رحيل الشاعر الكبير علي جحاف مخلفاً وراءه تاريخ شعري عريق
الصمود | تقارير | 31 / 5 / 2016 م
تقرير: جمال الأشول
اعتبر أدباء ومثقفون وباحثون رحيل الشاعر اليمني الكبير والاديب / علي عبد الرحمن جحاف خسارة كبيرة للساحة اليمنية من الصعب تعويضها في المدى المنظور، اذ استطاع الراحل خلال مسيرة شعرية وتجربته الغنية بالإنجاز تقديم عطاءات عظيمة ،عبر فيها عن هموم وتطلعات الوطن والمواطن وحسب وانما في مكانته وادواره في خدمة الحركة الثقافية اليمنية التي برز فيها واحدا من اهم اعلامها وفرسان كلمتها وموقفها الصلب تجاه قضايا الوطن والابداع. في مجالات عديدة ”
وبرحيل الشاعر الكبير جحاف ، وترحل قامة أدبية يمنية وسنديانة عالية ضربت جذورها في عمق الأرض..
ولد الشاعر والاديب علي عبد الرحمن جحاف في قرية الشرف بمدينة المحابشة محافظة حجة عام 1363هـ ، ثم انتقل إلى المدرسة العلمية بمدينة المحابشة ثم في المدرسة العلمية بحجة ، وأخذ عن الأستاذ أحمد هاشم الشها…ري ، والأستاذ محمد المحطوري ، والأستاذ العزي المصوعي ، والأستاذ محمد هاشم الشهاري ، وغيرهم. سافر للدراسة في الخارج مدينة طنطا جمهورية مصر العربية ، ثم عمل لمدة أربعة أعوام في سكرتارية المجلس الوطني بصنعاء ، وانتخب عضواً بمجلس الشورى ، ممثلاً لناحية كشر ، ثم استقر في العبيسة ، ثم مدينة صنعاء ،.
اصدرت له أربع دواوين شعرية كاذي شباط 1989، فل نيسان 2002، رياحين آذار 2002 ، ورود تشرين 2006.
من جانبها نعت الهيئة الإعلامية لأنصار الله الشاعر الكبير علي عبدالرحمن جحاف الذي وافته المنية عن عمر ناهز الـ 72 عاما مليئة بالعطاء الثقافي والمعرفي والأدبي.
وقالت الهيئة الإعلامية في بيان صادر عنها تلقته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) ” فجع الوسط الثقافي والإعلامي في اليمن برحيل عملاق القصيدة وذاكرة التراث والأدب الشاعر الكبير علي عبدالرحمن جحاف مساء اليوم في العاصمة صنعاء”.
وأشار البيان إلى مآثر الراحل وأعماله وإبداعاته وعطاءه المعرفي والثقافي الذي اثرى به الراحل المكتبة الأدبية والثقافية وكذا مواقفه المساندة لقضايا الأمة والوطن.
وأهابت الهيئة الإعلامية لأنصار الله بالجهات ذات الاختصاص أن تولي اهتماما كبيرا ما تركه الفقيد من تراث أدبي وثقافي وجمعه وتدوينه وطباعته للجمهور.. مشيرة إلى أن الفقيد كان شاعرا متفردا في شعره معبرا عن كل اليمنيين وحضارتهم وتراثهم الفكري والأدبي…
حيث اعتبر الكاتب والباحث يحيى جحاف أن رحيل الشاعر الكبير فاجعة كبرى في الوسط الثقافي والادبي فمن منا من منا لايعرف الشاعر الكبير علي عبد الرحمن جحاف وما قدمه من عطاء متميز في الساحة الأدبية اليمنية
وقال أن كتابات الراحل الصحفية والأدبية وقصائده المغناة وكذلك كتاباته البرامجية الإذاعية التي سمعناها منذ نعومة أظفارنا من خلال الاستماع إلى البرنامج الإذاعي”بريد المستمعين” عبر إذاعة صنعاء “البرنامج العام”..
كان له بصمته البارزة في تطوير الأغنية اليمنية خاصة مع الفنان الكبير ايوب طارش ، كما كان له دوره في الحفاظ على الشعر الحميني والتهامي الذي كاد ان ينقرض في اليمن ، ابرزها ، طائر ام غرب
الاستاذ والشاعر محمد المنصور رئيس مؤسسة الثورة وصف رحيل الشاعر الكبير عبد الرحمن جحاف بشاعر الجمال والحب والوطن ، وأحد فرسان القصيدة الجديدة ، بتنويعاتها الفنية والموضوعية. ميئات القصائد والمقطوعات الشعرية ابدعها علي عبدالرحمن جحاف على مدى يتجاوز الخمسين عاما،
وقال المنصور أنه كان مثالا للمثقف والمبدع المنحاز دائما للإنسان والوطن، وقيم الحب والخير والجمال، ورفض الظلم والطغيان أينما كان.
واضاف المنصور قائلاً : ظلت روحه الجبارة – برغم المرض والادواء وقسوة الأيام وتجاربها – تعبر بالشعر وبالقصيدة عن شتى الشؤون والشجون والقضايا والمواقف الخاصة والعامة ، في رقة وبساطة وعمق، وتجليات جمالية تفرد بها الأستاذ علي عبدالرحمن جحاف سواء في قصائده الفصحى أو العامية التي تفوق بها ومن خلالها للقصيدة الشعبية التي كان ولايزال واحدا من أهم شعرائها في اليمن
الشاعر والاديب الاستاذ عبد الحفيظ الخزان أوضح ان الشاعر الكبير / علي عبد الرحمن جحاف ، عرف هذا الشاعر الكبير بشعره المطبوع المتجذر في أعماق القضية والإنسان والجمال، حيث امتلك لغة البيان وثقافته ورسالته فكان ذلك إضافة إلى مواهبه الإنسانية واستعداده الوجداني الأصيل ، مضيفاً أن الراحل : لم يعرف بالإلتواء أو المناورة أو التسيس في تناوله الشعري كالكثير من أبناء جيله فكان لسان المظلومين ولسان الشعب ولوحة الجمال وصدى الأدب الساخر الذي يحوي الطرافة الهادفة
وتابع الخزان : عمالقة الإبداع في بلادنا كغيرهم من عمالقة الوطنية والتضحيات يموتون مرتين الأولى بالعزلة وعدم المتابعة والثانية بالموت والرحيل..
واشار الخزان أن رحيل الشاعر جحاف هو رحيل جودة الشعر الانساني في ابعاده .. رحيل قامة اخلاقية نضالية .. رحيل ضمير من ضمائر الصدق الفني والوطني والابداعي مثل جحاف ترك فراغا كبيرا في مرحلة حرجة ومهمة من تاريخ الابداع والوطن….
كما اعتبر نائب رئيس وكالة سبأ للانباء محمد عبد القدوس أن اليمن فقدت برحيله واحدا من الادباء والشعراء الافذاذ الذين انجبتهم البيئة اليمنية الخصبة فعبروا عنها بكل امانة ودقة ونقاء وابداع، تاركا تراثا شعريا وادبيا يمثل مدرسة من مدارس علم الاجتماع والثقافة والادب- لتنوعه وشموله وتسجيله دقائق الحياة اليمنية وتفاصيلها وامالها وآلامها واحلامها بلغة شاعرية نادرة وغير متكررة
كما نعت الشاعرة الدكتورة إبتسام المتوكل الراحل بالقول : من سيحتفي بكاذي شباط ويترعناه شعرا؟ من سينثر فل نيسان في قلوبنا؟ من سيعلن الوطن قصيدة انتماء ابدي ومفارقته لعنة ازلية تلاحق من اقترفها؟ من بعد رحيل كل هذا برحيل شاعر كل هذا؟ علي عبدالرحمن جحاف نودع برحيلك قيما ومعاني عظيمة لترقد بسلام روحك النقية ولنبق نلاحق حلم السلام في ظل باعة الحرب وتجار الموت!
وقالت المتوكل ان الشاعر الراحل اشتغل على المهمل والمتسي والاصيل في قصائد ذات معجم شعري وانساني يمزج المحلي بالإنساني ويتخذ من الخاص براقه الذي يعرج به الى سماوات للعالم بأسره.
ويعد الشاعر جحاف رمز من رموز الحركة الثقافية اليمنية وأعلام الفكر الوطني ومن الأدباء الذين أسهموا وكانوا في طليعة المؤثرين والمعبرين عن تطلعات وهموم الوطن والمواطن عبر شعريته العالية التي تجلت تجربة كبيرة ومثلت مدرسة فريدة في الشعر العامي والشعبي وتغنى بكلماته عدد من الأصوات .