صمود وانتصار

بالتزامن مع وصول “العليمي” إلى معاشيق .. إنفجارات تهز محيط مطار عدن ونهب معسكر لـ”الإنتقالي”

بالتزامن مع وصول “العليمي” إلى معاشيق .. إنفجارات تهز محيط مطار عدن ونهب معسكر لـ”الإنتقالي”

الصمود../

عاد مسلسل العبوات الناسفة في مدينة عدن إلى الواجهة مجددا. انفجارات ثلاثة تضرب محيط مطار المدينة، وحديث عن ضبط سيارات مفخخة كانت في طريقها إلى الانفجار، بحسب رواية «الانتقالي»، الذي تعرّضت أبرز معسكراته لنهب مخازن السلاح بالتزامن نفسه مع الانفجارات. سرعان ما بادر مغردو الاحتلال السعودي لاتهام انتقالي الإمارات بإعادة مسلسل التفجيرات، مهددين بفتح ما يبدو أنه ملف أسود ضد فصائل الزبيدي، التي بدورها اتهمت فصائل الخونج. وثمة من يربط عودة التفجيرات بمغادرة الزبيدي الرياض، قبل أيام، حانقاً إلى وجهة اتضح فيما بعد أنها أبوظبي، وعودة العليمي برفقة المحرمي إلى المدينة التي كان قد غادرها مجبرا نهاية العام الماضي وعاد إليها مجبرا بعد 50 يوما من الخضوع لإقامة إجبارية في فنادق الرياض.

هزت انفجارات جديدة، أمس السبت، مدينة عدن المحتلة، التي تشهد تجاذبات بين أدوات الاحتلال حول إقامة المهرجان الترفيهي الذي اقترحته حكومة الفنادق تحت مسمى «شتاء عدن».

وأفادت مصادر محلية بوقوع 3 انفجارات في محيط مطار عدن الدولي.

وتأتي التفجيرات بعد ساعات على تفجيرات سابقة شهدتها مديريات أخرى في المدينة، كالمنصورة وخور مكسر، تبين أنها ناتجة عن استهداف حفلات ترفيهية للمرتزق معمر الإرياني، المعين وزيرا للسياحة في حكومة الفنادق، تحت تسمية «شتاء عدن»، وهو المهرجان الذي كلف ميزانية بمئات الملايين، وتوعد مرتزقة الإمارات بإلغائه.

كما تأتي التفجيرات بعد ساعات على بيان لما يسمى «الحزام الأمني»، التابع لانتقالي الإمارات، تحدث فيه عن تفكيك سيارة مفخخة.

واتهمت وسائل إعلام الانتقالي فصائل الخونج بالإعداد والتخطيط لشن هجمات تستهدف فصائل المجلس في عدن، مشيرة إلى أن السيارة المفخخة التي تم ضبطها في إحدى الطرق الترابية في منطقة بئر أحمد بمديرية البريقة كانت قادمة من محافظة تعز، في اتهام ضمني للخونج الذين يسيطرون على مدينة تعز.

وسبق أن توعد «الخونج» انتقالي الإمارات، عقب سيطرة الأخير على شبوة وأبين، بتحويل المحافظات التي يسيطر عليها إلى كومة من النار.

إلى ذلك، فتح الاحتلال السعودي، النار على انتقالي الإمارات، متهماً إياه بإعادة مسلسل التفجيرات إلى مدينة عدن.

وهدد مغردون سعوديون مقربون من ابـن سلمان بفتح الملفات السوداء للمجلس، وسط احتدام الصراع بين الطرفين عقب مغادرة المرتزق عيدروس الزبيدي الرياض حانقا وعودته إلى مقر إقامته الجبرية في أبوظبي.

وقال علي العريشي، صحفي سعودي، إن المفخخات المنتشرة في عدن هذه الأيام ذكرته بـ«حادثة تفخيخ سيارة رئيس الوزراء السابق أحمد عبيد بن دغر خلال زيارته لمحافظة لحج»؛ في اتهام للانتقالي سلطة الأمر الواقع بالوقوف وراء العملية حينها.

كما اتهم العريشي ما سماها «سلطة الأمر الواقع في عدن»، باستهداف المرتزق معمر الإرياني والهجوم عليه بقنبلة صوتية أوقعت 9 جرحى، خلال مشاركته بفعالية لمهرجان «شتاء عدن» الترفيهي الذي تشرف عليه وزارته، ويلاقي معارضة من قبل انتقالي الإمارات.

وفيما يكتنف الغموض مصير الإرياني، أفادت مصادر إعلامية بأن تنديدات حكومة الفنادق والاحتلال السعودي باستهدافه تشير إلى أنه أصيب في الحادثة.

وقال العريشي، في تغريدة على حسابه في «تويتر»، إن «مزاعم الانتقالي حول ضبط عبوات ناسفة والقبض على متهمين لا يمكنها التغطية على الهجوم على وزير الإعلام في حكومة معين»، حسب قوله.

ووصف العريشي الوضع في عدن بـ»المنفلت أمنيا»، ما يشير إلى أن بلاده اتخذت من جديد موقفا تصعيديا ضد «الانتقالي» بعد أن حاولت تخفيف لهجتها الأيام الماضية.

وفي سياق مسلسل الانفلات الأمني، كشفت مصادر عسكرية في حكومة الفنادق، عن عملية نهب طالت مخازن كبرى معسكرات فصائل الانتقالي في مدينة عدن.

وقالت المصادر إن قيادة ما يسمى «معسكر النصر»، التابع لانتقالي الإمارات، أعلنت نهب كميات كبيرة من الأسلحة من مخازنها الواقعة في مديرية خور مكسر.

وقبل أيام، تعرضت مستودعات الذخيرة في المعسكر لانفجارات كبيرة، بظروف غامضة، وسط اتهامات لقيادات في «الانتقالي» بالوقوف وراء الحادثة للتغطية على عملية النهب التي تتعرض لها مخازن الأسلحة.

ولم تتضح بعد أسباب ودوافع عملية نهب مخازن المعسكر، وما إذا كانت تتعلق بمخاوف قيادات «الانتقالي» من سقوط معسكراتها بيد فصائل الاحتلال السعودي الجديدة التي تتهيأ لاستلام المعقل الرئيسي للانتقالي، ضمن ترتيبات لطي صفحة الذراع الأول للاحتلال الإماراتي من المحافظات الجنوبية المحتلة.

وفي تطور لاحق، عاد المرتزق رشاد العليمي، رئيس ما يسمى مجلس القيادة المشكل في الرياض، إلى مدينة عدن قادما من الرياض، بعد أن سمحت له الأخيرة بالعودة بعد أشهر من إخضاعه لإقامة إجبارية في فنادق الرياض.

وقالت مصادر مقربة من تحالف الاحتلال إن العليمي عاد ومعه التكفيري أبوزرعة المحرمي، الذي يدفع به الأمريكيون لتمثيل الجنوب بدلا عن الزبيدي، فيما يدفع الاحتلال السعودي بالمرتزق فرج البحسني ليكون هو البديل.

وفيما ذكرت وسائل إعلام المرتزقة أن العليمي «جدد في تصريحات صحفية التزام حكومته بتعهداتها المعلنة للشعب اليمني، بما في ذلك العمل من الداخل، وإعادة بناء المؤسسات، وتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية والخدمية، وتعزيز حضور اليمن إقليميا ودوليا»، أكدت المصادر أن عودته إلى عدن تأتي في ظل سعي الاحتلال السعودي لإبعاد انتقالي الإمارات ورئيسه الزبيدي عن المشهد الجنوبي نهائيا، لاسيما بعد مغادرة الأخير إلى أبوظبي.

وبحسب مراقبين، فإن التفجيرات، التي سبقت عودة العليمي، في محيط مطار عدن، رسالة واضحة من انتقالي الإمارات بتفجير الوضع في عدن وعدم رضوخ الزبيدي للإملاءات السعودية، ما ينذر بتأزيم الموقف بين الاحتلال وأدواته في المدينة المحتلة.

(صحيفة لا)