العملاء أعداء الأوطان والشعوب
الصمود||مقالات|| عبدالفتاح البنوس
العملاء هم حثالة البشرية وأحقر البشر على الإطلاق ، حالهم مع الأوطان يشبه إلى حد كبير حال السوس مع الخشب ، ينخرون في جسد الوطن ويسهمون في تدمير كل ما هو جميل فيه ، ولا فرق هنا ولا مستويات ومراتب للعمالة والخيانة ، فالخائن المرتزق المرتهن للغازي السعودي لا يقل وضاعة وسفالة عن الخائن المرتزق المرتهن للغازي الإماراتي ، كلاهما أقذر من بعض ، ومن المضحك جدا ما عليه حال المرتزقة اليمنيين من عمالة وخيانة وارتزاق وارتهان .
مرتزقة السعودية يهاجمون الإمارات ويطالبون برحيلها عن المناطق اليمنية الخاضعة لسيطرتها وأدواتها ، ولا يتوقفون عن تنفيذ حملات إعلامية مكثفة عبر مختلف وسائل الإعلام التابعة لهم ومن خلال شبكات التواصل الاجتماعي لفضح مخططاتهم وكشف مؤامراتهم والتحريض ضدهم ومطالبة المواطنين في المحافظات الخاضعة لسيطرتها بالخروج عليها ومقاومتها والمطالبة برحيل قواتها وإنهاء سطوة أدواتها ، ومن أجل ذلك يتم إعداد الكثير من البرامج التلفزيونية الحوارية والتحليلية واللقاءات الميدانية والاستطلاعات والكتابات والمقالات الصحفية والمنشورات عبر مختلف شبكات التواصل الاجتماعي ، لتعرية الإمارات وتجريم تدخلاتها في اليمن ، وتسليط الضوء على الجرائم التي ترتكبها ، في الوقت الذي يساندون فيه الاحتلال السعودي ويبررون للجرائم والانتهاكات التي يمارسها المحتل السعودي ، ويرون فيه المنقذ والملاذ الآمن ويتسابقون على كسب وده ونيل رضاه ، ويقدمون أنفسهم للقتال بالنيابة عنه ، والدفاع عنه .
وفي المقابل يذهب مرتزقة وعملاء الإمارات لمهاجمة السعودية وتسليط الضوء على كافة تحركاتها وتدخلاتها في اليمن ، ويطلقون العنان لأبواقهم الإعلامية للحديث عن مخططات السعودية ومشاريعها التآمرية ، ويعملون على نشر غسيلها وفضح مؤامراتها بهدف تلميع صورة الإمارات وتجميل وجهها القبيح ، من أجل الحصول على دعمها وإسنادها لهم في سباق النفوذ والهيمنة الذي يخوضوه مع مرتزقة السعودية في المحافظات الجنوبية المحتلة ، ولا يجد مرتزقة وعملاء الإمارات أي حرج في الإشادة بالإمارات والتغني بها وتصويرها على أنها جاءت لليمن من أجل مصلحة اليمن واليمنيين وأن تدخلاتها في المحافظات اليمنية الجنوبية المحتلة هو من باب الإسهام في تطوير هذه المحافظات وخدمة لأهلها ، ويسخرون كل طاقاتهم ووسائلهم الإعلامية من أجل ذلك ، بكل جرأة ووقاحة وقلة حياء ، رغم أن الإمارات لا تقل قبحا وإجراما وتوحشا عن السعودية ، فكلاهما شركاء في تدمير واحتلال اليمن وقتل وحصار وتجويع اليمنيين .
بالمختصر المفيد، الوطني هو الذي يقف مع وطنه و أبناء شعبه ، ويرفض القبول بأي احتلال يدنس أرضه وينتهك سيادته ، وينهب ثرواته ومقدراته ، الوطني هو من يحمل بندقيته مدافعا عن أرضه وعرضه وشرفه وكرامته ، لا من يتجند مع الأعداء ويقاتل تحت رايتهم ضد وطنه وشعبه ، لا تجتمع الوطنية مع العمالة والخيانة ، لا يمكن أن تكون وطنيا وأنت تدين بالولاء للسعودية أو الإمارات أو أي دولة خارجية تشن على بلدك وشعبك عدوانا همجيا وحصارا خانقا ، وليس من الوطنية أن توالي المحتل السعودي وتعادي المحتل الإماراتي أو العكس ، ولكن الوطنية أن تعادي كل أعداء الوطن ، لا فرق بين المحتل السعودي والإماراتي فكلاهما ينخران في جسد الوطن ، والولاء لأحدهما أو كليهما خيانة وعمالة وارتزاق ، يفقد صاحبها حق الانتماء لهذا الوطن المعطاء .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .