مسيرة جماهيرية حاشدة بالحديدة وفاء للشهيد الصماد وتضامناً مع فلسطين والتحذير للعدوان
الصمود|
ورفع المشاركون في المسيرة التي نظمت بشارع الميناء واكتظت بآلاف المشاركين، صور الشهيد الصماد واللافتات المعبرة عن مآثره التي تعمقت في نفوس ووجدان اليمنيين، تخليدا لذكرى استشهاده الخامسة كقائد استثنائي وهب نفسه للدفاع عن الوطن وسيادته واستقلاله.
كما هتفوا بشعارات الجهاد ورفض الوصاية والحرية وتحذير العدوان من مغبة التمادي في المراوغة وعدم الاذعان لصوت السلام والخروج من المستنقع اليمني وفك الحصار الشامل ورفع معاناة الشعب اليمني ومغادرة المحافظات المحتلة.
وأثنى المشاركون في المسيرة التي شارك فيها محافظ المحافظة محمد عياش قحيم وأعضاء من مجلس الشورى، ووكلاء المحافظة وقيادات أمنية وعسكرية وحشود من المسئولين والمواطنين ، على مواقف وتضحيات الرئيس الصماد الذي مثل أنموذج في إدارة الدولة بحنكة وحكمة واقتدار في مرحلة صعبة، وحاسمة في تاريخ اليمن المعاصر.
واعتبروا الذكرى الخامسة لاستشهاده، فرصة لاستذكار مناقب رمز وطني عاش حياته نزيهاً متواضعاً ووهب نفسه للدفاع عن الوطن وسيادته واستقلاله، واستلهام الدروس من مواقفه الخالدة.
وفي المسيرة أوضح المحافظ قحيم، أن إحياء سنوية الرئيس الشهيد الصماد، تكمن أهميتها في استحضار مواقفه المشهودة في البذل والعطاء والتضحية والفداء وتعزيز تماسك الجبهة الداخلية في ظل محاولات الأعداء لاختراقها وفرض وصاية خارجية وتدخلات في الشؤون اليمنية.
ولفت الى أن دلالات إحياء ذكرى الشهيد الصماد تتجلى في عظمة ما قدمه من نموذج راق وشاهد حقيقي على قيادته لسفينة الوطن في ظل ظروف استثنائية وتحديات كبيرة، مجسداً رؤيته الحكيمة ونظرته الثاقبة والشاملة لمشروع بناء الدولة اليمنية الحديثة.
كما اعتبر الشهيد الصماد شخصية وطنية، مثلت أيقونة للصمود والحكمة والنزاهة والشجاعة والإقدام والبأس، عملت على ترسيخ دعائم الثبات ورسمت ملامح البناء والنهوض والتطوير وتحديث المنظومة الدفاعية وقوة الردع اليمنية لمواجهة العدوان.
وقال ” الشهيد الصماد استطاع أن يحول التحديات إلى نجاحات في فترة قياسية، مثلت فارقاً في أدائه وتحركاته وبصماته الوطنية والتنموية، وهو على قمة هرم السلطة التي لم يراها يوما مغنما ولا وسيلة سوى لإحقاق الحق وخدمة الوطن، انطلاقاً من ثقافته القرآنية وروحيته الإيمانية وتطلعاته في بلورة مشروع بناء اليمن واقعا عمليا “.
وذكر قحيم أن الرئيس الصماد سعى بكل ما أمكن لتضميد الجراح وتوحيد الجبهة الداخلية بإجماع كل الفرقاء وانجذب الجميع إلى فصاحة بيانه وحجة لسانه ورجاحة عقله وسعة صدره وإخلاصه لوطنه.
وتابع قائلا: “كان الشهيد الصماد رجل دولة لا يفتر ولا يتذمر ولا ينتظر أحد ولا يلتفت لمتخاذل، يبذل جهده في النصح والإرشاد والتبيين، ويتواجد في الجبهات، لم ير نفسه إلا جنديا من جنود الوطن”.
وتطرق الى الروحية الايمانية التي تحلى بها بعشقه للجهاد والشهادة في سبيل لله وتعظيم مكانة المرابطين في جبهات وميادين الدفاع عن الوطن، واستشعار تضحياتهم، فسعى إليها بكل جوارحه، فلا كرسي رئاسة أغراه عنها ولا مناصب الدنيا غيرته أو أنسته الشهادة.
وأشاد بأدوار الشهيد الصماد في توحيد الصف اليمني ومواجهة العدوان بكل الوسائل وما شهدته المؤسسة العسكرية في عهده من نقلة نوعية في التصنيع الحربي التي كان لها عظيم الأثر في تغيير معادلة المواجهة والانتقال من الدفاع إلى الهجوم والردع ومن الضربات الباليستية الأحادية إلى دفعات موجعة في عمق العدو.
ولفت محافظ الحديدة، إلى أن وحدة الجبهة الداخلية اليوم أقوى من أي وقت مضى، رغم رهانات العدوان ومحاولاته ضرب اليمن من الداخل.. مبينا أن صمود أبناء اليمن لأكثر من ثمان سنوات في وجه العدوان، يعكس الروحية والعنفوان الشعبي المتأصل بهذا الوطن.
واعتبر الخروج في هذه المسيرات رسالة للأمة خاصة والأنظمة المطبعة مع الكيان المحتل بأهمية نصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة حتى تحرير كافة أراضيه وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
فيما تطرق وكيل أول المحافظة أحمد البشري، الى ارادة الشهيد الصماد ودوره في رسم خارطة طريق وطنية لتحقيق طموحات الشعب اليمني في بناء الدولة وإيجاد تنمية مستدامة، ما جعل تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، يضعه على قائمة المستهدفين.
وأكد أن المشروع الوطني للشهيد الصماد ” يد تحمي و يد تبني” مثلت حالة فزع للأعداء، جعلهم يتجهون لوأد هذا المشروع باغتيال مهندسه وراسم خطوطه العريضة، في محاولة لكسر شوكة البناء واستقلال القرار السياسي في اليمن.
ولفت الى أن اغتيال دول العدوان للرئيس الصماد، مثل دافعاً لأبناء الشعب اليمني في المضي على دربه ومواصلة الصمود والثبات والإصرار على مواصلة البناء والتطوير رغم العدوان والحصار.
وأشار وكيل أول محافظة الحديدة، الى أن قوى العدوان فشلت في كسر الصمود اليماني والمشروع الذي أرسى قواعده الشهيد الرئيس صالح علي الصماد ويمضي في تجسيده فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى.
واستعرض تضحيات الشهيد الصماد الذي ضرب أروع الصور والأمثلة في الوفاء للوطن، مؤكدا أن من واجب الوفاء في هذه الذكرى تجسيد نهجه ودوره في مواجهة العدوان، وتخليد ذكرى قائد استثنائي مثل رحيله خسارة كبيرة على الوطن.
واعتبر اغتيال الشهيد الصماد خسارة للوطن والشعب لدوره وإسهاماته في توحيد الجبهة الداخلية وإدارة شؤون البلاد وما اتسم به من ذكاء في تخطيطه وأهدافه وتوجهاته وإنجازاته المتمثلة في إيجاد بنية تحتية لتطوير الصناعات العسكرية وتلمس أحوال المواطنين والسعي لتعزيز أداء مؤسسات الدولة.
وأوضح أن الرئيس الصماد استطاع التغلب على صعوبات المرحلة بعزم وثقة، منتهجاً أخلاق القادة في مواجهة طواغيت الظلم والاستكبار ومتسلحاً بروح زاهدة، فكان يرى أن مسح التراب من على نعال المرابطين أشرف من كل مناصب الدنيا، ولم يخفه أو يحد من نشاطه رصد العدوان لتحركاته.
ومضى قائلا : سعى بيقين القائد الحكيم للدفاع عن الأرض والعرض والسيادة وحماية مختلف المناطق خاصة الساحلية منها، لعلمه بخطورة المعركة فيها وأهميتها حتى لا تسقط بأيدي المحتلين والغزاة، وفي الوقت ذاته لم يغب عنه للحظة تحرير المناطق الواقعة تحت قوى الاحتلال.
وقال “على تحالف العدوان أن يفهم أن الشعب اليمني بات أكثر وعياً وإدراكاً بما يحاك ضده، وأن الأيام المقبلة ستشهد استنفارا أكبر لدعم خيارات المواجهة لنيل الحرية واستقلال القرار اليمني والدفاع عن الأرض والكرامة”.
ولفت البشري، إلى أن أبناء محافظة الحديدة رغم العدوان والحصار مستمرون في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، تأكيداً على أن فلسطين القضية الأولى والمركزية للأمة.
وأكد بيان صادر عن المسيرة أن الشهيد الصماد مثل أنموذجا راقيا في أداء المسئولية وايمانه ونزاهته وحبه للشعب وتفانيه في خدمته، مؤكدا أهمية اقتداء جميع مسئولي الدولة بنهج الشهيد الرئيس صالح الصماد.
وأشار الى أن الشهيد الصماد أعطى لكل اليمنيين في الداخل والخارج أنموذجاً للرئيس الاستثنائي الذي يخدم الشعب بما جسده خلال مراحل حياته من أنصع صور البذل والتضحية ، معتبرا مشروعه الوطني دليلاً على رؤيته الثاقبة لبناء الدولة اليمنية الحديثة.
ولفت البيان إلى أن الشهيد خلّد مواقفه في أنصع صفحات التاريخ .. مؤكداً أن مواقفه أكسبته حب ملايين اليمنيين، إذ استطاع أن يكرس نموذج القائد الذي يجب أن يحترم وأن يحبه الكبير والصغير.
واعتبر البيان الشهيد الصماد أنموذجاً للقائد الذي حمل هم وطنه في ظروف صعبة، ولم يبخل عليه بتقديم نفسه فداء له، مشيراً إلى أن الشهيد الصماد ساهم في تعزيز التلاحم الشعبي والاصطفاف الوطني لمواجهة غطرسة العدوان خلال فترة بالغة التحديات.
وأشار الى الدور الامريكي في اغتيال الشهيد الرئيس الصماد باعتباره من يخطط للسعودي ويرسم ويحدد أهداف ارتكاب الجرائم، لافتا الى أن الشعب اليمني سيظل يتذكر هذه الجريمة وكل الجرائم جيلا بعد جيل، والتى كشفت كل الادعاءات والتبريرات الزائفة التي تحاول أن تشرعن للعدوان.
وجدد البيان التضامن مع الشعب الفلسطيني والوقوف معه باعتباره موقفا مبدئيا ودينيا وانسانيا لا يمكن ان يتغير مهما كان العدوان على اليمن، معتبرا العدوان على الشعب اليمني جزء منه بسبب تبني هذا الموقف.
وأكد رفض الشعب اليمني كافة أشكال التواجد الأجنبي والعسكري في أي شبر من أرض اليمن، والتمسك بحقوق اليمنيين المشروعة وقضيتهم العادلة في المطالبة بوقف العدوان ورفع الحصار، وأن تتحمل قوى العدوان كافة الالتزامات والاستحقاقات نتيجة عدوانها ونهبها ثروات البلاد بما فيها صرف المرتبات واستعادة الخدمات.
وأدان العرقلة الامريكية لجهود الوساطة العمانية في تحقيق السلام العادل باليمن، محملا تحالف العدوان كامل المسئولية القانونية والانسانية والاخلاقية عما اقترفه من جرائم وانتهاكات على مدى ثمانية أعوام، داعيا ابناء الشعب الى تعزيز الاصطفاف والاستعداد لتنفيذ كل الخيارات لنيل الحرية والكرامة وطرد المحتل.
تخلل المسيرة التي شاركت فيها قيادات وموظفي المكاتب التنفيذية والمؤسسات والجامعات والعلماء، قصيدة للشاعر هائل عزيزي وأوبريت لفرقة الشهيد الصميد، عكست مآثر الشهيد الصماد التي ستظل خالدة في وجدان أبناء اليمن.