صمود وانتصار

السيد عبدالملك الحوثي يدعو إلى مقاطعة منتجات الدول التي تفتح المجال أمام التصرفات المسيئة للإسلام وأقدس المقدسات

السيد عبدالملك الحوثي يدعو إلى مقاطعة منتجات الدول التي تفتح المجال أمام التصرفات المسيئة للإسلام وأقدس المقدسات

الصمود../

أكد قائد الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن إحراق المصحف الشريف وإعلان العداء للإسلام يمثل استفزازاً كبيراً للمسلمين .. لافتا إلى أن اللوبي الصهيوني يتصدر أكبر نشاط معاد للإسلام والقرآن في الساحة العالمية.

ودعا قائد الثورة، في كلمته بمناسبة جمعة رجب، إلى مقاطعة بضائع ومنتجات الدول التي تتبنى رسمياً فتح المجال أمام التصرفات العدائية المسيئة للإسلام والمسلمين، واستهداف أقدس المقدسات .. وقال: “ينبغي على المسلمين أن يوحدوا صفهم للضغط على البلدان التي تفتح المجال للاستهدافات العدائية للإسلام”.

وتوّجه بالتهاني بجمعة رجب، التي كانت في التاريخ من أهم المحطات في دخول الشعب اليمني إلى الإسلام، وتمثل صفحة ناصعة ومشرقة من صفحات تاريخ الشعب اليمني.

وقال: “هذه المناسبة تتعلق بالتحديد بقدوم أمير المؤمنين علي عليه السلام عندما أرسله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم- إلى اليمن الذي وصل إلى صنعاء لدعوة اليمنيين إلى الإسلام واجتمعوا في المكان الذي يسمى الآن بسوق الحلقة”.

وتطرق إلى الدور المميز لليمنيين على مدى التاريخ في حمل رسالة الإسلام وفي الجهاد في سبيل الله وفي تجسيد القيم الإيمانية .. وأضاف” يكفيهم شرفاً وفخراً وصف الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما قال فيهم “الإيمان يمان والحكمة يمانية” بكل ما يعنيه ذلك من انتمائهم الإيماني الأصيل الثابت والراسخ في وفي تجسيدهم للقيم الإيمانية في جهادهم في سبيل الله”.

وأشار إلى أن هذه مناسبة مهمة للتذكير بنعمة الله سبحانه وتعالى وشكر الله عليها وأن تكون محطة اعتزاز.. مبيناً أن الهداية للإيمان والإسلام والرسول والقرآن هي من أعظم النعم.

وذكر أن هذه المناسبة مهمة لترسيخ الانتماء والهوية الإيمانية وتوارثها جيلاً بعد جيل.. وتابع: “نحن معنيون بترسيخ هذا الإنتماء والهوية الإيمانية وفق المفهوم الصحيح للإيمان المستهدف من قوى التحريف والإفساد”.

وتطرق قائد الثورة إلى ركيزتين من ركائز الإيمان أولها الوعي الصحيح والاقتداء بالقرآن الكريم والصلة الوثيقة به، والثانية استشعار المسؤولية في حمل رسالة الإسلام والثبات عليه، والتصدي لقوى الطاغوت والاستكبار المعادية والمحاربة للإسلام والقرآن.

كما أكد أن شرف المسلمين وعزتهم مرتبطان بالقرآن الكريم وهو كتاب لإنقاذ البشرية ومخرجها من الظلمات إلى النور .. لافتا إلى أن خطاب القرآن عام لكل البشرية وكتاب هداية للأنس والجن وتهتدي به الملائكة.

وأوضح أن القرآن الكريم هو الوثيقة الإلهية، التي بقيت لهداية البشر وإنقاذ وإصلاحهم وتزكيتهم وحفظه الله من التحريف.

مشكلة قوى الطاغوت

وبين قائد الثورة أن مشكلة قوى الطاغوت مع القرآن الكريم منذ بداية نزوله كونه المعجزة الخالدة والعظيمة وعامل جذب وتأثير كبير وهداية وفيما يقدّمه من علوم ومعارف، لذلك ركزوا على محاربة القرآن بالإساءة والدعايات والتشويه لأنهم كانوا في حالة عجز أمام إعجاز القرآن وبلاغته وفصاحته وتأثيراته على المستوى الروحي والنفسي.

وقال: “مشكلتهم مع القرآن أولاً على المستوى الإجمالي كونه المعجزة الكبرى الخالدة وله تأثير عظيم على المستوى النفسي والروحي، وعلى المستوى التفصيلي فيما يقدّمه مبادئ وقيم وتعليمات إذا أخذت بها البشرية يتحقق لها إقامة القسط والعدل وتزكية النفوس وفيما يواجه به الظالمين والمفسدين والمستكبرين الذين يمثلون مصدر شر وخطر على المجتمع البشري”.

ولفت إلى أن انزعاجهم من القرآن الكريم؛ لأنهم يعتبرونه أكبر عائق أمامهم في سعيهم للسيطرة على المجتمع البشري، ولأهميته ودوره الأساسي في إنقاذ الناس وتحريرهم من قوى الطاغوت التي تسعى لاستعباد الناس.

وأشار إلى أن قوى الشر وصلت في هذا العصر إلى أحط مستوى في نشر الرذائل والفساد الأخلاقي تحت عنوان “المثلية” وغيرها من الجرائم.. لافتا إلى أن قوى الشر تحاول تأطير تلك الجرائم تحت عناوين الحقوق والحريات ودعمها سياسياً وقانونياً.

وأكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن الطواغيت يسعون لتمزيق بنية الإنسان في تكوينه الاجتماعي عبر استهداف الأسرة.. لافتا إلى أن مظاهر محاربة قوى الشر للمجتمع البشري هو في ربطهم للولاءات بالجانب المادي ويجعلون المصالح المادية أساساً للروابط التي يتبّعها المواقف والتوجهات وبذلك يؤسسون للانحراف بالمجتمعات تحت هذه العناوين.

وأفاد بأن القرآن الكريم يحصّن المجتمع والمؤمنين، ويبني ولاءاتهم على أسس القيم والمبادئ الإلهية.

اللوبي الصهيوني

وقال قائد الثورة: “إن اللوبي الصهيوني يتصدر أكبر نشاط معاد للإسلام والقرآن والمسلمين في الساحة العالمية، وجزء كبير من نشاط هذا اللوبي في الساحة الإسلامية ولكن ينشط على مستوى واسع في أمريكا وأوروبا”.

وأشار إلى أن ما نراه من جرائم حرق القرآن الكريم تكررت -خلال الأعوام الماضية- أكبر تصرف عدائي ضد الإسلام والمسلمين.. مؤكداً أن حرق القرآن الكريم وإعلان العداء له وللإسلام يمثل استفزازاً كبيراً للمسلمين واستهانة بهم، وهو شاهدٌ على مدى انزعاج قوى الشر من القرآن وضعفها أمامه.

وأوضح السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن أعداء الإسلام لهم نشاط واسع في محاربة القرآن وفصل الأمة عنه، من خلال تقديم بدائل مخالفة له تماماً، لأنهم يرون في القرآن أكبر خطر عليهم، وعلى فسادهم وإجرامهم.

ولفت إلى أن حرق المصحف في أوروبا يأتي في سياق حربهم على المجتمع البشري وسعيهم لفصله عن القرآن الكريم وترسيخ العداء للقرآن الكريم والإسلام .. مبينا أن انتشار الإسلام في المجتمعات الأوروبية وغير المسلمة أثار قلق أعداء الإسلام وأزعجهم ودفعهم لحرق القرآن الكريم.. مشيرا إلى أنه لا مبرر لهم في حرق القرآن الكريم فهو تصرف عدواني إجرامي مسيء إلى الله ورسله وأنبياءه وكتبه.

وأكد قائد الثورة أن جريمة حرق المصحف الشريف استهدافٌ كبير للمسلمين، وحرب عليهم واستهداف لأقدس المقدسات.

وذكر أن سكوت الكثير من الأنظمة والشعوب عن حرق القرآن الكريم جرم كبير وتقصير عظيم وتفريط رهيب وتنصل تام عن المسؤولية.. مؤكداً أنه إذا سكت المجتمع الإسلامي عن استهداف أقدس مقدساته فلن يتحرك تجاه أي قضية أخرى، ولن يقف الموقف المشرف تجاه أي استهداف.

وأشار السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي إلى أن النظام السعودي عندما صدرت تصريحات عن مسؤولين كنديين تتهمه بانتهاك حقوق الإنسان اتخذ إجراءات تتعلق بعلاقته مع كندا.. مبيناً أن عدم التفاعل مع جريمة حرق المصحف الشريف يدل على تدني الالتزام الإيماني والأخلاقي تجاه الإسلام وتعاليمه وقضايا الأمة الإسلامية.

واعتبر ذرائع الغرب تجاه هذه الجريمة أن ذلك يأتي في سياق حرية التعبير، تبريراً سخيفاً ولا مبرر له نهائياً، كونه اعتداء وعمل إجرامي وليس حتى تعبير عن رأي.. لافتا إلى أنه في السويد وأوروبا وأمريكا ليس مسموحاً انتقاد جرائم اليهود الصهاينة لكنهم يسمحوا بالإساءة إلى الإسلام، وهو ما يكشف سيطرة اللوبي الصهيوني على الغرب إلى درجة العبودية.

ودعا قائد الثورة الشعوب في البلدان الغربية إلى التحرر من اللوبي الصهيوني الذي يدفع بها إلى العداء للإسلام والقرآن الكريم.

وأفاد بأن على المسلمين التزام إيماني وأخلاقي في التصدي لكل مساعي الأعداء وأنشطتهم العدائية التي تستهدف الإسلام والمسلمين والمجتمع البشري.

مسيرات غاضبة

وأشاد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بكل الذين تحركوا وكان لهم موقفاً واضحاً وصريحاً وشجاعاً بدءاً من الشعب اليمني الذي خرج في مسيرات غاضبة وعبر بكل قوة عن موقفه المناصر للقرآن الكريم والتمسك به.

وحث على مقاطعة بضائع ومنتجات الدول التي تتبنى رسمياً فتح المجال أمام التصرفات العدائية المسيئة للإسلام والمسلمين واستهداف أقدس المقدسات.

ولفت إلى السوق الكبيرة لمنتجات الدول الغربية هي العالم الإسلامي لأنه غير منتج ويعتمد على استهلاك بضائع الغرب ومنتجاته .. مشيراً إلى أنه من المؤسف أن يصل واقع المسلمين لأن يكون هناك 50 دولة إسلامية لا تستطيع الاجتماع على إجراء موحد دبلوماسياً أو اقتصادياً لقضية بحجم إحراق القرآن الكريم.

قوى النفاق

وأوضح السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن من أبرز قوى النفاق المعاصرة في أوساط المسلمين هم التكفيريون، ومعهم الأنظمة الموالية لأمريكا وإسرائيل واللوبي الصهيوني اليهودي.

وتطرق إلى الدور التخريبي لقوى النفاق داخل الأمة لحرفها عن التوجه الإيماني الصادق الأصيل وتدجينها لصالح أعدائها.. محذراً من خطورة هذا الدور الذي يخدم أعداء الأمة.

وطالب أحرار الأمة بالتحرر من قيود حركة النفاق التي تسعى لتجريد الأمة من الشعور بانتمائها ومواقفها الإيمانية.

ترسيخ الهوية الإيمانية

وقال قائد الثورة: “يجب أن نسعى كأمة إسلامية وفي بلدنا إلى ترسيخ الهوية الإيمانية والانتماء الإيماني الذي يحصننا أمام الحرب الشيطانية التي يسمونها بالحرب الناعمة التي يتحرك فيها الأعداء على المستويات الفكرية والثقافية والتعليمية والأنشطة التضليلية المتنوعة والتي يستخدمون فيها أحدث تقنيات العصر في محاوله منهم لاستهداف الجميع وأيضا أمام الحرب الصلبة وكل أشكال الاستهداف”.

ودعا السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي الشعب اليمني إلى العناية بالأنشطة ذات الصلة بمناسبة جمعة رجب، وترسيخ انتمائه وهويته الإيمانية وتوجهه التحرري الذي أقلق الأعداء.

كما دعا الشعب اليمني للاهتمام بقضايا الأمة وأن يجسد الأخوة الإيمانية في واقعه الداخلي ليفشل كل مشاريع الأعداء لإثارة الفتن داخلياً.