محاضرات السيد القائد.. محطة تربوية مهمة لتزكية النفوس وتنوير القلوب وفق هدى الله ومنهجية القرآن الكريم
الصمود|| تقارير||
يطل قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)، بسلسلة محاضراته اليومية القيمة، خلال شهر رمضان المبارك لهذا العام 1444هـ، يتناول خلالها لب الدين وجوهره، ونعمة القرآن الكريم، ومايتضمنه من الهداية والنور والنجاة والوعد والوعيد، متحدثا عن صلاح الإنسان وعواقب الانحراف والمعاصي مستنداً لمفاهيم قرآنية تبين حاجة الأمة لإصلاح مسارها وعدم التفريط بدين الله وكتابه كأقوى وأنجح سلاح للنجاة ونيل العزة والتمكين والمجد والرفعة والنصر على الأعداء.
وتركز محاضرات قائد الثورة بدرجة أساسية على صلاح الإنسان وضبط النفس وثنيها عن الانحراف وارتكاب الذنوب والمعاصي وكيفية النجاة من الوقوع في مسالك الضلال وارتكاب الفواحش والمحرمات التي تترك آثارا خطيرة على حياة الإنسان، وأهمية التقوى والسمو بالنفس وما يساعدها على مكارم الأخلاق والتصرفات الصحيحة.
رمضان فرصة ثمينة
يؤكد السيد القائد أن شهر رمضان فرصة ثمينة يجب على الإنسان المؤمن اغتنامها وحسن استثمارها وعدم التفريط بها واهدار أوقاتها كونها فرصة للاستقامة وصلاح النفس والحصول على الأجر العظيم، وضرورة الالتزام بحالة التقوى والحذر من التمادي بالمعاصي التي تترتب عليها العقوبات الخطيرة في الدنيا والآخرة والتي لاخلاص ولانجاة منها إلا بالتقوى .
أهمية التقوى
يوضح السيد القائد الأهمية الكبيرة للتقوى في ضمان مستقبل الإنسان المؤمن في عالم الآخرة، لافتا إلى أن أعمال الإنسان واهتماماته في هذه الحياة مرتبطة بحياته في الآخرة وتبعًا لها سيتجه إلى الجنة أو النار، ويجب الحذر من الغفلة والاهمال والتفريط، والمسارعة في تقديم الأعمال الصالحة قبل مجيءالموت وفوات فرصة العمل.
تعزيز الاستقامة والارتباط بالله عز وجل
يحرص السيد القائد على تعزيز الروحية الإيمانية والنفسية الإيجابية، لتعزيز الاستقامة والارتباط بالله عز وجل وأهمية تصحيح السلوك ومراجعة الذات، مشيراً إلى ضرورة التذكر المستمر لليوم الآخر، واستشعار قرب مسألة البعث، وتجنب حالة النسيان والغفلة، وإدراك حقيقة أن تغير أحوال الناس في مقامات القيامة بين الرفعة والعزة والخضوع والذلة مرتبطة بأعمالهم ومواقفهم وتصرفاتهم في هذه الحياة .
فضيلة السبق في الاستجابة لتوجيهات الله
يشدد السيد القائد على تذكر أهوال الحساب وأنواع العذاب في يوم القيامة للذين لم يستجيبوا لله في هذه الدنيا، وإدراك أهمية العمل الصالح كونه سببًا في تحديد المصير والنجاح والفوز والاطمئنان في يوم القيامة، واستشعار حقيقة أن الناس في واقع الانتماء الإيماني هم درجات عند الله ترفع وفقًا لفضيلة السبق في الاستجابة لتوجيهات الله ومعيار العدل الإلهي، لافتاً إلى أهمية استشعار عظيم فضل الجنة وشأنها الكبير ونعيمها الدائم وضرورة الاستفادة من العرض الإلهي للجنة، وإدراك حقيقة إن الوصول إلى الجنة أمر متاح للجميع والمسألة متعلقة فقط بالتقوى والعمل الصالح.
القرآن الكريم كفيل بإصلاح واقع الأمة
يؤكد السيد القائد على ضرورة التعامل مع القرآن كثقافة حياة وتجنب أي افكار تختلف وتتعارض مع كتاب الله، وبالتالي ينبغي تصحيح علاقة أفرادها بالقرآن ككتاب هداية باعتباره المنهج الذي يسير عليه المتقون ولا تتحقق التقوى إلا به، وإدراك عظمة شأن القرآن الكريم، والمسؤولية تجاه القرآن بالاتباعله والاقبال عليه بإصغاء وتدبر والحذر من الاستهتار في التعامل معه.
ويبين قائد الثورة أن من نعم الله وتوفيقه الكبير هو الارتباط بالقرآن كمنهج وثقافة لما له من أثر في حياة الإنسان ومسيرته ومشاعره والتي قدمها الله لعباده في مختلف سور وآيات القرآن الكريم وما جاء فيه من تشريع، والمسؤولية التي تقع على عاتق كل مسلم في تدبر وتأمل الآيات بمفهومها الصحيح، وما تتضمنه من شواهد وأدلة كجزء من إيمان الفرد وتمسكه بالقرآن.
ويقدم السيد القائد جرعة ايمانية نورانية من هدى القرآن الكريم، موضحاً إدارك حقيقة إن الإنسان أمام طريقين خير وشر، فبالخير تطيب النفوس وتتعزز فيها التقوى وتكتسب المنعة تجاه وساوس الشيطان، وبالشر تخبث النفوس ويبرز الهوى ويتدخل الشيطان ليفصل الإنسان عن واقع الإيمان والتقوى، وإدارك مدى عدواة الشيطان وحقده على البشر، والحذر من وسوسته.
ختاماً
فإن محاضرات ودروس قائد الثورة بما تتضمنه من دروس ونفحات إيمانية وتشخيص للأحداث وواقع الأمة، تمثل محطة تربوية مهمة لتزكية النفوس وتنوير القلوب وفق هدى الله ومنهجية القرآن الكريم، ولها أثرها الكبير في واقع حياتنا وتعزيز وترسيخ إيماننا في مواجهة كل التحديات التي نواجهها، وينبغي أن يعي الجميع أهميتها وضرورة الاستفادة منها، بتنفيذها وتطبيقها في الحياة اليومية وتجسيدها في السلوك والمعاملات، لأن التفريط بها أعظم خسارة نتكبدها في حياتنا.