صمود وانتصار

إحراق “العليمي” في عدن و”درع” السعودية يعلن جاهزيته لقتال أدوات الإمارات

إحراق “العليمي” في عدن و”درع” السعودية يعلن جاهزيته لقتال أدوات الإمارات

الصمود../

لم يفلح الوسيط الذي كلفه العليمي باحتواء تداعيات تصريحه حول القضية الجنوبية؛ إذ أخذ الموقف يتصاعد يوما بعد آخر حتى وصل إلى إحراق صوره في «المنشآت والدوائر الحكومية» وشوارع عدن. يحاول «الانتقالي» الانسحاب من الصورة قليلا بدفع ورقته غير الرسمية: «المقاومة الجنوبية» إلى الواجهة، حتى لا يصبح «محرجا» أمام «التحالف».

توعد رئيس ما يسمى مجلس المقاومة الجنوبية، التابع لانتقالي الإمارات، الإثنين، بعدم السماح للمرتزق رشاد العليمي بالعودة إلى عدن، مؤكدا عدم عودته بشكل قاطع.

ويشهد الشارع الجنوبي موجة غليان غير مسبوقة بفعل تصريحات العليمي، رئيس ما يسمى مجلس القيادة، التابع للاحتلال، والتي أعلن فيها ترحيل ملف القضية الجنوبية.

ووصف المرتزق عبدالناصر البعوة، المكنى «أبو همام»، قائد فصائل «مجلس المقاومة الجنوبية»، في فيديو متداول، العليمي بالمتآمر على «القضية الجنوبية»، وعليه أن يعود من حيث أتى، ولن يعود أبدا إلى عدن.

وأوضح «أبو همام» أن «المقاومة الجنوبية هي صاحبة الشرعية الثورية في عدن بهذا الظرف الذي رفض العليمي أن يكون لأبناء المحافظات الجنوبية أي دور في المفاوضات السياسية»، داعيا عناصره إلى «الاستعداد القتالي العالي، وأن يشمروا سواعدهم ولبس جلد النمر، لمواجهة التحديات التي تواجه القضية الجنوبية».

وأشار إلى أن «أي مفاوضات جديدة لا بد أن تكون مع أبناء الجنوب»، مطالبا ما وصفه بـ»التحالف بقيادة السعودية والإمارات» بعدم التعامل مع القيادات بعقلية الثمانينيات.

واعتبر البعوة «اتفاقيات ومشاورات الرياض» جزءا من التآمر، لافتا إلى أن «المقاومة الجنوبية لن تصمت على الوضع الراهن من انعدام المرتبات وتردي الوضع المعيشي السيئ للمواطنين».

وفي السياق، تواصل فصائل «الانتقالي»، منذ أمس الأول، حملة لإزالة صور المرتزق العليمي من المقرات التابعة لحكومته بمدينة عدن المحتلة وإحراقها، في خطوة تصعيدية جديدة.

وأفادت مصادر محلية بأن «أبو همام»، قائد فصائل «مجلس المقاومة الجنوبية» التابعة للانتقالي، «وجه تحذيرات لكافة المكاتب الحكومية وفروع الوزارات في المدينة يطالبها بسرعة إنزال صور العليمي، ويحذرها من رفض التعليمات».

وشهد عدد من المقرات التابعة لحكومة الفنادق في عدن، اليومين الماضيين، حملة إحراق وإنزال صور العليمي، في خطوة تصعيدية ثانية من قبل «الانتقالي» تضاف إلى عملية اقتحام قصر معاشيق مساء الأحد، ورفع علم التشطير، وجميعها رسائل تفيد بقرار «الانتقالي» طي صفحة العليمي ومجلسه الرئاسي ومنع عودته إلى عدن.

وكان العليمي فجَّرَ، في لقاء مع صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية، غضبا جنوبيا بإعلان موقفه الرسمي من القضية الجنوبية التي استخف بها ودعا إلى ترحيل ملفها، الأمر الذي اعتبره «الانتقالي» انقلابا على ما يسمى «اتفاق الرياض».

كما شنت فصائل «الانتقالي»، أمس الإثنين، حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في المدينة المحتلة.

وقالت مصادر محلية إن مجاميع مما تسمى «ألوية الدعم والإسناد»، التابعة لمرتزقة الانتقالي، داهمت عشرات المنازل قرب قصر معاشيق في مديرية كريتر، واختطفت عددا من الأشخاص، بتهمة ملاحقة متورطين بمحاولة اغتيال المرتزق أحمد لملمس، المعين من قبل الاحتلال محافظا لعدن، والمحسوب على انتقالي الإمارات.

وكانت مواقع إخبارية تابعة للانتقالي تحدثت عن نجاة لملس، أمس الأول، من محاولة اغتيال في كمين مسلح استهدف موكبه أثناء مروره في جولة الفل وسط مديرية كريتر.

وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد حدة التوتر بين انتقالي الإمارات وما تسمى «قوات درع الوطن» الموالية للاحتلال السعودي، والتي تسعى لتثبيت سيطرتها على معقل «الانتقالي».

وفي أول رد لها على تصعيد «الانتقالي»، أعلنت فصائل ما تسمى «درع الوطن» التكفيرية «جاهزيتها الكاملة للدفاع عن عدن وتعزيز الأمن والاستقرار وحفظ السكينة العامة وردع كل عابث بأمن المدينة»، في إشارة لمقاتلة مرتزقة الانتقالي.

وأكدت، في بيان لها، الإثنين، أنها «ستقف ضد أعمال الفوضى، وستضرب بيد من حديد تجاه أي تحركات مشبوهة»، حد قولها.

وأشارت إلى أنها «حاضرة لحماية مؤسسات الدولة، ولن تسمح بالعبث أو عرقلة العمل الحكومي، وأنها على استعداد تام لتنفيذ أي مهام يتم توجيهها من قبل رئيس مجلس القيادة».

وفي الشأن السياسي، أعلن المرتزق عيدروس الزبيدي، رئيس انتقالي الإمارات، أمس الإثنين، تعليق مشاركته في اجتماعات «رئاسي» الاحتلال التي دعت إليها الرياض، في خطوة تصعيدية جديدة قد تضع تحالف سلطة الارتزاق جنوب اليمن عند مفترق طرق.

وأفادت مصادر دبلوماسية برفض الزبيدي مقترحا سعوديا بعقد لقاء مع أعضاء رئاسي الاحتلال برعاية الرياض لمناقشة التطورات الأخيرة.

وأشارت المصادر إلى أن الاحتلال السعودي يحاول من خلال اللقاء إنهاء الاحتقان جنوبا وإعادة تطبيع الوضع لما قبل تصريحات العليمي الأخيرة.

المصادر أشارت أيضا إلى أن الاحتلال السعودي رفع، أمس، الحظر عن المرتزق ناصر الخبجي، رئيس وحدة المفاوضات في «الانتقالي»، الذي سبق أن مُنع من العودة إلى عدن مع مجموعة من قيادات المجلس، على رأسهم عيدروس الزبيدي.

ورأى مراقبون أن عودة الخبجي إلى عدن، والذي يعد من أبرز المنافسين للزبيدي، جاء وفق صفقة سعودية تتضمن دعما لتعزيز موقف الخبجي، في محاولة لتعزيز حالة الانقسامات التي تضرب أروقة المجلس الموالي للاحتلال الإماراتي.

وفيما سمحت قوات الاحتلال السعودي للخبجي بالعودة إلى عدن، ما تزال تواصل منع الزبيدي من العودة، مكتفية بعودة عدد من قيادات الصف الأول، بينهم المرتزق علي الكثيري، المتحدث باسم المجلس، عبر رحلة «اليمنية» القادمة من القاهرة.

المصدر: صحيفة “لا”