السيد عبدالملك الحوثي : الشهيد القائد تحرك في أخطر مراحل الأمة الإسلامية
السيد عبدالملك الحوثي : الشهيد القائد تحرك في أخطر مراحل الأمة الإسلامية
الصمود../
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن الشهيد القائد رضوان الله عليه تحرك في مرحلة من أخطر المراحل على أمة الإسلام بكل شعوبها ومختلف بلدانها.
وقال قائد الثورة في كلمته اليوم بالذكرى السنوية للشهيد القائد، إن “ميزة الموقف الإيماني في مواجهة التحديات والأخطار هي الثبات المستند إلى التوكل على الله سبحانه والثقة به والوعي والبصيرة والتحرك العملي الجاد بناءً على ذلك”، مضيفاً “وهكذا كان تحرك شهيد القرآن”.
وأشار إلى أن الشهيد القائد تحرك “في وقت دخلت الهجمة الأمريكية والإسرائيلية والغربية مرحلة جديدة، أكثر خطورة من سابقاتها تحت عناوين متعددة وذرائع مصطنعة في مقدمتها عنوان مكافحة الإرهاب وهم صناعه، وفي وضعية لم تعد الأنظمة العربية في موقف تدفع عن شعوبها خطراً بل أكثرها صار في طاعة وتنفيذ مخططات الأعداء وسط حالة من الخوف والإرباك وانعدام للرؤية في أوساط الشعوب واستهداف شامل للأمة في المجالات السياسية والثقافية والتعليمية والاقتصادية والعسكرية والأمنية وعلى مستوى الخطاب الديني أيضاً “.
وأضاف” إذا رجعنا لنتذكر العناوين التي تحرك بها الأعداء ندرك أهمية وعظمة المشروع القرآني وعظمة العطاء الكبير لشهيد القرآن والثمرة المباركة بجهوده العظيمة تلك الثمرة التي استمرت رغم حجم التحديات والهجمة الشرسة للأعداء على الأمة”.
وتطرق قائد الثورة، إلى استهداف الأعداء للأمة على المستوى الثقافي والفكري في عقيدتها وانتمائها الديني، وهو أخطر أشكال الاستهداف، مبيناً أن الإضلال والإفساد هما العنوان الذي تحدث عنه القرآن الكريم ولفت أنظار الأمة إلى طبيعة تحرك أعداء الدين واستهداف الأمة من خلاله.
وذكر أنه في إطار هجمة الأعداء على الأمة الإسلامية والتي تكشف الحرب الأولى أهدافها الحقيقية هو استهدافهم للمناهج الدراسية سواء الأساسية أو الثانوية والجامعية وتركيزهم على كل ما يتضمن توعية الأمة من خطر الأعداء أو استنهاضها أو الحديث عن الجهاد في سبيل الله وفق المفاهيم القرآنية الصحيحة أو فضح الأعداء وما فعلوه بالأمة على مدى التاريخ سواء المعاصر أو ما قبل ذلك.
وأكد السيد عبدالملك الحوثي، أن “الأعداء حرصوا على تزييف المناهج الدراسية وعملوا على أن تتضمن ذلك في محتواها وعلى مستوى المفاهيم الثقافية والنظرة للتاريخ والنظرة حتى للأعداء حرصوا على التحكم في ذلك والتأثير على أبناء الأمة”.
واستطرد “كذلك ما يتعلق بالقضية الفلسطينية عملوا على تغييبها بشكل كبير من المناهج الدراسية في أكثر البلدان العربية والإسلامية وحرصوا على تغييب ما يبني الأمة وينهض بها ويرفع مستوى واقعها وهو شيء ملحوظ وحققوا فيه نجاحات”.
ولفت إلى أن الأعداء “عملوا وما يزالون يعملون على التشكيك في الدين الإلهي والقرآن الكريم والإساءة للرسالة الدينية والمنظومة العقائدية تحت عنوان حرية التعبير والدعوة للإلحاد وترك الدين الإلهي عبر خطط وآليات ممنهجة ويعملون بشكل مستمر عبر أبواقهم والأقلام التي تخدمهم ويسعون لضرب المقدسات الإسلامية في نفوس المسلمين وترويض الأمة على عدم اللامبالاة تجاه أي إساءة لمقدساتها وفي مقدمة ذلك القرآن الكريم”.
وبين قائد الثورة أن الأعداء “عملوا على الغزو الثقافي الغربي فيما تسميه أمريكا بالقيم الإمبريالية التي تتعارض مع الواقع والقيم الإسلامية المحافظة وحرصوا على تقديمها بأنها تقدم الحضارة والرقي، واستخدموا كل الوسائل والقنوات الثقافية والصحف والمواقع وغير ذلك من الوسائل والهدف احتلال الأفكار والقلوب والسيطرة على الإنسان حتى في دينه وفكره ومفاهيمه حتى تكوّن محتوى مغلوطاً بما يجعله مدجناً لهم، يتولاهم ويطيعهم ويقتنع بكل توجهاتهم وتوجيهاتهم، وهذا أسلوب خطير من أساليب الاستعمار والسيطرة على الإنسان”.
وقال “إن الأعداء يروجون للممارسات الإجرامية والفساد الأخلاقي وارتكاب الفواحش المحرمة، بما فيها نشر الزنا وما يسمى بالمثلية التي يروجون لها بشكل كبير ويدعمونها حتى على مستوى القوانين وبالضغط على الدول لاعتمادها ومنها دول عربية وإسلامية وهي من أسوأ الجنايات على البشر”.
وأفاد بأن الأعداء من خلال نشر الجرائم الأخلاقية يريدون تدنيس المجتمع البشري وينتزعون منه العزة والكرامة والقيم النبيلة والأخلاق الكريمة وهو أسلوب خطير وشيطاني للسيطرة على المجتمعات من خلال إفسادها وضربها في أخلاقها.
ولفت قائد الثورة إلى أن الأعداء “يقومون بنشر الدعوات غير الإسلامية والترويج لها وحمايتها مثل ما يسمى بالبهائية والإبراهيمية وغيرها ضمن أسلوبهم لإضلال الأمة والمجتمع الإسلامي والانحراف به والتوجه به للارتداد عن الدين الإسلامي”.
وأردف “إنهم يضغطون على الأنظمة العربية والإسلامية لتغيير القوانين المستمدة من الشريعة الإسلامية ومنها العقوبات التي تحد من الجرائم، هدفهم صناعة بيئة مفتوحة لارتكاب الجرائم دون أن يكون هناك أي مانع أو أي عائق يحد منها ويحولوا البيئة الإسلامية للبيئة المنتشرة بالجرائم”.
وأشار إلى أن الأعداء يشككون في القناعات التاريخية، خاصة تجاه ما يتعلق باليهود وتاريخهم الإجرامي ويقومون بنشر دراسات وبحوث تضرب القناعات التاريخية وتهدمها وتقدم البديل المناسب لخدمة المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة وهم يعملون بذلك بشكل عجيب”، موضحاً أن من ذلك قيام الإمارات بإدخال الهولوكست إلى مناهجها الدراسية.
وبين أن الأعداء يعملون على نشر الفتن ويعتمدون عليها لضرب وحدة الأمة وإغراقها في الصراعات الداخلية، وتجنيد العملاء في إطار استهدافهم المستمر والمكثف لشعوب الأمة على المستوى الثقافي والفكري.
وفيما يتعلق بالاستهداف السياسي، أوضح قائد الثورة أن الأعداء يحتلون البلدان والسيطرة عليها وتشكيل حكومات عميلة وإخضاع الشعوب لهم والتنكيل بكل من يعارضهم، إضافة إلى التدخل غير المشروع في الشؤون الداخلية حيث يتعامل سفراؤهم في أي بلد عربي كمسؤول أول يتدخل في كل المجالات.
وأشار إلى أن الأعداء يعملون أيضاً على صناعة الأزمات السياسية ويستثمرون فيها لإغراق البلدان العربية في الأزمات والمشاكل وحرمانها من الاستقرار وإشغالها بالنزاع الدائم عن أي نهضة وبناء، كما يغذون الانقسامات والتباينات والتشجيع على ذلك والترويج بما يزيد منها.
وتطرق إلى دعم الأعداء للعملاء والخونة لتنفيذ مؤامراتهم من موقع القرار والإدارة وهذا ما يضر الشعوب، حيث يحولون المسؤولين إلى عاملين لخدمة الأمريكي والإسرائيلي والدول الغربية وتنفيذ مؤامراتهم على الشعوب ويركزون على التشتيت وإبعاد الأمة عن أي توجه أو برنامج عمل لبنائها ونهضتها ويساعدها على أن تكون قوية، كما يشغلون الأمة ذهنياً وإعلامياً وسياسياً بالأشياء الهامشية والخلافات التافهة والإشكالات والتفاصيل الكثيرة.
وفي جانب الاستهداف العسكري والأمني، قال قائد الثورة “إن الأعداء يباشرون الهجوم العسكري والعدوان والغزو على دول عربية مسلمة ومنها العراق وأفغانستان واليمن، وفلسطين وهذا شيء واضح، فقد ارتكبوا بهجومهم وغزوهم العسكري أبشع الجرائم وقتلوا الآلاف من أبناء الأمة وعملوا على إبادة الملايين بالأمراض والأوبئة والتجويع واستخدام الأسلحة الفتاكة”.
وبين أن الأعداء يعملون على زعزعة الأمن والاستقرار في بلدان الإسلام عبر إنشاء التنظيمات الإجرامية ودعمها بالمال والسلاح وحماية تحركها وتنقل قادتها والضغط على بعض الأنظمة لتسهيل عملياتها الإجرامية، مشيراً إلى أن الأمة عانت من الجرائم البشعة التي ارتكبها التكفيريون في مختلف البلدان باستهداف الناس في المساجد والمدارس والمستشفيات والأسواق وكل تجمعاتهم.
وركز السيد عبدالملك الحوثي على ما يعمله الأعداء بالأمة من احتكار إنتاج وبيع الأسلحة والتقنيات المتعلقة بذلك، وتسخيرها لدعم الفتن والحروب مع السعي لحصار الشعوب التي تعمل لامتلاك ذلك، وحظر دخول تلك الأسلحة والمعدات لأي شعب يستهدفونه، مستشهداً على ذلك بالشعب الفلسطيني وصعوبة حصوله على السلاح الذي لا يصل إليه إلا بالتهريب.
وشدد على أن هدف الأعداء، أن تكون الأمة ضعيفة وهزيلة وصناعة قناعة بذلك لدى النخب السياسية والأكاديمية والثقافية في البلدان العربية والإسلامية حتى تتصور أنه لا يليق بأي شعب الحصول على تلك التقنيات.
وقال “يعمل الأعداء على دعم العدو الصهيوني الذي يمثل غدة سرطانية في جسد الأمة وحمايته وضمان تفوقه العسكري والتقني والانحياز الكامل إلى صفه وانتهاكاته بحق الفلسطينيين وبقية الشعوب العربية والإسلامية وتوفير الحماية من مجلس الأمن والأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان وغيرها”.
واستطرد “من أكبر الاستهداف، تمكين العدو الصهيوني من احتلال فلسطين ودعمه ليجعل من فلسطين موطناً ومستقراً وقاعدة لاستهداف بقية البلدان والشعوب العربية، ولا يزال الشعب الفلسطيني يعيش المظلومية الكبيرة والاستهداف المستمر بكل أنواع الظلم والسجن والتدمير للمنازل والاحتلال للأراضي والمزارع”.
ولفت قائد الثورة إلى أن الأعداء “يزرعون الفتنة بين أبناء المنطقة على خلفيات مذهبية وعرقية وطائفية وكل هذه العناوين يحركونها ويحركون أبواقهم لتبنيها في داخل الشعوب، ومن ذلك السعودية والإمارات”.
وأكد أن الأمريكيين يوظفون المنظمات الدولية لضرب دول المنطقة تحت غطاء الأمم المتحدة ومجلس الأمن، تحالفات عدوانية كلها تتحرك لاستهداف الأمة، فالأمم المتحدة ومجلس الأمن لا يقفون إلى جانب شعوب أمتنا وكل مواقفهم منحازة لصالح الأعداء.
وأوضح أن أمريكا تزرع العملاء لزعزعة أمن واستقرار الدول، وتفرض قواعد عسكرية في بلداننا للسيطرة المباشرة على الوضع فيها، وتشكيل تحالفات داخل البلدان من خلال بعض الأنظمة العميلة ويدمجون فيها كيان العدو الصهيوني ليكون له نفوذ فيها بشكل مباشر.
وقال “إن الأمريكيين يستخدمون الشركات الأمنية ويجيشون المرتزقة والعملاء لقتل المسلمين والاعتداء على الشعوب في العراق والسودان واليمن، ودول أخرى، وينفذون أعمال اغتيالات للعلماء البارزين بكل المجالات المهمة، كما استهدفوا آلاف من العلماء والأكاديميين الذين يسهمون في نهضة الأمة في مجال التصنيع بإيران والعراق وبلدان كثيرة”.
وأضاف “يعملون على سلب الدول العربية والإسلامية بشكل عام القوة العسكرية وتدمير أسلحتها الدفاعية والهجومية كما حصل في اليمن، قبل ثورة 21 سبتمبر، ويعملون على توظيف الإعلام لتشويه الدول المناهضة لهم والتي يتحرك فيها الجهاد ويصنفوها بالإرهاب”.
واستطرد “يعملون على ضرب واستهداف المشاريع التحررية والنهضوية في البلدان الإسلامية واستهداف قادتها، كما هي حربهم ضد الأحرار في لبنان وفلسطين وسوريا والعراق وإيران وبقية البلدان، بينما يؤيدون الأنظمة الديكتاتورية والقمعية التي ترتكب أبشع الجرائم بحق شعوبها لضمان تبعيتها ومنها احتضان الأنظمة الخليجية السعودية والبحرين والإمارات”.
وأشار إلى استهداف الأعداء للاقتصاد، من خلال نشر الرباء واعتماده كسياسة في البلدان، والتحكم فيها وإحداث نكبة اقتصادية كبيرة على الشعوب، كما يباشرون الضغوط الاقتصادية على البلدان وحرمانها من ثرواتها المهمة ومن الاستفادة منها واستخراجها بالشكل المطلوب.
وأوضح أن الأعداء يعملون من خلال المنظمات على شرعنة الحرب الاقتصادية عبر كثير من المؤسسات التي ينشؤونها ويطلقون سياسيات اقتصادية ينتج عنها غلاء الأسعار وضرب الخدمات العامة والتأثير على أبناء الأمة ومنها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وغيرهما.
وتابع قائد الثورة “حرصوا عبر الدولار الذي يطبعونه بدون غطاء على التحكم بثروات الشعوب والسيطرة عليها والتأثير على اقتصاد البلدان، وفرض الحصار الاقتصادي ومعاقبة أي دولة تخرج عن طاعتهم كما فعلوا مع الشعب اليمني وسوريا والعراق، عقاب جماعي للشعوب وتعقيد للوضع المعيشي للمجتمعات وتجويعها”.
وذكر أن الأعداء يعملون على أن تبقى الأسواق مفتوحة للمنتجات الأمريكية والصهيونية، وإغراق الدول حتى التي تستجيب لهم بالقروض الربوية واستغلالها فيما لا يفيدها واقتصادها ويستغلون ويضغطون عليها ويفرضون عليها سياسيات اقتصادية تدميرية، ويسرقون وينهبون الثروات المعدنية بطريقة مباشرة أو عبر عملائهم، ويستولون على أموال بلداننا التي تتعرض لعقوبات أمريكية بمسمى التجميد منها اليمن، حيث جمدوا كثير من الأموال للبلدان الإسلامية، لافتاً إلى أن إيداع الأموال في الخارج خطر كبير على الشعوب.
وأكد قائد الثورة أن الأعداء “يحرصون على أن تبقى الشعوب العربية متناثرة، للسيطرة عليها وسرقة الخيرات والموارد الطبيعية، وضرب العملات المحلية للدول، ونشر المخدرات والخمور والترويج لها لتصبح متاحة للمستهلك وما يترتب على ذلك من إفساد للشباب وضياع للأموال والاعتماد على التجارة في المحرمات التي تدمر الأمة.
وأوضح أن الأعداء يعملون على منع الإنتاج الداخلي للبلدان والحيلولة دون الاكتفاء الذاتي وضرب الإنتاج الزراعي.
وفي المجال الصحي، وفقاً للسيد عبدالملك الحوثي، يستهدف الأعداء للأمة بنشر الأمراض والجائحات وفيروسات جديدة لقتل عدد أكبر من الناس لجني المليارات والأموال كما يعملون على جلب اللقاحات والأدوية غير المأمونة، ويستخدمون التقنيات غير الصحية.
وأشار إلى استخدام الأسلحة المحرمة في العدوان على اليمن وبلدان أخرى ما أثر على صحة المجتمعات وتسبب في تشوه الأجنة والمواليد، خلال السنوات الثمان الماضية ارتكبت جرائم إبادة جماعية باستخدام أفتك الأسلحة وأخطرها لتحقيق مآربهم.
وقال “إن أكبر جرائم الإبادة بالحرب ضحاياها بالملايين بالتجويع والحصار الاقتصادي يفتعلون الحروب ويشتغلون عليها وهم وراء الكثير منها ووراء ما يحدث من ممارسات إجرامية، يسعون لكي تستفيد شركاتهم التي تبيع السلاح وتحصل على كثير من الأموال لإزهاق أرواح الأبرياء وتدمير المجتمعات”.
وتابع “يحاربوننا في اليمن حتى لا نمتلك حقنا في الحياة، وهم من يمارسون الامتهان في الكرامة الإنسانية ويرتكبون الاغتصاب والجرائم المروعة، سجن أبو غريب وغوانتنامو أبشع جرائم يرتكبها الأمريكي والصهيوني والغربي، ويتحدثون عن حقوق الإنسان بالطريقة الأمريكية بارتكابهم للجرائم في سجونهم”.
ومضى قائلاً “يتحدثون عن حقوق المرأة، والأمريكي والصهيوني وعملائهم أكبر قاتل للنساء في كل بلدان العالم التي استهدفوها، أي حقوق للمرأة ورصيدهم الإجرامي في قتل ملايين النساء في العالم مهول، قتلوا الملايين من النساء والأطفال”.
وأوضح “أن المرأة الفلسطينية ضحية وتعاني من جرائم العدو الصهيوني بشكل يومي وليس هناك أي حديث عن حقوق المرأة الفلسطينية وما يرتكبه العدو من جرائم بحقها”.
وتساءل “كم قتلوا من نساء في اليمن، القنابل الأمريكية التي مزقت أجساد النساء في اليمن وقتلت الأجنة في بطون الأمهات وقتلت الأطفال وهم يذهبون إلى المدارس وفي المدارس؟، وما حدث في العراق شيء عجيب، كم قتلت من نساء واغتصبن؟، ولم يفعل أحد مثلما فعلوا من قتل واغتصاب وظلم وإجرام وتعذيب وما حدث في مراحل الاستعمار الغربي لشعوب أمتنا شيء رهيب من القتل والإجرام؟”.
ونوه إلى أن الأعداء يرتكبون أكبر معدل للجرائم بحق النساء من ضرب واغتصاب وامتهان في العمل، فالنساء المعتقلات في العالم ثلثهن في أمريكا، والانتهاكات للمرأة والاعتداء عليها واغتصابها مهولة، احصاءاتهم رهيبة في هذا الجانب.
وأفاد قائد الثورة بأن من “أبرز ممارسات الأعداء الإجرامية في البلدان بشكل مباشر أو عبر عملائهم الاغتصاب للنساء وحدثت قصص مؤلمة في العراق وأفغانستان، وكذا الاتجار بالبشر وفي المقدمة النساء فهناك سوق للرقيق يختلف عما كان في الماضي للاستغلال الجنسي والدعارة وغير ذلك”.
وبين أن “من أبرز أشكال امتهان المرأة لدى الأمريكيين سعيهم لإفساد المرأة واستهدافهم لبنية الأسرة لتفكيكها وضربهم لرعاية الأمهات لأطفالهن، كلبنة أساسية للمجتمع”.
وقال “إن استهدافهم للمجتمعات البشرية والإسلامية كلها استهداف شيطاني إجرامي وحشي مدمر نتيجته خسارة الأمة لدينها ودنياها وحاضرها ومستقبلها وتدّجن وتستعبد وتصب خيراتها لهم وهم يعملون لذلك بكل وحشية لا يمتلكون ذرة من المشاعر الإنسانية”.
وتابع “يتجهون بكل وحشية وإجرام لاستهداف الأمة في كل شيء، في ديننا وعقيدتنا وحريتنا وكرامتنا واستقلالنا أمننا وفي كل مجالات حياتنا” ، وتابع متسائلاً “ماذا نفعل وما هو الخيار، الخيار لدى البعض هو أن نسكت عن كل ذلك ؟”.
وأضاف “أمام الهجمة العسكرية والأمنية في واقعنا الاقتصادي والثقافي، لقتلنا واحتلال بلداننا وانتهاك أعراضنا وسرقة ثرواتنا، أمام الاستهداف الشامل لنا يقول البعض نسكت ونجمد ونترك المجال لهم ليفعلوا ما يريدون، وهو خيار لا يستند إلى أي شيء يؤيده لا إلى القرآن الكريم ولا إلى الفطرة البشرية ولا إلى الحكمة وليس له أي مستند، إنما يعبر عن روح انهزامية، هل يمكن أن يجدي سكوتنا تجاه الهجمة تجاه الأمة تجاه من يحملون النزعة الإجرامية؟ هل يمكن أن يفيدنا سكوتنا بشيء؟”.
وأكد “أن خيار السكوت، هو الاستسلام وتمكين الأعداء من تنفيذ مؤامراتهم ومخططاتهم وجرائمهم بحقنا بدون أي عائق، ولا شيء يمنعهم من ذلك”، واستطرد “ماذا نفعل هل نبقى كشعوب وبلدان ودول نتابع الأحداث والجرائم اليومية بحق شعوبنا المستهدفة ونتسّمر أمام الشاشات لنشاهد ونتحول إلى صحفيين وإخباريين ومحللين، لا نفعل شيئاً ولا نتحرك في مواجهة الخطر الذي يستهدفنا هل هذا الذي يجدي؟”.
وأوضح السيد عبدالملك الحوثي، أن الشهيد القائد وهو شهيد القرآن تحرك ليغير النمط والأسلوب الذي كان سائداً في واقع الأمة.
ومضى قائلاً “لا تكفي متابعة الأخبار وتحليلها، علينا مسؤولية كبيرة تجاه الأمة، انطلاقاً من قول الشهيد القائد في صرخته “نتحدث بروحية أنه طرف في هذا الصراع ومستهدف فيه شاء أم أبى بروحية من يفهم أنه وإن تنصل عن المسؤولية هنا فلا يستطيع أن يتنصل عنها يوم يقف بين يدي الله نتحدث لنكتشف الكثير من الحقائق داخل أنفسنا وفي الواقع الذي نعيشه وتعيشه الأمة الإسلامية كلها نتحدث بروح عملية ومسؤولة للخروج برؤية وموقف ونظرة واحدة ووعي واحد، وهذا ما تفقده الأمة؟”.
وأردف “كما قال الشهيد القائد انتهت المرحلة التي كنا نتابع الأخبار الكارثية فيها لننتقل إلى موقع المسؤولية والموقف والفعل للتحرك للتصدي لتلك الأخبار بهذه الروحية، باعتبارنا طرفاً مستهدفاً من الصراع ونتحمل المسؤولية أمام الله، علينا مسؤولية دينية تجاه ذلك، نتحرك على ضوء حقائق بروح عملية ومسؤولة ورؤية واحدة وهي الرؤية القرآنية”.
واستعرض قائد الثورة، محاولات إسكات الشهيد القائد منذ بداية تحركه بخطوات عملية طبيعية بشعار الصرخة ومقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية وتوعية المجتمع وفضح الأعداء وكشف مؤامراتهم، مؤكداً أن المطلوب من الناس كان الصمت وعدم القول بكلمة الحق وترك المجال للأعداء، وجاء بعد ذلك الوعيد والتهديد والتحذير للشهيد القائد وأشكال الإعاقة للمشروع القرآني والمحاربة له من اليوم الأول.
وعرّج السيد عبدالملك الحوثي على ما قاله الشهيد القائد في هذا الجانب “مهما كانت الوعود ومهما حاولوا أن نصمت فلن نصمت، وإذا ما صمتنا شهدنا على أنفسنا بأننا من المعرضين عن كتاب الله، سننصر دين الله وإذا لم ننصر الله ودينه أمام اليهود فأمام من ننصره فإذا سكتنا في وضعية كهذه، متى سنتكلم؟” .. متسائلاً ” فعلاً إذا صمتنا في هذه الوضعية وأمام الاستهداف الشامل للأعداء، متى سنتكلم ونتحرك”.
وذكر أن الشهيد القائد قدّم مشروعاً عظيماً تحرك على أساس القرآن الكريم، وقال “علاقتنا بالقرآن الكريم كمسلمين بحكم انتمائنا للإسلام، هو حجة وملزم ونور وبصائر وإذا تحرك الإنسان على أساسه هل يُلام أو يُنتقد ويٌعتبر مخطئاً، نحن الأمة الإسلامية التي تنتمي للقرآن الكريم التي هو كتابها”.
ولفت إلى مزايا المشروع القرآني في ضبط التلقي وحماية وتحصين على المستويين الثقافي والفكري .. مبيناً أن القرآن الكريم يحمي الأمة من حالة الانفلات والضياع الذي قد يتسبب للبعض من الناس، خاصة من وسائل ووسائط التواصل التي ينتجها العدو.
واعتبر قائد الثورة القرآن الكريم حماية وتحصيناً فكرياً وثقافياً للأمة من الاختراق الذي هو سبب لضلالها وفسادها، فضلاً عن أنه أرقى مصدر في الحصول على الوعي والبصيرة، باعتبارهما أول معركة في الصراع مع الأعداء ومتطلبات المواجهة معهم.
وأشار إلى أن الأمة تواجه مشكلة من الموالين والمطيعين لأمريكا وإسرائيل الذين أصبحوا أداة بأيديهما في نشر الفتن وتدمير الأمة من داخلها .. مبيناً أن الموالاة أصبحت عنواناً للتحالف وعناوين أخرى، ولذلك فإن المشروع القرآني يقدم رؤية كاملة يجب أن ندرك أهميته ونستحضره في كل مجال وميدان.
وتوقف عند المجال الإعلامي الذي يجب استحضاره في واقع الصراع الذي يتحرك فيه الأعداء بكل إمكانياتهم ومخططاتهم، من خلال أنشطة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي المليء بالدعايات الباطلة وتزييف الحقائق والأخبار الكاذبة.
وقال “إن المشروع القرآني منتصر جاء ليبقى، ولذلك عندما قتل المجرمون شهيد القرآن في الحرب الأولى كانوا يظنون أن ذلك المشروع اندثر وتخلصوا منه، وأول ما حرصوا عليه أن يبشروا السفير الأمريكي بذلك”.
ولفت إلى أن الواقع أثبت أن المشروع القرآني كلما حورب ازداد قوة وتجذر وهو حاضر اليوم في الساحة اليمنية وعلى مستوى الساحة الإقليمية بفاعلية .. مؤكداً أن هذا المشروع يليق بالأمة والشعب اليمني – يمن الإيمان والحكمة.
وتحدث قائد الثورة عن ثلاثة عناوين مهمة، العنوان الأول المتصل بالمرحلة الراهنة في البلاد التي تمر بعدوان للسنة الثامنة .. وقال “في هذه المرحلة مع بعض الهدوء هناك التباس إلى حد ما على البعض، وتساؤولهم عن وضع المرحلة الراهنة هل هي حالة حرب أو سلم أو هدنة، ما هو واقع المفاوضات؟”.
وأضاف “المرحلة الراهنة، مرحلة حرب، الذي هدأ هو بعض تصعيد الطيران من جانبهم والصواريخ والطيران المسير من جانبنا والعمليات الهجومية من جانبهم أو جانبنا أما الحالة هي حالة حرب مستمرة، لسنا الآن في ظل اتفاق هدنة، إنما هناك خفض للتصعيد في ظل وساطة عمانية”.
وثمن جهود الأشقاء في سلطنة عمان الذين يحسنون الجوار ويتعاملون مع الشعب اليمني بمبدأ حسن الجوار وقيادة وساطة وجهود مكثفة لوقف العدوان على اليمن، وقال “نسعى لإعطائهم الفرصة الكافية للنجاح في مساعيهم، في ظل إنفراجة إلى حد ما في دخول السفن إلى ميناء الحديدة وحركة المطار في صنعاء”.
وتابع “في كل حوار دائما ومفاوضات نؤكد على الملف الإنساني والمعيشي باعتباره ملفاً لا يمكن المقايضة والتجاهل والسكوت عنه ولا نضّيع هذه الأولوية لحساب أولوية أخرى، لذلك عندما نعطي وقتاً معيناً لصالح الجهود والوساطة العمانية لا يمكن الاستمرار إلى ما لا نهاية طالما استمر الحصار”.
واستطرد قائد الثورة قائلاً، “من ضمن الجهود التي نقوم بها خلال المرحلة الراهنة، في ظل الانفراجة نمنع نهب الثروات النفطية وتسويق النفط اليمني إلى أسواق الخارج وسرقة ثمنه، ونجحنا بفضل الله في منع السفن والباخرات التي تأتي لتحميل النفط، من سواحل شبوة وحضرموت، وتمكنت القوة الصاروخية من إصابة الحنفية للنفط في ميناء حضرموت”.
وحذر السيد عبدالملك الحوثي دول العدوان من أن صبر الشعب اليمني سينفد إذا لم تبادر بالتفاهم الجاد والعملي في الملف الإنساني والمعيشي .. لافتاً إلى أنه لا يمكن القبول بحرمان اليمنيين من ثروتهم الوطنية في الاستحقاقات المتصلة بالمرتبات والخدمات العامة.
وقال “يمكن أن ينفد الوقت ونعود إلى خيارات ضاغطة للحصول على هذا الحق ” .. مطمئناً الشعب اليمني أنه في أي حوار لن نقبل بالتفريط بإنجازات ومكتسبات الشعب في الحرية والاستقلال والكرامة باعتبارها خطوطاً حمراء.
وأضاف “في أي اتفاقات أو حوارات، لابد من إيقاف العدوان ورفع الحصار وسحب القوات التي احتلت بلدنا، وأن يكون المسار لأي حوار أو اتفاق يفضي إلى منع تدخل الآخرين في الشأن الداخلي”.
وشدد على ” أن حريتنا هي من ديننا لا يمكن التفريط فيها، وإذا أرادوا السلام فطريقه وغاياته واضحة ومفتاحه الملف الإنساني وغايته وقف العدوان ورفع الحصار والاحتلال وترك لبلدنا شأنه ويحصل على حقه المشروع في الحرية والاستقلال وتطهير كامل أراضيه من الغزو”.
وتوّجه قائد الثورة، للشعب اليمني بالتنبيه والتأكيد على اليقظة المستمرة والجهوزية المستمرة أمام كل الاحتمالات التي قد تأتي الحرب والتصعيد في أي لحظة وما يترتب على التصعيد من مواجهة وضغوط .. موضحاً أن الشعب اليمني هو في موقف الدفاع عن قضيته العادلة لنيل حريته واستقلاله والدفاع عن نفسه.
وعبر عن الأسف من تجنيد العملاء في صف الأعداء لمقاتلة أبناء شعبهم ووطنهم ويقتلوا في سبيل تمكين المحتل الأجنبي لبلدهم، مؤكداً أن الشعب اليمني يتصدى لذلك بالاعتماد على الله والثقة بنصره والاطمئنان إلى أن ثمرة الصبر والتضحية والثبات على المبادئ والموقف المحق والقضية العادلة هو نصر الله.
وتناول قائد الثورة العنوان الثاني المتصل بالوضع الراهن في فلسطين ومعاناة أبناء الشعب الفلسطيني من تصعيد من قبل العدو الصهيوني، مشيراً إلى أن مقابل ذلك هناك تضحية واستبسال وعمليات استشهادية مقلقة للعدو، الذي يتوجه نحو المزيد من الاعتداءات والاستيطان ومصادرة الأراضي وتعذيب الأسرى وممارسة الانتهاكات بحق المقدسات والمسجد الأقصى.
وجدد السيد عبدالملك الحوثي التأكيد على وقوف الشعب اليمني إلى جانب الشعب الفلسطيني انطلاقاً من مواقفه الإيمانية ومناصرة قضايا أمته، وجهوزيته للوقوف في وجه أعدائه والحضور للتدخل بحسب المقتضيات والأحداث.
وتوقف عند فضيحة المطبعين من النظامين السعودي والإماراتي وآل خليفة في البحرين والمغرب والدول العربية التي والت العدو الإسرائيلي وطبعت معه هي مفضوحة أمام كل التطورات التي تجري في فلسطين .. مؤكداً أنهم في وضعية خزي وعار مؤكد ولعنة من الله تجاه كل عذابات الشعب الفلسطيني ومعاناة أبنائه في من يتعاون مع العدو الصهيوني الذي يرتكب أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى العنوان الثالث والأخير المتصل بالزلزال المدّمر في جنوب تركيا وشمال سوريا .. معرباً عن الألم والحزن لما حدث من زلزال ومعاناة الأشقاء في سوريا وتركيا”.
وندد بالحصار على سوريا من قبل قوى الاستكبار أمريكا والتعاون العربي معها والذي كان ضعيفاً ولم موقفهم فضيحة لهم لم يراع حتى الجانب الإنسانية في إغاثة الشعب السوري إزاء كارثة الزلزال.
لفت السيد عبدالملك الحوثي إلى أن وقوع الزلزال عبرة وعظة، يجب استذكارها بالالتجاء إلى الله ورحمته والحاجة الماسة للأخذ بالأسباب، والافتقار له والتقرب منه ليحظى الجميع بأسباب رعايته والحذر من سخطه وعذابه .. مؤكداً ضرورة اضطلاع الجميع بالواجبات في الأعمال والأقوال والتصرفات والمواقف وإدراك موقع المسؤولية أمام الله تعالى.