ما وراء استمرار التحركات البريطانية الصهيو أمريكية في محافظة المهرة؟
الصمود|| تقرير- أمين النهمي
يوما تلو آخر تسقط الأقنعة الزائفة وتتعرى الذرائع الواهية وتتكشف الحقائق والأهداف الخفية التي قام من أجلها العدوان الصهيو أمريكي البريطاني السعودي الإماراتي على اليمن منذ ثمانية أعوام بغية احتلاله والهيمنة على المواقع المهمة والمنافذ ونهب ثرواته وإبقائه ضعيفا تحت الوصاية والارتهان.
فالعدوان على اليمن الذي بدأ في 26 مارس 2015م، صهيو أمريكي بريطاني بالأساس وتم إعلانه من واشنطن، وليست السعودية والإمارات ومرتزقتهما سوى مجرد أدوات وأجندة وبيادق بيد المحتل الأصل يحركهم كيفما أراد وفقا لتوجهاته وسياساته وأهدافه ومصالحه.
وبعد الهزائم والخسارات الباذخة التي تجرعتها السعودية والإمارات ومرتزقتهما في العمق وفي مختلف الجبهات والميادين، حضر المحتل الأساس ليتصدر المشهد وترتيب أوراقه في المحافظات الجنوبية الغنية بالثروات النفطية والغازية والجزر التي تشكل أهمية استراتيجية وخاصة باب المندب وجزيرتي ميون وسقطرى.
فرض مشاريع التقسيم
وتسعى بريطانيا اليوم إلى إحياء مشاريعها البغيضة يقودها الحنين إلى الماضي الاستعماري لجنوب اليمن، فبعد توافد قواتها العسكرية في سقطرى وحضرموت هاهي تختار وجهتها التالية في محافظة المهرة لإدارة مخططات مشبوهة ومحاولة تمزيقها وفرض مشاريع التقسيم وإعادة السلطنات وإدارة ميدان الصراع ونهب الثروات النفطية والغازية.
أهمية استراتيجية
وتكتسب المهرة أهمية جيوسياسية واستراتيجية من خلال مساحتها الكبيرة ومنافذها البرية والبحرية، وموقعها الجغرافي، الذي أكسبها أهمية استراتيجية من حيث اتصاله بصحراء الربع الخالي من الشمال، ومحافظة حضرموت من الغرب، والبحر العربي من الجنوب، وسلطنة عمان من الشرق.
نهب الثروات النفطية والبحرية
وفي هذا السياق، تستميت دولة العدوان السعودي على أن تكون لها واجهة بحرية على المحيط الهندي عبر الشريط الساحلي من صرفيت شرقاً وحتى شقرة غرباً، إضافة لذلك تدرك الرياض حجم الثروة الطبيعية في هذه المحافظة، ولذلك فإن السعودية تحاول منذ مطلع ستينيات القرن الماضي إلحاق المناطق النفطية بأراضيها، بعد أن أثبتت شركة “بان أمريكان” عام 1961م، وجود كميات كبيرة من النفط في تلك المناطق؛ بهدف الاستحواذ على الثروة النفطية والبحرية.
إجهاض كافة المحاولات
ويؤكد الشيخ علي الحريزي أن السعودية عملت على منع 11 شركة أجنبية من استخراج النفط والغاز اليمني في محافظة المهرة، خلال الفترة الماضية، واجهاض كافة المحاولات اليمنية بذلك، مبيناً أن السعودية تدفع الأموال الباهضة للشركات الأجنبية مقابل تخليها عن استخراج النفط والغاز اليمني في المهرة، والاستحواذ على الوثائق الخاصة بالاستكشافات.
وأجرت السعودية بواسطة شركات مسح جوي عن مكامن النفط و الغاز الطبيعي المكتشفة في المهرة منتصف ٢٠١٧م، دون الإفصاح عن كمياتها، وسط اتهامات لتهريبها والاستحواذ عليها تحت غطاء مد أنبوب النفط السعودي عبر المهرة وصولا إلى بحر العرب.
مطالب صهيونية لمساعدة السعودية
وكشفت صحيفة «انتي ديبلوماتيك» الإيطالية أن خطوة إرسال القوات البريطانية إلى المهرة تأتي في إطار الانصياع لمطالب «إسرائيل»، التي تحاول تقديم المساعدة للسعودية بعد الهزائم التي تكبدتها على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية، مؤكدةً أن إغاثة السعودية وإسرائيل بالقوات البريطانية جاء بعد عجز تحالف العدوان رغم القصف الجوي ودعم القوى الغربية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وقوى إقليمية أخرى.
عمليات اغتيال وتجسس
وبحسب مصادر مطلعة فإن القوات البريطانية تشرف على عملية تدريب لعناصر محلية محسوبة على ما يسمى بالمجلس الإنتقالي الموالي للإمارات داخل قواعدها العسكرية في مطار الغيضة، مشيرة إلى أن عملية التدريب مهمتها إعداد وتأهيل العناصر لتنفيذ عمليات اغتيال وتجسس، في المحافظة الإستراتيجية.
وكانت قوات بريطانية وأمريكية بحسب مصادر إعلامية وصلت إلى مطار الغيضة المهرة، موضحة أن هذه القوات الأجنبية الجديدة انضمت إلى قوات سابقة متواجدة في المطار بعد تحويله إلى قاعدة عسكرية سعودية بريطانية أمريكية.
وكثفت بريطانيا وأمريكا تحركاتها بمشاركة ضباط اسرائيليين في المهرة، وذلك بهدف نهب الثروات.
ويحذر مراقبون من التواجد للقوات الأجنبية في المحافظات الجنوبية والتي تدير مخططات استعمارية على مدى بعيد يتم فيها نهب الثروات.
نوايا خبيثة
ووفقاً للعديد من الخبراء العسكريين، فإن تدفق المئات من الجنود الأمريكيين والبريطانيين إلى المهرة الواقعة تحت سيطرة الاحتلال السعودي ومرتزقته يكشف عن نوايا مبيتة لدى واشنطن ولندن لتعزيز وجودهما العسكري في المحافظة المطلة على البحر العربي، المنطقة الاستراتيجية التي تعتبرها واشنطن مهمةً لفرض وجودها العسكري في منطقة خليج عمان والمحيط الهندي، والذي تسعى واشنطن من خلاله لقطع الطريق على الصين ومنع توسعها تجارياً نحو شبه القارة الهندية وإفريقيا.
إنشاء قاعدة استخبارية
ويؤكد الخبراء العسكريون أن للتواجد العسكري الأمريكي والبريطاني في المهرة علاقة بالترتيبات بين كل من أمريكا والإمارات وإسرائيل لإنشاء قاعدة عسكرية استخبارية في جزيرة سقطرى، وهو ما كشف عنه إعلامياً بما في ذلك على مستوى الإعلام الإسرائيلي بعد إعلان التطبيع العلني بين الإمارات والكيان الصهيوني.
ختاماً
نشد على أياد أبناء المهرة مواصلة انتفاضتهم، وندعو كل أحرار الجنوب إلى مساندتهم، ومقاومة الاحتلال بكل الطرق والوسائل، وإلى جانبهم أبطال الجيش واللجان الشعبية والقوات المسلحة والقوة الصاروخية والطيران المسير الذي لديه القدرة بفضل الله للوصول إلى كل شبر في اليمن وإلى عمق دول العدوان، وحاضرة لاستهداف القوات البريطانية والأمريكية وأي قوات محتلة.
وعلى السعودية أن تدرك أن ما عجزت عن تحقيقه خلال ثمانية أعوام، لن تستطيع بريطانيا ولا «تل أبيب» ولا أمريكا تحقيقه، فاليمن اليوم غير ما كان عليه بداية العدوان … يمن الإيمان والحكمة والهوية والثقافة القرآنية، يمن قادر بعون الله على تغيير معادلة الردع الإستراتيجي ولديه من الخيارات المفاجئة مالم تكن في حسبان دول العدوان، «وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون».