عسكريون وسياسيون وإعلاميون: الضربة التحذيرية الطلقة الأولى لحماية الثروة اليمنية
عسكريون وسياسيون وإعلاميون: الضربة التحذيرية الطلقة الأولى لحماية الثروة اليمنية
الصمود../
مثّلت الضربةُ التحذيرية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية، الجمعة الماضية، على ميناء الضبة بمحافظة حضرموت كابوساً مرعباً للشركات الناهبة للثروة اليمنية من النفط الخام، وحملت رسائل ذات أبعاد استراتيجية سيادية ورسائل أكثر أهميّة بعد أن سبقها التحذير من قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وتحذير من القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير الركن مهدي المشَّاط.
وفيما يرى مراقبون أن صنعاء من خلال الضربة التحذيرية استطاعت إثبات المعادلة القائمة على حماية السيادة اليمنية وتلبية حقوق الشعب اليمني بالطرق المشروعة والمتاحة لديها مهما كانت ردود الأفعال المجحفة بحق أبناء الشعب يصحبها دراسة الخطوات الاستراتيجية وسط تأكيد وإصرار على المضي في منع كُـلّ عمليات النهب وطرد الشركات الناهبة للنفط اليمني وإرجاع الحقوق إلى أهلها، فقد لاقت هذه الضربة التحذيرية تفاعلاً كَبيراً ومباركة من أحرار الشعب اليمني لما لها من أبعاد ومنافع حقيقية متحقّقة على أرض الواقع تعكس مدى اهتمام قيادة صنعاء بحقوق ومطالب الشعب اليمني التي لطالما حرم من ثرواته لعقودٍ من الزمن نتيجة للسياسات والأنظمة التي كانت تخضع للهيمنة الخارجية والتبعية.
ويرى محللون عسكريون وسياسيون وإعلاميون أن تحذيرات صنعاء للشركات والدول الأجنبية التي تعمل على نهب الثورة اليمنية لم تكن تحذيرات إعلامية ولا حرباً نفسية بل قول يتبعه الفعل، كما أن القوات المسلحة اليمنية أثبتت قدرتها على حماية الثروة اليمنية وقطع أي يد أجنبية تمتد لثروة الشعب اليمني لتنهبها وتعبث بها.
عمليةٌ أنموذجيةٌ والقادم أعظم
وفي هذا السياق يقول مستشار المجلس السياسي الأعلى العلامة محمد مفتاح: سبق أن حذر قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي الأعلى تحالف العدوان من مواصلة سرقة النفط والغاز اليمني وأكّـدا بأن لدى اليمن القدرة على التصدي لأي عمليات نهب قادمة وهذا ما تم.
ويذكر العلامة مفتاح في تصريحٍ خاص لصحيفة المسيرة أن القيادة الثورية والسياسية قد أكّـدتا على أن منشآت دول تحالف العدوان غير آمنة ما استمر العدوان والحصار والاحتلال ونهب الثروات وهذا ما سيراه المعتدي قريباً بإذن الله، مؤكّـداً أن ما حصل من منع وطرد سفن العدوان من موانئ النفط اليمنية سيتم أعظم منه وأكبر على منشآت المعتدي ما دام العدوان مُستمرًّا.
فيما يقول الخبير العسكري زين العابدين عثمان: إن العملية التحذيرية التي نفذتها قواتنا المسلحة في ميناء الضبة تعتبر عملًا بطوليًّا فريدًا من نوعه وخطوة مفصلية تأتي لترجمة تهديدات القيادة ممثلة بقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- تجاه استمرار دول العدوان والشركات الأجنبية في نهب الثروات النفطية السيادية، مُشيراً إلى أن العملية أتت استجابة فورية للتهديدات وإفشال المحاولة الغبية التي نفذتها دول العدوان عبر ناقلة النفط NISSOS التي تم تسييرها باتّجاه ميناء الضبة لنهب مانحوه 2 مليون برميل من النفط الخام الذي تنتجه حقول حضرموت.
ويلفت عثمان في تصريحٍ خاص لصحيفة المسيرة إلى أن المخطّط العملياتي للعملية كان متوقفًا على “تنفيذ عمل تحذيري” بالتوازي مع المحافظة على سلامة الميناء والناقلة وطاقمها، حَيثُ نفذت وحدة الطيران المسير بعون الله تعالى وتسديده ضربة هامشية دقيقة في منطقة حساسة ومعقدة جِـدًّا حقّقت حالة ذعر وهلع لطاقم الناقلة وأرغمته على مغادرة المياه الإقليمية على الفور.
ويؤكّـد أن “هذه العملية نموذج أولي لهُــوِيَّة العمليات الاستراتيجية التي ستعتمدها قواتنا المسلحة ضد أية محاولات لنهب الثروات النفطية في المستقبل وطابعها الذي كان كتحذيرٍ عسكري يأتي لتوضيح أمرين مهمين: الأول إعطاء دول العدوان والشركات الأجنبية إنذاراً أخيراً لمراجعة الموقف قبل أية محاولة لتسيير سفنهم وناقلاتهم نحو المياه الإقليمية التي أصبحت عمليًّا منطقة موت، فيما أن الثاني تدشين حقيقي لدخول قواتنا المسلحة مرحلة العمليات واقتدارها المتكامل في تنفيذ عمليات هجومية كفيلة بضرب أية ناقلة نفط تحاول المخالفة”.
ويقولُ عثمان: “إن ما يجب أن تستوعبه دول العدوان والشركات العاملة معها أن ما بعد هذه العملية ليس كما قبلها وَستكون القوات المسلحة قد غادرت بالفعل مسار التحذير ودخلت مرحلة “التدمير” بمعنى أن الرؤوس الحربية القادمة ستضرب أهدافاً حيوية موجعة ومؤلمة لدول العدوان والشركات العاملة معها”.
وقتُ العبث والنهب انتهى
من جهته، يرى المحلل السياسي عبد الوهَّـاب الحدي، “أن الضربة التحذيرية على ميناء الضبة هي رسالة لدول العدوان والدول الراعية لعدوانهم (أمريكا وبريطانيا) قبل أن تكون رسالة للمرتزِقة بأن وقت النزهة قد انتهى ونحن الآن قادمون على المرحلة الثانية من ثورتنا وهي مرحلة بناء الدولة واستعادة مقدرات وثروات الوطن المنهوبة ونحن قادمون على انتزاع السيادة اليمنية التي ظلت طيلة 33 عاماً قبل ثورة 21 سبتمبر حديقة خلفية لكم”، مُشيراً إلى أن اليمن اليوم بعد ثورة 21 سبتمبر المجيدة دولة مستقلة ذات سيادة لها جيش يحمي مقدراتها ومكتسباتها وثرواتها ويدافع عنها.
ويقول الحدي في تصريحٍ خاص لصحيفة المسيرة: إن “الجيش اليمني قادر على فرض الحصار على جميع الدول التي شاركت بقتلة وحصاره وتجويعه وتذويق العالم ما ذاقه المواطن اليمني طيلة 8 أعوام من التجويع والحصار”، متبعاً أن ثرواتنا ملكٌ لنا وليست حكراً للبنك الأهلي السعوديّ أَو للعملاء والمرتزِقة وأن على الأعداء أن يدركوا هذا الشيء جيِّدًا كون صنعاء جادة في المضي بانتزاع حقوق الشعب اليمني وإرجاع الحق لأهله.
ويشير بقوله إلى أن ثمة أرقاماً تقول: إن ما تم نهبة يقدر بـ20 مليار دولار من الثروات النفطية طيلة 8 أعوام من زمن العدوان، مؤكّـداً أن هذا النهب والعبث لن يستمر وسيتوقف هذا العبث وأن الشعب اليمني قد قال كلمته الحاسمة وأعطى بذلك الضوء الأخضر للجيش اليمني للتصدي لأية عملية نهب تتعرض لها الثروات اليمنية في أي شبر من أرض الوطن، مُضيفاً “إننا جادون في المضي بتنفيذ ما سبق وحذرناكم منه وما حصل اليوم ليس إلَّا إنذار فقط لما سيحصل بالغد في أي ميناء من موانئ دول العدوان أَو الشركات النفطية العاملة بها أَو من تحاول نهب ثرواتنا، وكما وصلت طائراتنا المسيَّرة إلى حضرموت هي قادرة أن تصل إلى عقر داركم أن لم تستجيبوا لتحذيراتنا وترضخوا لإرادَة شعبنا وقواتنا المسلحة”.
نقلة نوعية
وعلى مستوى موازٍ يقول مستشار وزارة الإعلام توفيق الحميري: إن هذه العملية تعد نقلة هامة وشجاعة من حَيثُ أبعادها الهامة والاستراتيجية وتمثل البدء بتحقيق حلم وطني لكل يمني يتوق لأن يصبح الشعب ينعم بثرواته ويحميها جيشنا دون أن يسلب منها أي طامع شيئاً غصباً.
ويضيف الحميري في تصريحٍ خاص لصحيفة المسيرة أن للعملية مناحٍ عسكرية منها ما يتمثل في دقة التصويب ودقة توقيت وصول الطائرات المسيَّرة المتزامنة مع أدق تفاصيل تحَرّكات السفينة وهو ما يكشف دقة القدرات الاستطلاعية والقدرات التصويبية في تنفيذ العمليات وعلى أية نقطة في البحر والبر وتصديقاً لما تحدث به القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير مهدي المشاط، في خطابه يوم العرض العسكري “وعد الآخرة” في الحديدة وبالإضافة إلى حكمة وصوابية اختيار المكان المستهدف بما يتناسب مع طبيعة العملية ونوعيتها، منوِّهًا إلى أن هناك منحى سياسيًّا وسياديًّا صارماً وكان خير إجَابَة على ليندركينغ الأمريكي الذي حاول طيلة أسبوعين البحث عن موافقة من المجلس السياسي الأعلى والسماح للسفينة بالدخول وتحميل نفط الشعب.
ويشير إلى طريقة التعامل المسؤول والجاد مع السفينة بعد توجيه الإنذار عبر وسائل اتصالات الملاحة كما أن الحرص على سلامة المنشأة الوطنية المتمثلة بميناء الضبة النفطي من خلال عدم تعريضه للأضرار؛ باعتبَاره ملك الشعب مما خلق حالة ارتياح عمّت جميع المواطنين اليمنيين من أطراف المهرة إلى حجّـة حتى أبناء المهجر باركوا هذه العملية.
وفيما يتعلق بالمنحى الإنساني والاقتصادي للعملية يقول الحميري: إن مرتبات الموظفين اليمنيين لن تبقى رهينة الابتزاز السياسي الخارجي، مؤكّـداً أن العملية وضعت المرتزِقة ومموليهم في مأزق بعد أن صاروا برصيدٍ مكشوف سالب لكون العملية تعتبر إقفال حساب نهب إيرادات النفط اليمني لدى البنك الأهلي السعوديّ وإيقاف تحصيله أية إيرادات لاحقة وبصورة نهائية.
ويتوقع الحميري أن العملية أعلنت رسميًّا نقل قرار كُـلّ ما يتعلق بالنفط والغاز والثروة السيادية إلى العاصمة صنعاء رسميًّا وأن قواتنا المسلحة هي الحامي لثروة الوطن قولاً وفعلاً.
فيما يرى نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي بصنعاء العميد عبد الله بن عامر، أن من أبرز النتائج للضربة التحذيرية هي استحالة وصول أية سفينة إلى ميناء الضبة لنهب النفط بعد اليوم دون موافقة صنعاء، إضافةً إلى إمْكَانية الوصول إلى أية سفينة على طول الخارطة البحرية، ما يعني السيطرة على الحركة من وإلى جميع الموانئ، كما أنها لتجاوز هذا الوضع الاستثنائي فلا خيار أمامهم إلا التسليم بحقوق الشعب ومطالبه.
ويعلق ابن عامر في حسابه على تويتر قائلاً: “أن يصرخ المعتدي ويولول فهذا طبيعي؛ لأَنَّه من ينهب ثرواتنا دون رادع أما صراخ وعويل الأتباع فليس طبيعياً فلا يصل إليهم إلَّا الفتات ضمن حرص المعتدي على أن يظلوا تحت طائل الحاجة لتحريكهم كما يفعل اليوم وبالتالي صراخهم ليس لصالحهم بل لصالح من يعملون؛ مِن أجلِه وتحت خدمته فبئس الموقف وبئس المصير”، مُشيراً أن اليمنيبن يؤكّـدون أن علاقتهم بالبحر العربي لا تقل أهميّة عن ارتباطهم بالبحر الأحمر فالجغرافيا اليمنية متصلة برياً متحدة بحرياً ومثل هذه الحقائق لا يمكن أن تطمسها محاولة غزو أَو تمحوها تجربة احتلال.
ويضيف أن “المبعوث الأمريكي ظل منذ حوالي أسبوعين يعمل؛ مِن أجلِ السماح للسفينة للوصول إلى ميناء الضبة لنهب 2 مليون برميل من نفطكم أيها اليمنيون الأحرار فكان الرد على الأمريكي اليوم بهذه العملية التحذيرية الناجحة”، لافتاً إلى أن السفن التي تنهب النفط ترافقها المجموعات البحرية التابعة للأسطول الخامس الأمريكي المتمركزة في مياه البحر العربي.
فيما يشير الباحث في الشؤون السياسية والعسكرية العميد عبد الغني الزبيدي قائلاً: لم تضرب السفينة بشكلٍ مباشر وهذا يؤكّـد أن العملية نفذت كرسالة ولو لم تنسحب السفينة لكانت الضربة الثالثة نفذت واستهدفتها بشكلٍ مباشر، متبعاً: الأمر الثاني أن القوات المسلحة اليمنية لن تضرب أية منشأة يمنية ولكنها ستستهدف أية سفينة تنهب النفط.
ويقول الزبيدي في حسابه على تويتر: “حتى تعرفوا لماذا استهدفت السفينة التي تنهب النفط في ميناء الضبة في حضرموت فقد بلغ حجم النفط الخام المنهوب خلال الفترة منذ العام 2018 م إلى نهاية شهر يوليو 2022م بلغ نحو 130 مليوناً و41 ألفاً و500 برميل، فيما تبلغ قيمة عائداته تسعة مليارات و490 مليوناً و639 ألف دولار، حَيثُ تم توريد هذه المبالغ إلى العديد من بنوك تحالف العدوان وهذه المبالغ كافية لصرف مرتبات موظفي الدولة في مختلف المحافظات اليمنية لمدة خمس سنوات”.
تحذيريةٌ فقط
أما الناشط الإعلامي زيد الشريف فيقول: “إن ثروة اليمن لليمنيين وتحذيرات صنعاء للشركات والدول الأجنبية التي تعمل على نهب الثورة اليمنية لم تكن تحذيرات إعلامية ولا حرباً نفسية بل قول يتبعه الفعل”، مُضيفاً أن القوات المسلحة اليمنية أثبتت أنها قادرة بعون الله تعالى على حماية الثروة اليمنية وقطع أي يد أجنبية تمتد لثروة الشعب اليمني لتنهبها وتعبث بها وما حصل اليوم في حضرموت ليس إلا رسالة تحذيرية كما أكّـد ذلك متحدث القوات المسلحة اليمنية في بيان العملية.
ويضيف الشريف في تويتر أن الرسالة التحذيرية وصلت بقوة وميناء الضبة بخير والسفينة هربت مذعورة والثروة اليمنية بقيت في الحفظ والصون محمية لأهلها تحرسها القوات المسلحة والطائرات المسيَّرة اليمنية، ومن لم يعتبر من الدرس فلا يلومن إلا نفسه، مُشيراً إلى أن العملية كانت تحذيرية ولكن بالطريقة التي يجب أن يستوعبها الغزاة واللصوص وأنها تحذيرية ليس فقط لطاقم السفينة بل لكل السفن التابعة للشركات الأجنبية التي تريد نهب الثروة اليمنية وما بعد التحذير يعني الهلاك.
واعتبر العملية التحذيرية التي وجهتها القوات المسلحة اليمنية بمثابة الطلقة الأولى لحماية الثروة اليمنية بشكلٍ مباشر وصادق وفاعل ومؤثر وجاد وقد سبقها الكثير من العمليات القوية دفاعاً عن الشعب والوطن بشكلٍ عام والقادم أعظم وأعنف بعون الله، متبعاً أن الثروة اليمنية لن تكون لغير أهلها وأن من يقترب منها طامعاً في نهبها وسرقتها فالقوات المسلحة اليمنية بطائراتها المسيَّرة وصواريخها له بالمرصاد وستقوم بما يلزم، مُشيراً إلى أن السفن العسكرية التابعة لتحالف العدوان التي تمارس القرصنة ضد السفن اليمنية تحتاج إلى عملية تحذيرية كضرورةٍ قصوى وكخطوةٍ أولية للتوقف عن القرصنة.
المسيرة: أيمن قائد