على هامش خطاب السيد عبد الملك الحوثي في ملف الأسرى!
بقلم/محمد محمد المقالح
خطاب السيد/ عبد الملك الحوثي الذي ألقاه مساء أمس بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك كان خطابا متماسك وقويا وتضمن أشياء هامة وأساسية كموقفه من العدوان القوي والواضح وتفصيله في جرائم السعودية وحلفائها في حق اليمن واليمنين وموضوع حثه المعنيين على ضرورة الإفراج عن المغرر بهم لما له من أهمية في توحيد الجبهة الداخلية وتحقيق العدالة معا وكذا توقفه طويلا أمام ملف الأسرى والمفقويدين والمرارة التي ظهرت في نبرته تجاه خيبته في عدم حل هذا الملف الإنساني الذي كان يتوقع حله قبل الشهر الفضيل.. وكذا حثه على إيقاف عبث أفتعال الصراعات الداخلية وأهمية التركيز على العدو الخارجي وجرائمه وفضحها للعالم بدلا من الصراعات الداخلية المفتعلة بين القوى التي تواجه العدوان وقضايا أخرى كثيرة وتستحق التعليق وقد يأتي التعليق عليها في وقت آخر..
وإذا كان لي من ملاحظة في هذه العجالة فهي إنني وجدت السيد متألم جدا على عدم حل الملف الإنساني للأسرى والمفقودين أمام تعنت وعبثية الطرف الآخر مع هذا الملف وبدا السيد وبدوافع إنسانية وكأنه يتودد الآخرين حل هذا الملف لما له من تداعيات إنسانية بالغة المأساوية على أسر الأسرى من كل الأطراف ومن باب المواساة أقول للسيد لا تحزن لأنك تخاطب أناس لا علاقة لهم بالإنسانية أو الوطنية ولا يشعرون إن لديهم أسرى أصلا فضلا عن إحساسهم الإنساني تجاه أسرى عدوهم وقد وددت أن أخاطبك وأنت تتحدث مباشرة وأقول هل لا يزال لدينا يا سيد “أسرى سعوديين” فهولاء وحدهم هم من سيخرجون جميع أسرانا ويكشفون مصير كل مفقودينا أما إذا لم يعد لدينا أسرى سعوديين ولم يعد لدينا نية أو رغبة لأسر سعوديين في المستقبل فما يؤسف له أن أشاركك المرارة يا سيد وأقول وبكل وضوح لن يفرج مرتزقة السعودية عن أسرانا حتى ولو لديهم أشقائهم وإخوانهم أسرى لدينا ومن سيأتي بهم جميعا ويضغط لإطلاق سراح جميع الأسرى لديهم هي من تمولهم ومن يقاتلون لصالحها وإذا لم يعد لدينا أوراق للضغط عليها فعلي أن أقول لك لقد فرطنا ورب الكعبة بمصير الآلاف من أبنائنا ولن يفرج عن الربع أو الخمس منهم بطريقة المفاوضات مع عبد الملك المخلافي أو عبد العزيز جباري وسيبقى هذا الملف الأكثر إنسانية هو الأثقل والأكثر عبئا وطنيا وإنسانيا على الجميع في المستقبل حتى لو أفترضنا إنهم أوقفوا جميع أعمالهم العدائية ضد اليمن فإن جرح الأسرى والمفقودين وهم بالآلاف سيبقى نازفا لسنوات قادمة وهذه هي الحقيقة المرة التي يجب أن نعرفها ونصارح شعبنا بها من الآن.
تحية للسيد عبد الملك ولإنسانيته العالية وأقول له إن أعدائك لا يفهمون لغة الإنسانية بقدر ما يفهمون لغة الدفاع عن الوطن والكرامة اليمنية وعبرها يطلق الأسرى ويكشف مصير المفقودين وتعود كل حقوق اليمنيين وهو ما يجعل دعوتك للتعبئة وعدم التراخي صحيحة بل وواجبه أخلاقيا ووطينا..