صمود وانتصار

بالدلائل: تدميرُ الـيَـمَـن والاستحواذ على ثرواته هدفُ العُـدْوَان الأول!!

الصمود | تقارير | 28 / 5 / 2016 م

تقرير/ أحمد المحفلي

كشَفَت الدلائلُ والبراهينُ الملموسةُ على أرضِ الواقع ومنذ 14 شهراً من العُـدْوَان الهمجي والبربري لتحالف السعودية – أَمريكا على الـيَـمَـن عن حقيقة أَهْـدَاف تحالُف العُـدْوَان التي لا يمكن أن ينكرَها عاقلٌ أَوْ يختلف عليها اثنان، وفق الكثير من المراقبين والذين أكدوا أن من أَبرز أَهْـدَاف تحالف العُـدْوَان من عُـدْوَانه على الشعب الـيَـمَـني هو تدمير مقدّرات الدولة الـيَـمَـنية وبُنيتها الاقتصادية والعسكرية تحت أي مسمى ووفق أي مبرر، وبما يوصل إلَـى الاستحواذ على ثروات الـيَـمَـن النفطية والغازية وكذا السيطرة على موانئه البحرية والبحرية والجوية وفرض حصار دائم على الشعب الـيَـمَـني.
وأوضح المراقبون أن مُخَطّـطات تحالف العُـدْوَان أضحت مفضوحة وواضحةً للعيان من وراء عُـدْوَانهم الهمجي والغاشم على الشعب الـيَـمَـني.
مشيرين أن تحالُفَ العُـدْوَان وضع الخططَ التي تحقق أَهْـدَافه من وراء العُـدْوَان على الـيَـمَـن ومنذ فترة طويلة بدأها بالتدخلات في شؤون الـيَـمَـن الداخلية وتمويل الجماعات الإرهابية وفرَق الاغتيالات في مختلف محافظات الـيَـمَـن، وهي المهمة الأولى، حيث استهدف المئات من الشخصيات الوطنية المدنية والعسكرية، وخَاصَّـةً في صنعاء وعدن وحضرموت، وَكان الهدف من وراء ذلك إرباك المشهد السياسي وصولاً إلَـى إفشال الحوار الوطني الجاري حينها في العاصمة صنعاء.
والجميعُ يتذكّرُ سلسلة الاغتيالات التي طالت العشرات من الأكاديميين والشخصيات الاجتماعية والبرلمانية والإعلامية الفاعلة على الساحة الوطنية وأعضاء بارزين في مؤتمر الحوار الوطني ومنهم (الدكتور أحمد شرف الدين – الدكتور عَبدالكريم جدبان – الدكتور محمد عَبدالكريم المتوكل – الناشط الصحفي والحقوقي البارز عَبدالكريم الخيواني) وغيرهم الكثير من الشخصيات العسكرية والأمنية والاجتماعية رافق ذلك سلسلة التفجيرات الإرهابية التي استهدف المصلين في مساجد الحشوش وبدر والمحتفلين في ميدان التحرير والسبعين وغيرها.
وقد تزامن ذلك وفق المراقبين مع دعم تحالف العُـدْوَان لتوسع الجماعات الإرهابية في المحافظات الجنوبية والشرقية وخَاصَّـةً في عدن وحضرموت ومأرب هي المناطق التي تتواجد فيها ثروةُ الـيَـمَـن النفطية والغازية وكذا الموانئ التجارية الكبرى؛ بهدف محاصَرة الـيَـمَـن اقتصادية وإجباره على القبول بالوصاية الخارجية على شؤونه السياسية والاقتصادية وغيرها والارتهان الدائم للخارج المتمثل في أَمريكا وبريطانيا وبقرتهما الحلوب مملكة آل سعود.
وحين أدرك تحالُفُ العُـدْوَان الذي شكّل وبطريقة سرية ضمنت سريتها طائرات الشحن السعودية التي نقلت مليارات الريالات والدولارات إلَـى بلدان التحالف الخسيس وقبل شهور من إعْـلَانه أنه أمام شعب صامد وصعب السيطرة عليه.. تم إعْـلَان بدء العُـدْوَان الهمجي والغاشم على الشعب الـيَـمَـني في ليلة الـ26 من مارس من العام 2015م، حيث باشر طيران تحالف العُـدْوَان بارتكاب المجازر الجماعية بحق الآلاف من المدنيين في الـيَـمَـن، ولا هدف له من وراء ذلك سوى محاولة لَيّ ذراع القرار السياسي في الـيَـمَـن وإجبار الأطراف السياسية الـيَـمَـنية للقبول بما يتطلبه مشروعُه الاستعماري الخبيث، وعندما وجد تحالف العُـدْوَان التصدّي والرفض التام لما يسعى إليه في الـيَـمَـن بث الشائعات والأراجيز وعمل على تغذية الطائفية والمذهبية من جانب، ومن جانب آخر واصل طيران العُـدْوَان الهمجي تدميره الممنهج للبُنى التحتية الـيَـمَـنية من مطارات وموانئ ومصانع ومزارع ومقرات حكومية وطرقات وجسور ووصل الإجرام بهم إلَـى ضرب المدارس والمستشفيات ودُور العبادة ومئات الآلاف من المساكن على رؤوس ساكنيها في مختلف محافظات الـيَـمَـن، مستخدمين مئات الآلاف من القنابل والصواريخ المحرمة دولياً.
ومع هذا العُـدْوَان البربري واللا إنْسَـاني فقد ركّز على غزو واحتلال مناطق الثروات والموانئ التجارية وفق خبراء الاقتصاد، وهو الأمر الذي كشف جلياً الجزءَ الأخيرَ من هدف تحالف العُـدْوَان من عُـدْوَانه الهمجي على الـيَـمَـن.. حيث سيطرت قوات الغزو والاحتلال على محافظة عدن وعددٍ من المناطق المجاورة بعد أن دمّرها العدوان بمئات الآلاف من القذائف والصواريخ من الجو والبر والبحر، وبعد أن زرع الجماعات الإرهابية ومجاميع العملاء والمرتزقة لتمهيد السيطرة عليها.. كما سيطر على أجزاء من محافظة مأرب وفي المقابل عمل وبصور مفضوحة على تغذية توسع الجماعات الإرهابية في محافظة حضرموت والمحافظات المجاورة حتى يدخلها بصورة سريعة، وهو ما حصل، فقد استخدم الجماعات الإرهابية كذريعة لتدمير المنشآت الاقتصادية في حضرموت، وكذا السيطرة على الموانئ وحقوق النفط والغاز، وقد تم ذلك بحسب التقارير المحلية والدولية والتي كشفت عن وجود شراكة فعلية بين الجماعات الإرهابية وتحالُف العُـدْوَان في عُـدْوَانهما على الـيَـمَـن، ومن أكبر الدلائل في هذا الجانب خروج القاعدة من حضرموت بعد عامٍ من السيطرة على الموانئ وحقول النفط والغاز فيها وتسليمها للقوات الغازية التابعة لتحالف العُـدْوَان ودخول المارينز الأَمريكي إلَـى الـيَـمَـن وإعْـلَان السيطرة على حضرموت بعد المسرحية الهزلية المفضوحة التي لا تخفى على أحد والتي رتّب لها تحالف العُـدْوَان مع الجماعات الإرهابية مسبقاً وعبر آلته الإعلامية الكبيرة المتمثلة (قنوات العربية والجزيرة ومواقع وصحف العُـدْوَان ومرتزقته في الداخل والخارج) التي يما فتئت تحبكُ التقاريرَ المفبركة والتي سَرعانَ ما انكشف كذبُها وافتضح تضليلها، ومن أَبرز الفضائح التي تغنَّت بها تلك الوسائل دخول قوات الغزاة إلَـى حضرموت وطرد القاعدة منها أَوْ كما كانت تزعم القضاء على تنظيم القاعدة الإرهابي في حضرموت وقتل أَكْثَـر من 800 عنصر من عناصر التنظيم الإرهابي، وهو الأمر افتضح سريعاً وكشف زيفه وكذبه، فقد أكدت العديد من التقارير وكذا شهود العيان أن تنظيمَ القاعدة خرج من مدن الساحل في حضرموت تحتَ حماية طيران تحالف العُـدْوَان، وَأكد التقرير أن قتلى التنظيم الإرهابي لا يتعدى عددهم 7 أفراد فقط وهم ربما الذين قُتلوا بالخطأ، فضربات طيران العُـدْوَان في حضرموت كانت تتركز على قصف المنشآت الخدمية والاقتصادية..
إلى ذلك يقول الخُبراءُ والمراقبون بأنه وبعد الدمار الكبير الذي حَلَّ بنحو 90% من البُنية الاقتصادية والعسكرية للـيَـمَـن جراء نحو 160 ألفَ غارة استهدفتها على مدار 14 شهراً من العُـدْوَان وبرغم الضحايا التي بلغ عددهم نحو 50 ألف شهيد وجريح في صفوف المدنيين، وبرغم تهجير نحو 3 ملايين يمني، وبرغم الحصار الشامل الذي يفرضه تحالف العُـدْوَان على الـيَـمَـن براً وبحراً وجواً والذي أدَّى إلَـى زيادة نسب الفقر والبطالة بين الـيَـمَـنيين ودفع بنحو 15 مليون يمني نحو خطر الجوع وجعل نحو 7 ملايين يمني، معرضين لخطر الموت؛ نتيجة انعدام الرعاية الصحية لم يتمكن تحالف العُـدْوَان من السيطرة على الـيَـمَـن ومراكز القرار السياسي فيه.
الأمر الذي جعله يلجأ إلى تفعيلِ العملِ عبر مرتزقة ووفد فنادق الرياض وآلته الإعلامية التي تفتعلُ الأزمات الاقتصادية في الداخل الـيَـمَـني، وكل ذلك من أجل إفشال المفاوضات الـيَـمَـنية الـيَـمَـنية الجارية حالياً في الكويت، في ظل تهديد مستمر بما يسميه الحسم العسكري إلَـى جانب رفضه التام للهُدنة الأُمَمية التي أعلنت الأُمَم المتحدة عنها في العاشر من إبريل الماضي، وبحسب التقارير فإن طيرانَ العُـدْوَان شن منذ بداية الهُدنة المزعومة وحتى الآن أَكْثَـر من 200 غارة جوية، استهدفت الكثيرَ من منازل المواطنين وقتلت العشرات من المدنيين، كما دمرت الكثير من المنشآت الخدمية العامة والخَاصَّـةِ في عددٍ من المحافظات.
من جانبهم نفّذ مرتزقة العُـدْوَان المئاتِ من الزحوفات في الكثير من الجبهات، وما يزالون مستمرين في تنفيذِ اعتداءاتهم المستمرة على مواقع الجيش واللجان في مختلف المحافظات.