صمود وانتصار

صارت أولاً ولم تعد أخيراً حجة..دلالات زيارة الرئيس ورسائل خطابه

الصمود|| مقالات||عبدالرحمن الأهنومي

حملت الزيارة الهامة التي قام بها الأخ رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط إلى محافظة حجة، بشارات عديدة إلى أبناء المحافظة الصامدة التي كان أبناؤها في مقدمة صفوف المواجهة للعدوان التحالفي، حيث الألاف قضوا شهداء ومثلهم أضعاف ما زالوا يتصدرون صفوف المواجهة في ميادين الحرب قتالا، وفي مسارات المواجهة الأخرى ثقافيا وإعلاميا وتعبويا وفي إدارة الدولة وغيرها.

ولقد أعطى الرئيس هذه المحافظة – في خطابه الذي وجهه إلى أبنائها – ما تستحق من التقدير، أكان بإشادته المضافة إلى إشادة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي – حفظه الله-، اللتين ستظلان محط فخر واعتزاز كل من ينتمي لهذه المحافظة، أو بالمشاريع التنموية التي وعد بها المحافظة وأريافها وقراها ومجتمعاتها المليئة بالأبطال الأوفياء الشجعان والمجاهدين، مؤكدا أن محافظة حجة ستكون في صدارة الاهتمام بالمشاريع التنموية، واعدا برص الطرق إلى كل قراها وأريافها، وتشغيل مشاريع المياه أيضا، وتلكما قضيتان رئيسيتان تعاني منهما هذه المحافظة، وها قد وعد الرئيس بالإنجاز، وبقي على المسؤولين في المديريات والسلطة المحلية في المحافظة أن يكونوا بمستوى الإنجاز، لتصبح المحافظة- كما أكد الرئيس- محافظة نموذجية في تنفيذ المشاريع.

وكما تشرفت حجة بالزيارة الكريمة التي قام بها الأخ الرئيس، فإن السعادة قد عمت كل أبنائها بما لمسوه من الرئيس من الاهتمام والتقدير، وذلك كله سيظل محفورا في الذاكرة والوجدان، وسيكون له انعكاسات إيجابية واسعة بالتأكيد.

لعل أهم ما نالته محافظة حجة في تاريخها كله من شرف واعتبار هو ما أبداه وأظهره قائد الثورة المباركة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي شهد لأبنائها بشهادة تاريخية، وقال فيهم خطاب صدق بليغاً يشبه ما قاله الإمام علي عليه السلام في همدان الكرام، ولا ننسى ذلك الخطاب الذي اهتزت له جبال حجة كلها، وقد أضاف إليه الأخ الرئيس يوم أمس ما أضاف من الإشادة والتقدير، وبما وجه من المشاريع والبنى وغير ذلك.

هذه الزيارة الهامة التي تعني الكثير والكثير لكل أبناء محافظة حجة، ستظل علامة فارقة بين عهد اليوم، وبين عهد الأمس، فاليوم باتت محافظة حجة أولا في زيارات الرئيس حفظه الله، وأولا في المشاريع التنموية كما أشار الرئيس، ولم تعد آخر المحافظات حجة، كما كانت في العهد السابق، الذي تعامل مع هذه المحافظة الكبيرة – والشريفة بأبنائها ورجالها ومجتمعها اليمني الأصيل والوفي والشجاع – بدونية وازدراء وحرمها من المشاريع والطرق وغير ذلك، وهذه حقيقة يجب أن يدركها جميع أبناء محافظة حجة، وأن يلحظوا الفرق بين جعل حجة في صدارة أولوياته واهتماماته وتحركاته وزياراته، وبين من جعلها معزولة إلا في الانتخابات كان يتذكرها لكسب الأصوات لا لشيء إلا لأنها كانت برجالها الشرفاء الوطنيين وبقبائلها الأصيلة خصما لأولئك الموتى، حتى صار المثل السائد لدى ذلك العهد وأركانه “وأخيرا حجة”، غير أنها في عهد المسيرة العظيمة صارت “حجة أولا”.

ولقد صارت حجة أولا في زيارات الرئيس التي تعد نادرة بسبب المخاطر الأمنية، ورغم ذلك كانت حجة هي أولويته الأولى وكذلك صارت حجة أولا في اهتماماته، وصارت كذلك أولا في المشاريع التنموية التي يقود قطارها فخامة الرئيس، وهذا الوفاء لابد أن يقابل بوفاء بالمستوى، ولا بد أن نكون أوفياء..وأعني بذلك كل أبناء هذه المحافظة، وأولهم المسؤولون!

خطاب الرئيس حمل الكثير من الرسائل، فهو يؤكد المضي بإرادة عازمة وحازمة في تنفيذ توجيهات قائد الثورة في الاهتمام بالأرياف والقرى تنمويا وخدمياً، فهي أساس النهضة والتنمية الشاملة، كما أكد خطاب الرئيس لكل أبناء محافظة حجة أنهم في حدقات الأعين مقدرين ومحط اهتمام القيادة بشكل عام.

وبالقدر الذي حمل خطاب الرئيس من الدلالات والرسائل تجاه أبناء محافظة حجة، فقد حمل رسائل قوية وحاسمة تجاه تحالف العدوان، وبعدما أوضح الرئيس حقيقة الوضع الملتبس حاليا بوصفه “لاسلم، ولاحرب”، وجه تحذيرات حازمة نحو مملكة العدوان السعودية أولا وهي تتلكأ في تنفيذ الحلول المتعلقة بالجانب الإنساني بصرف رواتب الموظفين، وبرفع الحصار عن مطار صنعاء وموانئ الحديدة، وحذرها من مغبة الانصياع للابتزاز الأمريكي والبريطاني.. مشيرا بوضوح إلى أن ذلك سيكون ثمنه باهظاً على السعودية تحديدا.

وفي الشق الآخر من رسائله السياسية والعسكرية توجه الرئيس إلى الأمريكي والبريطاني الذي يمنع السعودية من صرف المرتبات ورفع الحصار وتنفيذ الحلول المتعلقة بالشق الإنساني، مشيرا إلى أن هذا المسلك الفاجر سيكون ضرره على الجميع.

الرئيس أوضح أن تحذيرات تم توجيهها إلى شركات عديدة بشأن خطورة المسلك الأمريكي والبريطاني، وهذا يعني أن على الشركات البحرية التي تعبر باب المندب أن تحذر اليوم وتدرك أن الأمريكي بما يفعل من دفع لاستمرار الحصار على اليمن وبما ينفذ من مؤامرات ستضر بالجميع بما في ذلك تلك الشركات.

وفي مسألة الوحدة اليمنية أكد الرئيس أنها باقية ولا قلق عليها، إذ أن ما حدث في عدن من توليفة هزلية مؤخرا هي حلقة في سلسلة من حلقات المؤامرة الأمريكية البريطانية التي ستزول ولن تبقى، واعدا بأن اليمن لن تكون إلا يمنا واحدة موحدة وبسيادة كاملة وغير منتقصة، وفي السلاح والرجال ما سيحقق ذلك بعون الله.

كان خطاب الرئيس شاملا وواضحا إلى اتجاهات مختلفة، من النهضة التنموية والزراعة وبناء الأجيال والمراكز الصيفية، إلى الحرب في مواجهة العدوان والسيادة ومفاوضات السلام، إلى الوحدة اليمنية التي اعتبرها قضية لا جدال حولها.