ما وراء سعي الاحتلال الإماراتي للسيطرة على جزيرة عبد الكوري؟
ما وراء سعي الاحتلال الإماراتي للسيطرة على جزيرة عبد الكوري؟
الصمود../
“على أبو ظبي ألا ترهق نفسها كثيرا على تثبيت وجودها في جزيرة عبد الكوري ولا في أي جزيرة يمنية”.
كان ذلك تحذيرا بلهجة قوية على لسان نائب وزير الخارجية حسين العزي في حكومة الانقاذ الوطني ردا على الاستحداثات التي يقوم بها الاحتلال الاماراتي ومرتزقته في جزيرة عبد الكوري التي تقع على مسافة ١٢٠ كم من جزيرة سقطرى اليمنية على خلفيه التسريبات الإعلامية الاخيرة.
وقال العزي في تغريدة له على حسابه الرسمي في توتير الخميس 23 فبراير 2023: “أن الرحيل من بلادنا ومن جزرنا هو دائما الخيار الأمثل، والتاريخ يقول أن من يصر على معاداتنا يتعب وينهار سريعاً”.
اذاً.. لماذا تسعى الإمارات للسيطرة العسكرية على جزيرة عبد الكوري؟ وما هي مواقف حكومتي الإنقاذ الوطني في صنعاء وما تسمى بحكومة “المرتزقة” وما يسمى بمجلس القيادة من تطورات بناء قاعدة عسكرية في جزيرة عبد الكوري…!؟
الناشط والصحفي السقطري عبد الله بدأهن، استبق اكتشاف الأنشطة الخفية التي تستحدثها قوات الاحتلال الإماراتية في جزيرة عبد الكوري حيث قال: “إن الإمارات تعمل في جزيرة عبد الكوري على بناء عدد من المنشآت منذ حوالي شهرين من بينها إنشاء مدرج صغير للطائرات المروحية والعمودية بالإضافة إلى ميناء بحري وعدد من المنشآت الأخرى”.
ويوم الخميس 23 فبراير 2023، كشفت منصة “إيكاد” للتحقيقات، استمرار قوات الاحتلال الإماراتي في بناء قاعدة جوية في جزيرة عبد الكوري التابعة لمحافظة سقطرى.
وقالت المنصة في سلسلة تغريدات على حسابها في تويتر، إنه بالتزامن مع حملة احتلال جزيرة عبدالكوري- اليمنية، استطاع فريق إيكاد عبر صور أقمار صناعية حصرية، إثبات أن الإمارات تُسارع الخطى فعلًا لإتمام بناء القاعدة الجوية التي بدأت العمل عليها في ديسمبر 2021 كما كشفت ذلك في تحقيقها السابق.
وحسب “إيكاد” تظهر الصور الجديدة التطورات المتسارعة في مدرج القاعدة، حيث وُضعت طبقة الأساس مع الحصى، وجُمعت أكوام الحصى تمهيدًا لرصفها بشكل متساوٍ، وهذه المرحلة تسبق عملية وضع الأسفلت.
وللتوضيح أكثر نترككم لمشاهدة الحقائق على هذا الفيديو..
✔️ ومن خلال صور حصلنا عليها من موقع Sentinel Hub لاحظنا أن التسارع في البناء بدأ في يناير 2023، وهذه الفترة تزامنت مع ما كشفته مصادر يمنية عن قيام الإمارات بترحيل سكان الجزيرة قسرًا. pic.twitter.com/SKZq7wM6UE
— Eekad – إيكاد (@EekadFacts) February 22, 2023
وفي خضم تعالي الاستحداثات الاستعمارية، علق مراقبون في وسائل الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي على الأنشطة التوسعية للاحتلال الاماراتي في الجزيرة قائلين:”ليست الامارات امبراطورية ولا جيش عرمرم يجعلها تسيطر على بحار وجزر اليمن كلها.. فلو وقعت في حرب لن تصمد حتى أسبوع بكامل جيشها ولكن هي غطاء فقط وممول لنشاطات الكيان الصهيوني”.
وعلق آخرون بالقول: “ان احتلال الامارات لجزيرة عبده الكوري تبين المرتكزات التي تقوم عليها الامارات للسيطرة على المياه الإقليمية في اليمن، وترى الامارات أنها إذا استطاعت السيطرة على الجزر الاستراتيجية فإنها تكون قد فرضت سيطرتها بالكامل على مضيق باب المندب والبحر العربي”.
في السياق ذاته، استبقت حكومة الإنقاذ الوطني تحذيرها ببيان دانت عبر وزارة الثروة السمكية قوى العدوان تهجير سكان جزيرة عبد الكوري.
واستنكر بيان الوزارة الذي نشر على موقع وكالة الانباء اليمنية (سبأ) يوم الأربعاء 22 فبراير 2023، ما يتعرض له الصيادون والسكان في الجزيرة من تهجير قسري وإجبارهم على مغادرتها باتجاه حديبو، بهدف تحويله الجزيرة إلى قاعدة عسكرية إماراتية خاضعة للكيان الصهيوني.
وحسب بيان الوزارة، فأن سياسة تهجير صيادي وسكان الجزيرة يأتي بعد أَيام من وصول ضباط صهاينة إلى سقطرى، واستحداث ثكنات ومنشآت عسكرية في جزيرة عبد الكوري، ضمن التحركات والتوغل العسكري الاماراتي.
واعتبر البيان ما تقوم به قوات الاحتلال من تحركات عسكرية مشتركة مع الكيان الصهيوني في الأرخبيل والجزر اليمنية الاستراتيجية يعد تهديداً لسكان هذه الجزر والملاحة الدولية وانتهاكا لسيادة اليمن.. لافتا إلى الأهمية الجيو-استراتيجية التي تمثلها جزيرة عبد الكوري التي تقع على مسافة ١٢٠ كم من جزيرة سقطرى كونها تقع بقرب ستة قطاعات نفطية، وقربها من القرن الأفريقي.
ويرى محللون بإن استباحة الإمارات لجزيرة عبد الكوري وأنشأ قاعدة عسكرية فيها ومدرج للطيران وطريق اسفلتي يعبر عن طمع اماراتي حقيقي في الارض اليمنية.
فيما وصف محللون أخرون استحداث الاحتلال الاماراتي في جزيرة عبد الكوري بـ ” الموضوع الخطير جداً.. قائلين: “نحن نعرف دويلة الامارات لا تستطيع ان تتخذ بمفردها قرارات باحتلال جزر لان الموضوع أكبر من حجمها وقوتها العسكرية.. لكنها تستند على الدعم الأمريكي والكيان الصهيوني بسبب طمعهم بموقع الجزيرة المهم لأنها ثاني أكبر جزر ارخبيل سقطرى”.
البيان الوزاري السمكي، اكتفى بتحميل مجلس الأمن والأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها مسؤولية ما يحدث من تصعيد في جزيرة عبد الكوري والمطالبة بخروج قوات تحالف العدوان من كافة الأراضي والجزر والسواحل اليمنية وإيقاف العبث بالأحياء البحرية والبيئة الطبيعية في سقطرى.”
في السياق ذاته، اكتشفت فريق تحقيقات “إيكاد” محاولات لمهاجمة حسابات “الوسم” الذي أطلقه نشطاء يمنيون باسم “احتلال جزيرة عبد الكوري اليمنية” احتجاجًا على الاستحداثات الإماراتية على الجزيرة..
*السياسية / صادق سريع