صمود وانتصار

فيما ورقة “القاعدة” تؤتي أكلها في أبين.. السعودية تجيّر الغضب الشعبي في النزاع مع الإمارات

فيما ورقة “القاعدة” تؤتي أكلها في أبين.. السعودية تجيّر الغضب الشعبي في النزاع مع الإمارات

الصمود../

فيما يدفع الاحتلال السعودي بمظاهرات شعبية تطالب بإنهاء وجود «الانتقالي» في أبين، اتباعا ربما للسيناريو نفسه الذي اتخذه الاحتلال الإماراتي في حضرموت، يصبح إنهاء وجود المجلس في أبين، البوابة الشرقية لعدن، قاب قوسين أو أدنى، بعد أشهر فقط من تسلمه المحافظة، ليغرق بعدها في عملية عسكرية أطلق عليها في لحظة زهو اسم «سهام الشرق» وكبدته مئات القتلى والجرحى. يعود الميسري إلى عدن فتخرج التظاهرات في مكيراس، ويلطم «الانتقالي» على خده مستعيرا ثوب الوطنية ومتهماً مَن يؤجج التظاهرات بـ«العمالة للخارج».

دفع الاحتلال السعودي خلال اليومين الماضيين على التوالي، بتظاهرات شعبية غاضبة في مدينة زنجبار، مركز محافظة أبين المحتلة، ضد فصائل ما يسمى «المجلس الانتقالي»، الموالي للاحتلال الإماراتي، واحتجاجا على استمرار تدهور الوضع الأمني في المحافظة التي تشهد مواجهات دامية بين أدوات الاحتلال.

وكالعادة، أخذت التظاهرات منحى مطلبيا بتوفير أدنى مستوى من الأمن، في ظل استمرار تزايد معدلات الجريمة المنظمة في المدينة، كان آخرها جريمة مقتل الطفل ميثاق عبيد الدابية، الذي طالب المحتجون بالقصاص له ولجميع الضحايا في الجرائم التي ارتكبت سابقاً بتواطؤ الأجهزة الأمني التابعة للانتقالي مع المجرمين والعصابات المسلحة المنتشرة في المدينة على مرأى ومسمع منها.

أطلق المتظاهرون تهديدات بالذهاب نحو خيار التصعيد ضد فصائل الانتقالي «إذا استمر تماهيها مع العصابات المسلحة والتواطؤ معها».

وبحسب مصادر مطلعة، فإن التظاهرات ستستمر في التصاعد، حيث يكثف الاحتلال السعودي تضييق الخناق على انتقالي الإماراتي في أبين، وفي غيرها من المحافظات المحتلة، بعد أن وصلت العلاقات بينهما إلى نقطة اللاعودة.

والأسبوع الماضي، عقد قائد قوات الاحتلال السعودي في عدن سلسلة اجتماعات مع قيادات عسكرية تنتمي لمحافظة أبين، ترتب على ضوئها الدفع بما تسمى «ألوية الحماية الرئاسية» للانتشار في سواحل مدينة شقرة، وكان قد تم طردها من هذه المديرية الساحلية بعد سيطرة فصائل الاحتلال الإماراتي على شبوة.

كما أن وصول المرتزق أحمد الميسري، الذي كان يشغل في السابق وزير داخلية الفنادق، وخاض معارك مع انتقالي الإمارات، إلى عدن خطوة يريد من خلالها الاحتلال السعودي ترتيب أوراقه في أبين، التي ينتمي إليها الميسرى ويحظى بقبول شعبي نسبي بدأت تظهر ملامحه في المظاهرات التي خرجت اليومين الماضيين.

في المقابل، فإن عودة الميسري إلى عدن اعتبرها انتقالي الإمارات عودة لـ«الإرهاب إلى الجنوب، وزرع الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، وكذلك زعزعة الأمن والاستقرار في محافظة أبين الباسلة»، مشيرا إلى أن «الأيام المقبلة ستكون عصيبة جدا على المحافظة»، خصوصا بعد «ظهور الداعم الأول للجماعات الإرهابية في أبين والجنوب عام»، حسب موقع «شبوة برس» التابع لمرتزقة الإمارات.

الموقع اتهم الميسري بأنه «مستعد أن يتلون كالحرباء حتى يرضي أسياده، وسيقوم بتنفيذ كل ما يملى عليه من أعمال تدميرية لمحافظة أبين»، متسائلا: «ما هو المخطط الذي يريد تنفيذه التحالف العربي مع أحمد الميسري؟ هل يريد أن يزرعه كقنبلة موقوتة في الجسد الجنوبي إلى يوم معلوم لتغيير ملامح وجه المحافظة بالقرار الذي اتخذه داعمه في حالة دعوته إلى العاصمة السعودية الرياض؟».

وبصرف النظر عن جملة التهم التي كالها الموقع، فإن مجرد إطلاقها يعبر عن حالة تشنجية أبداها انتقالي الإمارات بشكل غير رسمي من عودة الميسري، خصوصا مع إدراكه حالة السخط المتراكمة لدى أبناء محافظة أبين مـــــن ممارســـــات فصائلـــــــه الإجراميــــــة وسجونها المكتظــة بمئـــــات المعتقلين، ناهيك عما يتكبده من خسائر فادحة في الأرواح والعتاد جراء عمليته العسكرية التي أطلق عليها «سهام الشرق» لتخليص المحافظة -بزعمه- من الإرهابيين، وهي المعركة التي يدفع ثمنها باهظا منذ أن بدأت، حيث يتلقى الصفعات عبر تفجيرات تستهدف عناصره وتوقع فيهم قتلى وجرحى بشكل شبه يومي، خصوصا في وادي عومران بمديرية مودية.

آخر المواجهات العنيفة بين انتقالي الإمارات وتنظيم القاعدة التكفيري، الذي يتلقى دعما سخيا من تحالف الاحتلال، كانت مساء أمس الأول، بحسب ما كشفه القيادي في «الحراك الثوري الجنوبي» محمد النعماني.

النعماني أكد أن المعارك اندلعت في المناطق الوسطى في مودية ومكيراس، بعد أن فشلت وساطة قبلية حاولت فرض هدنة تقدم بها بعض مشائخ القبائل في أبين بهدف الوصول لوقف القتال بين الطرفين، مقابل انسحاب فصائل الانتقالي من مناطق قبائل أبين في المديريات والمناطق الوسطى، ووقف ما تسميها عملية «سهام الشرق»، والانسحاب من أبين، وبالمقابل وقف العمليات القتالية والهجمات وكافة العمليات الفردية والجماعية التي تستهدفها.

وبحسب مراقبين فإن اتساع رقعة المواجهات إلى مديرية مكيراس، بعد أن كانت محصورة طيلة الفترة السابقة بمديرية مودية، يشي بقرب خروج فصائل الاحتلال الإماراتي من أبين بشكل عام، خصوصا وأن قوات الاحتلال السعودي كانت قد بدأت الشهر الماضي عملية تجنيد واسعة في أبين ضمن ما تسمى قوات درع الوطن، التي أنشأتها كبديل لفصائل الإمارات.

كما تفيد المعلومات بأن الترحاب الكبير الذي أبداه تنظيم القاعدة بفصائل «درع الوطن» التكفيرية قد يجعل التنظيم ضمن قوام تلك القوات التي تدين بالولاء للاحتلال السعودي.

*المصدر: صحيفة “لا”