صمود وانتصار

حملة التوعية المرورية .. سلامة الأرواح وتقليل الخسائر

الصمود | تضاعفت أعداد الوفيات والإصابات والخسائر المادية الناجمة عن الحوادث المرورية بالعاصمة صنعاء والمحافظات الحرة في الأعوام الماضية، في مشهد يدمي القلوب.

حيث توفى نتيجة الحوادث المرورية، خلال العام 2021م، ألف و521 شخصاً وبلغت حالات الإصابات ” كسور/ إعاقة”، أكثر من ثلاثة آلاف حالة.

السرعة الزائدة عند قيادة السيارات والمركبات وتخطي الإشارة الحمراء وعدم الالتزام بقواعد السلامة أو الانشغال بالهاتف وعدم ربط حزام الأمان، جميعها أسباب أدت وتؤدي إلى حوادث المرور حسب تقرير صادر عن الإدارة العامة للمرور.

تؤكد دراسات بشأن الحوادث المرورية وأسبابها، أن السرعة العالية تشكل أكثر من 35 بالمائة من الحوادث التي بلغ عدد الوفيات الناتجة عنها خلال العام 1443 هـ – 2022م، 725 حالة وإصابة 854 حالة.

خلال شهر جمادى الأولى، أعلنت الإدارة العامة للمرور وفاة وإصابة 598 مواطناً جراء الحوادث في الأمانة والمحافظات، توزعت على 83 حالة وفاة وإصابة 515 مواطناً، بينهم 213 إصابتهم بليغة، في 371 حادث صدام ودهس وانقلاب وسقوط، قدّرت خسائرها المادية بنحو مليار و387 مليوناً و600 ألف ريال.

وبالنظر إلى الأسباب الرئيسية للحوادث، أرجعت إدارة المرور وقوعها إلى ضعف الوعي المروري لدى مستخدمي الطريق والسرعة الزائدة وإهمال السائقين والمشاة والتجاوز الخاطئ وقيادة صغار السن وعكس الخط وعدم مفاقدة السيارة ومخالفات مرورية أخرى.

تُشكل الحوادث المرورية هاجساً وقلقاً لكافة أفراد المجتمع، وأصبحت واحدة من أهم المشكلات التي تستنزف الموارد المادية والطاقات البشرية إضافة إلى ما تخلفه من مشاكل اجتماعية ونفسية وخسائر مادية.

الأحد الماضي، دشنت الإدارة العامة للمرور حملة التوعية المرورية الشاملة تحت شعار “وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ”، لرفع الوعي المروري في أوساط السائقين ومستخدمي الطريق وتفعيل دور المشاركات المجتمعية في تكريس سلوك الوعي المروري.

تكمن أهمية الحملة التي تستمر شهراً، بمشاركة قيادات وكافة شرائح ومكونات المجتمع، وقطاعاته ومؤسساته الرسمية والشعبية، في تعزيز روح المسؤولية الجماعية لتحقيق السلامة والانضباط المروري.

حملة التوعية المرورية “وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ”، التي ترعاها وزارة الداخلية بالتنسيق مع وزارة الإعلام، تمضي وفقاً لما رسمته الإدارة العامة للمرور والخطوات التي وضعتها والإجراءات المكلف تنفيذها للحد من الحوادث المرورية.

حيث أوضح وزير الداخلية، اللواء عبدالكريم الحوثي، أن حملة التوعية الشاملة تهدف إلى تعزيز مستوى الوعي المروري لمستخدمي الطريق، والقضاء على السلبيات وأوجه القصور وحشد الطاقات وتسخير الإمكانات اللازمة للارتقاء بالأداء المروري.

وقال: “مما لا شك فيه أن العمل المروري لن يرتقي للمستوى المنشود ما لم تتضافر الجهود الرسمية والشعبية للارتقاء به، لأنه يرتبط ارتباطاً مباشراً ووثيقاً بالكثير من الجهات لا سيما تلك المتصلة بتحقيق السلامة المرورية”.

وحول دور الإعلام ومساهمته في التوعية بمخاطر الحوادث المرورية، أكد وزير الداخلية أهمية دور الإعلام الريادي في تصحيح المفاهيم ونشر الثقافة السليمة.

وأشار إلى الآلام والمآسي التي تخلفها الحوادث المرورية في صفوف المجتمع وتأثيراتها السلبية على الأسر التي يتعرّض عائلها إما للموت أو الإعاقة الدائمة، نتيجة حوادث السير التي تتسبب في يتم أطفال، وترميل نساء، وتشريد أسر.

وأضاف وزير الداخلية “الحال المأساوي الناجم عن كثرة الازدحامات والحوادث المرورية، التي يعيش مرارتها الكثير من بعض أبناء المجتمع، يوجب علينا مضاعفة الجهود وتسخير الإمكانات في سبيل الحد من نزيف الدم والمال الذي تسببه، خاصة في مجال الوعي والإرشاد والتثقيف المروري الذي تفتقر إليه معظم شرائح وفئات المجتمع اليمني”.

ودعا إلى اعتماد أساليب تربوية وتوعوية تكفل رفع درجة الثقافة المرورية لدى المجتمع، ليدرك المسؤولية المشتركة.. مشدداً على ضرورة التعاون والتعاطي الإيجابي مع الجهات المعنية بالسلامة المرورية للوصول إلى الغايات المنشودة في الأمن والسلامة.

وعبّر عن تطلع وزارة الداخلية لدور المؤسسات والوسائل الإعلامية الرائدة والسامية بسمو أهدافها ومنتسبيها الصامدين في مختلف المنعطفات التي مر بها الشعب اليمني.

اهتمت المؤسسات الإعلامية بمتابعة وتغطية حملة التوعية المرورية “وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ”، انطلاقاً من المسؤولية الملقاة على عاتق وسائل الإعلام المختلفة في التوعية بمخاطر الحوادث المرورية وما تخلفه من خسائر مادية وبشرية كبيرة.

وأكد نائب وزير الإعلام فهمي اليوسفي، أن حملة التوعية المرورية تأتي لرفع الوعي الجمعي بإرشادات المرور ومواجهة التحديات، التي تواجه الشعب اليمني في ظل العدوان والحصار.

وأكد استعداد وزارة الإعلام للتعاون مع الأجهزة الأمنية وشرطة المرور، والتوقيع على مذكرة تفاهم لتعزيز الوعي والسلامة المرورية في أوساط المجتمع.

مدير عام شرطة المرور العميد الدكتور بكيل البراشي، أكد من جهته أهمية الحملة لتعزيز الوعي المروري والإلمام بأساسيات السلامة المرورية وإقامة الحجة على المخالفين.

واعتبر التوعية المرورية، إحدى الوسائل المهمة للتعريف بوسائل النقل وقواعد القيادة والقوانين والأنظمة والآداب المرتبطة بها، لتأمين السلامة للإنسان والحد والتقليل من الخسائر البشرية والمادية الفادحة على مستوى الفرد والمجتمع.

وقال “إحصائيات الحوادث المرورية ونتائجها المأساوية تعطينا دلالة واضحة لحاجتنا الماسة بصورة عاجلة ومستمرة للوعي المروري النظري منه والتطبيقي لصون أنفسنا من الهلاك والوقوع في الخطر وصون غيرنا من الأذى وكذا صون مركباتنا من التلف”.

وشدد العميد البراشي على أن التعليم ونشر الوعي والثقافة المرورية، أحد أساليب مواجهة الحوادث المرورية، مبيناً أن الوعي المروري بمفهومه الشامل، هو اليقظة الحسية والمعنوية والمعرفة والإلمام بكل ما يتعلق بالمرور من مركبة وطريق وإشارات وأنظمة وقوانين.

وأفاد بأن 90 بالمائة من حوادث المرور باليمن تقع بسبب العنصر البشري، ما يتطلب رفع مستوى الوعي للعنصر البشري ” مستخدم الطريق”، والذي سيؤدي بدوره للتقليل والحد من الحوادث المرورية.

وعرّف مفهوم السلامة المرورية، المتمثلة في تفعيل الخطط والبرامج واللوائح المرورية والإجراءات الوقائية للحوادث المرورية، بما يضمن سلامة الإنسان وممتلكاته والحفاظ على الأرواح والمقومات البشرية والاقتصادية.

واستعرض مكونات وأساسيات السلامة المرورية ووسائل السلامة .. لافتاً إلى أهمية الفحص الوقائي والمفاقدة المستمرة لوسائل النقل، بما يضمن السلامة العامة.

تعد مخالفات عكس اتجاه السير والتجاوز الخاطئ واستخدام الهاتف والسرعة الزائدة، أهم أسباب الحوادث المرورية، ما جعل الجهات المختصة تضع سلوكيات يتطلب التعامل معها لتجنب تلك الحوادث، وأبرزها التقيد باللوائح والأنظمة والقوانين والإرشادات المرورية.

كما تسبب الحمولات الزائدة في كثرة الحوادث المرورية وارتفاع عدد ضحايا الطرق، فضلاً عن أنها تلحق الأضرار بأجسام الشاحنات والمركبات.

وحرصت الدولة على إصدار القانون رقم 23 لسنة 1994م، بشأن الأوزان المحورية والأبعاد الكلية لمركبات النقل والذي بموجبه تم تشييد محطات الوزن المحوري لتطبيق القانون حفاظاً على شبكة الطرق والجسور.

ونص القانون بالنسبة للأوزان المحورية لمركبات النقل على أن لا يتجاوز الوزن المحوري لأي مركبة نقل الأوزان الآتية : سبعة أطنان للمحور المفرد الأمامي و 13 طناً للمحور المفرد الخلفي، 21 طناً لمحور خلفي مزدوج، 23 طناً لمحور خلفي مزدوج متباعد و29 طناً لمحور خلفي ثلاث و32 طناً لمحور خلفي ثلاث متباعد.

كما نص القانون بالنسبة للأوزان الإجمالية لمركبات النقل، أن لا يتجاوز الوزن لأي مركبة نقل عن 20 طناً لمركبات النقل ذات ثلاثة محاور، 33 طناً لمركبات النقل ذات محورين مع مقطورة ذات محور، 41 طناً لمركبات ذات محورين مع مقطورة ذات محورين و45 طناً لمركبات ذات خمسة محاور وأكثر.

حملة التوعية المرورية “وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ”، لاقت تفاعلاً من قبل مختلف قيادات وشرائح ومكونات المجتمع، وقطاعات ومؤسسات الدولة الرسمية والشعبية ووسائل الإعلام والمساهمة في دعم تنفيذها.

مدير مرور أمانة العاصمة العقيد أحمد القحوم، دعا إلى تضافر جهود الجميع والمشاركة الواسعة في تنفيذ الحملة بالأمانة والمحافظات لدعم جهود رجال المرور في الارتقاء بمستوى الخدمات المرورية وتعزيز السلامة على الطرق.

وحث المواطنين وكافة الأطر المجتمعية والمبادرات الشبابية والقطاعات الرسمية والشعبية والجهات العامة والخاصة خاصة الإعلامية على المشاركة الواسعة في الحملة بما يسهم في تحقيق أهدافها والوصول إلى الغايات المنشودة.

وأوضح العقيد القحوم، أن شرطة المرور تبذل جهوداً مكثفة وتعمل على وضع الحلول والمعالجات وزيادة الاهتمام والوعي للحد من هذه الحوادث .. مؤكداً أهمية تعزيز التعاون والتنسيق وتكاتف جهود جميع الجهات ذات العلاقة بالسلامة المرورية لمعالجة أسباب الحوادث والتخفيف من آثارها السلبية.

ودعت شرطة المرور المواطنين إلى التقيد التام والالتزام بالقوانين والآداب والتعليمات المرورية حرصاً على سلامتهم وسلامة الآخرين وجعل الطُرق أكثر أمناً لمستخدميها.

وتبقى التوعية والتثقيف بقواعد وآداب وإرشادات المرور، أدوات ووسائل كفيلة بالحد من الحوادث المرورية، والتقليل من الخسائر المادية والبشرية الناجمة عنها، في حال استمرت مثل هذه الحملات وساهمت الجهات ذات العلاقة وتفاعل المجتمع في تنفيذها على الواقع.