صمود وانتصار

معهد أمريكي : مصالح شركات الأسلحة تغير سياسة واشنطن إزاء حرب اليمن

معهد أمريكي : مصالح شركات الأسلحة تغير سياسة واشنطن إزاء حرب اليمن

الصمود../

“حتى منتصف ديسمبر الماضي، كانت هناك دفعة قوية عبر العديد من المنظمات الشعبية لحث الكونجرس الأمريكي على إنهاء الدعم العسكري للحرب، وكانت الآمال كبيرة في أن تتمكن أمريكا أخيرًا من إيقاف هذا الصراع الرهيب”.

بهذه الكلمات سلط الباحث بمركز الاقتصاد النمساوي “ويمن شن” الضوء على موقف واشنطن من حرب اليمن، مشيرا إلى أن سياسة الولايات المتحدة تجاه هذا الملف لم تتغير.

وذكر “شن”، في تحليل نشره موقع معهد “ميزس” الأمريكي أن الزخم تجاه الكونجرس تحطم قبل أسبوع واحد فقط من إجازة عطلة الشتاء، عندما سحب السيناتور “بيرني ساندرز” مشروعه بشأن هكذا قرار قبل وقت قصير من طرحه للتصويت في مجلس الشيوخ، بسبب إعلان البيت الأبيض معارضة الرئيس “جو بايدن” له.

وأضاف أن الحرب في اليمن هي واحدة من أكثر الصراعات تعقيدا لأنها تنطوي على عدد لا يحصى من الجماعات المتعارضة والتدخل الأجنبي، مشيرا إلى أن قرارا كالذي دعمه “ساندرز” كان سينهي تورط الولايات المتحدة في الأعمال العدائية ضد اليمنيين.

وأشار التقرير إلى أن وقف إطلاق النار، الذي توسطت فيه الأمم المتحدة أصبح ساري المفعول في اليمن لمدة 6 أشهر حتى انتهى في أكتوبر الماضي، وفي هذه الفترة بذل نواب في الكونجرس من الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، جهودا لتفعيل قرار إنهاء دعم الولايات المتحدة للسعودية في الحرب.

وهذه هي محاولتهم الثانية بعد أن رفض الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” مشروع القانون الأول الذي راعاه السيناتور الديمقراطي “بيرني ساندرز” وزميله بالحزب “كريس مورفي” والجمهوري “مايك لي” في عام 2019.

ويرى “شن” أن معارضة دور الولايات المتحدة في اليمن يتماشى بشكل مباشر مع وجهات نظر الحزب الديمقراطي والمسؤولين الرئيسيين في إدارة الرئيس “جو بايدن”، الذين رفضوا استخدام الرئيس السابق “دونالد ترامب” حق النقض ضد قرار “سلطات الحرب” الذي اقترحه “ساندرز” بشأن حرب اليمن.

ورغم أن إنهاء دور أمريكا في الحرب يحظى بشعبية بين السياسيين وعموم الأمريكيين، إلا أن ذلك لا يبدو كافيًا لإعاقة الدوافع الإمبريالية الأمريكية، حسب تعبير “شن”.

مصالح الإمبراطورية

ويرى الباحث أن تحول موقف إدارة “بايدن” من إنهاء دعم الحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن يعود لاعتبارات جيوسياسية إلى حد كبير.

فالعلاقات بين الرياض وواشنطن توترت في الفترة الأخيرة بسبب الخلافات حول إنتاج النفط والسياسة الإيرانية، واتجهت المملكة نحو الصين، الخصم الرئيسي للولايات المتحدة، من أجل التعاون في المستقبل.

ورغم عدم التخلص تمامًا من العلاقة طويلة الأمد مع واشنطن، إلا أن السعودية تدرس فوائد تنويع علاقاتها الاستراتيجية لتشمل الصين في نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب.

وفي هذا الإطار، استضافت الرياض مؤخرًا قمة الصين ودول الخليج لتعميق العلاقات مع بكين في شراكات استراتيجية.

وأشار الباحث الاقتصادي إلى أن الأرباح التجارية لمصنعي الأسلحة الأمريكيين تقع في صميم عملية صنع قرار الإمبراطورية الأمريكية بشأن التورط في اليمن.

ولفت إلى أن جهود الضغط من قبل شركات، مثل “لوكهيد مارتن” و”بوينج” و”رايثيون”، أدت إلى استخدام “ترامب” حق النقض ضد المحاولة الأولى لإنهاء تورط الولايات المتحدة في الصراع اليمني.

وإزاء ذلك، وصلت التطورات في النهاية إلى الاستسلام المعتاد أمام وأد فرصة الدعم الأمريكي لحرب اليمن، لكن “شن” يتوقع طرح التصويت بشأن قرار “ساندرز” مجددا بواشنطن في وقت ما. وفي غضون ذلك، “يتجه الشعب اليمني إلى عام جديد آخر من الرعب” حسب تعبيره.