صمود وانتصار

المراكز الصيفية فرصة مهمة لتحصينٌ الشباب وتعزيز الهوية الإيمانية

المراكز الصيفية فرصة مهمة لتحصينٌ الشباب وتعزيز الهوية الإيمانية

تقرير/ أمين النهمي

أيام قليلة فقط تفصلنا عن افتتاح المراكز الصيفية لتعليم القرآن الكريم وعلومه الدينية والثقافية في كافة المحافظات الحرة ومديرياتها لاستقبال الطلاب وتسجيلهم لاستغلال إجازتهم الصيفية وبناء قدراتهم وتنمية مهاراتهم وإبداعاتهم من خلال العديد من البرامج والأنشطة الثقافية والرياضية والتعليمية المختلفة باعتبارهم ثروة البلاد الحقيقية التي لا تنضب.

تحصين الشباب على أسس صحيحة

وتكتسب المراكز الصيفية أهمية كبيرة في حماية أبنائنا من الحرب الناعمة والانحراف الفكري والسياسي، إذ يؤكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) في كلمته بمناسبة افتتاح المراكز الصيفية للعام 1442م، على ضرورة الاهتمام بالدورات الصيفية لما تمثله من أهمية في تحصين الشباب وتنشئتهم على أسس صحيحة وبما يمنع الاختراق الظلامي للوعي المجتمعي الذي من خلاله يعمل الأعداء على سلب الحرية”، مشيرا إلى أنه عندما نحصن أنفسنا ونحصن مجتمعنا من الانحراف الظلامي سيجعلنا في حالة حقيقية من الحرية في معناها الصحيح ومفهومها الصحيح.

محطة تربوية مهمة

كما تمثل المراكز الصيفية محطة تربوية مهمة في تقويم سلوك الشباب وتعزيز المفاهيم لديهم وغرس القيم الوسطية والاعتدال، واستغلال فترة العطلة في دراسة القرآن الكريم وعلومه الشرعية، والاستزادة من المنهج الروحي والمادة الثقافية التي تزيدهم معرفة ووعياً، خصوصاً في هذه الفترة التي يمر فيها اليمن بعدوان إجرامي وحصار جائر، مع ما يرافق ذلك من انتشار الأفكار الدخيلة على مجتمعاتنا من الإلحاد إلى البهائية إلى الوهابية وغيرها من الأفكار الخبيثة التي تحاول قوى العدوان بقيادة الصهاينة والأمريكان نشرها وسط أبناءنا وبناتنا.

تركيز الأعداء على الجيل الناشئ

يؤكد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)،في كلمته بمناسبة افتتاح الأنشطة والدورات الصيفية للعام 1443هـ، أن “الأعداء يركِّزون بشكلٍ كبير على الجيل الناشئ والشباب، يرون فيهم حاضر الأمة ومستقبلها، ودعامة قوتها، فيركِّزون عليهم التركيز الكبير؛ لتضليلهم، لإفسادهم، لتضييعهم، لتشتيتهم، للتأثير السلبي عليهم؛ حتى لا يتجهوا الاتجاه الصحيح، الذي يجعل منهم أمةً مستقلةً، أمةً تنهض واثقةً بربها “سبحانه وتعالى”، منطلقةً على أساسٍ صحيح، متخلِّصةً من التبعية لأعدائها، تنطلق على أساس هدي الله، الذي يبنيها أمةً قوية بكل ما تعنيه الكلمة، وأمة تحمل حضارةً متميزة، بطابعها الإسلامي، والأخلاقي، والراقي، الذي يعبِّر عن الإنسانية أجمل تعبير، يقدِّم الصورة الحقيقية الراقية التي أرادها الله للمجتمع البشري في واقعه الحضاري”.

أنشطة متنوعة

إلى ذلك فإن الهدف لهذه المراكز هو حماية أبنائنا من الضياع الذي يسببه الفراغ، ومدى الاستفادة التي سيجنيها الطالب في هذه المراكز والتي سيمارس فيها أنشطة متعددة ومتنوعة تعزز قيم الدين واخلاقيات المجتمع بما يشكل وقاية من الدعوات الهدامة والحرب الناعمة التي تستهدف هوية الجيل وقيم المجتمع وعاداته النابعة من روح الدين الحنيف.

تحصين من الاختراق والانحراف

ويشير علماء وتربويون: أن المراكز الصيفية لهذا العام قد أتت في وقتها وذلك لأن طلابنا وشبابنا في أثناء الإجازة الصيفية معرضون للضياع والسقوط في مستنقع الثقافات المغلوطة والأفكار الضالة الدخيلة على ديننا وعلى أمتنا خصوصا وأن هناك سعي حثيث ومحاولات كثيرة من قبل دول العدوان الأمريكي الإسرائيلي السعودي للانحراف بهم وطمس هويتهم الإيمانية الأصيلة ويحولوهم إلى مجرد دمى يشكلونها لتكون أداة طيعة لهم في المستقبل وتدميرهم والتخلص منهم لاحقا كما هو حاصل في المملكة السعودية وغيرها من الدول التي نشأت فيها أجيال ترضع من الفكر الوهابي التكفيري المخترق ممن نراهم اليوم جنودا لأمريكا تضرب بهم هذه الأمة .

وأكدوا أن المراكز الصيفية بما تحويه من برامج تربوية وإيمانية روحها وجوهرها هو القرآن الكريم وثقافتها قرآنية، تمثل حلا ومخرجا لطلابنا ولشباب أمتنا من هذه الظلمات المطبقة لأنها تحصنهم وتحميهم من الاختراق والانحراف وتعطيهم الوعي الكافي لينطلقوا بشكل سليم وصحيح في النهوض بأمتهم وبناء مجتمعهم وعمارة وطنهم والالتزام بتعاليم دينهم مقتدين بنبيهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأعلام الهدى من أهل البيت عليهم السلام الذين هم سفن النجاة.

ختاما

فإن المسؤولية علينا جميعا سواء الجهات الرسمية، أو العلماء،والمتعلمين، والمثقفين، والآباء، والمجتمع بشكل عام لحماية الجيل الناشئ والشباب، والحفاظ عليهم من الأفكار الهدامة والثقافات المغلوطة، ولذلك يجب على الجميع التحرك والاستنفار الكبير والواسع لاستغلال هذه الفرصة المهمة، والدفع بالأبناء للاستفادة من هذه الدورات والمشاركة فيها، إذ يؤكد السيد القائد (يحفظه الله) أن هذا النشء المبارك الذي ينشأ في هذه الظروف، في هذه المرحلة الحساسة،” في هذا الظرف الكبير، الذي تواجه فيه أمتنا بشكلٍ عام تحديات كبيرة، يحتاج إلى العلم، والوعي، والبصيرة، والنور، والهدى، والفهم الصحيح، والحكمة، والرؤية الصحيحة، هذا من أهم وأعظم وأقدس وأسمى ما تخدم فيه ابنك، ما تقدمه لابنك، ما تفيد به ابنك، أهم حتى من الطعام والشراب، أهميته أهمية كبيرة جدًّا، فيه نجاته، في فلاحه، في صلاحه، فيه فوزه، أنت تؤهله ليقوم بدوره العظيم في هذه الحياة”، «وعلى الله فليتوكل المؤمنون»