صمود وانتصار

تداعيات الفضيحة.. مسلسل لا ينتهي

حميد دلهام
فيما الداخل السعودي منشغل بالدوران في فلك ، والتسبيح بحمد برنامجه للتحول الوطني.. محمد بن سلمان مجددا الى واشنطن..
زيارة أجبر بلاط الرياض على الاعلان عنها، و القيام بها في عجالة.. وربما بلا ترتيب مسبق، فيما يخص علاقات ثنائية، او مواضيع ذات اهتمام مشترك..
واضح أن الزيارة تأتي في سياق محاولة الرياض، تلافي والحد من تداعيات الفضيحة الاممية، الناتجة عن قيامها اجبار الأخيرة، على سحب اسم تحالف عدوانها على الشعب اليمني، من القائمة السوداء، فيما يتعلق بجرائم استهداف وقتل الأطفال..
اخر التداعيات، والتي يبدو انها اهم بواعث الزيارة.. اعلان الخارجية الأمريكية تضامنها مع الامين العام للأمم المتحدة.. والوقوف الى جانبه في دفع المظلومية والابتزاز السياسي الذي تعرض له من قبل النظام السعودي، وأجبره على اتخاذ أصعب قرار في مشواره الاممي..
الغريب أن ناطق الخارجية الأمريكية أكد اعتراف بلاده، في ممارسة الضغط على الامين العام، جنبا الى جنب مع السعودية.. وبنفس الاسلوب.. التهديد بقطع التمويل عن معظم برامج الامم المتحدة، ان لم ترضخ الأخيرة للابتزاز السعودي.. وتتراجع عن ادراج اسم تحالف عدوانه من قوائمها السوداء.. لكنها في نفس الوقت تؤكد على ضرورة منح المنظمة الدولية الحرية، و الاستقلالية التامة، في ميدان عملها.. وبما يتماشى مع مواثيقها ومبادئ نشاطها بشكل عام..
هذا المنطق الذي لا يتسق، والطرح غير الواقعي، في الموقف الأمريكي.. أن تكون جزء من أجندة الجلاد، وفي نفس الوقت تظهر دموع التماسيح، تباكيا مع الضحية.. يأتي فقط وفقط في سياق تنفيذ عملية ابتزاز جديدة، للبقرة الحلوب، والتي يبدو ان ضرعها في طريقه الى الجفاف..
بن سلمان سيكون ضيفا على البيت الابيض، وبالتأكيد سيدفع بأي شكل من الأشكال.. وبالتالي لا يستبعد حدوث تحول في الموقف الأمريكي من جديد.. وهكذا دواليك..
.انها دماء اطفال اليمن، الذين قتلتهم طائرات البلاط ظلما وعدوانا.. ستتحول الى ثورة عارمة بأذن الله ضد الظالمين لا تبقي ولا تذر.. ولعنة خالدة تالدة.. تلاحقهم في الدنيا والآخرة.