بعد سنوات من الإنتظار.. حدث هـام وسار جـداً تشهده العاصمة صنعاء ومشاعر الفرح تعم المواطنين (التفاصيل)
بعد سنوات من الإنتظار.. حدث هـام وسار جـداً تشهده العاصمة صنعاء ومشاعر الفرح تعم المواطنين (التفاصيل)
الصمود../
بعد سنوات من اليأس والعيش في غياهب السجون، كسرت الهيئة العامة للزكاة، بأكثر من 3 مليارات ريال، أغلال ألف وخمسمائة غارم ومعسر من مختلف المحافظات اليمنية قضوا سنواتٍ تحت ظلمات الحديد والجدران على ذمة قضايا إعسار مالي، وتولت الهيئة تسديد ما عليهم من ديون بلغت ثلاثة مليارات و36 مليون ريال كحقوق لآخرين، في بادرة رسمت السرور على محيى المفرج عنهم فرحاً بإطلاق سراحهم، ومشهدٍ يجسد أنصع صور الإحسان، والصورة شاهد ودافع لأصحاب المال بألا يتأخروا عن دفع حق الله عليهم من أموالهم إلى المحتاجين عبر هيئةٍ مسؤولةٍ أثبتت نزاهتها وجدارتها، وصنعت خلال سنوات قليلة علامةً فارقة، تختلف كلياً عما كان عليه الحال في زمن البائدين الفاسدين الذين استأثروا بخيرات البلاد وثرواتها وغيبوا هذا الركن الإسلامي والفريضة الدينية العظيمة لعقود من الزمن ما أبقى المعسرين لسنوات طويلة في غياهب وظلمات السجون.
ويعتبر الغارم من مصارف الزكاة الثمانية التي حددها الله عز وجل في كتابه العزيز، قال سبحانه وتعالى: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِى الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِى سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”، سورة التوبة – 60.
والغارمون هم المدينون الذين لا يملكون ما يوفون به ديونهم، ويعطون من المال الخاص بالزكاة؛ من أجل الإيفاء بديونهم.
وبالمقارنة بين المرحلة الأولى والسادسة، يتضح مدى الانطلاقة للهيئة العامة للزكاة، وتنامي مشاريعها من عامٍ إلى آخر، ففي المرحلة الأولى رصدت الهيئة 226 مليون ريال يمني، واستفاد منها 55 غارماً ومعسراً.
وفي كلمته التي ألقاها أمس الإثنين خلال تدشين المرحلة السادسة من مشروع الغارمين تحت شعار “مشروع الغارمين مشروع حياة”، سرد رئيس الهيئة العامة للزكاة الشيخ شمسان أبو نشطان، مسار الهيئة في تبنيها لمثل هذه المشاريع خلال ست سنوات مضت، مشيراً إلى أن المرحلة الثانية استهدفت عدد 245 غارماً ومعسراً بمبلغ 923 مليون ريال، ثم وصلنا إلى المرحلة الثالثة واستفدنا من كُـلّ القصور والسلبيات والأخطاء لنتجاوزها ونصل إلى عدد 295 غارماً ومعسراً، ثم بعد ذلك تأتي المرحلة الرابعة ليصل خير الزكاة إلى 379 غارماً ومعسراً بمبلغ مليار وأربعمئة مليون ريال، ثم نصل إلى المرحلة الخامسة والتي تم تقديم العون والمساعدات لـ 250 غارماً ومعسراً.
وأضاف: “بحمد الله وشكره في المرحلة السادسة نقدم المساعدة لـ 1500 قصة من الألم والعجز والعسر، ممن نسيهم البشر في غياهب السجون الغارمين، لكن الله سبحانه وتعالى لم ينسهم، وجعل لهم ركناً من أركان الإسلام كفرضٍ واجب لفك كربتهم”.
ويشير أبو نشطان إلى أننا عندما نقف أمام آلام الغارمين، فإننا نقف أمام مآسٍ كبيرة، موجهاً شكره لوزارة الداخلية وهيئة السجون والنيابة والمحاكم وكل القائمين والمساهمين في إنجاح هذا المشروع، إلى جانب أننا في الهيئة العامة للزكاة نقف إلى جانب الجميع في كل المحافظات وفي قادم الأيام سيتم النزول إلى باقي المحافظات.
ودعا الجميع إلى تحمل المسؤولية والنظر إلى ما في السجون من أحزان، مضيفاً كما هي دعوة لكل القائمين في استشعار مسؤوليتنا أمام الله والإجراءات المعقدة للإفراج عن هؤلاء المساكين الذين سيموتون في غياهب السجون، البعض منهم وصل إلى مرحلة اليأس في أن تفك كربته لذلك لا عذر للجميع أمام الله.
وزاد بالقول على رجال المال والأعمال أن يقفو سنداً لنا في تنفيذ مسؤوليتنا وعلى الجميع حمل المسؤولية مستذكرين عظمة الشهداء وما قدموه من تضحيات، والهيئة العامة للزكاة هي ثمرة من ثمار ثورة 21 سبتمبر، وذكرى الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي الذي ضحى بدمه؛ من أجل الضعفاء ونصرة المظلومين.
وأكد أننا اليوم نرى الخير في هذه المشاريع تحت لواء وقيادة الثورة ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، بالإضافة للقيادة السياسية ممثلة بالمشير الركن مهدي المشاط، والواقفين يداً واحدة في مساعدة الضعفاء والمساكين والغارمين والغارمات.
ووجه رسالة إلى الغارمين بقوله: “نقف وإياكم شكراً وحباً وتوبةً إلى الله، ربما أقرب الناس منكم تنكر إليكم، ولكن الله سبحانه وتعالى كان معكم ولم ينسكم”.
فعل الخير يصرف لله
من جانبه شكر مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، الهيئة العامة للزكاة على هذه الجهود التي هي من أفضل القربى إلى الله، فكل من سعى في تنفيس كرب المسلمين وكل إنسان سخر نفسه لقضاء حوائج الناس كان محبوباً من الله ولا تدرون ماذا يجري عليه من الألطاف الإلهية.
وأكد خلال كلمة ألقاها خلال التدشين أن فعل الخير يصرف الله به المضار، والصدقة والزكاة حصن ويصرف بها الله البلاء عن ماله وولده فلا يتأخر أحد في إخراج الزكاة وهي واجبة.
وأضاف: “فقد سفكت الدماء وقدمت الأرواح بدءاً بدماء الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، وجميع المجاهدين في الجبهات والشهداء والجرحى من قدموا أرواحهم لإقامة هذا الدين، لافتاً إلى أن حبس المعسر لا بـد من إعادة النظر فيه، فهناك من الناس من يتدين ثم يتهرب عن قضاء دينه، صحيح أن من حق الدولة أن تحجز عليه وتصادر أمواله بما يقضي ذلك الدين، ولكن إن كان معسراً تماماً لا يجد شيئاً فيجب على الجميع النظر إلى قوله تعالى: (وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ، وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ، إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).
وبارك للغارمين هذا اليوم الجميل، مشدداً عليهم بأن يقابلوا الجميل بالجميل وأن يستشعروا المسؤولية والالتزام بأوامر الله والتوبة النصوحة إليه، كما وجه رسالة إلى التجار بقوله: “اتقوا الله وبادروا في إخراج زكاتكم واحذروا سخط الله ونقمته فقد أعطاكم الله المال ليرى شكركم والراحمون يرحمهم الرحمن ومن لا يرحم لا يُرحم”.
الزكاة أمل للغارمين
من جانبه أكد عضو المجلس السياسي الأعلى جابر الوهباني، أنه يوم جميل أن ندشـن فيه نشاط الهيئة العامة للزكاة بند مصرف الغارمين، مؤكداً أن قروناً قد مضت ولم تؤد هذه الفريضة كما يجب، ونوع من الظلم في استخلاص الزكاة.
وقال خلال كلمة المجلس السياسي الأعلى ألقاها في التدشين: “إننا اليوم أمام ثورة حقيقية ثورة إحياء إيمانية وثورة على النفس نحمد الله تعالى على هذه النعمة وعلى هذه الثورة التي تعمل بما أمر الله به ورسوله”.
وأضاف: “نشكر الهيئة العامة للزكاة ورئيسها الشيخ شمسان أبو نشطان على هذا الدور الطيب والبارز، ولو أن كل دولة وحكومة في البلدان الإسلامية أدت زكاتها لما بقي فقيراً في بلدٍ مسلم.
لافتاً إلى أنه يجب على هيئة الإرشاد وأجهزة الإعلام بالإضافة إلى منابر العلماء والجامعات أن تؤدي دوراً فاعلاً في التعاون مع الهيئة العامة للزكاة لحث الناس على الالتزام بهذا الركن الواجب على الجميع، مضيفاً هنا تكتمل الجهود، ولا شك أنه عندما يكون رجال المال والأعمال في مقدمة الناس والمواطنين في أداء هذا الدور الواجب يترك أثراً طيباً.
وأَضافَ “الحمد لله الذي وقفنا لهذا العمل الطيب ونشكر هذا التوجه الذي جاء ترجمة للرؤية الوطنية في بناء الدولة اليمنية الحديثة، والشكر موصول لكل القائمين على هذا المشروع، وننقل لكم تحيات فخامة الرئيس المشير الركن مهدي المشاط، وجميع أعضاء المجلس السياسي الأعلى”، مؤكداً “أننا جميعاً صفاً واحداً؛ من أجل إنجاح هذا المشروع وكل المشاريع والأعمال التي تخدم المجتمع عملاً بتوجيهات قائد الثورة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- سنكون لكم عوناً في مثل هذه الأعمال العظيمة.
وخلال كلمة الغارمين وأحد الغارمين والمفرج عنه قريباً خالد النمري قال: لقد نزعتم عنا ألماً وحزناً كبيراً كالجبال.
وثمنت كلمة الغارمين المفرج عنهم، التي ألقاها خالد النمري، دور هيئة الزكاة وما تبذله قيادتها والعاملين عليها من عمل دؤوب من أجل الوصول بخير الزكاة إلى كل أبناء اليمن والتي جاءت نتيجة ثمرة ثورة 21 سبتمبر.
وأشار إلى أن هيئة الزكاة من خلال مشاريعها وصرف الزكاة في مصارفها أصبحت أمل كل المستضعفين والفقراء والغارمين، وأحيت نفوس أصابها اليأس وأسعدت قلوب أصابها الهم والحزن، لافتا إلى أن إنجازات هيئة الزكاة أصبحت واضحة وملموسة في دلالة على صدق توجه القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى.