عاجل: أول فيديو من داخل سجن إدارة أمن محافظة إب يكشف حقيقة ما حصل لحمدي عبدالرزاق “المكحل”

الصمود../

كشف تحقيق لقناة المسيرة بالأدلة والبراهين تفاصيل ما حصل للمدعو حمدي عبدالرزاق الخولاني الملقب بـ”المكحل” في محافظة إب، وحقيقة تعرضه للتعذيب والتصفية داخل سجن إدارة أمن المحافظة.

في تاريخ الـ 13 من شهر مارس الحالي استدعت إدارة شرطة المحافظة المدعو حمدي “المكحل” بسبب شكوى قدمت بحقه، وفي هذا السياق، قال مدير مكتب مدير أمن محافظة إب الرائد عبدالملك عامر، في تصريح لقناة “المسيرة” إن عدد من أفراد أسرة بيت الغرباني تقدموا بثلاث شكاوى منفصلة ضد المدعو حمدي عبدالرزاق قاسم الخولاني الملقب بـ”المكحل” مفادها أنه قام بالسب والشتم واللعن وقذف أسرة بيت الغرباني، وعلى ضوء الشكوى تم تقييد الشكوى بمكتب المدير، وتم التواصل بحمدي عبدالرزاق وبعد أن حضر وتم توقيفه في الإدارة لحل القضية ودياً بينه وبيت الغرباني أو اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة”.

وأثناء احتجازه أبلغ “المكحل” المحتجزين في السجن بنواياه في الهروب وعقب احتجازه بأسبوع قام بالهروب من السجن عن طريق نافذة الحمام لكنه وجد عقب أربع ساعات من هروبه جثة هامدة في بدروم منزل قريب من إدارة الأمن كان قد فر إليه.

وفي تصريحات للمسيرة، أكد عدد من الموقوفين في سجن إدارة شرطة محافظة إب، أن حمدي المكحل قبل هروبه بيومين كان دائماً ما يكرر أنه يستطيع الهروب من السجن، ويتحدث بهذا الأمر أمام جميع السجناء الموقوفين في إدارة شرطة المحافظة.

من جانبه، قال شاووش سجن إدارة شرطة محافظة إب يحيى عباس النهاري، إنه “بعد ما أكمل المحتجزين من أداء صلاة الفجر وعودتهم من المصلى إلى السجن تبين بي عدم تواجد المدعو حمدي الخولاني، ثم بحثت عن المكحل في الدرج وبعدها طلعت إلى الحمامات ولقيت حنفية الماء مفتوحة والباب مردود، ودقيت الباب ولا يوجد فيه أحد ثم فتحت الباب ولم أجد الصندل فقط”.

بدوره، تحدث ضابط أمن شرطة محافظة إب العقيد صادق غراب، أنه بعد ما أبلغوه عن عدم وجود المكحل قام بالتفتيش داخل مرافق الإدارة، ثم اتجه بعد ذلك إلى منزل الموقف حمدي عبدالرزاق المكحل، واستدعى معه عاقل الحارة ومدير قسم الشرطة ثم واجهوا والدته التي قالت انه ليس موجود.

من جهته، قال حارس المجمع القضائي أسامة السخيمي، إنه ابلغ الجهات المختصة في البحث الجنائي بوجود جثة بجوار المجمع بعمارة قيد الإنشاء ومنع أي حد يقترب أو يلمس شيء من الجثة حتى قدوم الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

وفور البلاغ، قال ضابط في البحث الجنائي الرائد محمد المهتدي، إنه تم تكليفه مع مجموعة من الضباط للإنتقال والتأكد من البلاغ، وفور وصولهم عثروا على جثة موجودة في أحد بدرومات المباني قيد الإنشاء بجوار المجمع القضائي.

فيما أكد رئيس قسم مسرح الجريمة بالأدلة الجنائية العقيد علي أحمد النصافي، أنه “تم معانية جثة المكحل معاينة ظاهرية وتم تخليس الملابس وتصويره ولم نشاهد عليه أي آثار جنائية”، وشاهدنا عليه آثار الترسبات الدموية بالجهة الخلفية، وهو مما يدل على أنه فارق الحياة داخل البدروم ولم يتم نقله من أي مكان، وكذلك شاهدنا آثار أقدام على السور من الداخل والخارج وآثار أقدام عند اتجاهه من حوش إدارة الأمن إلى المبنى”.

أما مدير الأدلة الجنائية العقيد محي الدين الفلاحي، قال إن الآثار التي كانت في الجربة “الأرضية الزراعية، التي مـر عليها المكحل بعد نزوله من حوش إدارة الأمن، وكذلك الآثار التي كانت بأقدامه والتسلقات في عرض الجدر باينة.

وتولت النيابة العامة القضية وطلبت طبيب شرعي لفحص الجثة، وفي هذا الشأن، قال القاضي عبدالله حسن الأهدل وكيل نيابة البحث والأمن، لقناة “المسيرة”، إن “الطبيب الشرعي قام بالكشف عن الجثة ووجه بتشريحها وكذا إجراء كشافة للجمجمة والصدر والقدمين، و قمنا بفعل كشافة في هيئة مستشفى الثورة العام بحضور أقارب المتوفى المذكور، وقمنا كذلك بعرض هذا التوجيه على أولياء الدم إلا أنهم رفضوا التشريح وطلبوا تسليم الجثة لإجراء مراسيم الدفن بمعرفتهم”.

وأطلعت قناة المسيرة على صورة من تقرير الطبيب الشرعي والذي أفاد بأن الجثة سليمة من أي اعتداءات وهذا يفند إدعاءات وأكاذيب أبواق العدوان التي تبث سمومها بغية زعزعة أمن واستقرار المحافظة.

وكانت إدارة أمن محافظة إب، قد نفت في بيان صادر عنها، ما يتداول في بعض وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي، حول وفاة المدعو حمدي عبدالرزاق الخولاني المعروف بـ”المكحل” من تعرضه للتعذيب والتصفية، مؤكدةً أن ذلك ليس له أساس من الصحة، وعار عن الحقيقة.

وأوضحت إدارة الأمن أن المدعو حمدي عبدالرزاق الخولاني أقدم بعمل فيديو في قناته باليوتيوب بالسب والشتم والقذف لأسرة بيت الغرباني، متعرضا في ذلك على نسائهم وأطفالهم ورجالهم وأحيائهم وأمواتهم بكلام بذيئ موثقا ذلك بفيديو وناشرا له في قناته.

وأضاف البيان: “وبعد ذلك تقدم إلى إدارة شرطة المحافظة عدد من أسرة بيت الغرباني بشكاوى خطية على المذكور، وتم التواصل به للحضور إلى إدارة شرطة المحافظة، وبعد أن حضر المذكور تم توقيفه في إدارة شرطة المحافظة لمعالجة ذلك وديا أو إحالتهم إلى النيابة المختصة وفقا للقانون”.

وتابع: “وفي يوم الأحد بتأريخ الـ19 مارس 2023م، أثناء ذهاب الموقوفين إلى دورة المياه للوضوء، والعودة إلى المصلى لإداء صلاة الفجر، إلا أن المذكور دخل دورة المياه، وأبقى حنفية الماء مفتوحة، وخرج من شباك دورة المياه الدور الثاني إلى داخل حوش الإدارة، ومن ثم القفز من على سور حوش إدارة شرطة المحافظة إلى الخارج، وعند تفقد الموقفين تبيّن لمسؤول التوقيف عدم تواجد المدعو حمدي الخولاني، وتم تقييد البلاغ بحالة هروب السجين، وتم التوجيه بالتحري عن المذكور، والانتقال إلى سكنه، ومسكن أحد أقاربه، وتم التنسيق مع عاقل الحارة التي يسكنها المذكور، بالإبلاغ عنه، وعن تواجده بالحارة”.

وأشار البيان إلى أنه في تمام الساعة التاسعة من يوم الأحد تم إبلاغ عمليات البحث الجنائي من أحد أفراد حراسة المجمع القضائي عن وجود جثة في بدروم عمارة قيد الإنشاء جوار المجمع القضائي، وتم تشكيل فريق من الضباط للانتقال إلى موقع البلاغ، وعمل محضر بذلك، وتحريز محيط موقع الجثة، وتم إبلاغ وكيل نيابة البحث، الذي وجّه ضباط الأدلة الجنائية والبحث الجنائي باتخاذ الإجراءات اللازمة.

ولفت إلى أنه تم نقل الجثة إلى مستشفى جبلة التعليمي، وتم إعداد محاضر جمع الاستدلالات من قِبل ضباط البحث الجنائي، وأخذ أقوال المبلغ، وعن وجود جثة المذكور، ومالك وحارس العمارة، ومستلم حجز الإدارة، وأخ المتوفي، وعدد من الموقفين في حجز الإدارة، وتم تسليم ملف القضية لنيابة البحث والأمن، وبناء على طلب أسرة المذكور لوكيل النيابة بتسليم الجثة تم تسليمها لأسرته من قِبل النيابة بعد عرضها على الطبيب الشرعي، وتم دفنها بتأريخ 23 مارس 2023م.