قائد التصالح ورجل الإطفاء لأطول الحروب الثارية .. محمد علي الحوثي ومسيرة التصالح
قائد التصالح ورجل الإطفاء لأطول الحروب الثارية .. محمد علي الحوثي ومسيرة التصالح
الصمود../
بالنظر إلى حجم مشاكل الثأر الكبير في اليمن يتضح كيف أن الداخل اليمني كان يربض على قنبلة شديدة الانفجار، وفتنة يترصد البعض لإشعالها لتأكل الأخضر واليابس وتفتح معها الوقع على مستقبل مجهول.
ظلت ظاهرة الثأر واحدة من أسوأ المظاهر التي التصقت بالقبيلة العربية، غذتها المؤامرات الخارجية من أجل الإبقاء عليها واستخدامها كورقة في ضرب الجبهات الداخلية للدول، واليمن واحدة من الدول التي حرص الآخرون على نشر هذه الظاهرة فيها بشكل قوي وخلق حالة من الشتات في البنية الاجتماعية بقصد السيطرة عليها والاستفادة من ما تتمتع به من ثروات طبيعية.
منذ سنوات قليلة عقب قيام ثورة الـ21 من سبتمبر ادركت قيادة الثورة حجم الظاهرة، التي تحولت إلى حرب موازية للعدوان، وكان من الحتمي معالجتها من أجل حماية تماسك الجبهة الداخلية وتوجيه الجهود نحو أعداء هذا البلد الذي مزقته الحروب بفعل المؤامرات.
وعلى إثر ذلك شهدت اليمن أرقاما قياسية في القضايا التي تحولت إلى محطات لتعزيز الأخوة وتمتين الرابط بين القبائل اليمنية، فأنهى قضايا عمرها عقود حصدت الكثير من الأرواح وكان من الممكن أن تستمر لولا ظهور من يقود مبادرة منصفة تعمل على تقريب المتخاصمين وتعيد إليهم السكينة بعد سنوات عجاف من القتل المتبادل.
محمد علي الحوثي الرجل الذي أحيا كثيراً من الأنفس بإنقاذها من رصاصات الثار بجهوده المشكورة والمحمودة، وكتب نهايات لمسارات بلا نهاية من الثأر، والسنوات الماضية شهدت الكثير من هذه القضايا التي تم حلها.
وهذا الشهر وخلال عشرة أيام أو تزيد قليلا نجح عضو المجلس السياسي الأعلى الأستاذ محمد علي الحوثي في رأب الصدع بين كثير من القبائل اليمنية، انهى ثأرات، وحفّز لتقديم المبادرات في هذا الشأن.
30 قضية ثأر، انتهت منذ منتصف شهر جماد الثاني، ولا يزال محمد علي الحوثي يواصل هذا العمل الإنساني الخلاق:
في 18 جماد الآخر 1444هـ، الموافق 11 يناير 2023م: أنهى عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي يرعى صلحاً قبلياً قضية قتل بين آل الأكوع من قبائل مخلاف جبل السوق مديرية ضوران آنس وآل الخزرجي من قبائل مخلاف جبل البحري مديرية العدين محافظة إب، توجت بالعفو العام بين الطرفين لوجه الله تعالى، بحضور رئيس مجلس القضاء الأعلى والنائب العام وعدد من المشائخ والوجهاء والشخصيات الاجتماعية.
وفي الموقف الذي شهد التسوية بين آل الأكوع من وآل الخزرجي، حيا عضو السياسي الأعلى آل الأكوع على ما أبدوه من شهامة ومروءة، وخاطب أبناء محافظة إب الأبيّة بالقول: ها أنتم اليوم تلامسون وتشاهدون موقفا من مواقف البطولة من مواقف الشهامة من مواقف الشرف يتزعمها بيت الأكوع، كما قال مخاطبا العدو: نقول للعدو، الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه يسعى لوحدة الصف والائتلاف الداخلي، وبإذن الله سنريك ما يسؤوك في الجبهات وما يسؤوك في وحدة الصف وما يسؤوك في لُحمَة الشعب اليمني.
شهامة وقبيَلَة
وفي نفس اليوم، رعا محمد علي الحوثي صلحاً قبلياً أنهى قضية قتل الشاب محمد محسن النهمي من آل النهمي مديرية ضوران آنس محافظة ذمار، توجت بالعفو العام لوجه الله تعالى، بحضور رئيس مجلس القضاء الأعلى والنائب العام وعدد من المشائخ والوجهاء والشخصيات الاجتماعية.
واعتبر أبو احمد موقف أبناء آنس، دليل على والشهامة والقبيَلَة والسلف والعُرف السائد بين الناس، وقال: أنتم كبار قوم ومعروفين في آنس مشيخَكم وحفاظكم على السلف والعرف.
كما اعتبر إنهاء القضية رسالة أخرى إلى العدو الذي راهن على خلق الفتنة بين أبناء القبائل اليمنية العزيزة، وقال: هذه الرسالة للعدو لدول العدوان نقول لهم، هذا التسامح والتصافح لا لشيء إلا لنقف في مواجهتكم لنأخذ بالثأر من كل القضايا التي ارتكبتموها ومن العيب الأسود الذي وجّهتموه لشعبنا فقد قتلتم النساء والأطفال واستهدفتم المنشآت وفعلتم أفاعيلكم الظالمة والإرهابية التي لا تدل على دين فيكم ولا أخلاق ولا قيم ولا مبادئ، ونقول لهم، حاضرون للتحدي سواءً في المعركة العسكرية أو في معركة الأخلاق أو في معركة السلف والعرف كما هو حاصل اليوم من العفو والتنازل والتصافح، وإن كنتم جديرين بأن تتوقفوا عن هذا العدوان فهو في صالحكم أما إذا استمررتم في العدوان على بلدنا فنقول لكم، بإذن الله تعالى موازنتكم سيصيبها العجز والشلل التام.
وأضاف: وإذا كانت سنوات العدوان كفيلة بأن ترفع الضرائب على المواطن السعودي وأن تستهدف قوت المواطن السعودي بسبب حماقات آل سعود فإن القادم وبإذن الله تعالى سيكون أعظم وأشد قسوة عليكم، وستنالون أيضاً من المواجهة ما يسؤوكم إلى يوم القيامة.
وتحدى محمد علي الحوثي، محمد بن سلمان أن ينزل إلى المجتمع السعودي ويلتقي قبائل السعودية كما هو حاصل في اليمن، وقال: نحن هنا أبناء الشعب اليمني ثابتون بين أوساط قبائلنا وفي أوساط شعبنا نتحرك معهم ليلاً ونهارا، إخوة لنا ونحن إخوة لهم، ونتحدى بن سلمان أن يتواجد بين الشعب السعودي كما نتواجد، أو أن ينزل في أوساط قبائل السعودية كما ننزل، أو أن يفعل كما نفعل من العفو والصفح والتسامح. هؤلاء أبناء الشعب اليمني نفاخر بهم، ومن أوساط آنس من بين مشايخها وعقالها وكبارها وصغارها نقول لهم، خسئتم.
لتوحيد الصف الداخلي
في الـ 21 جماد الآخر 1444هـ، الموافق 13 يناير 2023م، شملت رعاية إنهاء قضايا الثأر، محافظة البيضاء، حيث رعا عضو السياسي الأعلى صلحاً قبلياً أنهى قضية قتل بين آل العطاء من قبائل مديرية جبل الشرق محافظة ذمار وآل عباس من قبائل محافظة البيضاء توجت بالعفو العام لوجه الله تعالى، بحضور مستشار المجلس السياسي الأعلى محمد حسين المقدشي ومحافظ البيضاء عبدالله إدريس وعدد من المشايخ والوجهاء والشخصيات الاجتماعية.
وفي موقف العفو أشاد الحوثي بقبيلة آنس، وقال: هذه القبيلة البطلة بما تحمل من قِيم وإخاء وتحمل أيضاً من معاني الشرف والعزّة والشهامة والكرامة لا يمكن أن تنتج إلا مثل هذه المواقف المشرّفة والعالية.
واكد في كلمته على أهمية توحيد الصفوف وتبذ الخلافات لمواجهة العدو، وقال: لدينا عدو نسعى جميعاً لتوحيد الصف الداخلي من أجل أن نقف في مواجهة هذا العدو الذي بغى على بلدنا واعتدى على بلدنا وأرهب بلدنا وسار أيضاً في كل عيب وعمل كل شوم، استهدف النساء والصغار والكبار والطرقات وفي كل الأماكن.
وأضاف: اليوم نقول للعدو، نحن هنا اليوم نتعافى ونتآخى لنوحّد صفنا أكثر، وما رأيته في الماضي هو الشيء القليل من أبناء الشعب اليمني أصحاب البأس والقوّة والنخوة والشهامة، وبإذن الله تعالى بعد كل هذه المواقف ستجد بأننا أكثر قوةً وأكثر تماسكاً وأكثر اهتماماً في مواجهة اعتداءاتك وعدوانك وإرهابك لبلدنا.
العفو والتسامح
في ذات اليوم رعى محمد علي الحوثي صلحاً قبلياً أنهى قضية قتل فيما بين آل الصباحي من قرية الأضلع مديرية عنس محافظة ذمار توجت بالعفو العام لوجه الله تعالى، بحضور مدير أمن ذمار وعدد من المشائخ والوجهاء والشخصيات الاجتماعية.
وفي موقف العفو، دعا عضو السياسي الأعلى جميع قبائل ذمار إلى السير في هذا الخط، خط العفو والتسامح والتصافح والألفة وتوحيد الجبهة الداخلية، وأضاف «هذا هو واجبنا وما يحتّم علينا، فالمثل القائل «أنا عدو بن عمي وعدو من يعاديه» وبإذن الله تعالى أننا جميعاً أعداء للعدوان ومتآخون فيما بيننا في الداخل.»
وما رجّال إلا بالرجال
في 23 جماد الآخر 1444هـ، الموافق 15 يناير 2023م، رعى عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي صلحاً قبلياً أنهى قضيتي ثأر وقتل في مديرية جبل الشرق محافظة ذمار، الأولى بين آل الشاوش وآل مشرح، والثانية بين آل مطير من مديرية جبل الشرق وآل الرُكب من مديرية وصاب العالي توجتا بالعفو لوجه الله تعالى، بحضور مستشار المجلس السياسي الأعلى محمد حسين المقدشي وعدد من المشائخ والوجهاء والشخصيات الاجتماعية.
وفي الموقف قال: «نحن بإذن الله وبفضل الله وبتكاتفنا مع أبناء شعبنا مع مشايخنا وشخصياتنا الاجتماعية والسلطة المحلية نسعى لاجتثاث الثأر والقضاء عليه، وما رجّال إلا بالرجال، وانتم رجالنا وبيّض الله وجوهكم، وهذه هي عادة الرجال وعادة القبيَلَة، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم جميعاً».
ودعا جميع المحافظات إلى وأد هذه الآفة الاجتماعية البغيضة المتمثلة بـ«الثأر»، وقال: ندعو جميع المحافظات المجاورة سواءً في البيضاء أو في شبوة أو في غيرها أن نرى مواقف عظيمة ومشرّفة بوأد الثأر وقطع القتال فيما بينهم وإنهاء الخلافات.
مواقف هي تطيّب النفوس
كما رعا عضو المجلس السياسي الأعلى صلحاً قبلياً أنهى قضية قتل بين آل عمر وآل المغربي من قبائل عزلة الدمام في مديرية جبل الشرق بمحافظة ذمار، توجت بالعفو لوجه الله تعالى، بحضور مستشار المجلس السياسي الأعلى محمد حسين المقدشي وعدد من المشائخ والوجهاء والشخصيات الاجتماعية.
وقال: هذه المواقف هي تطيّب النفوس، وتوحّد الصفوف، وبإذن الله تعالى أننا نحو الانتصار ذاهبون ومتوكلون على الله، ولا تروا شرا بإذن الله بعد هذا الموقف.
30 عاماً ثأرات
في 25 جماد الآخر 1444هـ، الموافق 17 يناير 2023م، رعا عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي يرعى صلحاً قبلياً أنهى ست قضايا قتل وثار في مديرية القفر محافظة إب، دامت ٣٠ عاماً، حصدت الكثير من الأرواح لتتوج اليوم في التوجهات المسؤولة بالعفو العام بين جميع الأطراف لوجه الله تعالى، بحضور محافظ المحافظة وعدد من المشايخ والوجهاء والشخصيات الاجتماعية.
وجاء في كلمة أبو أحمد: نحن عندما قلنا لأهل القفر يا أهل القفر نريد وأد الثأر بينكم، ها هم يتزاحمون على إعلان العفو، والعفو هو من سيم الرجال من سيم الأوفياء من سيم القبائل الحرة والأبية. هذا العفو ليس على أساس أن أحدا يجبر أحدا عليه، إنما شهامته وقيمه وحبه في الله سبحانه وتعالى.
وأضاف: «نقول لجميع قبائل القفر كل أبناء القفر ولكل أبناء محافظة إب الأبطال الأوفياء، بارك الله فيكم وكتب أجركم، ونتمنى منكم استكمال بقية القضايا، بقي قضية كبيرة، الخبرة داريين بها واحنا قد جلسنا معهم، واحنا نعرف بأن أطرافها مشائخ كبار، وبإذن الله تعالى ستجدون إعلانها في القريب، وأنا أدعوهم شخصياً دون أن أذكر أسماءهم أن يبادروا إلى ما بادر إليه بقية أبناء قبائل القفر حتى يعود الوئام إلى هذه القبائل البطلة الحرة الأبية».
تآخٍ كبير
في 27 جماد الآخر 1444هـ، الموافق 19 يناير 2023م، رعا عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي يرعى صلحاً قبلياً أنهى قضية قتل وقعت فيما بين آل فقيه من قبائل عزلة الصيح مديرية ضوران آنس محافظة ذمار، توجت بالعفو العام لوجه الله تعالى، بحضور عدد من المشايخ والوجهاء والشخصيات الاجتماعية.
ووصف الحوثي موقف العفو التسامح بـ«التآخي الكبير»، وقال: علينا أن ننبذ من أوساطنا كل الخلافات، وأن نتحرك للمّ الصف، وأن نتوحد ونتحد في طريق الله وفي طريق الجهاد في سبيله. اليوم العدو – بما هو عليه من ضلال بما هو عليه من إجرام بما هو عليه من إرهاب – يحاول أن يجمع صفوفه.
وأضاف موجها خطابه للعدو: بئت بالفشل والخسارة، هؤلاء الرجال الذين يلمّون مواقفهم ويصلحون جبهتهم الداخلية ستجدهم بإذن الله تعالى في كل الجبهات متحركين متفاعلين مقاتلين بصدق، على عقيدة صحيحة، على وطنية متأصلة، لا يخافون في الله لومة لائم، لأنهم يعرفون شرّكم ومكركم وخزيكم.
وزاد بالقول: نقول لهم اليوم، هؤلاء رجالنا وأبطالنا جاهزون للتحرك في أي ساعة يوجه فيها القائد حفظه الله، فلذلك نحن نمضي بإذن الله تعالى نحو يمنٍ جديد خالٍ من الثار خالٍ من الخلافات، متحد الصفوف، قائد للألوف في مواجهة العدوان.
دين وإيمان
كما رعا عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي صلحا قبليا أنهى قضية ثأر دامت 14 عاماً بين قبائل حلة هداد بمخلاف بني حاتم وبين قبائل هيسان بمخلاف الجبل مديرية ضوران آنس محافظة ذمار، توجت بالعفو العام بين الطرفين لوجه الله تعالى، بحضور عدد من المشائخ والوجهاء والشخصيات الاجتماعية.
وقال محمد علي الحوثي في المناسبة: هذه المواقف هي مواقف البطولة والدين والإيمان، الله بيوصينا هكذا، {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْـمُحْسِنِينَ}، فأن تكون ممن يكظم الغيظ وممن يعفي عن الناس ستدخل بإذن الله في قوله تعالى {وَاللهُ يُحِبُّ الْـمُحْسِنِينَ}، ما أعظم أن يكون الله هو من يحبك، ما أعظم أن تكون حبيبا لله، ما أعظم أن تكون ممن يفعّل توجيهات الله ويسير على هديه. بارك الله فيكم، بارك الله لكم وعوضكم وكتب أجركم.
وأضاف: وهذه المواقف المشرفة والبطولية لا يمكن أن تشلها إلا القبائل الكريمة والوفية والقبائل التي تعرف أهمية وحدة الصف الداخلي وتعرف أهمية نبذ الثار وتعرف أهمية نبذ الخلافات في أوساط القبيلة. القبيلة التي يوجد فيها الخلافات والثأرات والقتال هي قبيلة متشققة لا يمكن أن تكون قبيلة موحدة تستطيع أن تأخذ المواقف العالية والمشرفة.
عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي رأى في توجه القبائل اليمنية نحو التسامح ونبذ الخلافات وإنهاء الثأرات، رسالة خالدة، وقال إن: هذه الرسالة التي سطّرت بالعفو عن الدماء رسالة يجب أن تحترم، ويجب أن يعم الصفح والتسامح في أوساط القبائل اليمنية، ليشهد الشعب اليمني أننا أمة نتحرك في كل الجوانب الاجتماعية والعسكرية والأمنية ونصنع الإنجازات الكبيرة والمشرفة.
وأشار إلى أن هذا الموقف يؤلم ويغيظ الكفار والمنافقين والمؤلفة قلوبهم، كلهم يغتاظون سواءً كانوا في دول العدوان أو في جبهاتهم.. وقال: نقول لهم، مثلما سطّرنا صواريخنا ومسيراتنا من الجانب العسكري فالقبيلة اليمنية اليوم تسطر مواقف العفو والصفح والتسامح، وهؤلاء المشايخ الأبطال الأحرار الذين يقفون إلى جانبي وغيرهم ممن نتحرك سويا في قطع المواقف هؤلاء أيضا هم رجال جبهات هذا الجانب، وبإذن الله تعالى سنرى المزيد والمزيد من العفو والتسامح في محافظة ذمار.
أعظم صدقة
في نفس اليوم أيضا رعا عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي صلحا قبليا أنهى قضية قتل بين آل الجِبلي وآل الفقيه من قبائل عزلة الصيح مديرية ضوران آنس محافظة ذمار توجت بالعفو العام لوجه الله تعالى، بحضور عدد من المشايخ والوجهاء والشخصيات الاجتماعية.
وفي كلمته دعا أبو احمد إلى الاقتداء بمثل هذه المواقف وإلى التحرك للملمة الصف الداخلي وإنهاء الخلافات، معتبرا هذا العفو وهذا التنازل، «أعظم صدقة وأكبر صدقة نقدمها لوجه الله الكريم من أجل أن ينصرنا الله على هذا العدوان الخبيث المعتدي الذي دمر البلد وعمل كل المفاسد في بلدنا وأرهب أطفالنا ونسائنا وأهلك حرثنا ودمر بيوتنا وفعل كل الأفاعيل».
وأضاف: فلذلك ندعو المتسامحين إلى أن يستحضروا في نياتهم – إضافة إلى النيات التي يطلقونها لله تعالى – أن يهلك أعداء الشعب اليمني.
12 عاماً و٣٠ قتيلاً
في 30 جماد الآخر 1444هـ، الموافق 22 يناير 2023م رعا عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي صلحاً قبلياً أنهى قضيتي قتل وثأر الأولى بين آل الشغدري من قبائل ماوية محافظة تعز وبين آل المحمودي من قبائل الحشاء محافظة الضالع، والثانية بين قبائل حذران مديرية شرعب محافظة تعز دامت ١٢ عاما وراح ضحيتها ٣٠ قتيلا وعدد من الجرحى، وتوجت القضيتان بالعفو العام بين الأطراف لوجه الله تعالى.
وقال الحوثي بالمناسبة: نقول لأبناء مديريات تعز، حلّ الخلافات ووأد الثأر هو طريق الدولة الحديثة العادلة وطريق الدولة المدنية التي تناضلون من أجلها، فلا يمكن أن تكون هناك دولة مدنية عادلة وحديثة ولازال الثأر موجودا في أوساط المجتمع اليمني.
وأضاف: معاً لإنهاء الثأر، معاً لوحدة الصف الداخلي، معاً للملمة الجراح، معاً لإنهاء الخلافات الداخلية.
كما رعا محمد_علي_الحوثي صلحاً قبلياً أنهى قضية قتل وثأر دامت ٣٠ عاما بين قبائل أعماس الجبل وقبائل حصن مشمل في مديرية الحدا محافظة ذمار، توجت بالعفو العام بين الطرفين لوجه الله تعالى، بحضور مستشار المجلس السياسي الأعلى محمد المقدشي ورئيس الهيئة العامة للزكاة شمسان أبو نشطان مدير أمن المحافظة وعدد من المشائخ والوجهاء والشخصيات الاجتماعية.
لأعداء الدين
في 02 رجب 1444هـ، الموافق 24 يناير 2023م، رعا عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي صلحاً قبلياً أنهى قضية قتل بين آل عيشان من قبائل جهران محافظة ذمار وآل الكبسي من قبائل خولان الطيال محافظة صنعاء، توجت بالعفو العام بين الطرفين لوجه الله تعالى.
كما رعا في نفس اليوم صلحاً قبلياً أنهى قضية قتل بين قبائل مديرية المنار وقبائل مديرية الحدا محافظة ذمار، توجت بالعفو العام بين الطرفين لوجه الله تعالى.
وفي وقفة العفو عبر محمد علي الحوثي عن إدانة كل اليمنية لجريمة إحراق القرآن الكريم، وقال: نقول اليوم من هنا من بين العفو والتسامح والتصافح، لا يمكن أن نتسامح أو نتصافح مع من يسيء إلى مقدساتنا إلى قرآننا إلى ديننا إلى مبادئنا، القرآن الكريم كتاب الله المقدّس الذي أمرنا بالتصافح والتسامح.
وأضاف: نقول لأمتنا ولشعبنا، هذه هي الوقفة الثانية، وقفات مسلحة من أبناء الجمهورية اليمنية ضد كل من يسيء إلى مقدساتنا وعلى رأسها القرآن الكريم.
وقال موجها خطابه لأعداء الدين وأعداء القرآن: أنكم كلما ازددتم في طغيانكم ازددنا تعلقاً بقرآننا وبإيماننا وبإسلامنا، قرآننا الذي يدعو إلى مكافحة القتل والجريمة ويدعو إلى السلم وإلى التصافح، قرآننا الذي يرفض الشذوذ والمثلية التي تدعون لها يا أوروبيين.
وأشار أبو احمد إلى أن هذا القرآن الكريم يدعو إلى التعاطف والتآلف والتآخي في المجتمع، إلى الاعتصام بحبل الله جميعاً وأنتم في سياستكم تقولون فرّق تسد، نحن نسود باجتماعنا وبتآخينا.
وأكد أن الأعداء لن ينالوا من القرآن الكريم وإن السماح بإحراقه إنما هو دليل إجرام من سمح ومن قام بالجريمة.
كما عهدناهم
في اليوم التالي، 03 رجب 1444هـ، الموافق 25 يناير 2023م، رعا عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي خلال رعايته صلحا قبليا أنهى قضيتي قتل، الأولى بين آل العزي رمادة من قبائل عتمة محافظة ذمار وآل الحبابي من قبائل ثلا – محافظة عمران، والثانية بين آل الموشكي من قبائل مخلاف سماه وبين آل سويد من قبائل مخلاف بني بحر في مديرية عتمة محافظة ذمار، توجت بالعفو العام بين الأطراف لوجه الله تعالى.
وقال عضو السياسي الأعلى: من 2016م وما قبل وإلى اليوم، ولازال أبناء عتمة مشائخها وعقالها وأبناؤها وعلماؤها كما عهدناهم واقفين وقوف الجبال ثابتين ثبات الرجال لا يخافون في الله لومة لائم وقفوا مع وطنهم.
واليوم نقول لكم كما أخبرناكم في 2016م الوطن هو رأس مال الجميع، ورأيتم أن من خرج وشذّ عن الوطن إنما كانت عاقبته الخسران والوبال، فنقول للجميع بيّض الله وجوهكم في الموقف الأول وفي الموقف الثاني، وهذه هي عادة القبْيَلَة والرجولة والشهامة والشجاعة.
وأضاف: نقول لكل عدو ممن يراهن على أبنائنا وعلى شعبنا في هذا المجتمع الكريم المعطاء، أنت تراهن على الخيال، أمّا أبناؤنا وشعبنا ومشائخنا وشخصياتنا الاجتماعية فأنت تجدهم كل يوم وهم يلملمون جراحهم ويتّحدون في صفوفهم ويوحدون جبهتهم، وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على عظمتهم وزكاء نفوسهم وشهامتهم وقبيَلَتهم، ويدل على وعيهم ويدل على تحركهم ويدل على أنهم كالجسد الواحد كلما اشتكى منه جرح أو جزء تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر كما جاء في الحديث.
واكد لجميع المراهنين على انهيار الجبهة الداخلية، قائلاً: خبتم وخاب مسعاكم، خبتم أمام رجالٍ هاماتها أعلى من السحاب، خبتم أمام رجال ومشائخ وشخصيات وعلماء وقبائل علوها بعلو السماء لا تخاف ولا تقلق وإنما تعمل على وحدة صفها ولمَّ جراحها. هذه اللمّة التي ترونها هي لمّة الوطن، وهذه الصفوف التي ترونها هي صفوف الوطن، لا يوجد بيننا أدعياء لهذا الوطن، من وقف هنا هو وقف مع وطنه، هؤلاء هم الوطنيون الحقيقيون، أما الآخرون فهم عملاء لا خير فيهم ولا خير في من تعمّلوا له، لا دول السعودية ولا غيرها فكلهم مراهنون على الخسارة ومراهنون على البؤس والبوار.
وأشار إلى أن الوطن اليوم انتصر وتغلّب على ثأراته، وها هو يلملم جراحه، ويدعو أبناءه للنهضة الكبيرة والتحرك الكبير والواسع، لرفد جبهاتنا لمقاومة عدونا لمقاومة الاحتلال.
*الثورة / وديع العبسي