ندوة في صنعاء بعنوان تيسير الزواج وأثره في بناء الأسرة ومواجهة الحرب الناعمة
الصمود | عُقدت في صنعاء، اليوم، ندوة بعنوان “تيسير الزواج وأثره في بناء الأسرة ومواجهة الحرب الناعمة”، نظّمتها رابطة علماء اليمن بالتعاون مع الهيئة العامة للزكاة.
وفي الندوة، أكد مفتي الديار اليمنية، العلامة شمس الدين شرف الدين، أهمية الندوة لتسليط الضوء على قضية اجتماعية مهمة تسهم في معالجة، ووضع الحلول لتحصين الشباب المعسر، وحمايته من الحرب، التي يشنها الأعداء، وتستهدف قيم وأخلاق المجتمع.
وشدد على ضرورة تكثيف الجهود وتسخير الطاقات والتفاعل الرسمي والشعبي لإيجاد الحلول المناسبة، واللازمة للحد من مشكلة غلاء المهور وتكاليف الزواج الباهظة، والتأسي برسول الله الذي دعا إلى التيسير في الزواج، خاصة في ظل الحرب المفتوحة والانفتاح والفساد الأخلاقي الذي يشهده العالم اليوم، ما يتطلب التحرك الفاعل لمواجهتها بكل الوسائل والطرق.
ودعا العلامة شرف الدين رجال المال والأعمال إلى دعم مثل هذه المبادرات الاجتماعية التي تتبنى تزويج الشباب المعسرين، وتسهيل إكمال نصف دينهم، والمساهمة إلى جانب الدولة والمجتمع في تيسير أمور الناس وقضاء حوائجهم.
واعتبر السعي في ذلك من القربات إلى الله تعالى، كونه يصب في جانب تحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي .. لافتاً إلى أن الإسلام رعى واعتنى بمسألة الزواج لارتباطها بحياة الناس، وبناء الأسرة التي تعد نواة لبناء المجتمع.
من جانبه، أشاد رئيس الهيئة العامة للزكاة، الشيخ شمسان أبو نشطان، بدور رابطة علماء اليمن في انعقاد الندوة التي تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية تسيير الزواج، وتخفيف معاناة الفقراء والمساكين، ومحاربة الظواهر السلبية في الأعراس من التبذير والإسراف.
وأكد أن المغالاة في المهور والمبالغة في تكاليف الزواج جريمة اجتماعية تجعل من الأعراس والأفراح محطات مشحونة بالهم والحزن والألم.
وأشار إلى العقبات التي تقف في طريق الزواج، نتيجة عادات وتقاليد سائدة في المجتمع، بعضها قديمة وأخرى وافدة عليه، وجميعها تتنافى مع الشريعة السمحاء، وتتعارض مع الصالح العام لما توجده من مشاكل خطيرة تهدد المجتمع وتدمر منظومة الأخلاق والقيم، وتقود الشباب إلى وحل الخطيئة.
ولفت أبو نشطان إلى أهمية دور العلماء في التوعية إلى جانب دور الإعلام في إرشاد الناس، وتعزيز وعيهم في محاربة الظواهر والعادات السيئة في تكاليف الزواج وتيسير المهور، بما يسهم في تحصين الشباب.. مبيناً أنه بعد أيام سيصل خير الزكاة إلى تسعة آلاف و400 عريس وعروس في مختلف المحافظات.
وقُدمت في الندوة، بحضور عدد المسؤولين وعلماء وشخصيات اجتماعية، ثلاث أوراق عمل الأولى لمستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى، العلامة محمد مفتاح، تناول فيها المسؤولية الشعبية والرسمية في تيسير الزواج.
وأكد ضرورة إيجاد حراك فكري وثقافي لتسهيل أقدس شعيرة اجتماعية والحد من تكاليف الزواج، التي تمثل عبئاً على كاهل الأسرة والمجتمع.
واعتبر العلامة مفتاح غلاء المهور وتعسير الزواج والمبالغة في الاحتفال بالعرس ظاهرة اجتماعية سلبية ومقيتة ينبغي على الجميع تحمل المسؤولية لمحاربتها.. لافتاً إلى الآثار السلبية التي تسببها هذه الظاهرة على واقع حياة الفرد والمجتمع.
وأوضح أن مثل هذه المشاريع تسهم في تعزيز ترابط وتماسك المجتمع وفي مواجهة المؤامرات التي تستهدف إفساده وإبعاده عن قيمه وعاداته المنبثقة من الدين الإسلامي الحنيف.
فيما تناولت الورقة الثانية، التي قدّمها نائب وزير الإرشاد العلامة فؤاد ناجي دور الهوية الإيمانية في توعية المجتمع بمخاطر الحرب الناعمة، كون ذلك سلاحاً في مواجهة هذه الحرب من خلال التمسك بقيم وتعاليم النبي الكريم والدين القويم.
واعتبر تيسير الزواج جزءاً من الهوية الإيمانية للأمة.. مبيناً أن الأمة تتعرّض لغزو فكري يصدّره الأعداء للسيطرة عليها وحرفها عن مسارها الديني والثقافي والاجتماعي، ونشر الفوضى وسلخ الجيل المسلم من معتقداته وهويته.
وأكد العلامة ناجي أن التمسك بالدين الإسلامي وتعاليمه واتباع ما جاء به الله على لسان نبيه، ومن ذلك تيسير الزواج إحدى وسائل مواجهة الحرب الناعمة.
في حين تطرّقت الورقة الثالثة، التي قدمها عضو رابطة علماء اليمن طه الحاضري، إلى سبل مواجهة الحرب الناعمة التي يمارسها الأعداء، وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل، على الشعوب بأساليب وطرق عديدة ومختلفة، بهدف تجريد المجتمع الإسلامي من إيمانه وارتباطه بالله.
وأشار إلى أن من أهم المداخل، التي يركّز عليها الأعداء في الحرب الناعمة، مفهوم الحرية وما ينطوي عليها من مفاهيم وسلوكيات كالزواج الذي تم تصويره بأنه نوع من أنواع القيود وغير ذلك من المسميات الرامية تلميع ونشر العادات والثقافات السيئة والمنحلة.
واعتبر الحاضري تيسير الزواج أداة من أدوات المواجهة لخطر الحرب الناعمة إلى جانب الاقتداء والتأسي برسول الله واتباع تعاليم الإسلام الذي يحفظ للناس كرامتهم ويعد النظام الحقيقي لتنظيم حياتهم وسعادتهم، وتحصينهم من الانحراف والأفكار الضالة.