العروبة والعرب و”الكيان الصهيوني”..؟!
الصمود|| مقالات|| طه العامري
ثمة تساؤلات مشروعة تفرض نفسها وتغادر زنازينها في تجاويف الذاكرة، وهي متصلة أو متعلقة بواقع (العروبة والعرب) والموقف من (الكيان الصهيوني) الذي يتكئ على مواقف بعض النظم العربية ويستمد من علاقته بها ومن صمتها شرعية الجرائم التي يرتكبها بحق الأمة في فلسطين وسورية ولبنان وفي الجغرافية القومية من محيطها إلى خليجها التي أصبحت بفضل العلاقة (المحرمة وغير الشرعية) بين بعض المحسوبين زورا على أمة العرب والعروبة وبين هذا الكيان الاستيطاني العنصري الذي تشكل من مهاجرين تقاطروا من كل أصقاع المعمورة إلى فلسطين ليحتلوها ويقتلوا ويعتقلوا ويشردوا أبناءها أصحاب الأرض والحق ليحلوا محلهم بزعم أنها (أرض شعب الله المختار)..؟!
بعض من هذه التساؤلات تتعلق بعلاقة أنظمة (التطبيع) مع هذا العدو ومدى تكافؤ هذه العلاقة، ومدى احترام هذا الكيان وقادته لرموز أنظمة (التطبيع) إذا ما أدركنا _مثلا _أن رئيس حكومة العدو الحالي ( نتنياهو) يقول في مذكراته (إن القوة هي التي أجبرت بعض العرب لإقامة علاقة مع إسرائيل وأنهم أي _المطبعون _جاءوا إلى السلام أذلاء وبدون شروط لأنهم يخشون قوة إسرائيل وتفوقها وتقدمها)..؟!
ورغم أني أجد نفسي (أصدق نتنياهو العدو في وصفه المطبعين بالأذلاء الباحثين عن السلام)..!
لكني أتساءل في ذات الوقت وان كنت اعرف الإجابة على تساؤلاتي، تساؤلات تأتي انطلاقا من تبرير أنظمة (التطبيع) لعلاقتهم مع العدو وهي أنهم أقدموا على إقامة مثل هذه العلاقة (المحرمة وغير الشرعية) لمصلحة القضية الفلسطينية، هكذا قال (السادات) ذات يوم مبررا (اتفاقية كمب ديفيد)، وهكذا قال (الملك حسين) مبررا (اتفاقية وادي عربة)، وهكذا قال (نظام المغرب)، وهو القول ذاته الذي قالته محمية (الإمارات والبحرين بلسان وزيري خارجيتهما من البيت الأبيض يوم وقعوا اتفاقية أبراهام)..؟!
طيب أتساءل وبكل تواضع: هل بمقدور الأنظمة في (مصر، والأردن، والمغرب، والبحرين، والإمارات) التدخل وبدافع إنساني لدى (أصدقائهم) في هذا الكيان للإفراج عن (جثامين الشهداء والأسرى) المعتقلين لدى هذا الكيان الذي يعتقل حتى (الأموات) من أبناء فلسطين وليس الأحياء وحسب..؟!
هل بمقدور أنظمة (التطبيع) أن تتدخل لدى هذا الكيان وتعمل على الإفراج عن (حرائر فلسطين) من معتقلاته وزنازينه..؟
مطالب بسيطة وغير مستحيلة التحقيق، على ضوء المواقف والأدوار الإنسانية التي تؤديها هذه الأنظمة مثل دور (الإمارات) في تبادل أسرى الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ودورها في تقريب وجهات النظر بين الهند وباكستان، وكثيرة هي الأدوار التي تقوم بها هذه الأنظمة لدوافع إنسانية، ولدوافع إنسانية أيضا نطالبها بالتدخل للإفراج عن (جثامين الشهداء والأسرى) من سجون الاحتلال الصهيوني، وإطلاق سراح (نساء فلسطين) من سجونه، حتى نبرر لهم جرائمهم وعلاقتهم المحرمة مع هذا العدو الذي للأسف لم يحمل لهم إلا المزيد من الازدراء والتحقير، وينظر إليهم وهرولتهم لإقامة علاقة معه بأنه نتاج خوفهم وخشيتهم من قوته..؟!
منذ لقاء (العقبة وما أدراكم ما العقبة) زاد سعار الكيان وغطرسته، ودفع قطعان مستوطنيه لإحراق بلدات بكاملها داخل فلسطين وبرعاية رسمية من جيش الكيان وأجهزته الأمنية، ولم يقف الأمر هناء بل ذهب قادة هذا الكيان لنقل أزمتهم الداخلية إلى اقتحامات للمدن والبلدات العربية وقتل أبناء فلسطين وممارسات كل صنوف الإرهاب الذي يخجل منه (النازيون) ويخجل منه كل إرهابي العالم..؟!
وهذا السعار الصهيوني طال أراضي الجمهورية العربية السورية التي تعيش معركتها مع الإرهاب والزلازل ليأتي الإرهاب الصهيوني بقصف مطار حلب الدولي كتأكيد على هوية هذا الكيان الإرهابي والعنصري الاستيطاني الذي يضع شركاءه من المطبعين العرب لا نقول في دائرة الإحراج فهذه الأنظمة لا تعرف الإحراج ولا تعرف الخجل، ولكن نقول انه وضعها بسلوكياته العدوانية في دائرة التساؤلات.. تساؤلات تطال هوية هذه الأنظمة ومدى حقيقة انتمائها (للعروبة والعرب) إذا ما اعتبرنا أن انتمائها للإسلام قد سقط عنها بموجب (فتوى شرعية صادرة عن علمائهم) قالت (إن كل من وقع وقبل وايد اتفاق إبراهام وباركه يعد مرتداً بحكم الشرع)..؟!
يقال إن ثمة (امرأة عربية كانت ترعى أغنامها _هتفت ذات يوم واااامعتصماه) حين تعرضت لتحرش من (جنود الروم) فأعلن الخليفة (المعتصم) حالة الطوارئ وخاطب (قيصر الروم) بلغة التهديد والوعيد ومستعدا لخوض حربا طاحنة انتصارا لشرف امرأة عربية فكان بموقفه هذا يجسد حقيقة هويته العربية وانتمائه العربي معززا بقيم وأخلاقيات إسلامية.. فهل يتابع رموز أنظمة التطبيع العربدة الصهيونية في فلسطين ولبنان وسوريا وصولا لأكثر من نطاق جغرافي عربي…؟!
اعرف أن أنظمة التطبيع هذه منهمكة هذه اللحظات بمهمة تطويع المقاومة العربية في فلسطين ويمارسون ضدها كل أشكال الضغوط والهدف إقناعها بعدم التصعيد مع العدو وعدم مواجهة غطرسته والسماح له بأن يفعل بهم ما يشاء من قتل وتشريد واعتقالات وترويع وهدم البيوت، وهناء أتساءل: هل سمعتم أو قرأتم في كتب التاريخ عن عدو احتل أرضك بالقوة ويصادر وبشكل يومي آلاف الدونمات من الأراضي ويجرف كل ما فيها من مزروعات ويشيد فيها آلاف المستوطنات والوحدات السكنية لمستوطنيه، ثم يأتي بآلاته وجرافاته ليهدم منزلك ويشردك وأسرتك للشارع بذريعة انك بنيت بدون ترخيص وأنت صاحب الأرض..؟!
تساؤلات أضعها ليس أمام أنظمة التطبيع بل أمام شعوبهم على أمل أن تكون هذه الشعوب تحمل ولو قدرا من هوية وانتماء للعروبة والعرب.