نتائج الاجتماع الوزاري السابع لمنتدى التعاون الصيني العربي والعلاقات الصينية اليمنية
الصمود | صنعاء | 14 / 5 / 2016 م
تلقى السفير الصيني لدى اليمن تيان تشي مقابلة مع وسائل الإعلام اليمنية يوم 13 مايو في الكويت، وقدم نتائج الاجتماع الوزاري السابع لمنتدى التعاون الصيني العربي وتأثيراتها في العلاقات الصينية العربية والعلاقات الصينية اليمنية، وهذا المضمون الرئيسية:
السؤال: حقق الاجتماع الوزاري السابع لمنتدى التعاون الصيني العربي المنعقد في يوم 12 مايو نجاحا كبيرا، أصدر الجانبان إعلان الدوحة الذي يخطط الاتجاه لتعاون الجانبين، كما أن الدول العربية تعرب عن دعمها لموقف الصين في قضية بحر الصين الجنوبي في إعلان الدوحة. ما رأيك في نتائج هذا الاجتماع؟
الجواب: إن الاجتماع الوزاري السابع لمنتدى التعاون الصيني العربي هو أول حوار سياسي رفيع المستوى بين الصين والدول العربية بعد زيارة فخامة الرئيس الصيني شي حين بينغ للشرق الأوسط في أوائل هذا العام، وهذا الاجتماع مهم جدا لتنفيذ نتائج الزيارة وتعزيز الحوار والتعاون وتحسين بناء المنتدى.
يصادف هذا الاجتماع الذكرى ال60 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين والدول العربية، يؤكد الجانبان مرة أخرى عن رغبة مشتركة لتعزيز الصداقة التقليدية وتعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة، وتم التوقيع بين الجانبين على إعلان الدوحة والبرنامج التنفيذي للأعوام 2016-2018 ، ويمكن القول إن الاجتماع حقق نتائج مثمرة جدا، ومعظمها هي:
الأول، تعزيز الثقة السياسية المتبادلة والتعاون الاستراتيجي بين الجانبين الصيني العربي بشكل متزايد. يدعم كلا الجانبين بعضهما البعض لحماية المصالح الجوهرية ومصالح الأمة، ويدعم تخفيف توتر الوضع الإقليمي عبر الحوار السياسي. وتؤكد الدول العربية على دعمها مرة أخرى لسيادة الصين وسلامة أراضيها، وتعارض القوى المتطرفة الدينية والقوى الانفصالية العرقية وأنشطتها التي تضرّ الصين ووحدتها. تدعم الدول العربية مساعي الصين والدول المعنية لإجاد حل سلمي للنزاعات على الأراضي والمياه الإقليمية عبر المشاورات والمفاوضات الودية. تؤكد على ضروية احترام الحق الذي تتمتع به الدول ذات السيادة والدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار في اختيار سبل تسوية النزاعات بإرادتها المسقلة. تدعم الصين بثبات جهود الدول العربية في استعادة الحقوق الوطنية المشروعة، بما فيه إقامة دولة فلسطين المستقلة. ويرى كلا الجانبين أنه يجب إيجاد حل سياسي لقضية سوريا والقضية اليمنية وغيرهما من القضايا الإقليمية الساخنة عبر التشاور الودي.
الثاني، وافق الجانبان على بذل كل الجهود لتنفيذ نتائج زيارة الرئيس شي جين بينغ وتعزيز بناء “الحزام والطريق”، وتعزيز تشكيل معادلة تعاون “1+2+3” المتمثلة في اتخاذ مجال الطاقة كالمحور الرئيسي ومجالي البنية التحتية وتسهيل التجارة والاستثمارات كجناحين و3 مجالات ذات تكنولوجيا متقدمة تشمل الطاقة النووية والفضاء والأقمار الاصطناعية والطاقة الجديدة كنقاط اختراق، وتعزيز التواصل والتبادل والتعاون في مجال الطاقة والتبادل الثقافي والإنساني، وذلك من أجل التطور المشترك وتحقيق نهضة الأمة الصينية والأمة العربية.
ثالث، وافق كل الجانبين على تعزيز بناء منتدى التعاون الصيني العربي، ودفع التعاون في 36 مجالا متعلقا في البرنامج التنفيذي، خاصة في مجال الحضارة والثقافة والإعلام والفن والصحة والتكنولوجيا وغيرها من المجالات.
السؤال: تتغير العلاقات الدولية المعاصرة بشكل سريع، ولكن العلاقات العربية الصينية تتطور تطورا جيدا دائما، ويتطور التعاون وعلاقات الصداقة بين الجانبين تطورا أسرع بعد تأسيس منتدى التعاون الصيني العربي خاصة، فما هو القوة الدافعة له؟
الجواب: تتمتع العلاقان الصينية العربية الجيدة بقوة قوية وأفق واسع للتطور، إن الصين والدول العربية كلها من الدول النامية، لديها تاريخ مماثل ورغبة مشتركة للتطور، وطريق الحرير القديم جمع بين الجانبين قبل ألف سنة، ويحافظ الجانبان على التعاون الجيد في مجال السياسة والاقتصاد والحضارة منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين.
الأول، ظلت الصين والدول العربية يدعم بعضهما البعض ويساعد بعضهما البعض. ظلت الصين تدعم الدول العربية في استكشاف الطرق التنموية التي تتناسب مع ظروفها الوطنية وبإرادتها المستقلة، وتدعم جهودها في استعادة الحقوق الوطنية المشروعة، بما فيه إقامة دولة فلسطين المستقلة. وفي المقابل، قدمت الدول العربية دعما غاليا للصين فيما يتعلق بمصالحها الحيوية وشواغلها الكبرى. ولغاية اليوم، أقامت الصين علاقات استراتيجية مع 8 دول عربية، وانضمت 7 دول عربية إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية كعضو مؤسس.
الثاني، إن طبيعة التعاون الاقتصادي الصيني العربي متمثلة في المنفعة المتبادلة والكسب المشتركة والتطور المشترك. الأن، تُعد الدول العربية أبرز شريك التعاون للصين في مجال الطاقة، وأحد أهّم الأسواق للمقاولة الهندسية والاستثمار وراء البحار. قد أصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري للدول العربية ككل وأكبر شريك تجاري لـ10 دول عربية. وخاصة بعد طرح الرئيس شي جين بينغ فكرة تشارك الصين والدول العربية في بناء استراتيجية “الحزام والطريق”، حقق التعاون الثنائي تطورا سريعا جدا من حيث “العرض والسرعة والعمق”.
الثالث، لدى الصين والدول العربية تاريخ مماثل وحضارة مماثلة. تتمتع الصين والبلدان العربية برصيد وافر في البعد الثقافي، ولا يحبذان نظرية التفوق الحضاري والتصادم بين الحضارات، بل يدعوان إلى التنوع الحضاري. في هذا السياق، أقام الجانبان عديدا من آليات التعاون في إطار المنتدى، وفي مقدمتها ندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية ومؤتمر الصداقة والمهرجانات الفنية، الأمر الذي يحرك التطور الحيوي للتواصل الثقافي بين الجانبين. كما نظم الجانبان سلسلة من فعاليات التواصل الودي في إطار سنة الصداقة الصينية العربية في عامي 2014 و2015.
السؤال: إن هذا الاجتماع الوزاري حقق نجاحا كبيرا، وما تأثيراتها للعلاقا الصينية اليمنية؟
الجواب: إن العلاقات الصينية اليمنية هي جزء مهم للعلاقات الصينية العربية، إن الصين واليمن كلاهما من الدول ذات الحضارة القديمة، ويحافظان على العلاقات الجيدة منذ فترة طويلة. ونتائج هذا الاجتماع الوزاري ستفضي قوة قوية للعلاقات الصينية اليمنية. إن الصين على استعداد لتعزيز التعاون على مستوى العلاقات الثنائية وإطار منتدى التعاون الصيني العربي. وفي الوقت الراهن، إن اليمن في المرحلة الحاسمة لإنهاء الحرب وتحقيق السلام، إن الجانب الصيني يدعو إلى حل القضية اليمنية عبر الطريق السياسي، ويدعم بثبات مختلف الأطراف أن تتوصل إلى حل يتناسب مع الظروف الواقعية اليمنية وتراعي مصالح الأطراف المختلفة، وتدعم الصين عملية إعادة البناء الاقتصادي وستشارك فيها بشكل إيجابي، وستقدم الصين ما في وسعها من مساعدات ودعم لليمن، وستتعاون الصين مع اليمن لتعزيز بناء “الحزام والطريق” وتساعد اليمن على التطور الاقتصادي وتحسين معيشة الشعب وتحقيق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك والتطور المشترك.