صمود وانتصار

صحيفة أمريكية: لا تزال حرب اليمن بلا نهاية

صحيفة أمريكية: لا تزال حرب اليمن بلا نهاية

الصمود../

كشفت صحيفة ”جاكوبين ماج“ الأمريكية عن أن الرد الفاتر للرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب على الهجمات الصاروخية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية على المنشآت النفطية السعودية والإماراتية، كان أقل من توقعات دول الخليج.

وقالت إن بعد الهجوم الذي شنته القوة الصاروخية اليمنية على أبو ظبي في يناير 2022 ، قررت كلتا الدولتين أنهما لا يمكنهما الاعتماد على الولايات المتحدة للدفاع عنهما.. حيث ساورهما القلق بشأن ضعف الدعم من الولايات المتحدة ، لا سيما بعد أن أكدت إدارة جو بايدن الجديدة عزمها على إنهاء حرب اليمن.

وأكدت أن دقة وتواتر هجمات القوات المسلحة اليمنية بالصواريخ والطائرات المسيرة على السعودية تزايدت، مع التركيز على المنشآت النفطية..

وردا على الدعم الإماراتي في محافظة شبوة، شنت القوة الصاروخية اليمنية أولى الهجمات الخطيرة على أبوظبي في يناير / كانون الثاني 2022 ، والتي ألحقت أضرارا هائلة بالمنشآت النفطية.

وأفادت أن السعودية والإمارات تأملان في أن تؤدي المفاوضات اللاحقة إلى إنهاء الهجمات على أراضيهم وتمكينهم من إنهاء مشاركتهم العسكرية في اليمن.. بيد أن كلاهما مصمم بالفعل على إنهاء المشاركة المباشرة في اليمن.

وأوردت الصحيفة أن الجهود الجارية للتفاوض على اتفاق سلام لم تضع حداً للقتال بين القوات المسلحة اليمنية والتحالف الذي تقوده السعودية.. مشيرةً إلى أن في عام 2017 ، كان حلفاء التحالف ، ولا سيما الإمارات ، على استعداد لشن هجوماً كبيراً لاستعادة محافظة الحديدة، معتقدين أن هذا من شأنه أن يجبر قوات صنعاء على الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وتابعت أن اتفاقية ستوكهولم التي جرت في ديسمبر 2018، أثارت الآمال بين الكثيرين بأنها ستؤدي إلى تسوية سلمية أوسع.. إلا أنه بعد عام بدأت الإمارات بشن هجوماً آخر شاركت فيه قوات برية سودانية ومرتزقة يمنيين مدعومين من الإمارات.

الصحيفة كشفت أن التوترات تفاقمت بشكل منهجي بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة المرتزقة.. ووقعت مواجهتان عسكريتان كبيرتان ، الأولى في كانون الثاني /يناير 2018 ، ثم بشكل حاسم في آب/أغسطس 2019 ، عندما طرد المجلس الانتقالي الجنوبي قوات ووزراء من عدن.

وأضافت أن وجود المسؤولين المرتزقة في عدن كان يعاني من معاناة شديدة من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي ، الذي يسيطر على المدينة منذ عام 2019.. في حين يتميز حكم المجلس الانتقالي الجنوبي بالاستبداد والقمع.. كما أن هناك حالات اختفاء واعتقالات تعسفية بما في ذلك التعذيب والاغتيالات.

الخلافات السعودية الإماراتية الصحيفة

رأت أن العلاقات بين الشريكين الرئيسيين للتحالف الذي تقوده السعودية استمرت في اتباع مسارات متباينة بشكل متزايد في حرب اليمن وما بعدها..

وفي أعقاب هجوم الحديدة المتقطع في عام 2018 ، ظل هناك عدم وجود استراتيجية لهزيمة القوات المسلحة اليمنية.

وأوضحت أن اعتماد الإمارات زاد على مرتزقتها اليمنيين.. وعلى الرغم من سحبها لقواتها العسكرية من مواقعها في عدن ، إلا أنها لا تزال موجودة في مقر التحالف في عدن ، فضلاً عن احتفاظها بقوات في المخا وفي مواقع تسيطر على باب المندب ، بما في ذلك القواعد الجوية التي بنتها في عام 2021 في جزيرة بريم.

علاوة على ذلك لم تتخل الإمارات عن سيطرتها على مطار الريان في المكلا، والذي لا يزال مغلقا في الغالب أمام حركة الطيران المدني والذي قد يستمر دوره كسجن وموقع تعذيب.. والأهم من ذلك ، أنها لم تظهر أي مؤشر على التخلي عن قاعدتها وسيطرتها على ميناء تصدير الغاز ومنشأة بلحاف.

وقالت الصحيفة إن بعد سلسلة من الحوادث البحرية وغيرها في عام 2019 ، تسببت غارة جوية بطائرة بدون طيار وصواريخ على منشآت نفطية رئيسية في السعودية في بقيق وخريص في 14 سبتمبر من ذلك العام في نشوب حريق كبير وفرضت الإغلاق المؤقت للمنشآت ، مما قلص صادرات النفط السعودية إلى النصف.

الأزمة الناجمة عن الحرب

وتطرقت الصحيفة إلى أن معاناة الشعب اليمني تفاقمت مع استمرار انهيار الاقتصاد ومع تفاقم القبضة الخانقة على الحديدة وموانئ أخرى.. حيث تقلص الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنسبة 50 في المائة منذ بدء الحرب ، مما ترك اليمنيين مع دخل الفرد بحوالي 600 دولار أمريكي – أقل من نصف قيمته قبل الحرب.

ولفتت أنه إلى جانب الحصار المفروض على موانئ البحر الأحمر ، كانت الحرب الاقتصادية السبب الرئيسي لتدهور الظروف المعيشية للسكان بشكل عام.. بالإضافة إلى التلاعب بإمدادات الوقود وأسعاره.. في حين كانت السياسة الرئيسية الأخرى التي تهدف إلى خنق صنعاء مالياً هي طباعة العملة الجديدة من قبل حكومة المرتزقة.

وأضافت أن ذلك قد أدى إلى اتساع التباعد في قيمة الريال اليمني بين المناطق الشمالية والجنوبية، حيث فقدت العملة قيمتها بسرعة في المناطق الجنوبية..

ومع ذلك ، لم يكن الوضع حرجا إلا مع طباعة الأوراق النقدية الجديدة.. أما بالنسبة لصنعاء فقد منعت الحكومة استخدام الأوراق النقدية الجديدة في المناطق الشمالية.