الجنوب المحتل.. فوضى أمنية صادمة وجرائم ممنهجة
الصمود | / تقرير / أمين النهمي
فوضى أمنية صادمة ووضعا كارثيا تعيشه المحافظات الجنوبية المحتلة على مختلف الأصعدة الأمنية والخدمية والصحية وغيرها منذ سيطرة قوى الغزو والاحتلال على مدينة عدن وبقية المحافظات في أغسطس 2015م، والتي اتخذت شعار الإنسانية عباءة لتغطية جرائمها الوحشية، ونهب الثروات النفطية والغازية والبحرية، وتدمير كل ما يمت للهوية اليمنية بصلة.
وتأتي هذه الفوضى الأمنية التي تشهدها المحافظات الجنوبية المحتلة، جراء غياب أبسط المعايير المطلوبة لتواجد سلطات الدولة، وفي ظل حضور واسع للمليشيات المتناحرة متعددة الولاءات، بالإضافة إلى عناصر تنظيمي القاعدة وداعش إحدى أدوات تحالف العدوان والحرب على اليمن.
ولا يكاد يخلو يوم في تلك المناطق دون حدوث جريمة اغتيال أو اغتصاب لنساء وأطفال أو عمليات اختطاف وإخفاء قسري، بالإضافة إلى السطو المسلح، وانتشار عصابات لنهب البيوت والمحلات التجارية والمواطنين، وإنشاء السجون السرية للاحتلال لتعذيب أبناء الجنوب بأبشع وسائل التعذيب الأمريكية.
ويعكس الانفلات الأمني الذي تعيشه المحافظات الجنوبية المحتلة واقع الصراع المحتدم بين الأدوات الموالية لقوى الغزو والاحتلال، والذي أصبح كابوسا مزعجا بالنسبة للمواطنين في تلك المناطق، وأدى إلى انتشار حالة الرعب والخوف في أوساطهم.
وبحسب إحصائية رصدها “الجنوب اليوم” على مدار الأسبوع المنصرم، تبين أن أكثر من 20 حادثة انفلات أمني متعلقة بصراع الفصائل المسلحة الموالية للاحتلال السعودي الإماراتي معلنة، والضعف حوادث ذات طابع جنائي وقعت في المحافظات الجنوبية ما بين جرائم اغتيال وعمليات نهب وسطو وابتزاز واعتقال خارج القانون واختطاف، ومداهمة منازل واعتداء واعمال تخريبية وتفجيرات ناتجة عن زراعة عبوات ناسفة ومواجهات مسلحة بين فصائل وعصابات مسلحة، يضاف إلى ذلك استمرار جرائم التقطع في الطرقات العامة، وانتشار عصابات ترويج المخدرات والحشيش بشكل مخيف في أوساط شباب عدن، الأمر الذي زاد من معدل جرائم القتل والاغتصابات والخطف والانفلات الأمني وإقلاق السكينة العامة.
اليوم اصبحت مدينة عدن وبقية المحافظات الجنوبية المحتلة تغرق في الفوضى الأمنية، وتردي وغياب تام للخدمات الاساسية، وارتفاع معدل أسعار الغذاء إلى أعلى المستويات وسط غياب أي حلول، وتدهور الوضع المعيشي، والقيمة الشرائية للعملة المطبوعة، وغياب أي مفهوم يسمى السلطات المحلية، والأكثر من ذلك هو فقدان للهوية اليمنية، والتي يدير شؤونها الضباط الإماراتيين، وأصبح المجتمع الجنوبي مجرد متلقي ما سيقدمه له الهلال الأحمر الإماراتي، وليس فضلا ولا منا منهم، بل هو من خيرات ثروة النفط والغاز والثروة البحرية.
يأتي ذلك في ظل القبول بالمحتل الأجنبي الذي عمل على انتهاك العرض والكرامة، وسلب القرار السياسي لليمن وفوق كل هذا ينهب الثروة، ويتصدق عليهم بفتات من السلات الغذائية، والتي قد تكون اللوحات الدعائية أكثر كلفة مما يقدمه لأبناء المحافظات الجنوبية.
وختاما فإن المطلوب من أحرار الجنوب، اليوم، توحيد الصفوف والتحرك الواسع لانتفاضة شعبية جارفة تنهي الاحتلال وتسقط كل مشاريعه وأدواته ومرتزقته ومليشياته واستعادة السيادة والقرار، و«على الله فليتوكل المؤمنون».