مؤتمر المانحين.. متاجرة أممية بمعاناة اليمنيين
الصمود|| تقارير|| أمين النهمي
على مدى ثمانية أعوام ومنذ بدء العدوان الصهيو أمريكي السعودي الإماراتي على اليمن، تواصل الأمم المتحدة الاستثمار والمتاجرة بمعاناة اليمنيين في مزادات علنية، وحصد المزيد من الأموال تحت يافطة الاستجابة الإنسانية.
وخلال مؤتمر المانحين الذي نظمته الأمم المتحدة الأسبوع الماضي في جنيف بحضور أمينها العام أنطونيو غوتيريش، وبمشاركة عشرين دولة أعلنت المنظمة الأممية حصولها على 1.2 مليار دولار لتمويل الخطة الإنسانية التي تتطلب 4.3 مليار دولار، وهو مبلغ محدود خيب آمال المنظمات الدولية العاملة في اليمن، ولا يغطي حجم الاحتياجات المهول.
ابتزاز رخيص لمعاناة اليمنيين
وكانت الأمم المتحدة حصدت خلال الأعوام الماضية أكثر من 24 مليار دولار، وتم صرفها في مشاريع وهمية وسفريات وتنقلات العاملين في المنظمات، فيما ملايين اليمنيين يعانون المجاعة والأمراض الفتاكة، الأمر الذي يكشفَ حجم الاستثمار والاستغلال والابتزاز الرخيص لمعاناة اليمنيين من منظمات موغلة في الفساد؛ ودول تقتل بيد وتدفع بأخرى للتغطية على جرائم حربها وانتهاكاتها.
ووفقا لمراقبين فإن المنظمة حتى وإن نجحت في جمع المبلغ المطلوب فالمواطن اليمني لا يصله منها إلا الفتات، بعد أن تستغرق المنظمة الدولية ما يزيد عن 80 % من اجمالي المبلغ في مصاريفها الخاصة بها.
الأمم المتحدة شريكة في قتل اليمنيين
ويشير المراقبون إلى أنه ورغم هذه الأرقام الفلكية التي تم إنفاقها، فإن الكارثة الإنسانية ما تزال مستمرة ومتفاقمة بصورة كبيرة جدا وفشلت الأمم المتحدة في وضع حدا لها، ولو كانت الأمم المتحدة حريصة على إيقاف المعاناة، فإن تلك الأموال تكفي فاتورة المرتبات السنوية لكل الموظفين، وهو ما يؤكد شراكة الأمم المتحدة في قتل اليمنيين واستثمار معاناتهم وحرصها على إدارة العدوان بشكل أو بآخر، حفاظا على إدارة بقرة المانحين وحلبها باستمرار وباسم الملف الإنساني في اليمن.
ولو أرادت الأمم المتحدة رفع المعاناة عن اليمنيين لضغطت على تحالف العدوان برفع حصاره الجائر والتوقف عن سفك الدم اليمني.
الدعم الحقيقي إنهاء العدوان
وأكد المراقبون أن الدعم الحقيقي لاقتصاد اليمن هو إنهاء العدوان وتحقيق السلام، وأن الدعم الخارجي لا يحقق المعالجات المطلوبة.
وقال المجلس النرويجي للاجئين في اليمن إن “المجتمع الدولي أظهر أنه تخلى عن اليمن”، من خلال الفشل في توفير المبلغ المطلوب لخطة المساعدة، معتبرا أن ما تم تقديمه” غير كافٍ بشكل محزن”.
وعلقت صنعاء على إعلان الأمم لمتحدة بأن أغلب الدول المانحة هي دول مشاركة في معاناة اليمنيين وتدمير بلدهم.
عدوانهم لا يخولهم الظهور كحمائم سلام
وقال عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي معلقا على الإعلان بالقول:” إن اليمن يحتاج الاستفادة من مقدراته التي يمنع المانحون الاستفادة منها، مشيرا في تغريدة له على تويتر إلى أن ما قدمه المانحون في حروبهم على اليمن وما استلموه من قيمة أسلحتهم التي قتلت أطفال وشعب اليمن بعدوانهم وارهابهم وحصارهم لا يخولهم بالظهور كحمائم سلام في أسواء أزمة صنعها تحالف العدوان في اليمن.
ختاما
على الأمم المتحدة ودول تحالف العدوان الصهيو أمريكي السعودي الإماراتي أخذ تحذيرات قائد الثورة بمحمل الجد كفرصة أخيرة، والبدء بتنفيذ الاستحقاقات الإنسانية المشروعة ومطالب الشعب اليمني كعامل أساسي لإحلال السلام في اليمن، والمدخل الرئيسي للمفاوضات في الملفات الأخرى، فصبر اليمنيين قد نفذ ولا مجال للمراوغة واللعب بورقة الوقت، وقواتنا المسلحة على أتم الجهوزية لأي خيارات تتطلبها المرحلة، وبانتظار إشارة قائد الثورة، “وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”.