صمود وانتصار

لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصَّنة أَو من وراء جُدُر

الصمود|| مقالات|| منير الشامي

الجرائم التي ارتكبها الكيان الصهيوني ونفذها، فجر أمس الثلاثاء، واغتالت بها ثلاثة من قادة سرايا القدس والمقاومة الفلسطينية مع نسائهم وأطفالهم.. جرائم بشعة ومجازر فظيعة أدمت قلوب كُـلّ أحرار وشرفاء العالم، وهي انتهاك صارخ لحقوق المرأة والطفل وهي عدوان إجرامي تجاوز كُـلّ الحدود، وفاق في بشاعته كُـلّ نواميس الأرض والمبادئ الإنسانية.

 

لقد عكست هذه الجرائم التي استهدف بها الكيان المجرم مساكن القادة مع أسرهم وأطفالهم بصواريخ موجَّهة ومحرَّمة دوليًّا جسَّدت الإجرامَ الصهيوني ونفسياتهم المرعوبة والجبانة والخبيثة التي بينها الله سبحانه وتعالى في كتابه وهي أنهم لا يتجرؤون على خوض مواجهات مباشرة مع خصومهم فلا يقاتلون إلا في قرى محصنة أَو من وراء جدر تحميهم وهذه الحقيقة هي في صالح المقاومة الفلسطينية، إن استثمرتها الاستثمار الصحيح، وما الطريقة التي اغتال بها الكيان الصهيوني القادة الشهداء إلا شاهد عيان على حقيقتهم الحقيرة، وهي في ذات الوقت تؤكّـد أَيْـضاً حجم خوفه ورعبه من رجال المقاومة الفلسطينية الأبطال وأنه بجيشه وترسانته الحديثة والخطيرة وإمْكَانياته الكبيرة احقر من أن يواجه افراد بعدد الاصابع في معركة مباشرة رغم بساطة إمْكَانياتهم وأسلحتهم ولعل سعي حكومة الكيان الصهيوني المجرم بعد تنفيذه لجرائم الاغتيالات للتواصل مع عدد من الأنظمة المطبعة للضغط على المقاومة الفلسطينية بعدم الرد على هذه الجرائم أكبر دليل على رعبهم من عواقب جرمهم البشع وخوفهم الشديد من الرد الفلسطيني الذي صار كابوسا يقض مضاجع بني صهيون حكومةً وشعباً.

 

المقاومة الفلسطينية صرحت بأنها سترد على هذه الجريمة النكراء ردا مناسبا ومتناسبا مع حجم جريمتهم كون ذلك حق مشروع لن تفرط فيه وأن هذه الجرائم لن تزيدها إلا عزما وقوة ومقاومة وصمودا وهو الأمر الذي ضاعف من رعب الكيان وجعله يعيش أوقاتا عصيبة وقد بلغت قلوبهم الحناجر.

 

الأمر الملفت أنه ورغم بشاعة هذه الجرائم وشناعتها إلا أن الأنظمة العربية -وكما هي عادتها- التزمت الصمت ولم تُبْدِ أي موقف ولم يصدر أي بيان من أية دولة فيما عدا النظام الجزائري ومحور المقاومة، حَيثُ أصدر المحور عدة بيانات إدانة من وزارة الخارجية الإيرانية ومن المكتب السياسي لأنصار الله ومن حزب الله في لبنان، في حين أن الأنظمة العربية ستكون أول من يدين عمليات الرد الفلسطيني حتى ولو لم يسقط صهيوني واحد وسيقفون مع الكيان المغتصب ويصفوا الرد الفلسطيني بالجرائم وبالإرهاب ويستنكرون ترويع الصهاينة وأطفالهم ونسائهم، ويبدون مشاعرهم الإنسانية الفياضة تجاه الكيان المجرم، أما إزهاق أطفال ونساء فلسطين فهم في قواميسهم لا قيمة لإنسانيتهم وليس لهم أدنى حق مشروع، ما يعني أن الكيان الصهيوني بات اليوم يجني ثمار صفقة القرن المشؤومة، وأول تلك الثمار ارتصاص الدول المطبعة جهارا نهارا مع العدوّ الصهيوني وخضوع بقية الأنظمة العربية التي لم تعلن التطبيع للكيان المحتلّ وتأييدهم له بألسنتهم وقلوبهم ولا غرابة في ذلك فمن تولى غير الله ورسوله والمؤمنين ذل لعدوه ومن تولى عدوه استرقه وصار عبدا له وسكاكينه على نحره.