محللون سياسيون وعسكريون يؤكدون أن اليمن سيحول البحر الأحمر إلى مقبرة للغزاة: الكلام الفصل في خطاب الرئيس المشاط.. البحر ليس للنزهة
محللون سياسيون وعسكريون يؤكدون أن اليمن سيحول البحر الأحمر إلى مقبرة للغزاة: الكلام الفصل في خطاب الرئيس المشاط.. البحر ليس للنزهة
الصمود../
بلغت القواتُ المسلحة اليمنية أوجِّ قوتها وهي تواجه العدوان الأمريكي السعوديّ للعام الثامن على التوالي، وباتت تثير قلق واشنطن وكلّ الأعداء، ولا سيَّما بعد العرض العسكري المهيب “وعد الآخرة” الذي جرى في مدينة الحديدة الساحلية مؤخّراً.
وإلى جانب رسائل العرض والأسلحة التي ظهرت فيه، فَـإنَّ كلمة رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط، حملت الكثير من الرسائل الواضحة لقوى العدوان، وقد جاءت في توقيتٍ حرج للعدوان، وفيها من الأمور الجلية الواضحة ما يجعل العدوان يفكر ألف مرة قبل إقدامه على أية مغامرة غير مدروسة في اعتداء وحصار جديد على بلادنا، حَيثُ كان لافتاً كلام الرئيس المشاط عن سلفه الشهيد صالح الصماد، والمكان الذي تم العرض فيه، ومسيرة البنادق، وهي أمور تشير إلى أن اليمنيين لا يمكن لهم نسيان ما حَـلّ بهم من قتلٍ وتدمير، واعتداء ظالم، وأن الصماد سيظل حياً في القلوب وملهماً لكل الأحرار السائرين على دربه.
ويتطرق الرئيس المشاط كذلك إلى بنية الجيش والقوات المسلحة، والتطور الكبير الذي وصل إليه على الرغم من الحصار والعدوان الجائر للعام الثامن على التوالي، حَيثُ استطاع الخروج من هذه المحنة بقوةٍ هائلة فاجأت الصديق قبل العدوّ، ولكن كان هذا المستوى العالي الذي وصل إليه جيشنا هو من مكاسب الصمود في مواجهة الغطرسة والعدوان، كما يؤكّـد كذلك المشير الركن الرئيس مهدي المشاط.
ويلفت الرئيس إلى أنهم لن يفاخروا بعدد أَو عدة، وإنما يثقون ويعتمدون على الله، وعلى مستوى الوعي والإيمَـان والروحية الجهادية، وهي من ضمن الأمور التي كانت مغيبة في الأنظمة السابقة، التي كانت تمد يديها للعدو، وتبني الجيش وفقاً لما يريده الأعداء وليس وفقاً للمصلحة الوطنية، مؤكّـداً الاستمرار في مواجهة كُـلّ المخاطر والتحديات التي تواجه بلادنا وتحدق بمنطقة الساحل الغربي، وأن “هذا الجيش لن يشكل في يومٍ من الأيّام خطراً على أحد لم يتآمر على بلدنا ولن نشكل خطراً على الملاحة الدولية في البحر الأحمر”، حَيثُ جاء هذا التأكيد بناء على استراتيجية اعتمدتها القوات المسلحة اليمنية منذ بدء العدوان، فعلى الرغم من قسوة العدوان والحصار، واختراق السيادة البحرية لبلدنا، إلا أن اليمن ظل محافظاً على الملاحة الدولية ولم تتعرض بأذى، مع أنه بمقدور القوات المسلحة –كما يؤكّـد الرئيس المشاط- ضرب أية نقطة في البحر من أي مكان في اليمن وليس من السواحل فقط.
ويأتي هذا التأكيد، مفاجئاً للأعداء، فهذه هي المرة الأولى التي يفصح فيها الجيش اليمني عن إمْكَانياته لمواجهة الأعداء في البحر، وأن قدراته لا تقتصر على تواجده بالقرب من السواحل، وإنما يستطيع ضرب الأعداء من أية نقطة جغرافية في اليمن، وهو تصريح سيأخذه العدوان على محمل الجد، ولا يمكنهم الدخول في مغامرةٍ جديدة؛ لأَنَّهم يدركون عواقبها الوخيمة.
ويؤكّـد العديد من المحللين السياسيين والخبراء العسكريين والإعلاميين أن تصريحات رئيس الجمهورية الرئيس مهدي المشاط، كانت رسائل واضحة يعرفها الأعداء جيِّدًا، وهو تصريح مبني على حقائق عسكرية جاءت نتاج عمل متقن وعقيدة جهادية، يكشفها التطور الحادث في مفاصل القوات المسلحة الجوية والبرية والبحرية على المستويين المادي والبشري، مشيرين إلى أن الكيان المؤقت الصهيوني هو أكثر الأعداء التقاطاً لهذه الرسائل، فهو يدرك حجمها ومدى توقيتها، ويؤمن بأن أية خطوَة استفزازية لليمن من البحر لا يمكن للقوات المسلحة اليمنية السكوت عليها، وسترد بقوة تفاجئ العالم.
رسائل واضحة
لقد وضحت العروض العسكرية اليمنية، التطور في التصنيع العسكري اليمني، وأظهرت وحدات الجيش اليمني المستعدة بشكلٍ غير مسبوق للقضاء على أي خطر يحدق باليمن، فما بعد الهُــدنة الأخيرة ليس كما قبلها، فدول العدوان لم تلتزم ببنودها، واستمرت في عمليات القرصنة على السواحل اليمنية، وطالت اعتداءاتها مناطق يمنية محتلّة كما حدث في محافظتي شبوة والمهرة جنوب اليمن، والمعركة القادمة لن تكون مقتصرة على مساحة جغرافية محدّدة داخل اليمن فحسب، بل إنها ستطال الممرات البحرية وُصُـولاً إلى عمق الدول المعتدية، وسنشهد معركة غير مسبوقة تكون نتائجها حاسمة لتنهي الاحتلال من اليمن، كما يقول إعلاميون.
ويؤكّـد الكاتب والمحلل السياسي زيد الغرسي، أن تصريحات الرئيس المشاط حول ما يتعلق بالبحر الأحمر والسيادة اليمنية على حدودها البحرية في الجانب الغربي كانت واضحة وتحمل رسائل قوية لكل من يريد أن يعتدي على اليمن، موضحًا في تصريحٍ خاص لصحيفة “المسيرة” أنه عندما أشار الرئيس إلى أنه نستطيع أن نستهدف أية نقطة في البحر الأحمر من أية نقطة جغرافية من اليمن، فهذا يعبر عن نقلة استراتيجية وكبيرة ونوعية للقدرات اليمنية، حَيثُ لم يعد هناك أي مكان محصور تستطيع أن تتحَرّك فيه القوات اليمنية والقوات البحرية، بل أصبح اليوم بامتداد اليمن على كُـلّ الجغرافيا اليمنية نستطيع أن نستهدف أية نقطة معادية من اتّجاه البحر الأحمر.
ويؤكّـد الغرسي أن هذا يشير إلى ارتفاع القوة والجهوزية بشكلٍ كبير إلى ارتقائها وتطورها، في عملية التقدم وَالتصنيف وأنه لم تتوقف سواءً كان في أثناء العدوان أَو حتى خلال الهُــدنة الحالية، مُضيفاً أن هذه الرسالة يعرفها الأعداء جيِّدًا، ويعرفون عسكريًّا ما مدى أهميّة وجدية هذا التصريح؛ كونه يصدر عن القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية، وبعد أن تحدث أنه تم تجريب هذه الأسلحة خلال المرحلة الماضية وأثبتت نجاحها نجاحاً كَبيراً.
ويزيد بالقول: “بمعنى أن هذه المعادلة أصبحت جاهزة للتنفيذ في أي وقت وفي أي زمان ومكان تقرّره القيادة اليمنية بعد أن تم تجريبها وإجراء التجارب النوعية حتى وصلت إلى الجهوزية العالية بإذن الله”.
وبنظرةٍ عسكريةٍ ثاقبة لا يمكن لرئيس الدولة كالمشير الركن مهدي المشاط أن يصدر تهديدات لمُجَـرّد التهديد، ولا سيَّما في ظل مرحلة حرجة يمر بها الوطن، وهُــدنة يسعى العدوان الأمريكي السعوديّ بكل ما يملك إلى تمديدها، بفعل المتغيرات الدولية والمحلية، والقدرة العسكرية المتصاعدة للقوات المسلحة اليمنية.
ويؤكّـد الباحث والخبير العسكري زين العابدين عثمان أن التهديد الذي وضعه الرئيس مهدي المشاط حول القدرة على استهداف أية نقطة في البحر لم يأتِ لمُجَـرّد التهديد أَو للحرب المعنوية ضد تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي، بل إنه تهديد حقيقي يأتي من واقع امتلاك القوة والقدرة على التنفيذ في أية لحظة، متطرقاً إلى عرض “وعد الآخرة” الذي يكشف خلاله أجيالاً متنوعة من منظومات صواريخ سطح -بحر المتطورة تأكيداً على حالة الجاهزية والاقتدار لشن عمليات استهدافية لأية قطعة بحرية معادية وَمتواجدة في مياه البحر الأحمر.
ويوضح عثمان في تصريحٍ خاص لصحيفة “المسيرة” أن هذه الصواريخ وهي فالق 1 ومندب 1 ومندب 2، والصاروخ التكتيكي روبيج الروسي الصنع التي كُشف عنها لأول مرة تعتبر ضمن المنظومات البحرية المتقدمة، ومن عائلة الصواريخ الدقيقة والاستراتيجية التي تتميز بخصائص عملياتية متطورة منها الدقة العالية في مجال ضرب الأهداف البحرية المختلفة، والقدرة على ضرب أي هدف قريب أَو بعيد المدى في طول وعرض البحر، فجميع القطع والأساطيل البحرية التابعة لتحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي في مقدمتها حاملات الطائرات الأمريكية ومجموعاتها البحرية التي تتمركز وتنتشر في مياه البحر الأحمر كلها عمليًّا تحت الاستهداف المباشر، وكذلك القدرة على تدمير وتحييد مختلف القطع العائمة كالمدمّـرات والفرقاطات وحاملات الطائرات وغيرها من القطع، مُشيراً إلى أن الرؤوس الحربية الكبيرة التي تحملها الصواريخ لا سِـيَّـما صاروخ روبيج يستطيع أن يوفر قوة نيرانية كافية بإلحاق أضرار جسيمة في حاملة طائرات عملاقة كحاملة U. S. S ليكولن الأمريكية، لافتاً إلى أن تهديد الرئيس مهدي المشاط يأتي كذلك ليضع معسكر العدوان أمام معادلات ردعية جديدة ورسائل نارية لا يمكن تجاوزها، وَتتمثل أولها تجاه المساعي الحثيثة التي تقودها أمريكا وأدواتها في المنطقة لفرض السيطرة الكاملة على البحر الأحمر وتطويعه ليحكمه كيان العدوّ الإسرائيلي، وَأَيْـضاً فيما يتعلق بالطموحات الإسرائيلية الهادفة إلى إحكام السيطرة المباشرة على سواحل اليمن وجزره ومضيق باب المندب سيطرةً كاملة، فهذه المساعي لن يتم السكوت عنها وستلاقي من ردة الفعل الاستراتيجية ما يفشلها ويسحقها.
ويضيف: ثانيها تجاه استمرار الحصار والعدوان على الشعب اليمني، فأمريكا وحلفائها السعوديّة والإمارات التي ما زالت إلى اليوم لم تلتزم ببنود الهُــدنة المؤقتة وَتستمر في الحصار وعملياتها العدوانية وحجز سفن الوقود والغذاء عن ميناء الحديدة ستكون أمام مرحلة جديدة من التصعيد والرئيس مهدي المشاط في إشارته استهداف أية قطعة بحرية بالبحر الأحمر يأتي في هذا الصعيد، مؤكّـداً أن القوات المسلحة أصبحت -بفضل الله تعالى- جاهزة لتنفيذ عمليات هجومية واسعة تتركز على ضرب كُـلّ ما يخص ويتبع دول تحالف العدوان “أمريكا السعوديّة الإمارات” من سفن تجارية أَو ناقلات نفط أَو قطع عسكرية، فاستمرار الحصار على الشعب اليمني سيدفع بالأمور ليكون البحر الأحمر مقبرة جماعية لسفن العدوان.
بَثُّ الرعب في دول العدوان
بدوره، يقول المتحدث باسم الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان الدكتور عارف العامري: إن تصريح فخامة المشير الركن مهدي محمد المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى -القائد الأعلى للقوات المسلحة، يأتي في سياق أنه مبني أولاً على حقائق عسكرية جاءت نتاج عمل متقن وعقيدة جهادية، يكشفها التطور المتصاعد في مفاصل القوات المسلحة الجوية والبرية والبحرية على المستويين المادي والبشري.
ويؤكّـد العامري في تصريحٍ خاص لصحيفة “المسيرة” أن ما وصلت إليه القوات المسلحة من تطورٍ لا يمثل مفخرة لليمنيين فحسب بل لكل دول محور المقاومة؛ كونها تأتي في إطار حق الرد المكفول والقدرة على ردع كل المحاولات العدائية، كما أنه من جهة أُخرى، فهي رسالة واضحة المعالم تحمل في طياتها ما تملك من قوة وبأس تبعث الرعب والرهبة في قلوب وأنفس أنظمة دول تحالف العدوان ومرتزِقتهم بشكل عام، وكذلك رسالة إلى الكيان الإسرائيلي المؤقت بشكلٍ خاص، مفادها أننا نراقب تحَرّكاتكم العسكرية الرامية إلى تحقيق السيطرة على الممرات المائية وطرق التجارة العالمية في البحر الأحمر وباب المندب وبأن هذه الأعمال العدائية مرصودة وغير مسكوت عنها.
ويحذر العامري دول تحالف العدوان بأن عليهم اليوم مراجعة رهاناتهم الخاطئة على كسر الإرادَة الوطنية وبأن بقاءهم في الأرض اليمنية والمحيط الاستراتيجي لها بات على صفيحٍ ساخن، لافتاً إلى أن تصريح فخامة الرئيس يعتبر لسان حال كُـلّ أبناء الأُمَّــة اليمنية التي رأت أنها لن تتوانى لحظة في الذود عن أرضها وعرضها ومواصلة الجهاد في سبيل الله والوطن، حتى تحرير كامل الأرض التي لم تعد سهولها وهضابها وجبالها وبحورها للنزهة.
*المسيرة- محمد الكامل