توجهات سعودية لتصفية الإنتقالي وخطوطها الحمراء تحاصر مليشياته في أبين وحضرموت
توجهات سعودية لتصفية الإنتقالي وخطوطها الحمراء تحاصر مليشياته في أبين وحضرموت
الصمود../
صعدت مليشيا ما يسمى المجلس الإنتقالي، استنفارها في مدينة عدن المحتلة، متوعدة بطرد الخائن العميل رشاد العليمي رئيس ما يسمى بـ “مجلس القيادة الرئاسي” المشكل من قبل دول تحالف العدوان.
وقالت مصادر محلية إن وحدات جديدة من ألوية ما يسمى الدعم والإسناد التابعة للانتقالي انتشرت في شوارع مديريتي الشيخ عثمان وخور مكسر، تحسبا لهجوم من قوات ما يسمى “درع الوطن”، التي أنشأتها السعودية مؤخرا وتتأهب لاستلام معسكرات مليشيا الانتقالي.
وأشارت إلى أن فصائل الانتقالي استحدثت عشرات النقاط الأمنية في الشوارع متوعدة بتفجير معركة واسعة ضد ما يسمى بالمجلس الرئاسي في عدن التي من المرجح أن تشهد مواجهات مباشرة بين فصائل الانتقالي وفصائل مجلس العليمي المدعومة من السعودية.
وتزامنا مع التحركات العسكرية، بثت قناة “عدن المستقلة” الناطقة باسم الانتقالي تقريرا قالت فيه إن فصائل المجلس لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ما وصفته بمؤامرات مجلس العليمي التي تستهدف تصفيتها في عقر دارها.
وأكدت القناة في تقريرها، أن الانتقالي يستعد لإعلان مهلة للعليمي للخروج من مدينة عدن، مشيرة إلى أن المجلس لن ينتظر لحظة واحدة بعد المهلة المقرر إعلانها، في تهديد صريح باقتحام قصر معاشيق وطرد العليمي بالقوة.
وتأتي التطورات الجديدة متزامنة مع تصاعد حدة التوترات بين الانتقالي والسعودية التي تسعى لسحب البساط من تحت أقدام المجلس الانتقالي وتسليمه لقوات “درع الوطن” التي أنشأتها السعودية وتسعى لتسليمها الملف الأمني في مدينة عدن.
ويرى مراقبون أن تصاعد حدة التوترات في مدينة عدن – الذي يأتي في ظل صراع سياسي ومعارك ميدانية تلقت فيها فصائل الانتقالي ضربات موجعة في أبين وحضرموت – يشير إلى أن السعودية تسعى لطي صفحة الانتقالي واستبعاده من المشهد السياسي والعسكري في المحافظات الجنوبية المحتلة.
وأكدوا أن تراجع “المجلس الانتقالي” المدعوم من الإمارات، عن التقدم باتجاه وادي حضرموت، بعد سيطرته على محافظتي أبين وشبوة، يشير إلى وجود رفضٍ سعوديٍ لتحركاته العسكرية شرقا، وأن الرياض وضعت خطوطا حمراء لتلك التحركات ولن تسمح له بتجاوزها.
وأشاروا إلى أن خطوط السعودية الحمراء لم تعد تتوقف عند حدود محافظة حضرموت، وانتقلت غربا باتجاه محافظة أبين التي شهدت عمليات عسكرية استهدفت معسكرات فصائل الانتقالي في مديرية مودية، ما أجبرها على الانسحاب من مواقعها السابقة واستحداث مواقع جديدة.
وقالت مصادر عسكرية إن مجاميع من ألوية الدعم والإسناد التابعة للانتقالي والمتمركزة في وادي عومران بمديرية مودية انسحبت يوم الإثنين، من مواقعها في الوادي إلى مواقع مستحدثة في الأطراف الجنوبية للمديرية، هروباً من القصف المدفعي الذي تشنه مجاميع قبلية مسلحة موالية لحزب الإصلاح على مواقعها وسط المديرية، مشيرة إلى أن القصف المدفعي يأتي ضمن ترتيبات لعملية اجتياح لمعسكرات الانتقالي.
ورغم إعلان الانتقالي انتصاره على القاعدة والإصلاح وتمكنه من تطهير محافظة أبين من العناصر الإرهابية في سبتمبر من العام الماضي، إلا أن العمليات الهجومية التي تنفذها عناصر الإصلاح والقوى الموالية للسعودية تواصل استهداف قواته وحصد عناصره ما يؤكد فشله عسكريا رغم تأكيده القضاء على القاعدة.
وتعاني فصائل المجلس الانتقالي في أبين، من عملية استنزاف واسع، جراء تصاعد الضربات التي يشنها خصومها في القاعدة والإصلاح، عقب فشلها في السيطرة على المحافظة للشهر الخامس على التوالي منذ إعلانها عملية عسكرية للانتشار في بوابة عدن الشرقية.
ووفقا لمراقبين، فإن المشهد الجنوبي اليوم يشير إلى أن السماح بسيطرة الانتقالي على عدد من المحافظات الجنوبية خلال السنوات الماضية، كان جزءا من الإدارة السعودية لصراع الأطراف في اليمن، غير أنَّ الانتقالي لديه مشروع يتجاوز حدود وطبيعة المتاح له سعوديا، إضافة إلى ارتباطه الوثيق بالإمارات، وهو ما لن تسمح السعودية بوصوله إلى مستوى يصعب معها السيطرة عليه، لأنه، بالنسبة لها ليس أكثر من أداة توجهها أبوظبي التي لا تريد الرياض تواجدها وتخشى تحركاتها في مناطق نفوذها تحت أي مسمى كان.