صمود وانتصار

من وحي عرض وزارة الداخلية.. إستقرار المناطق الحرّة يضاهي ويفوق دولاً لا تعيش الحرب والحصار

من وحي عرض وزارة الداخلية.. إستقرار المناطق الحرّة يضاهي ويفوق دولاً لا تعيش الحرب والحصار

الصمود../

خرج العرض العسكري الذي نظمته وزارة الداخلية أمس الأول لتشكيلاتها الأمنية بذلك المشهد المهيب ليمثل تتويجا لإنجازات القوى الأمنية التي استطاعت أن تحققها طوال الفترة الماضية في ظروف استثنائية وفي ظل عدوان وحشي وحصار مطبق على البلاد.

تمكنت وزارة الداخلية من تطبيع الأمن والاستقرار بفضل الله مقابل الفوضى الأمنية التي تشهدها المناطق الخاضعة لسيطرة تحالف العدوان وحالة الاحتراب بين الفصائل التابعة لتحالف العدوان.

قبل ثورة 21 سبتمبر كانت وزارة الداخلية والقوى الأمنية خاضعة للتقاسم الحزبي ومراكز القوى وكانت تحترب فيما بينها لكن الثورة وحّدت القوة الأمنية وطورت أداءها بشكل ملحوظ ومتميز.

وتمكنت خلال السنوات الثماني الماضية من ضرب أوكار القاعدة وداعش وأحبطت مخططات استهداف العدوان للجبهة الداخلية لم يقتصر دور الأجهزة الأمنية في ظل ثورة 21 سبتمبر على حربها ضد الإرهاب بل توسعت أهدافها ومهماتها في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار وتثبيت السكينة العامة، حيث تراجعت في ظل هذه الثورة الكثير من الظواهر السلبية التي لازمت سلطات ما قبل الثورة – لسنين طويلة – من قبيل ظاهرة الفساد والثارات، واختفت تماما ظواهر مزمنة من قبيل ظواهر السطو المسلح، وقطع الطرقات، وبراميل ما يسمى بالقطاعات والتقطعات، وحافظت الثورة الخالدة على مؤسسات الدولة وعلى الممتلكات العامة والخاصة في فترة ما قبل العدوان واحتفظت بهذه المكاسب في ظل العدوان.

وتشير الإحصائيات إلى أن جرائم التقطع في عصر ما قبل ثورة الـ21سبتمبر2014 بلغت بالآلاف وكانت الجرائم تحدث بشكل يومي ويتم قتل المسافرين ونهب ممتلكاتهم بماء بارد ودون أن يلاحق عناصر النهب والتقطع حيث بلغت جرائم التقطعات لعام 2012 على سبيل المثال لا الحصر عدد (1320) جريمة نتج عنها نهب (756) سيارة، وهذا رقم بسيط لعدد مهول من الإحصائيات لبقية الأعوام السابقة واللاحقة لتلك الأعوام الماضية.

 

إنجازات رغم العدوان

ما وصلت إليه وزارة الداخلية اليوم رغم العدوان والحصار وتداعياتهما من مستوى متطور بات يثير مخاوف العدو يعكس حجم الجهود الأمنية التي بذلها رجال الأمن منذ ثورة 21 سبتمبر 2014م، للوصول إلى هذا المستوى الكبير من الإنجازات الأمنية والتي أفشلت محاولات العدوان الكثيرة لضرب الأمن والاستقرار في المناطق الحرة.

وتبين الإحصائيات والأرقام، للعمليات التخريب والإرهاب التي حاول العدو تنفيذها أن ذلك العدو لم يكن يدرك النتيجة العكسية، التي سيتلقاها، جراء تصعيده في خلخلة الأمن الداخلي، وتوسيع دائرة الفوضى، حيث بلغت حجم الاغتيالات والإخفاء القسري ثمانية آلاف و132 عملية اغتيال وإخفاء قسري وهذه الأرقام من إحصائية أمنية للفترة من 1990 حتى 2014م من بينها 138 من الإعلاميين وفيها العشرات من الأكاديميين والمئات من القيادات العسكرية والأمنية والمشائخ والشخصيات الدينية والتربوية.

وفي حصيلة للفترة ما بين 2012-2014، كان عدد عمليات الاغتيال (300عملية) كان ضحيتها (500مستهدف)، وسجلت العمليات الانتحارية خلال تلك الفترة (630) راح ضحيتها (3800 مستهدف)، كما دمرت وأسقطت (40) طائرة عسكرية ، خلفت (50 قتيلا) ما بين طيار ومدرب.

وبقدر تلك الفوضى ، والتعمد الفوضوي ، لزعزعة الأمن ، وتحويل اليمن إلى زنزانة تعذيب ، كانت الثورة المباركة ، تسجل انتصاراتها ، حتى فاقت التوقعات ، وصعد أسهم الإنجازات الأمنية ، لينافس الدول المستقرة ، في هذا العالم ، رغم الإمكانات الشحيحة ، والتأهيل البسيط.

 

التفاف شعبي

إن تماسك ثورة الـ21 من سبتمبر والالتفاف الشعبي الكبير ومن مختلف شرائح المجتمع اليمني حولها، وبين المقارنة في الواقع بين ما قبل الثورة في اختفاء كل تلك الأرقام والإحصائيات والمصطلحات التي كانت شائعه قبل الثورة من عمليات اغتيال وجرائم نهب وتقطع وانعدام تام للجرائم المنظمة، ولعل الجميع يدرك ذلك مقارنة بما يحصل في المحافظات والمناطق المحتلة من جرائم نهب وتقطع وقتل واغتيالات بشكل شبه يومي ولا تكاد أن تنقطع.

ولم تتوقف الإنجازات الأمنية، بل عمدت إلى تحقيق مفهوم الشرطة في خدمة الشعب، بمعناها الصحيح، وفتحت مراكز للشكاوى لضبط مخالفات وتجاوزات رجال الشرطة بما يحقق الأمن للمواطن وليس عليه وهو ما كان غائبا في الأنظمة السابقة، التي ظلت أسيرة لإملاءات العدو ورهينة لأهوائه فعاشت ذليلة خانعة بعكس حالة الشموخ والعزة والاستقرار الذي أصبح يعيشه اليمن والذي تجلى في أنصع صوره خلال العرض العسكري لوزارة الداخلية.

نائب وزير الداخلية اللواء عبد المجيد المرتضى أكد في تصريح صحفي مساء الخميس الماضي أن وزارة الداخلية قدمت الآلاف من الشهداء في حفظ الأمن والاستقرار خلال فترة العدوان وما قبلها.

وقال اللواء المرتضي إن”البلد كان قبل ثورة 21 سبتمبر، يفتقد للأمن والاستقرار في ظل انتشار حالات الاغتيالات والتقطعات إضافة إلى توسع جرائم الجماعات التكفيرية”.

وأضاف أن “العرض يرسل رسالة طمأنينة للشعب اليمني بأن القوات الأمنية حاضرة للدفاع عن أمنه وحقوقه”.
وأوضح أن الرسالة للأعداء من هذا العرض بأن مخططاته فشلت، والرهانات على ضرب الجبهة الداخلية لن يكتب لها النجاح، مبيناً أن العدوان استهدف المؤسسة الأمنية بهدف إقلاق السكينة العامة وإشاعة الفوضى.

وتابع اللواء المرتضى بالقول “ما أبداه السيد القائد من استعداد للإسهام في التعاون الأمني بأنه رسالة تعبر عن حرصه على أمن الأمة ووحدتها”.

وأشار إلى أن المناطق الواقعة تحت الاحتلال تعيش واقعا أمنيا منفلتا، بعكس ما تشهد المناطق الحرة من أمن واستقرار.

الثورة / إبراهيم الأشموري