صمود وانتصار

أمريكا تثير مخاوف بإرسال ذخائر عنقودية لأوكرانيا بالتزامن مع الإعلان عن تدمير أسلحتها الكيميائية

الصمود|

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا القضاء على المخزون المتبقي من الأسلحة الكيميائية الفتاكة، التي كانت تمتلكها بعد 70 عاماً من اقتناء هذه الأسلحة القاتلة بالتزامن مع قرارها إرسال حزمة من الذخائر العنقودية لدعم أوكرانيا ضد روسيا.

وفي السياق، أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الجمعة، أن الولايات المتحدة قد دمرت تمامًا مخزونها من الأسلحة الكيميائية، وذلك للوفاء بالتزام بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية لعام 1997.

وقال بايدن في بيان له: “اليوم، أنا فخور بالإعلان أن الولايات المتحدة قد دمرت بأمان القذيفة النهائية في ذلك المخزون.. مما يقربنا خطوة واحدة أكثر من عالم خالٍ من رعب الأسلحة الكيميائية”.

ووجّه بايدن أيضًا نداءً للدول التي لم تشارك بعد في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية للانضمام إليها.

وكانت واشنطن قد تعهدت بتدمير أسلحتها الكيميائية قبل عام 2007، ولكنها استمرت في تأجيل التخلص من الأسلحة الكيميائية، ووعدت أخيرا بإتمام عملية تدمير أسلحتها الكيميائية في عام 2023.

واتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية التي تم الاتفاق عليها في عام 1993 وبدأ تنفيذها في عام 1997، منحت الولايات المتحدة حتى 30 سبتمبر من هذا العام لتدمير جميع أسلحة وذخائر الحربية الكيميائية.

وقد قامت الدول الأخرى المشاركة في الاتفاق بالفعل بتدمير مخزوناتها، وفقًا لفيرناندو آرياس، رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وذلك في شهر مايو الماضي.. وقد دمرت روسيا ترسانتها الكيميائية بالكامل في 27 سبتمبر 2017.

ووفقًا للجمعية الأمريكية لمراقبة الأسلحة، كانت الولايات المتحدة تحتفظ بما يقرب من 28.600 طن من الأسلحة الكيميائية في عام 1990، مما يجعلها صاحبة ثاني أكبر مخزون في العالم بعد روسيا.

وفي سياق مغاير، قررت الولايات المتحدة الأمريكية إرسال حزمة من الذخائر العنقودية لدعم أوكرانيا في هجومها المضاد التي تشنه ضد روسيا وذلك في خطوة أثارت الكثير من المخاوف والجدل.

وأثار قرار واشنطن هذا مخاوف عدة لدى دول حليفة لأمريكا، خاصة وأن الذخائر العنقودية، محظورة من قبل أكثر من 100 دولة، وهي فئة من الأسلحة تحتوي على مجموعة قنابل صغيرة متفجرة، واستخدمتها أمريكا آخر مرة في العراق عام 2003.

وذكر موقع قناة “الحرة” نقلا عن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، أن الذخائر العنقودية ستصل أوكرانيا في غضون أسبوعين من اليوم.. مشيرًا إلى أن كييف وافقت على قيود وشروط استخدام هذه الذخائر.

كما أشار المسؤول الأمريكي الى أن شحنة الذخائر التي سيتم الإعلان عنها لن تكون الأخيرة، حيث سيتم تزويد أوكرانيا بشحنات أخرى على مدى الأشهر المقبلة.. لافتا الى أن شحنة الذخائر العنقودية تأتي ضمن حزمة مساعدات عسكرية أمريكية جديدة لأوكرانيا بقيمة 800 مليون دولار.

ولفت إلى أنه قبل الموافقة على تزويد كييف بتلك الذخائر، تم إجراء محادثات رفيعة المستوى مع القادة الأوروبيين لإزالة مخاوفهم.

ويزعم الجيش الأمريكي أن الذخائر العنقودية ستكون مفيدة لأوكرانيا في صد القوات الروسية، وسيكون لها تأثير إيجابي على سير المعارك، فيما يقول مسؤولون إن النسخة المحسنة من الذخائر العنقودية التي سيتم إرسالها إلى كييف تمت تجربتها عام 2020، ونسبة القنابل غير المنفجرة التي قد تخلفها انخفضت إلى 2.35 في المائة.

وعقب الإعلان الأمريكي، أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية الجمعة أن كل المخزونات المُصرح عنها قد “دُمرت على نحو لا رجوع فيه”.

واعتبر المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية فرناندو أرياس أن “إنجاز تدمير كل المخزونات المصرح عنها من الأسلحة الكيماوية يُشكل محطة مهمة”.

وكان الموقعون الآخرون لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية لعام 1997 قد سبق لهم أن دمروا احتياطاتهم، وفق ما أعلن أرياس في مايو الماضي.

وقال أرياس: إن الولايات المتحدة هي وحدها التي توجب عليها الانتهاء من تدمير احتياطاتها.. مشيرا إلى أن أكثر من “70 ألف طن من أخطر السموم في العالم” قد دُمِرت بإشراف منظمته.

وفي هذا السياق، يخشى مراقبون من أن تكون الولايات المتحدة التي أعلنت مؤخرا عن تدمير ما تبقى من مخزون أسلحتها الكيميائية قد سلمت أوكرانيا ضمن شحنة الذخائر العنقودية كمية من تلك الأسلحة الفتاكة لضرب روسيا وإطالة أمد الحرب وتأجيج الصراع.