حراك أمريكي ــ أوروبي نشط: لا تفريط بالهدنة
حراك أمريكي ــ أوروبي نشط: لا تفريط بالهدنة
الصمود../
تبدو الولايات المتحدة، وفق الحراك الديبلوماسي الذي تقوده في المنطقة، مستميتةً لتمديد الهدنة في اليمن وتوسيع نطاقها، ليس لشيء إلّا مخافة تأثُّر إمدادات الطاقة، في ظلّ تزايد التحذيرات في هذا الإطار، وآخرها ما جاء في تقرير صادر عن «مجموعة الأزمات الدولية». ويوازي الحراك الأميركي، مفاوضات يرعاها الاتحاد الأوروبي في الأردن، تهدف هي الأخرى إلى «استعادة مسار عملية التسوية، والعودة إلى تمديد الهدنة».
ضاعف استمرار الهدنة في اليمن عالقةً بين التمديد والانهيار، مخاوف الولايات المتحدة من العودة إلى التصعيد العسكري، وهو ما دفعها إلى إيفاد مبعوثها، تيم ليندركينغ، مجدّداً إلى المنطقة، في أعقاب تعثّر الجهود الإقليمية والدولية لتثبيت التهدئة. وتزامنت عودة ليندركينغ إلى المنطقة، وزيارته الرياض وأبو ظبي، مع حراك ديبلوماسي يقوده السفير الأميركي لدى اليمن، ستيفن فاجن، الذي التقى، خلال الأيام الماضية، عدداً من مسؤولي الحكومة الموالية لـ«التحالف» في العاصمة السعودية، حيث ناقشوا التداعيات الناجمة عن قرار صنعاء وقْف إنتاج النفط وتصديره من الموانئ الجنوبية.
ويرى مراقبون أن مهام مبعوث الولايات المتحدة لا تتجاوز الحفاظ على قرار وقف إطلاق النار، وتجنّب أيّ تصعيد من شأنه الإضرار بإمدادات الطاقة.
واتهمت وزارة الخارجية الأميركية «أنصار الله»، الأسبوع الماضي، بـ«تهديد» الملاحة البحرية، كما تولّت التحريض على الحركة في مجلس الأمن الدولي. وردّاً على ما تقدَّم، اتهمت وزارة الخارجية في حكومة «الإنقاذ الوطني»، في بيان، واشنطن بـ«تقويض جهود السلام وإفشال الجهود الإقليمية والدولية التي تُبذَل في سبيل تمديد الهدنة»، مبديةً استغرابها من ادّعاء الخارجية الأميركية الحرص على تحقيق السلام في اليمن. ووفق البيان، فإن «تصريحات أميركا وانتقاداتها وانحيازها الواضح لدول العدوان السعودي – الإماراتي، يؤكد أنها لا تريد وقف العدوان».
وفي موازاة الحراك الأميركي، يرعى الاتحاد الأوروبي، وفق مصادر ديبلوماسية مطّلعة، مشاورات جديدة في الأردن لتمديد الهدنة، تجري بحضور المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبيرغ، الذي أنهى جولة جديدة إلى المنطقة الأسبوع الماضي. ونقلت وسائل إعلام إماراتية، عن مصادر ديبلوماسية، قولها إن المشاورات الجارية في الأردن، «تهدف إلى توحيد وتنسيق الجهود الدولية من أجل استعادة مسار عملية التسوية والعودة إلى تمديد الهدنة وتوسيعها والانتقال نحو مفاوضات سلام دائم في اليمن». ووفق المصادر، فإن «المجتمع الدولي يريد الانتقال بالمشاورات اليمنية إلى مرحلة متقدّمة بعيدة من التفاصيل التي تقود إلى خلافات بين الأطراف اليمنيين».
من جهتها، حذّرت «مجموعة الأزمات الدولية»، في تقريرها الشهري، من مخاطر انهيار الهدنة على أمن الطاقة، مشيرةً إلى أن «فشل المساعي الإقليمية والدولية في تمديد الهدنة يضاعف من خطر وقوع هجمات إقليمية على أيدي صنعاء، وتَجدُّد القتال في الخطوط الأمامية بين أطراف الصراع».
وبحسب المجموعة، فإن «تهديدات صنعاء باستهداف شركات الطاقة الدولية العاملة في المملكة السعودية والإمارات لا تزال قائمة»، معتبرة أن استهداف الضبة يعزّز مخاطر أيّ تصعيد مقبل بين صنعاء و«التحالف»، لا سيما وأن شركات وإمدادات النفط السعودي والإماراتي تشكّل أهدافاً عسكرية لـ«أنصار الله».
مع هذا، يستبعد مراقبون عسكريون في صنعاء انهيار اتفاق وقف إطلاق النار قبل وأثناء انطلاق فعاليات كأس العالم في قطر، أواخر الشهر الجاري. وتحاول الولايات المتحدة، منذ أيّام، تطمين الشركات الملاحية بالعودة إلى نقل النفط اليمني بعد حظر تصديره من قِبَل صنعاء. ووفقاً لمصادر مقرّبة من حكومة عدن، فإن هناك مقترحات أميركية لتولّي قواتها حماية الموانئ التي يتمّ عبرها تصدير النفط اليمني.
*المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية