إنجازات كبيرة ومذهلة رغم الظروف والتحديات
مقالات|| الصمود|| زيد الشُريف
ثلاثة أحداث استثنائية كبيرة وعظيمة ومذهلة خلال أقل من ثلاثة أشهر لم يحصل مثلها في تاريخ اليمن بل والمنطقة العربية بشكل عام، الحدث الأول العروض العسكرية للقوات المسلحة اليمنية التي أقيمت في صنعاء والحديدة ومختلف المناطق العسكرية والتي كشفت حجم التطور والقوة العسكرية اليمنية في العدة والعتاد والصناعات العسكرية اليمنية المتنوعة والحديثة والفتاكة الصاروخية والجوية وغيرها، والتي كشفت للجميع أن القوات المسلحة اليمنية في حالة بناء وقوة متصاعدة رغم العدوان والحصار، والحدث الثاني هو الحشود الجماهيرية المليونية التي أحيت ذكرى المولد النبوي الشريف في صنعاء ومختلف المحافظات اليمنية بشكل ليس له نظير على مستوى العالم العربي والإسلامي، والتي أكدت للجميع أن الشعب اليمني في حالة توحد وقوة وتمسك بهويته الإيمانية وعوامل قوته الحقيقة المرتبطة بالله ورسوله وكتابه وأعلام هديه وأنه ثابت على دينه ومواقفه المحقة مهما كانت الظروف والتحديات، والحدث الثالث هو العرس الجماعي الكبير الذي ضم اكثر من عشرة آلاف عريس وعروس من الفقراء والمساكين من مختلف المحافظات اليمنية برعاية الهيئة العامة للزكاة، والذي يعبر عن التكافل والتعاون على البر والتقوى والتغلب على الظروف الصعبة التي صنعها العدوان والحصار، هذه الأحداث الثلاثة المهمة والكبيرة تؤكد بلسان الحال والمقال أن الشعب اليمني الصامد وجيشه وقيادته يعيش حالة اعتصام وعمل وبناء وانسجام وقوة إيمانية ونفسية ومعنوية تجسدها المواقف العظيمة رغم التحديات.
بعيداً عن التعاطي الإعلامي المتعارف عليه في البلاد العربية القائم على الاستغلال والتزييف والتضليل وإعطاء الأمور اكبر من حجمها بهدف كسب ود المجتمع وتطويعه للسلطات كيفما كانت الظروف إلا أن الحقيقة والواقع في اليمن يختلف، فهناك أحداث ومواقف ومتغيرات قوية وكبيرة ومهمة تستحق التوقف عندها والنظر إليها من زاوية الإنصاف وأخذ الدروس والعبر منها، فالوضع استثنائي في اليمن بكل المقاييس وفي مختلف المجالات وأهمها المجال الاقتصادي نتيجة الحصار الشامل الذي تفرضه دول تحالف العدوان على الشعب اليمني منذ سنوات، وعلى الرغم من قساوة الظروف إلا أن هناك إنجازات ومواقف عظيمة جداً حققها الشعب اليمني وقيادته الثورية والسياسية وقواته المسلحة على مختلف الأصعدة العسكرية والاجتماعية والأمنية وغير ذلك، ومن خلال المعطيات العملية الكبيرة والمذهلة التي عاشها الشعب اليمني وشاهدها العالم بكله خلال هذه الأشهر نستطيع القول أن هذا الشعب بثقته بالله واعتماده عليه وبصموده وثباته وهويته الإيمانية وثقافته القرآنية ومواقفه الجهادية وحكمة وشجاعة قيادته استطاع أن يفرض نفسه بقوة ويتغلب على التحديات ويقهر الطواغيت والمستكبرين ويفشل مخططاتهم ومؤامراتهم التي تعمل على تركيعه بكل الطرق والوسائل.
لم تستطع دول تحالف العدوان بإمكانياتها العسكرية والمادية الكبيرة والهائلة ولا بجرائمها الوحشية ولا بحصارها الاقتصادي الظالم أن تركع الشعب اليمني المسلم الصامد أو تقهره أو تتغلب عليه، على مدى ثمان سنوات من العدوان والحصار والطغيان فشل تحالف العدوان في تحقيق أهدافه الاستعمارية والتي من أهمها وأبرزها إذلال الشعب اليمني وتجريده من حريته وكرامته واستقلاله وهويته الإيمانية، حيث أثبت الشعب اليمني الصامد الصابر المجاهد بعزيمته وثقته بالله أنه عصي على الغزاة والمستكبرين وأنه قوي بقوة الله تعالى، وقد كانت الأحداث والمواقف والإنجازات التي حققها هذا الشعب خلال الأيام والأشهر القريبة الماضية بالتحديد ومن أهمها وأبرزها العروض العسكرية الضخمة والحشود المليونية في ذكرى المولد النبوي الشريف والعرس الجماعي الكبير الذي ضم أكثر من عشرة آلاف عريس وعروس برعاية الهيئة العامة للزكاة، كانت هذه الإنجازات والمواقف العظيمة بمثابة دروس وعبر ورسائل مهمة تشهد وتؤكد على قوة وصلابة وثبات وتماسك وعزيمة هذا الشعب الصامد وقدرته على مواجهة التحديات وقهرها بعون الله.
ما يحصل في الواقع اليمني على المستوى العسكري والأمني والاجتماعي من بناء وتطوير وتنام للقوة والقدرات وتكافل وتعاون واعتصام جماعي يدل على أن القيم والمبادئ الإيمانية والإنسانية والأخلاقية التي تولد من رحم الهوية الإيمانية والثقافة القرآنية هي التي تحرك هذا المجتمع لصناعة أحداث عظيمة وإنجازات كبيرة، إضافة إلى أن عامل الحكمة والرشد والإيمان وروح المسؤولية الصادقة التي تتمتع بها القيادة ممثلة في السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي- يحفظه الله- ساعدت على أن يتحرك الشعب اليمني في مسارين: الأول الدفاع عن الوطن والحرية والكرامة وخوض غمار المعركة في مواجهة تحالف العدوان ومرتزقته، والمسار الثاني البناء والتطوير وتفعيل مبدأ التكافل والتعاون في ما بين أبناء المجتمع اليمني عبر الهيئة العامة للزكاة والهيئة العامة للأوقاف والهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء ومختلف الهيئات والمؤسسات التي تعمل في العديد من المجالات الزراعية والاقتصادية بهدف التخفيف عن المواطن اليمني أعباء العدوان والحصار وكذلك التحرك لتحقيق الاكتفاء الذاتي ورغم شحة الإمكانات ورغم الظروف والحصار والعدوان إلا أن الشعب اليمني لم يستسلم للعدو ولم ينتظر المجهول ولم يركع أمام التحديات بل عمل على مواجهتها والتغلب عليها وحقق إنجازات كبيرة ومشواره مستمر في الصعود نحو الأعلى وسيحقق المزيد لأنه يعتمد على الله ويتوكل عليه.