ: عبد العزيز الحزي