صمود وانتصار

تصريح هام لوزير الخدمة المدنية بشأن صرف مرتبات جميع الموظفين في اليمن

تصريح هام لوزير الخدمة المدنية بشأن صرف مرتبات جميع الموظفين في اليمن

الصمود../

أكد وزير الخدمة المدنية والتأمينات في حكومة الإنقاذ الوطني، سليم المغلس، أن ‏عدم تنفيذ العدو السعودي للخطوات الإنسانية التي التزم بها ومنها دفع المرتبات رغم طول المدة التي مضت منذ التزامه، هي إشارة واضحة إلى كذبه ومراوغته.

وأوضح المغلس، وهو عضو المكتب السياسي لأنصار الله، في تغريدة على حسابه بموقع (تويتر)، أن دور العدو السعودي مرسوم ضمن خطة تبادل الأدوار بينه وبين بقية دول تحالف العدوان ومرتزقتها.

وكانت صحيفة الأخبار اللبنانية، كشفت الأربعاء الماضي، عن رفض صنعاء رسمياً عرضاً سعودياً تسلمته مؤخراً عبر مكتب الممثل الأممي إلى اليمن، هانس غرودنبرغ بشأن ترحيل الملفات الإنسانية ووضع اشتراطات جديدة لصرف المرتبات.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة قولها: إن مستشار المبعوث الأممي العسكري، انطوني هايورد، طرح خلال لقاءاته المسؤولين في صنعاء عرضاً بترحيل الملفات الإنسانية إلى أجل غير مسمى وتم رفض المقترح.

واتهمت المصادر، الرياض بـ “الانقلاب على التفاهمات السابقة عبر محاولة العودة إلى المبادرة السعودية التي أعلنتها في مارس 2021م، لكنه رفض في حينها، والسعودية اليوم تريد حشد المزيد من المواقف لتبريره” وفق المصادر.

وفيما كانت صحيفة “الشرق الأوسط” ألمحت إلى شروط جديدة للرياض تبين محاولات سعودية لفرض موضوع صرف المرتبات بالعملة الجديدة التي تسببت بانهيار الريال في المناطق المحتلة جنوب وشرق البلاد، فيما يعد مطلب صرف المرتبات من عائدات النفط اليمني أبرز الشروط الإنسانية التي تصر صنعاء على تنفيذها قبل أي حديث عن تمديد الهدنة.

والأولويات الإنسانية التي حددتها قيادة السلطة الوطنية في صنعاء كاستحقاقات داهمة، هي فتح الطرقات ورفع الحصار عن الموانئ والمطارات وصرف مرتبات 1.2 مليون موظف يمني من عائدات النفط والغاز.

وفي هذا السياق أيضاً، جدد المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، في مؤتمر صحفي، الخميس، التأكيد على وقوف بلاده ضد جهود السلام المبذولة، من خلال الحديث عن ضرورة إجراء مفاوضات بين صنعاء وحكومة المرتزقة بإشراف أمريكي بشأن ملفات السلام الرئيسية، الأمر الذي ترفضه صنعاء بشكل قاطع، ويعكس إصراراً أمريكياً متزايداً على حرف مسار جهود السلام الحالية التي تبذلها الوساطة العُمانية في التقريب بين صنعاء والرياض.

كما جدد ليندركينغ التأكيد على أن بلاده تقف ضد مطالب صرف الرواتب ومعالجة ملف المرتبات ضمن المفاوضات الجارية بين صنعاء والرياض، حيث زعم أن هذا المطلب يرتبط بقضايا سياسية وأنه لا يمكن حله إلا بتفاهمات محلية، في تأكيد إضافي واضح على أن الولايات المتحدة تصر على ربط الملف الإنساني بملفات سياسية وعسكرية، وتسعى من خلال ذلك إلى إبقاء مجالِ المراوغة والمماطلة مفتوحاً لأطول مدة ممكنة، مع استغلاله لتقييد خيارات صنعاء وتجنب تداعيات استمرار معاناة الشعب اليمني.

وتطابقت تصريحات المبعوث الأمريكي مع تصريحات جديدة أدلى بها السفير السعودي لدى المرتزقة، محمد آل جابر، لوكالة الأنباء الفرنسية، حيث زعم أن الرياض تعتبر نفسها “وسيطاً”؛ لتسهيل اتفاق بين صنعاء وحكومة المرتزقة.

وزعم آل جابر أن بلاده تبذل جهوداً “لإقناع اليمنيين بالجلوس على الطاولة”.

ويرى مراقبون أن هذه التصريحات الفجة تترجم انسجاماً سعودياً واضحاً مع الرغبات والتوجهات الأمريكية؛ لإعاقة جهود السلام وحرف مساره، خصوصاً وأنها تأتي في ظل اندفاع أمريكي واضح ومتزايد لكبح أي توجه سعودي نحو التعاطي الجاد على طاولة التفاوض.