الانتقالي الجنوبي ينفد مخططا استعماريا بريطانيا لتشطير اليمن
الصمود | | يتحرك ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات وفق أجندات وخطط مرسومة ومعدة سلفا من قبل أمريكا وبريطانيا والإمارات التي تسعى إلى فصل الجنوب اليمني عن شماله.
وفي جلسة مجلس الدولي الأربعاء الخاصة باليمن قدم فيها المبعوث الأممي هانس غروندبيرغ أحاطه مباشرة في المجلس عن اليمن. ومع أن الجلسة تعد ضمن مناقشة القضايا، إلا أن أهميتها تنبع هذه المرة من الأنباء التي تتحدث عن دفع بريطانيا بمقترح دولي جديد يتضمن حل الدولتين في إشارة إلى انفصال جنوب اليمن عن شماله.
وكان السفير البريطاني لدى اليمن، ريتشارد أوبنهايم، كشف في مقابلة نشرتها صحيفة “الشرق الاوسط ” السعودية عن تحرك بلاده التي تحمل القلم اليمني في مجلس الأمن للدفع نحو شرعنة اتفاق في اليمن يتضمن حل للقضايا الاقتصادية والسياسية، مكتفيا بالحديث فقط على حل الجنوب، الذي ظل لأكثر من قرن تحت الانتداب البريطاني.
وكانت السعودية بدورها قد قلصت من النفوذ الإماراتي في المناطق الشرقية، بعد اجلاء القوات الإماراتية من مطار الريان، واستبدال ذلك بقوات اماراتية، مقابل منحها سقطرى.
الصراع الإماراتي السعودي يتركز بدرجة رئيسة في السيطرة على مناطق الطاقة، إذ تسعى السعودية إلى مد نفوذها للسيطرة الكاملة على المثلث النفطي شبوة حضرموت، مأرب، بالإضافة إلى المهرة.
المجلس الانتقالي الجنوبي، الطامح بدولة ” الجنوب العربي” وهي التسمية البريطانية الذي أطلقها الاستعمار البريطاني “اتحاد الجنوب العربي” في العام 1959، لفصل الشمال عن الجنوب أي فصل الهوية التاريخية والوطنية والجغرافية والديمغرافية، في مخطط بريطاني، لجعل الجنوب مستعمرة بريطانية، يومها كانت المحميات الشرقية حضرموت المهرة رفضت الانضمام إلى الاتحاد، كما رفضته القوى السياسية، وجماهير الشعب اليمني في الجنوب والشمال.
الانتقالي الجنوبي الذي يرفع شعار الانفصال، يحاول اغتنام الفرصة مع هذا الإغراء البريطاني – الإماراتي للفوز بورقة الجنوب، لأن يكون في الصدارة، يسعى بشكل محموم لترتيب أوراقه على الأرض، وتشكيل تحالفات، وعقد مؤتمرات لتمنحه صك الانفصال. ولا معنى لهذه الترتيبات من دون سيطرته على المناطق الشرقية الغنية بالنفط، وبموقعها الاستراتيجي على ضفاف بحر العرب.
وفي إطار هذه الخطط اجتاحت مليشيات مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، وسط تصاعد الصراع السعودي الاماراتي على المحافظة النفطية شرقي اليمن. ودخلت ارتال كبيرة من المدرعات إلى قلب المدينة الساحلية بعد احتشادها منذ أيام على مشارف المدينة، بعد رفض السلطة المحلية الموالية للرياض دخولها.
وكان عضو ما يسمى بالمجلس الرئاسي المرتزق فرج البحسني الذي انضم للمجلس الانتقالي بمنصب نائب رئيس المجلس، قد قاد عملية الاقتحام إلى مدينة المكلا .
وبرر الانتقالي اقتحام مليشياته للمدينة لتأمين حماية اجتماع الجمعية العمومية التابعة للمجلس، في وقت كانت السلطة المحلية قد رفضت رفضا قاطعا ربط حضرموت بمشروع المجلس الانتقالي، وعرضت في وقت لاحق تأمين الفعالية دون دخول مليشيات الانتقالي، غير ان الأخير رفض ذلك، واقتحمت مليشياته المدينة عنوة .
وقالت مصادر ان الانتقالي ارسل قوات كبيرة إلى مدينة المكلا في استعراض عسكري في وجه المليشيات الموالية للسعودية والتي تنادي بإعلان إقليم حضرموت.
هذا التصعيد الخطير، استنفر المكونات الحضرمية الرئيسة والفاعلة في المحافظة الخميس، بالذهاب نحو الخيار العسكري للرد على استفزازات المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيًا، محملة التحالف مسؤولية تبعات ذلك.
وجاء ذلك، في اللقاء التشاوري الذي عقدته القوى الحضرمية في مدينة سيئون، وعلى رأسها حلف ومرجعية قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع، لمناقشة التطورات الأخيرة في حضرموت.
وأكد البيان الختامي للقاء التشاوري الحضرمي، على رفض خطوات الانتقالي الأخيرة في حضرموت، والتأكيد على استقلالية حضرموت وعدم تبعيتها لمكونات الشمال، أو الجنوب، إضافة إلى رفضه للاستفزازات التي قام بها الانتقالي من خلال اقتحامه بمليشيات ضخمة من خارج حضرموت “تحت ستار تأمين الاجتماعات”.
وحمل البيان التحالف مسؤولية ما يترتب على ذلك، وما قد ينتج عنها، مؤكدًا أن أبناء حضرموت لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام من “يسعى لنشر الفوضى وزعزعة الاستقرار في المحافظة”، في إشارة إلى ذهابهم إلى الخيار العسكري للدفاع عن المحافظة.
وتشهد محافظة حضرموت، توترات متصاعدة غير مسبوقة، وسط تواصل الفصائل الإماراتية التحشيد العسكري للمحافظة، بالتزامن مع تحشيدات مقابلة من المكونات الحضرمية، ما ينذر بانفجار الوضع عسكريًا خلال الأيام القريبة المقبلة.
وكانت مرجعية حلف قبائل حضرموت، قد لوحت بالتحالف مع الشيخ القبلي البارز ورئيس لجنة اعتصام المهرة، علي الحريزي، أبرز خصوم الفصائل الموالية للتحالف، لمواجهة الانتقالي.