صمود وانتصار

قضية العدوان والحصار على اليمن

الصمود|| مقالات||علي عبد الرحمن الموشكي

إن استمرار حالة العدوان السعوصهيوأمريكي والحصار الجائر على اليمن جبروت واستكبار وطغيان، والاستمرارية في العداء هي استحقاق لانهيار أعداء الله، كما وَعد الله بذلك، وهذا ما أثبتته المتغيرات والأحداث الدولية الإقليمية والعالمية، وعندما نأتي نستقرئ حالة العداء من خلال تمحور قوى الشرك والنفاق واتّحاد قواها في عدوان إجرامي أهلك الحرث والنسل بمجازر جماعية عبر جريمة الاعتداء غدراً ليلاً على اليمن، بغارات جوية استهدفت الدفاعات الجوية وأهم المعسكرات وأهم المراكز الحيوية من مقرات حكومية ومصانع وجامعات ومدارس، وبيوت المواطنين والأسواق والشوارع الرئيسية والأعراس ومخيمات النازحين وقوارب الصيد والسجون العامة وحتى أسراهم استهدفوهم في السجون، استشهد ضحية ذلك ملايين من المواطنين المدنيين (أطفالاً ورجالاً ونساءً) آمنين.

 

ولم يكتفوا بذلك فحسب بل استهدفوا الجبال والوديان والأشجار والمزارع والسيارات المتحَرّكة والناقلات العملاقة، كانوا عبر عملائهم ومرتزِقتهم في الداخل والخارج يرصدون أكبر تجمعات سكانية ويستهدفونهم.

 

لقد جعلوا من اليمن أرضاً وإنساناً ميداناً لتجربة السلاح المحرم دولياً، واسترخصوا قيمة الإنسان اليمني وكأنه من الجمادات، لقد كانوا لا يرون الإنسان اليمني، لا يرون آهات الأطفال والنساء وبكائهم، كانوا بعيدين محلقين في أعلى مرتفع، حَيثُ لا تطالهم، ما تبقى من سلاح لا يجدي ولا ينفع عبر سلسلة ممنهجة من استهداف السلاح اليمني عبر الأمريكيين رأساً وهذا ما اكتشف مؤخّراً عبر الوثائق والفيديوهات والمستندات التي تثبت عمالة النظام السابق وتعامله مع الأمريكيين والإسرائيليين.

 

وتجلى ذلك بعد ثلاث سنوات من العدوان في فتنة ديسمبر، الذي قاد الفتنة الرئيس السابق علي عبد الله عفاش، وبانت محاولات زعزعت الأمن والاستقرار بالفشل، بعد تحَرّك دام ثلاثة أعوام من العمالة والتحَرّك كطابور خامس للعدوان داخل صنعاء وغيرها من المحافظات المحرّرة، وعسكرة وتجنيد وتجسس وتشوية لقيادات المسيرة القرآنية ورفع لإحداثيات عبر عملائهم وتشكيل للخلايا النائمة واغتيال قيادات المشروع القرآني.

 

إن هذا العدوان الذي لم يسبق له على وجه التاريخ من الإجرام والقتل كجريمة إنسانية بحق أبناء الشعب اليمني، لم يسبق لها نظير، من أبشع المجازر وأنكرها وأفظعها، لقد كانت صواريخهم قنبلة نووية كهيروشيما، موزعة في صواريخ متعددة الأحجام والأغراض، خلفت الكثير من الأضرار على الإنسان والحيوان والأرض، ونشرت الكثير من الأوبئة والأمراض، مات الملايين نتيجة تأثرهم، بالغازات والإشعاعات النووية للسلاح المحرم دوليًّا الذي قصفه به اليمن.

 

أما عن عدوان الحصار، فقد كان مطبقاً وخانقاً براً وبحراً وجواً، منعوا إيصال الدواء رغم الجراح والإصابات نتيجة صواريخ غاراتهم وتفاقم المعيشة ونقص الغذاء، رغم شحة الزراعة وانعدام الصناعة وتفاقم الأضرار، ورافق هذا العدوان الزحف البري بحشود من لفيف المرتزِقة من شذاذ الآفاق من المنافقين عبيد المال، من المنظمات الإرهابية بلاك ووتر والمارينز الأمريكي وغيرهم من عصابات الإجرام والإفساد والإذلال والاستكبار والطغيان.

 

ولو تساءلنا: من المستفيد الأول من حالة العداء والصراع العربي بين محور المقاومة للمشروع الأمريكي والإسرائيلي ومحور الاستعمار للعرب والمسلمين دول التطبيع مع إسرائيل وأمريكا، وفرض السيطرة على العرب ونهب ثروات العرب والمسلمين، لوجدنا أن الكيان الصهيوني العالمي الأمريكي والإسرائيلي، هو المستفيد من حالة الصراع.

 

لذا نقول للنظام السعوديّ: أنتم الطرف الأول في الحرب والعدوّ الحقيقي أمام العالم في عدوانكم على اليمن وعليكم مراجعة حساباتكم أمام جرائمكم العدوانية تجاه أبناء الشعب اليمني المظلوم، ولا عاصم لكم اليوم من أمر الله، وسفينة نجاتكم هي المفاوضات العادلة والمشرفة وقوف الظالم أمام المظلوم وقوفاً جاداً، فيكفي الشعب اليمني ما أجرمتموه بحقه من قتل وتدمير، ولبس عباءة المنصف والمعترف بالأخطاء بدلاً من التخفي والتنكر المخزي والمضحك أمام العالم، وذلك من خلال المفاوضات الجادة والعادلة والنظر للشعب اليمني بإجلال واحترام، الذي أصبح رقماً عالميًّا في الدفاع عن قضايا الأُمَّــة والذي قدم أنصع صور الأخلاق في الحرب رغم ما يمتلكه من سلاح نوعي قادر أن يمطره على كُـلّ المقرات الحيوية، لكن القيادة القرآنية تنظر بعين الرحمة والأخلاق القرآنية، وَلقد طال استكباركم في إيقاف الحرب والحصار الجائر على اليمن، واستحقاق الشعب اليمني إعادة إعمار ما دمّـرتموه من البنية التحتية والخدمية، مع أنكم قد أجريتم فيه نهراً من الدماء التي ستكون تطهيركم من المنطقة العربية، فأمامكم فرصة التفاوض الجاد وتوقيع اتّفاقية إنهاء الحرب والحصار وإعادة الإعمار فلا تضيعوها، أنتم المستفيدون منها، جميع الدول وخَاصَّة الأُورُوبية والأمريكية كانت تعيش وضع حروب وعقدة الاتّفاقيات والمعاهدات وأنهِكت من حالة الحروب والصراع في تلك المراحل، توجد مكتبات من الاتّفاقيات والمعاهدات، استفيدوا منها، ما دمتم تنفتحون على الثقافات الغربية أكثر.