صمود وانتصار

“للعام التاسع” أمريكا تواصل حربها في اليمن..لماذا؟!

الصمود|| مقالات|| منصور البكالي

خلال 8 أعوام ونحن على أبواب العام التاسع، وأمريكيا تواصل حربها الغاشمة وحصارها الظالم على الشعب اليمني، مستخدمةً في سبيل ذلك أدواتها من الأنظمة الخاضعة لسياساتها الاستعمارية في المنطقة، ومرتزِقتها المحليين الذين كانوا قبل العدوان من يمثلها وينفذ سياساتها المستهدفة للمصالح العليا لليمن واليمنيين مقابل بقائهم في حكم الشعب ونهب مقدراته لتحقيق مصالحهم الشخصية والحزبية الضيقة.

 

وعلى عكس الحروب الأمريكية التي تزيد عن 50 حربًا في العالم تديرها أمريكا اليوم، وتعمل على تغذيتها للاستمرار في الهيمنة تبنت السياسة الأمريكية الجديدة منذ صعود الرئيس الأمريكي “أوباما” إلى الحكم، ومن لحق به استراتيجية خوض الحروب في المنطقة الوسطى عبر الأدوات الإقليمية والمحلية، من الأنظمة الخاضعة لها، كما هو حاصل في الحرب الأمريكية ضد اليمن وسوريا وروسيا.

 

استراتيجية تجنيد جيوش وشعوب الأنظمة المنبطحة للسياسة الخارجية الأمريكية الخاضعة لهيمنتها، لتقاتل عن أمريكا وتنفذ مخطّطاتها في العالم، كانت في السابق حلماً بالنسبة للأمريكيين أنفسهم، ولم يكونوا يتوقعون تحقيق ذلك الحلم، وكان جيشهم من يخوض الحروب ويتعرض للخسائر، كما حصل في احتلال العراق وأفغانستان.

 

الاستراتيجية الجديدة في عقيدة الجيش الأمريكي سهلت عليه المهمة في احتلال الشعوب، وإطالة زمن الحرب إن تطلب ذلك، وجعلت دوره في الميدان العسكري مقتصراً على التخطيط والدعم اللوجستي والاستخباراتي والإشرافي والتدريبي وغيره من المهام التي تعزله وتعزل قواعده وجيوشه عن المواجهة المباشرة مع أعدائه، كما هو حاصل اليوم في الحرب الأمريكية في اليمن وسوريا وروسيا وما تخطط له ضد الصين.

 

في هذه الحالة أمريكا مستفيدة من استمرار الحرب في المنطقة وفق هذه الاستراتيجية وتعود عليها بمليارات الدولارات، يوميًّا، كما هو حاصل في استمرار العدوان الأمريكي على اليمن الذي يدر على الخزينة الأمريكية 5 مليارات يوميًّا، وفقاً لتقارير كشفت مؤخّراً، وكما هو حاصل من نهبها ومصادرتها وسرقتها لنفط وغاز وقمح الشعب السوري الشقيق، وكذا النفط العراقي، والنفط والغاز اليمني في المحافظات المحتلّة.

 

وبالعودة إلى الإجَابَة على سؤال: لماذا تواصل أمريكا العدوان والحصار على الشعب اليمني للعام التاسع، وتمنع أي تقدم للمفاوضات السياسية، وتحاول عرقلة مساعيها وجهودها؟

 

نحن ندرك أن أي حَـلّ سياسي في اليمن يؤدي إلى وقف العدوان والحصار، سيكون من تبعاته خروج القواعد العسكرية الأمريكية وغيرها من اليمن، وعودة مقدرات الشعب اليمني وثرواته لكل أبنائه، وتوقف النهب والابتزاز للنظام السعوديّ وغيره من الأنظمة المشاركة في العدوان؛ بذريعة توفير الحماية الأمريكية لهذه الأنظمة ومقدراتها، وكذا توقف مبيعات الأسلحة الأمريكية واستلام مقابل الخدمات اللوجستية التي يقدمها الجيش الأمريكي لجيوش ومرتزِقة دول العدوان بمختلف جنسياتهم؛ ما يعني توقف قدر كبير من المصالح الأمريكية غير المشروعة.

 

ولهذا أمريكا مُستمرّة في العدوان والحصار على الشعب اليمني ولن تتوقف ولا سبيل لتوقيفها عبر المفاوضات السياسية والحلول السلمية، تحت أي سقف أممي أَو وساطات دولية أَو إقليمية؛ ما لم يواصل الشعب اليمني عطاءه وتضحياته، وتستمر القيادة السياسية والعسكرية في صناعة وتطوير أسلحتها الرادعة وتوجيه ضربات قاصمة ومدمّـرة ومحرقة لكل القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة وخوض معركة برية واسعة وشاملة كفيلة بتطهير اليمن من أي تواجد أجنبي وأية مليشيات وأدوات أياً كانت جنسيتها، واستعادة القرار السياسي وبسط السيادة الوطنية على كامل الأراضي والمياه والجزر اليمينة؛ لتلقين أمريكا ومن معها درساً عسكريًّا يفشل استراتيجيتها الحالية، ويعرضها لخسائر فادحة تجبرها على الهروب والسحب لقواعدها وأساطيلها من المنطقة حين تشعر بحجم الهزيمة وقوة إرادَة وعزيمة الشعوب وأنظمتها الحرة.