صمود وانتصار

بشكل رسمي..الرياض تهرول نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني

الصمود|| تقارير||

بخطى حثيثة ومتسارعة تهرول السعودية وبكل قوة على خطى الإمارات والبحرين للتطبيع العلني الشامل وبشكل رسمي مع كيان العدو الصهيوني، وتوسيع العلاقات المستقبلية بينهما على حساب القضية الفلسطينية والدم العربي.

 

خطوات متسارعة

حيث بدأت روابط التطبيع السعودي الصهيوني المستقبلية تأخذ مساراً جديا ومتسارعاً بعد الكشف عن خطوات إضافية اتخذتها الرياض مؤخرا لتعزيز علاقاتها مع كيان العدو الصهيوني والدفع تدريجياً نحو إشهار عملية التطبيع إلى العلن، والتي تتمثل في اتفاق العار وتدشين المهفوف محمد بن سلمان رسميا التطبيع الاقتصادي مع كيان العدو بعد السماح مؤخراً لعشرات رحال الأعمال الصهاينة بإبرام صفقات ضخمة في السعودية، بالإضافة إلى وصول طائرة صهيونية خاصة إلى الرياض، والموافقة على فتح الأجواء السعودية أمام طيران الكيان المحتل في مسعى لدفع التطبيع مع “تل أبيب” قُدماً.

 

اتفاقيات تطبيعية شاملة

وتشهد مملكة آل سلول في عهد المهفوف محمد بن سلمان تحولا واضحا في سياستها الخارجية إزاء الاقتراب بشكل رسمي في التطبيع مع الكيان الصهيوني، وكل الوقائع على الأرض تدعم هذا المسار، وهي سياسة كشف عنها نائب وزير خارجية الكيان الصهيوني (عيدان رول) في تصريحات سابقة لوكالة بلومبيرغ الأميريكية قبيل زيارة بايدن للمنطقة، إذ قال ” إن التطبيع بين السعودية وإسرائيل سيتحقق على مراحل في سلسلة خطوات وبشكل متدحرج بدلاً من التوقيع على اتفاقيات شاملة، كالتي وقعت مع دول خليجية مجاورة”.

 

وكان وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، قد أكد في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا في مايو الماضي، أن التطبيع بين بلاده والكيان الصهيوني سيحصل في نهاية المطاف، قائلاً: “التطبيع الكامل بيننا وبين (إسرائيل) وبين المنطقة بأسرها و(إسرائيل) سيحقق فوائد كبيرة للجميع وللقضية الفلسطينية”.

 

مواقف وهمية تبيعها السعودية

تلا ذلك مؤخرا تصريح وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، لقناة i24NEWS العبرية، بالقول “العلاقات السعودية “الاسرائيلية” تتجه نحو التطبيع “العلني”، لكن الأمر سيستغرق وقتاً، وعلينا أن لا نضع العربة أمام الحصان”، الأمر الذي يكشف بوضوح أن رغبة الرياض في الانخراط كليا في مسلسل التطبيع مع “تل أبيب” تزداد يوماً بعد آخر، وأمام هذه النتيجة تسقط كلّ شعارات التمسك بقضية فلسطين، وتسقط معها ورقة التوت المسماة مبادرة السلام العربية كشرط لعلاقات طبيعية بـ”الكيان الصهيوني”. والتلويح بمثل هذه المواقف بين الحين والآخر ما هو إلا ذرّ للرماد في العيون، ومواقف وهمية تبيعها السعودية، لا رصيد لها على أرض الواقع، خصوصاً أن المملكة السعودية تدرك جيداً أن مواقف “الكيان الصهيوني” وسياساته تجاه الشعب الفلسطيني، وأرضه، ومقدساته، لم تبقِ أي فرصة أمام هذه المبادرة.

 

اتفاقات أبراهام بموافقة سعودية

وتوقّع رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو أنّ “يُنهي التطبيع مع السعودية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وكشف لأول مرة أنّ اتفاقيات تطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب عام 2020 (اتفاقات أبراهام)، لم تحدث دون موافقة السعودية. وقال “نتنياهو” في مقابلة جديدة مع الإعلامي “دان سينور”، في برنامج البودكاست“، إنّ توصل إسرائيل والسعودية إلى اتفاق سلام، “سينهي بشكل فعال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وفقاً لتصورات صناع القرار في المملكة، للسلام”.

 

المهفوف يتغزل بالكيان الصهيوني

ويرى متابعون للشأن السعودي- الصهيوني التطبيعي، أن هذه الخطوات التي أقدم عليها النظام السعودي تؤكد أن مقاليد الأمور في السعودية لم تعد تتعلق بالموافقة على التطبيع مع كيان العدو بل بالتوقيت فقط، مؤكدين أن هذه الخطوات لم تكن أمراً مفاجئاً، ولكنّها تتسق مع التصريحات الأخيرة للمهفوف محمد بن سلمان التي “تغزل” فيها بكيان العدو الصهيوني، وأكد أنه “لا ينظر لإسرائيل كعدو، بل ينظر لها كحليف في العديد من المصالح التي يمكن أن يسعى لتحقيقها مع هذا الكيان”.

 

معدن الخيانة السعودي

وأشار المتابعون أن التطبيع السعوديّ الصهيوني أصبح علنيّاً، والفترة الأخيرة أظهرت بوضوح “معدن النظام السعودي” خصوصاً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينيّة والحرب على اليمن، لكن لن يجني هذا النظام ثمار خيانته، فالتنازلات التي يقدمها بن سلمان لكيان العدو، مقابل الحصول على مزايا عسكريّة وإعلاميّة وسياسيّة، لن تجلب له سوى “النهاية الحتميّة”.

 

التطبيع بلغ ذروته

وتؤكد وسائل الإعلام الصهيونية تصاعد وتيرة التطبيع مع النظام السعودي، والذي بلغ ذروته بالحديث عن لقاء جمع بين نتنياهو وبن سلمان ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بمشاركة رئيس الموساد يوسي كوهين، وذلك في نهاية عام 2020م، كما أن صحيفة “إسرائيل هيوم” الصهيونية أكدت أن زيارات المسؤولين الصهاينة للسعودية لم تتوقف منذ 10 سنوات، ومن بينهم نتنياهو ووزير الحرب بيني غانتس ورؤساء للموساد.

 

ختاماً

فإن التطورات الأخيرة لمسارات التطبيع السعوديّ الصهيوني، كشفت بوضوح عمالة نظام آل سلول وعدائيته للأمة العربية وخيانته للقضية الفلسطينيّة ومتاجرته بالدم الفلسطيني، وشن العدوان على اليمن، والسماح للصهاينة بتدنيس الحرمين والمقدسات الإسلامية، تنفيذاً لرغبات وأهداف السياسة الصهيو أمريكية البريطانية، في السعي لاحتلال الشعوب ونهب ثرواتها، ولكن أنى لهم ذلك، ثقتنا بالله أقوى وعونه وتمكينه، وبمحور المقاومة لتحرير فلسطين كل فلسطين،  وزوال الصهيونية من الوجود، و«نصرٌ من الله وفتحٌ قريبٌ وبشرِ المؤمنين»