صمود وانتصار

رسول الله.. همزة الوصل بيننا وبين الله

مقالات|| الصمود|| زيد الشُريف

رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم، هو همزة الوصل بيننا وبين الله تعالى والدليل على ذلك قول الله تعالى {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ} وقوله تعالى {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ }، لهذا عندما يحتفل الشعب اليمني المسلم بذكرى المولد النبوي الشريف بزخم جماهيري كبير بشتى الطرق والوسائل فإنه بذلك يعزز علاقته واتصاله بالله حباً واتباعاً وتعظيماً وطاعةً وتسليماً واقتداءً وفرحةً غامرة بفضل الله ورحمته المتمثلة في رسول الله محمد وهذا ما يجسده شعب الإيمان والحكمة وهو يحتفل بذكرى ميلاد خاتم الأنبياء والمرسلين بشوق ولهفة وصدق وإيمان على أرقى مستوى وبالشكل الذي لا مثيل له في العالم، معبراً عن محبته واتباعه لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليحظى بحب الله تعالى استجابة لأمر الله القائل {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ ٱللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} وتجسيداً لقول الله تعالى {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}.

 

وتعد المحبة لرسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم والاتباع له، هي السبيل والطريق للحصول على حب الله ورضوانه وجنته، العوامل مشتركة جميعها متصلة بالله تعالى، طاعة واستجابة وتسليماً وتعظيماً وشكراً لله على فضله ونعمته ورحمته المتمثلة في الرسول والرسالة وهذا يستدعي تعبيراً عملياً وسلوكياً ووجدانياً يجسد هذه المحبة وهذا الاتباع إلى مواقف عملية إيمانية، وبالطبع هذا ما يقوم به الشعب اليمني المسلم خلال هذه الأيام وهو يحتفل في الليل والنهار من شهر صفر إلى نهاية شهر ربيع الأول بذكرى ميلاد سيد البشرية رسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله في الحارات والقرى والمدن والمديريات والمحافظات بمهرجانات وفعاليات خطابية وثقافية رسمية وشعبية كلها تعبر عن الاتباع لرسول الله والشكر لله، ولا شك أنها ستؤتي ثمارها وفق ما وعد الله على لسان نبيه في قوله تعالى {فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} ومن يتبع رسول الله سيحظى بحب الله وفي المقابل سيحظى بنصره وتأييده ورعايته في الدنيا والآخرة وهذا هو ما يسعى إليه شعب الإيمان والحكمة.

 

والمحبة لرسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله والاتباع له فريضة وفضيلة إيمانية واستجابة حقيقية عملية لله تعالى والشيء المتعارف عليه أن المحبة يجب أن تترجم إلى أفعال وإلى مواقف تؤكد مصداقية هذا الحب وكذلك الحال بالنسبة للاتباع الذي يعني الطاعة والتسليم والانقياد والتأسي والاقتداء، لهذا عندما يحتفل الشعب اليمني المسلم بذكرى المولد النبوي الشريف بهذا المستوى الرفيع والفريد فهو بذلك يؤكد أنه يحب رسول الله ويتبعه ويستجيب لله تعالى الذي أمر المسلمين جميعاً بالاتباع والمحبة لرسوله ونبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليس هذا فحسب بل أن الاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف هو تعبير إيماني عن الشكر العملي لله تعالى على نعمة الرسول والرسالة وعلى فضل الله ورحمته بعباده، انطلاقا من قول الله تعالى {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}، ومعروف للجميع أن الله تعالى أرسل رسوله محمداً صلوات الله عليه وعلى آله وسلم، رحمة للعالمين فنحن كشعب يمني مسلم عندما نحيي ذكرى ميلاد رسول الله محمد الذي أرسله الله رحمة بنا فنحن بذلك نعبر عن فرحتنا وشكرنا لفضل الله ورحمته علينا.

 

لهذا يمكننا القول إن الشعب اليمني المسلم العزيز يجسد خلال هذه الأيام بالتحديد – وهو يحيي ذكرى المولد النبوي الشريف بهذا الزخم وبهذا الشكل الكبير – يجسد آية قرآنية عظيمة ومهمة تؤكد مدى العلاقة برسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله والإيمان به كرسول من عند الله تعالى وتعزيره التي تعني التعظيم والتبجيل له وكذلك النصرة له بالمال والنفس والسيف والكلمة وفي كل المجالات ثم الاتباع له والاتباع للنور والهدى الذي أنزله الله عليه لهداية الناس، كل هذا ثمرته الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة قال الله تعالى {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، وليس في هذا مبالغة أبداً عندما يقال إن الشعب اليمني يجسد هذه الآية المباركة قولاً وعملا لأن الواقع يثبت ذلك من خلال مظاهر الاحتفالات الجماهيرية الإيمانية الواسعة التي تشهدها المحافظات اليمنية خلال هذه الأيام احتفالاً بذكرى المولد النبوي الشريف والتي لم تتوقف يوماً واحداً منذ بداية شهر صفر ليتوجها يوم الثاني عشر من ربيع الأول باحتفال جماهيري مليوني يحتشد فيه الشعب اليمني بشكل استثنائي إلى ساحات الاحتفال بميلاد سيد البشرية للتعبير عن الشكر الجزيل لله تعالى على أعظم نعمة أنعم بها على عباده وهي نعمة الرسول والرسالة ونعمة الهداية.