صمود وانتصار

حقيقة التواجد العسكري الأمريكي الغربي في البحر الأحمر وباب المندب

الصمود|| تقارير||

تسعى الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والكيان الصهيوني وبقية الدول الأوروبية الغربية الاستعمارية جاهدة إلى إيجاد موطئ قدم دائم لها في البحر الأحمر الذي يحتل أهمية خاصة في الاستراتيجيات العسكرية والسياسية الدولية كونه من أهم الممرات البحرية في العالم الذي يربط بين قارات أوروبا وآسيا وأفريقيا ويتحكم في جزء كبير من التجارة الدولية خاصة تجارة النفط.

 

لعب هذا الممر المائي المهم دوراً حيوياً خلال الحروب العربية الصهيونية، ما جعله يحظى باهتمام كبير من قبل الدول الاستعمارية، التي سعت إلى تأكيد تواجدها فيه بطرق متعددة، كان آخرها تشكيل قوة المهام المشتركة “153”، التي ضمت إلى تحالف القوات البحرية متعددة الجنسيات، من 34 دولة، وآخر المنظمين لها هي القوات البحرية المصرية، التي دفعت بها أمريكا والكيان الصهيوني إلى واجهة العمليات العسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن تحت مسمى مكافحة الإرهاب والتهريب والتصدي للأنشطة غير المشروعة.

 

الجمهورية اليمنية تتمتع بأهمية استثنائية لموقعها المهم الذي يطل على البحرين الأحمر والعربي والبدايات الأولى للمحيط الهندي وسيطرتها الكاملة على مضيق باب المندب، هذا الموقع الجيوسياسي الحساس جعلها مطمعاً للعديد من الدول الاستعمارية قديماً وحديثاً وهي التي تمتلك ثاني أطول سواحل على المستوى العربي بعد المغرب بطول 2200 كيلو متر، بناءً على ذلك فقد ظل اليمن محط أنظار الدول الاستعمارية بهدف السيطرة على سواحله ومضيق باب المندب، الذي تعبره كبرى سفن الوقود من الخليج العربي باتجاه أوروبا، بالإضافة إلى السفن التجارية الذاهبة والقادمة من جنوب شرق آسيا.

 

اليوم بات التواجد العسكري للدول الاستعمارية في البحر الأحمر وقبالة مضيق باب المندب يهدد أمن الملاحة في هذا الممر المائي المهم بذرائع كاذبة لا تمت للواقع بصلة، هذا التواجد ظلت الدول الاستعمارية تحلم فيه وتبحث عن الذرائع لإيجاد موضع قدم لها في البحر الأحمر، متخذة من السعودية والإمارات رأس حربة لتواجدها النشط في البحر الأحمر وخليج عدن.

 

أخيراً فعلت ما أسمته بقوات المهام المشتركة المكونة من 34 دولة، وأعطت مهمة قيادة هذه الدول للبحرية المصرية، حيث دفعت أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني مصر إلى واجهة العمليات العسكرية في خليج عدن والبحر الأحمر، بمبررات واهية كالتصدي للأنشطة غير المشروعة ومكافحة الارهاب، وهي في حقيقة الأمر عبارة عن ذر الرماد في العيون، بينما حقيقة التواجد العسكري الأمريكي الغربي في خليج عدن والبحر الأحمر هو لتطويق السواحل اليمنية، خدمة لمصالح الدول الاستعمارية.

 

وإزاء تلك الممارسات الاستعمارية غير المسؤولة، أكد وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر العاطفي في تصريح له مؤخراً، أن مضيق باب المندب وخليج عدن والبحر العربي والامتداد الإقليمي لأرخبيل سقطرى والجزر اليمنية هي أرض يمنية والسيادة عليها كاملة والأمن فيها ستكون له الأولوية، وما على الدول الاستعمارية إلا أن تعي ذلك وتعمل لهذا التصريح المسؤول ألف حساب.