صمود وانتصار

كاتبة فرنسية تكشف مفاجأة صادمة عن أموال عائلة علي عبدالله صالح في العواصم الغربية والإمارات

كاتبة فرنسية تكشف مفاجأة صادمة عن أموال عائلة علي عبدالله صالح في العواصم الغربية والإمارات

الصمود../

نشرت الكاتبة الفرنسية “هيلين لاكنر” والأكاديمية والباحثة المعروفة في الغالب بعملها في الشرق الأوسط واليمن على وجه الخصوص، كتاب حمل اسم “اليمن-الفقر والصراع”، تناولت فيه تاريخ الصراعات في اليمن حتى الحرب السعودية الحالية.

وأكدت أنها تتابع وتحلل تطور البلاد على مدى العقود الخمسة الماضية.. وأنها وضعت المجتمع اليمني دائماً في قلب نهجها، بدلاً من المصالح الجيوسياسية أو المساومة بين النخب.. تتميز باهتمامها بالناس العاديين وسبل عيشهم..

وتناولت على وجه الخصوص قضايا الاقتصاد الجزئي الريفي والحضري، ومستوى المعيشة، وندرة المياه، والتنمية.

وأفادت أن كتابها هو مساهمة أساسية في كسر الصمت المحيط بالصراع اليمني.. وأن الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، قد جمع مليارات الدولارات خلال فترة حكمه التي استمرت 33 عاماً حتى أطاحت به انتفاضة شعبية في عام 2012.

وذكرت أن الاختفاء السياسي لصالح وقتله في عام 2017، لم يسمحا له بإعادة هذه المبالغ الكبيرة المنهوبة من الشعب اليمني.. ومع ذلك أبناء وأحفاد الحاكم الساقط يديرون ثروته حالياً.. الأرض والممتلكات التي يسيطر عليها أفراد عائلته في العواصم الغربية والإمارات ليست سوى قمة جبل جليدي.. وهذا يرمز إلى إحدى المشاكل العديدة التي يواجهها اليمنيون من حيث توزيع الثروة والميزانية الوطنية والاقتصاد اليمني.

وأوردت “لاكنر” أن الدول الغربية وشركات الأسلحة سهلت حرباً مدمرة في اليمن أودت بالفعل بحياة ما يقرب من 400 ألف شخص.. انتهت الهدنة التي استمرت ستة أشهر مؤخرا دون التوصل إلى اتفاق سلام.. لذا يجب أن يكون إنهاء هذا الصراع الآن أولوية دولية.. ويجب أن نكسر جدار اللامبالاة حول الحرب في اليمن.

وأشارت إلى أن الاهتمام بالحرب في اليمن منذ عام 2015، كان محدودا للغاية، سواء بين الدبلوماسيين أو وسائل الإعلام أو الرأي العام.. هذا أمر مثير للدهشة عندما نفكر في التداعيات الأوسع لهذه الحرب المستعرة في منطقة الشرق الأوسط.

وتابعت أن هذه التداعيات أو العواقب تشمل التدخل الأجنبي والقصف الجوي اليومي من قبل قوة أجنبية، بقيادة السعودية، وبمساعدة دول أخرى، في المقام الأول، الإمارات بفضل الأسلحة التي توفرها الشركات العسكرية الغربية.

الكاتبة كشفت أن هذه اللامبالاة تبعث بالحيرة أكثر عندما ينظر المرء إلى الانتهاكات العديدة للقانون الدولي التي وقعت في اليمن والمأساة الإنسانية الهائلة التي سببها الصراع..ووفقا لأرقام الأمم المتحدة، أودت الحرب بحياة 400 ألف شخص، بشكل مباشر أو غير مباشر، لكنها لا تزال إلى حد كبير تحت الرادار في كل من الغرب والدول العربية.

هيلين لاكنر رأت أن حكومة صنعاء تمكنت من السيطرة على العاصمة اليمنية وحكم المناطق الشمالية.. وهذا يسلط الضوء على فشل الاستراتيجية العسكرية للحكومة السعودية وحلفائها المحليين أو الدوليين.. لقد كشفت قدرة القوات المسلحة اليمنية على شن هجمات خارج اليمن من خلال الصواريخ وضربات الطائرات بدون طيار، هشاشة الأنظمة الملكية العربية في الخليج.

وأضافت أن الصراع اليمني أوضح مرة أخرى عدم قدرة القوى الدولية والإقليمية على كسب الحروب الصغيرة التي تشنها.. لقد أثبتت السعودية أنها غير قادرة على إنجاز مهمة بدت قابلة للتحقيق على الورق.

وأكدت أن عدم التوازن بين القوات المسلحة اليمنية والتحالف الذي تقوده السعودية من حيث المعدات العسكرية، لم يتمكن الاتحاد الأوروبي من تحقيق أي شيء ملموس أكثر من تدمير الأرواح البشرية والبنية التحتية.

وتظهر “لاكنر” أنه خلال عملية تاريخية طويلة من تشكيل الدولة القومية، قام القادة الوطنيون والقوى الدولية بإجراء العديد من التشخيصات الخاطئة للوضع في اليمن، والتي كانت مكلفة لتنميته.. يصف الكتاب أيضا تأثير السياسات الاقتصادية النيوليبرالية على المجتمعات وسبل العيش في المناطق الريفية والحضرية.

وقالت إن أمراء الحرب يستفيدون من القتال بقدر ما يستفيدون من تقديم المساعدات الإنسانية..

ويختتم الكتاب ببعض الاقتراحات البناءة، حيث يبرز أهمية المبادرات المحلية وضرورة مشاركة جيل جديد من القادة اليمنيين “وكذلك الشركاء الإقليميين والدوليين” بشكل بناء معهم.. بالنسبة لأولئك الذين يريدون الحصول على فكرة واضحة عن الاتجاه الذي يمكن أن تتخذه البلاد، فإن اليمن: الفقر والصراع قراءة أساسية.

المصدر: صحيفة “كونتر بوان” الفرنسية