صمود وانتصار

الكشف رسمياً عن الجهة الرئيسية التي تقف وراء إغتيال الرئيس الشهيد صالح الصماد

الكشف رسمياً عن الجهة الرئيسية التي تقف وراء إغتيال الرئيس الشهيد صالح الصماد

الصمود../

كشف قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي عن الجهة الرئيسية التي تقف وراء اغتيال الرئيس الشهيد صالح علي الصماد يوم الخميس 19 أبريل 2018م، بمحافظة الحديدة.

واتهم قائد الثورة في كلمة له بالذكرى السنوية الخامسة لاستشهاد الرئيس صالح الصماد، أمريكا بالضلوع في اغتيال الصماد .. وقال “أمريكا هي من حددت للسعودي استهداف الشهيد الصَّمَّاد كهدف أساسي، ضمن استهدافه للدور المهم الذي يقوم به الشهيد ويوظف فيه كل قدراته، وطاقاته، وإمكاناته، وتأثيره الإيجابي في الوسط الشعبي والرسمي والجبهة الداخلية، في خدمة شعبه والدفاع عن بلده، وهذه نقطة نرى أهمية لفت النظر إليها”.

وأشار إلى أن استهداف الشهيد الصَّمَّاد كان بدافعٍ وتوجيهٍ أمريكي، وهو ما تأكد من خلال تحريات، وتحقيق، أوصلت إلى نتيجة مؤكدة أن الأمريكي من أعلن مراراً وتكراراً عن أن واحداً من أهم الأدوار التي يقوم بها بشكلٍ مباشر في عدوانه على اليمن، تحديد الأهداف، التي تُقصف، وتُستهدف، والأهداف التي يتم التركيز عليها عملياتياً.

وأكد السيد عبدالملك الحوثي أن الدور الأمريكي هو دور إشرافي في العدوان على اليمن، وهو الدور الأعلى، الذي يخطط، ويرسم، ويوجه، ويأمر، فيما يكمن الدور السعودي والإماراتي، في التنفيذ، باعتبارهما أدوات تنفذ ما يمليه ويرسمه الأمريكي عليهما.

برزت شخصية الشهيد صالح الصماد، كقائد عسكري محنك في الحرب الظالمة التي شنها النظام السابق على صعدة وكسياسي بعد توليه رئاسة المكتب السياسي لأنصار الله عقب أحداث 2011م وتعيينه في منصب مستشار الرئاسة عام 2014م، وكعسكري بعد إيكال مهمة القوات المسلحة له، عقب تشكيل المجلس السياسي الأعلى واختياره رئيساً للمجلس وقائداً أعلى للقوات المسلحة اليمنية.

تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، ركز على الشهيد صالح الصماد، عقب توليه رئاسة المجلس السياسي الأعلى في يوليو 2016، لما لمسه من حكمة وحنكة في إدارة شؤون البلاد سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا وعسكريًا.

التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي، هدف من وراء اغتيال الشهيد الصماد، كسر إرادة الشعب اليمني وإضعافه وإخضاعه للوصاية والهيمنة الخارجية، ولم يدرك أنه باستهدافه، ستكون النتيجة عكسية، وسيكون أحرار اليمن أكثر قوة وصموداً وثباتاً في مواجهته.

يقول قائد الثورة “كان يؤمل الأمريكي، ومن ورائه أدواته الإقليمية، وعملاؤه من أبناء البلد، أنه باستهداف الشهيد الصَّمَّاد سيكون له تأثيرٌ يكسر من إرادة الشعب، ويوهن من عزمه، ويضعفه، ويهيئ لتنفيذ عمليات على مستوى أوسع في الاحتلال لهذا البلد”.

وأضاف” لكن النتيجة كانت معاكسة تماماً، ونحن عندما نستذكر تلك المرحلة، نرى كيف كان وقع تلك الجريمة من جانب تحالف العدوان، الذي استهدف بها هذا الرجل المجاهد العظيم والعزيز، وكيف كان الأثر في وجدان الشعب، كيف كان تفاعله، ومدى التأثير لذلك مع قضيته أكثر، في عزمه وإبائه واستعداده للتضحية”.

حسابات تحالف العدوان في اغتيال الشهيد الصماد، كانت خاطئة، ولم يدرك عواقب جريمته التي ارتكبها بحق شخصية تخرجت من مدرسة المسيرة القرآنية التي كان الشهيد أحد طلابها وتلاميذها الذين نهلوا العلم والثقافة القرآنية من الشهيد القائد حسين الحوثي، وما امتلكه من وعي ثقافي وسياسي وما وهبه الله من ذكاء وبلاغة وحكمة وحنكة وفطرة إنسانية.

من كل ذلك يدرك المتتبع مدى حقد التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي، على الشهيد الصماد، الذي بلغ حد استهداف مراسم تشييعه في العاصمة صنعاء، لإرباك المشهد والتفاعل والحضور والزخم الشعبي الحاضر لتشييعه وتوديعه.

يقول السيد عبدالملك الحوثي” بلغ من وقاحة تحالف العدوان، وإفلاسه الإنساني والأخلاقي والقيمي، ووحشيته، وإجرامه، وطغيانه، وغطرسته، وقبح تصرفاته، استهدف مراسم تشييعه، باستعراضٍ جوي، في محاولة لإرباك ومنع مراسم التشييع، بحركة الطيران على أجواء العاصمة صنعاء، وما نفذته من غارات وعمليات”.

وأضاف” كان الزخم الشعبي كبير في مراسم التشييع، والحضور الشعبي المتفاعل، والذي يدرك أن هذا الشهيد استشهد وهو يدافع عن البلد، في سبيل الله والتمسك بالقضية العادلة، والتحرك الجاد في مواجهة حملات الأعداء وعدوانهم وتصعيدهم”.

وأشار قائد الثورة إلى أن مساعي الأعداء في كسر إرادة الشعب اليمني فشلت، لا من خلال جريمة استهداف الشهيد الصَّمَّاد، ولا غيرها من الجرائم الوحشية بالاستهداف الجماعي لأبناء اليمن، في مناسباتهم الاجتماعية، وتجمعاتهم في الأسواق، والمساجد، والمدارس، وغيرها.

تحالف العدوان لاحظ في الشهيد الصَّمَّاد تحركاته وجهوده الرسمية والشعبية والتحشيد للجبهات إلى جانب علاقته المباشرة مع أبناء الشعب اليمني، ما جعله هدفاً وصيداً لطائراته واغتيال مشروعه الوطني لبناء الدولة اليمنية تحت شعار “يد تحمي .. ويد تبني”.

وفي هذا السياق لخص قائد الثورة أهداف العدوان من وراء اغتيال الشهيد الصماد في ثلاث نقاط، سعيه لتفعيل القدرات والإمكانات الرسمية، في التصدي للعدوان وخدمة الشعب، وعلاقته القوية في الوسط الشعبي، التي يُفَعِّلُهَا بشكلٍ تام في التعبئة الشعبية، ضمن هذه الأولوية الأساسية، وقدرته الفائقة في توحيد الصف الداخلي والوطني، وجمع التيارات بمختلف مكوناتها”.

وقال “الأمريكي يأتي بعناوين حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية عندما يسعى لاستهداف شعب وجهة معينة، في حين أن النظام السعودي قدم نفسه كقائد للتحالف وعلى المستوى التنفيذي هو القائد المباشر في الحرب والعدوان على اليمن والأمريكي والبريطاني والإسرائيلي لهم الدور الإشرافي في ذلك”.

الشهيد صالح الصماد الذي قال قولته المشهورة في وجه السفير الأمريكي باليمن جيرالد فايرستاين آنذاك “سنستقبلُكَ على خناجرِ بنادقنا”، وضعه الأمريكان وتحالف العدوان على رأس قائمة المستهدفين، لما كان يمتلكه من شجاعة وقوة بأس وما تحلى به من مسؤولية.

سيبقى الشهيد الصماد، عنواناً للصمود، والتضحية، والثبات الذي كان عليه، ومضى على ذلك شهداء اليمن الأحرار وانطلقوا من منطلق إيماني وهم يتحلون بالمصداقية والوفاء، ليستذكر من مظلوميته وشهادته الأجيال، مظلومية الشعب اليمني على مدى السنوات الماضية.

سيكتب التاريخ ويدّون بأحرف من نور سيرة حياة الشهيد الصماد الزاخرة بالعمل والعطاء والانجاز والتضحية والفداء في سبيل الله وحرية واستقلال وسيادة اليمن وخدمة الشعب.