حفل خطابي للحزب الاشتراكي اليمني بالعيد الوطني “22 مايو “
الصمود|
وفي الحفل هنأ عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد صالح النعيمي، القيادة الثورية ورئيس المجلس السياسي الأعلى والشعب اليمني بهذه المناسبة الوطنية.
وقال : نسمع اليوم من يردد شعارات التشطير، وعلينا ألا نهرب من الواقع وندرك أن النظام الشطري فشل، ونتيجة لذلك لجأ اليمنيون للوحدة الاندماجية التي شابها الخلل جراء إدارة الدولة المركزية، ما يتطلب مراجعة ذلك، والعمل على كل ما من شأنه إصلاح وضعنا وتعزيز وحدتنا ، ونظامنا السياسي في اليمن من خلال الدولة الأفقية الإدارية”.
وحث النعيمي على طرح الرؤى والأفكار التي تسهم في التعاطي مع متطلبات الحاضر والعبور إلى المستقبل من خلال لم الشمل والحفاظ على الوحدة والتمسك بمبادئها وفق دولة ذات عدالة متساوية في التخطيط والثروة.
وشدد على ضرورة التحرر من الارتهان للخارج والعمل على معالجة القضايا والمشاكل للعبور باليمن إلى بر الأمان وشاطئ السلام، معتبراً التحرر والاستقلال والسيادة السبيل الوحيد للم شمل اليمنيين تحت مظلة الجمهورية اليمنية.
ولفت عضو السياسي الأعلى النعيمي إلى أن فشل النظام الشطري سابقا لا يمكن أن يكون حلا اليوم في ظل الدعوة لذلك، داعيا كافة اليمنيين إلى التوجه لبناء دولة يمنية تليق بوحدته، دولة المؤسسات والنظام وسيادة القانون والمواطنة المتساوية.
وفي الحفل، الذي حضره نائب رئيس مجلس الشورى عبده محمد الجندي، حيا عضو مجلس الشورى يحيى حسين العرشي، الحزب الإشتراكي اليمني على تنظيم الفعالية الاحتفالية باعتباره الشريك الرئيسي في تحقيق الوحدة اليمنية إلى جانب المؤتمر الشعبي العام.
وأشار إلى أهمية الاحتفال والدفاع عن الوحدة في ظل الدعوات التشطيرية التي يتم سماعها هنا وهناك، ولم تكن في الحسبان في ظل تحقيق هذا المنجز الوطني الكبير.
وأوضح أن الوحدة اليمنية، أسدلت الستار على الاستعمار الخارجي والحكم الاستبدادي وسفك الدماء بين اليمنيين، لافتاً إلى أن غياب الوحدة كان هدفاً للأعداء لتهيئة المناخ لضعف اليمن وتدخلهم في الشؤون الداخلية.
وتطرق العرشي إلى نظرة العالم للشعب اليمني بإعجاب نظير صموده وثباته على مدى السنوات الماضية في مواجهة التدخلات الخارجية ، داعياً القوى والمكونات السياسية إلى تعزيز التلاحم والتقارب لمواجهة المخاطر التي ًتحدق بالوطن ومحاولة الأعداء تجزئته وتقسيمه وتفتيته ليسهل السيطرة عليه ونهب ثرواته وخيراته.
بدوره أشاد عضو المكتب السياسي لأنصار الله، علي القحوم، بصمود القوى السياسية التي وقفت في صف الوطن والحرية والسيادة والاستقلال والحفاظ على الوحدة، وفي المقدمة الحزب الإشتراكي اليمني.
وقال” نحتفل اليوم بيوم من تاريخ الشعب اليمني الذي كان وما يزال واحدا موحداً بأعظم منجز تاريخي متأصل في الإنسان والجغرافيا والهوية اليمنية”.
وأكد أن الشعب اليمني لم يكن مجزءاً إلا في ظل الاستعمار القديم الحديث وبالأدوات ذاتها .. داعياً القوى والأحزاب السياسية إلى حوار شامل وجامع وفق الثوابت والمكتسبات الوطنية والعمل على إيجاد رؤية مشتركة تنطلق في بناء الوطن وإنهاء الاحتلال ومواجهة الاستعمار الجديد والحفاظ على الوحدة اليمنية.
وعبر القحوم عن الأسف للأحزاب التي لا تريد مغادرة مربع الارتهان للسعودية والإمارات وقوى الهيمنة والاستكبار وفي ذات الوقت تتغنى بالوطنية والانتماء، وولائها للخارج.
من جهته اعتبر عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الإشتراكي رامي عبدالوهاب محمود في كلمة أحزاب اللقاء المشترك، يوم الـ 22 من مايو ذكرى إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، أحد أهم الأيام المجيدة في تاريخ اليمن وتوحيد شمل اليمنيين من شمال الوطن إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه تحت راية واحدة ليكونوا جسداً واحداً لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية.
وقال” اليمن يواجه تحديات كثيرة وعلى رأسها مؤامرات تقسيم البلاد، ليسهل السيطرة عليه كمورد وموقع وبشر، ولا خيار سوى أن تتحمل كل القوى الوطنية المسؤولية التاريخية للحفاظ على كل ما تحقق للوطن من مكتسبات سياسية وديمقراطية واستعادة روح الوحدة الوطنية في كل ربوع اليمن”.
ولفت رامي عبدالوهاب إلى أن الدعوات الانفصالية المطالبة اليوم بفك الارتباط تتناقض مع كل النضالات السابقة، مضيفاً:” نحن مع الحوار وأن يلتقي الناس لحل الإشكاليات تحت سقف الوحدة اليمنية، وعلى ثقة كاملة أن عموم الناس بالمحافظات الجنوبية هم وحدويون”.
من جانبه لخص رئيس اللجنة المركزية للحزب الإشتراكي اليمني، يحيى منصور أبو إصبع، المشروع الوطني لليمن في الوقت الراهن في ثلاثة أهداف تتمثل في تحويل الهدنة القائمة إلى سلام دائم بما يحقق المصلحة الوطنية العليا للشعب اليمني، والحل العادل للقضية الجنوبية بما يحفظ لليمن وحدته واستقراره، وبناء دولة وطنية حديثة يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات وتحقق التنمية الشاملة والمستدامة.
واستعرض تداعيات حرب 1994م، وأسبابها الخلافية حول بناء دولة الوحدة وليس بقائها .. داعياً إلى حوار يمني بين كل المكونات والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني للوصول إلى تسوية تحفظ اليمن وتؤسس لشراكة حقيقية ومواطنة متساوية.
كلمة حزب التجمع اليمني للإصلاح التي ألقاها القيادي، علي جباري، اعتبر الوحدة اليمنية، كنزاً غالياً وثميناً في عالم القرية الواحدة الذي يتكتل ويتشكل من جديد ولا مكان فيه ولا اعتبار ولا حتى قوة للدويلات الصغيرة أو المجتمعات المتشتتة المتناحرة.
ولفت إلى أن الوحدة اليمنية جمعت كل عناصر القوى السكانية والجغرافية والبرية والبحرية والموقع والمكانة التاريخية والتنوع المناخي والزراعي والمواردي التي يجعلها مفخرة لكل من ينتمي إليها.
وقال جباري” لا تقزّموا ذاتكم الحضارية اليمنية فتتقزّموا أمام أنفسكم أولا وأمام تاريخكم وحضارتكم العريقة وأمام الإقليم والعالم الذي لا يعتدّ ولا يحترم إلا الأقوياء، فأنتم أقوياء بوحدتكم”.
وأُلقيت في الحفل، الذي حضره عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى، كلمات من قبل رئيس تنظيم التصحيح الشعبي الناصري مجاهد القهالي، والقيادي في التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، حاتم أبو حاتم، وأمين عام اتحاد الكتاب اليمنيين، هدى أبلان، ورئيسة دائرة المرأة في الحزب الإشتراكي اليمني، وهبية صبرة، ومحمد عبدالسلام منصور وشوقي نعمان عن الشباب، أشادت بتضحيات الشعب اليمني والحزب الاشتراكي اليمني في سبيل تحقيق الوحدة اليمنية.
وأفادت الكلمات بأن الوحدة اليمنية هي الهدف الأعظم والمنجز الكبير للثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 من أكتوبر، منوهة بالتضحيات الجسيمة للشعب اليمني وما قدمه من قوافل الشهداء وفي مقدمة الشهداء الرؤساء إبراهيم الحمدي وعبدالفتاح إسماعيل وسالم ربيع علي.
ودعا المتحدثون، كافة القوى والأحزاب السياسية إلى تكامل الجهود والوقوف جميعاً لصياغة رؤية مشتركة لتحقيق مصالحة وطنية على قاعدة التعايش السلمي لكل أبناء اليمن ، مؤكدين أن التدخلات الخارجية هدفها تمزيق وحدة اليمن وتدميره ونهب ثرواته.
وتطرقت الكلمات إلى واقع اليمن في التاريخ المعاصر وتشخيص أسبابها والانطلاق منها لتجاوز تحديات المرحلة الراهنة وتوحيد شمل اليمنيين لمواجهة العدو الخارجي الذي عمق الخلاف بين اليمنيين بهدف النيل من وحدته واستقراره والسيطرة على خيراته.
وكان فضل الصيادي من الحزب الاشتراكي اليمني – فرع أمانة العاصمة، أشاد بالحضور الكبير في الفعالية الاحتفالية بالعيد الوطني الـ 33 للجمهورية اليمنية ” 22 مايو”، وإعادة تحقيق الوحدة اليمنية التي كان للحزب الإشتراكي شرف الإسهام في تحقيقها وقدّم من أجلها التضحيات الكبيرة.
وناشد الجميع باستيعاب وفهم المتغيرات الجيوسياسية في العالم والإقليم والسعي لمعالجة الأوجاع في الداخل اليمني من خلال الجلوس إلى طاولة الحوار اليمني اليمني والتوافق على حلول تصب في مصلحة اليمن وأبنائه.
تخلل الفعالية الاحتفالية لوحة فنية بعنوان ” عالي شموخك يا يمن”.