صمود وانتصار

النظام السوداني في الحضن الصهيوني .. أعداء اليمن حلفاء لإسرائيل

النظام السوداني في الحضن الصهيوني .. أعداء اليمن حلفاء لإسرائيل

الصمود../

يسارع النظام السوداني العميل وإحدى أدوات العدوان الأمريكي السعودي على بلادنا في إعلان التطبيع مع الكيان المؤقت الصهيوني، والارتماء في أحضانه والارتهان لمخططاته وأجندته في المنطقة.

وينكشف الستار من يومٍ إلى آخر، لتثبت الأحداث أن جميع المعتدين على الشعب اليمني تربطهم علاقة صلة ومحبة مع الكيان الصهيوني، وبأنهم مجـرد أدوات ينفذون ما يريد الصهاينة وما يخططون له في المنطقة العربية والإسلامية، دون أي اعتبار للمواقف الداخلية لشعب السودان وأحزابه السياسية الرافضة لقرارات التطبيع، والاستمرار في قتل أبناء الشعب اليمني الشقيق.

وكان رئيس ما يسمى “مجلس السيادة” السوداني، عبد الفتاح البرهان، استقبل الخميس الماضي، وزير خارجية الاحتلال الصهيوني إيلي كوهين في الخرطوم، وبحث معه “سبل إرساء علاقات أمنية وعسكرية مشتركة”.

ويقول عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: “إن السودان يقتل اليمنيين ويسالم اليهود الإسرائيليين، وهذا هو تحالفهم العبري وليس العربي وهذا هو إرهابهم وإجرامهم واضح للعيان”، داعياً في تغريدةٍ له “جميع الأحزاب السياسية في السودان إلى إثبات وطنيتها وعروبتها برفض ما يحصل بكل الوسائل”.

من جانبه يؤكـد الخبير والمحلل العسكري العقيد مجيب شمسان، أن الكيان الصهيوني يسعى للتواجد في القارة السمراء، وأن هذا يجري على أعلى المستويات لا سِـيَّـما في المرحلة التي جرى فيها العدوان على اليمن، مُشيراً إلى أن ذلك كان واضحًا من خلال المسارعة من قبل النظام السوداني، ومن خلال عملية الانقلاب التي جرت بالتوافق مع الكيان الصهيوني وفقاً للعملية السياسية الأمريكية التي قادت التطبيع مع النظام الإماراتي وبقية الأدوات المشاركة في العدوان على اليمن.

ويضيف أن “مما يلاحظ على النظام السوداني هي عملية المسارعة في التطبيع مع العدوّ الصهيوني في الوقت الذي يشارك فيه بالعدوان على الشعب اليمني في خطوةٍ غير مسبوقة”.

وعن أسباب ذلك التسارع يؤكّـد شمسان أن “عملية إعصار اليمن العسكرية دفعت بالكيان الصهيوني لتسريع خطوات التطبيع مع النظام السوداني تحت رعاية إماراتية، وبعد هذه الخطوة كان هناك خطوات تباعاً منها اتّفاقيات مشتركة بين الإمارات وما يسمى بوزير دفاع حكومة المرتزِقة، وجاء بعدها اتّفاق بين وزير دفاع المرتزِقة والحكومة السودانية ونشر عدد من القوات السودانية ونقل بعض منها إلى أماكن أُخرى، كان الحديث يجري حول نقلها إلى ميناء المخاء وجزيرة سقطرى وبعض المناطق اليمنية المحتلّة”.

ويواصل شمسان “جاء بعد ذلك عدد من الزيارات المتبادلة ما بين النظام السوداني والكيان الصهيوني، وهذا فيه إشارة ودلالة واضحة بأن الكيان الصهيوني استشعر تنامي القوة اليمنية، وما باتت تشكله من خطر على مصالحه وتواجده في البحر الأحمر، ومدى الأهميّة التي تمثلها، فانتقل للتعويل على الجانب السوداني، وهذا جانب واضح جِـدًّا من الزيارات المتبادلة والتنسيق المشترك”.

وعن ازدواجية المعايير التي يمارسها النظام السوداني العميل ما كانت لتتم لولا أنها خدمة لأجندة صهيونية في عدوانها على الشعب اليمني، وهنا يكون الحضور السوداني الذي لا ينتمي في الأَسَاس إلى ذلك الشعب الذي تربطه من اليمنيين الكثير من العلاقات الودية والتاريخية والاحترام المتبادل، وبالتالي هذه التحَرّكات الصهيونية مع عدد من الدول المشاركة في العدوان على اليمن هي تأتي في تحقيق الأجندة الصهيونية، وخَاصَّةً في اليمن التي باتت تشكل دائرة التهديد الأولى على كيان الاحتلال خُصُوصاً في ضوء الموضع الاستراتيجي التي تربطه الأهميّة التي تقرأ من زاوية الأمن القوي الصهيوني والتي يعتبرها قضية وجود بالنسبة له.

ويقول العقيد شمسان إن تطورات الواقع اليمني باتت تشكل تهديدا وجوديا للكيان الصهيوني، وخطرا كبيراً على المصالح المعادية خَاصَّةً في ما يخص إمدَادات الطاقة، ولهذا كان التحَرّك الصهيوني في هذه الدائرة للبحث عن أدوات بديلة، وتجنيب الأدوات المحتضنة لمصادر الطاقة ثمن الاستمرار في المواجهة للشعب اليمني، مُشيراً إلى أن دول الخليج المتصدرة للعدوان على اليمن تخشى من ردة الفعل اليمنية القاصمة للمخطّطات الجديدة التي ترسمها أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني في ضوء أزمة الطاقة، وهو محاولة تجنيب للأذرع الخليجية من الضربات اليمنية.

وتعتبر المسارعة السودانية في التطبيع تتويجاً للمخطّط الصهيوأمريكي في المنطقة ومحاولة لتجنيب دول الاستكبار العالمي تبعات الضربات اليمنية المستهدفة للطاقة في دول الخليج المرتهنة للمشروع الصهيوني والمُستمرّة في حصار الشعب اليمني.

وما يعزز المخطّط الصهيوني الجديد في عدوانه على اليمن هو تحريك القوات الإريترية في محاولة لاحتلال جزيرة حنيش، وهذا تأكيد واضح بأن العدوّ الصهيوني يسعى لاستمرار العدوان على الشعب اليمني عبر أدواته الإفريقية، بالتزامن مع وصول قوات مصرية وصهيونية تحت مسمى استشاريين إلى جزيرة ميون وميناء المخاء وتسلمها لإدارة العمليات العسكرية هناك.

ووفقاً للمعلومات فـإن التحركات المعادية للشعب اليمني تسعى لتجنيد المزيد من الأدوات والمرتزِقة الإفريقيين لتصدر مشهد المواجهة العسكرية مع الشعب اليمني.

*المسيرة: منصور البكالي