الصمود| الحمدلله الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وآله الطاهرين وبعد
هل تريد يا من تعيش على هذه الأرض أن تكون مع الأنبياء والشهداء والصديقين والصالحين (اقرأ القرآن) واعمل بما فيه، إذا كنت تريد أن تفتح لك الجنة أبوابها اجعل القرآن يمشي معك صباحاً ومساء وغدواً وعشياً وذهاباً وإياباً وقياماً وقعوداً وركوعاً وسجوداً، إذا كنت تريد أن تحيا حياة طيبة عش مع القرآن وافهمه فهما صحيحا ولا تتجاوز حدوده إذا كنت تريد أن تعيش متأدباً ومتخلقاً وصادقاً وأميناً ومجاهداً ومتصدقاً فعليك بالقرآن.
إذا أردت أن تطرد الشيطان ووسوسته ومكره فسلْ عليه سيف القرآن واضربه في عنقه فعليك بالقرآن، إذا أردت أن تكون مؤمناً حقاً فاجعل القرآن طعامك وشرابك ولا تتنفس إلا والقرآن حاضر بين يديك، إذا كنت تريد أن تعيش في هذه الأرض وأكلك حلال وشرابك حلال ولبسك حلال وسكنك الذي تسكن فيه حلال و ماء طهورك حلال وصلاتك نقية فكن مع القرآن، إذا كنت تريد أن تكون مقبولاً عند الله فاجعل كل آية وكل حرف في القرآن لحمك وعظمك ودمك, إذا أردت أن تكون كريماً ويستحسن أن تكون كريماً بدون إسراف ولا تبذير وألا تكون بخيلاً فيزدريك الناس وينبذونك فاقرأ القرآن سوف يعلمك كيف تبسط يدك وكيف تغلها إلى عنقك وأعوذ بالله من غلها.
إذا أردت أن تكون حراً رافع الرأس فلا تمد يدك إلى أحد ولا تطلب من أحد أن يأخذ بيدك إلى ما تطمح به وهو غير مشروع واقرأ القرآن إذا أردت أن تكون مرغوباً و محبوباً ومأجوراً فجاور العلماء الصالحين والمؤمنين من البشر ولا تجالس الفاسدين والمنافقين وأعداء الله واقرأ القرآن إذا أردت أن تكون أعمالك خالصة لوجه الله خالية من الرياء و السمعة.
اقرأ القرآن إذا أردت أن يحترمك الناس فاحترم من يستحق الاحترام منهم وعليك بالقرآن إذا أردت أن يكون لك أولاد صالحون فأدبهم وعلمهم في الصغر ويكون لك نصيب منهم في الكبر وعليك بالقرآن إذا أردت أن يكون لك جار صالح فعليك بحسن الجوار و إعطاء الجار حقه,وعليك بالقرآن إذا أردت أن تحمي دينك الذي هو عصمة أمرك وتحمي وطنك وتحمي عرضك وتحمي كرامتك وكرامة أهلك وخيرات بلادك وثرواتها فجاهد في سبيل الله وأعد للعدو عدته واندمج مع المجاهدين الصادقين والمؤمنين و اقرأ القرآن فسوف يعلمك العزة و الكرامة, وإذا كنت تريد النصر والعناية من الله فكن مؤمناً حقاً حتى لو نشرت بالمناشير في سبيل الدين.
واقرأ القرآن إذا كنت تريد أن تعيش حراً في بلادك فحاول أن يكون معك اكتفاء كامل, واقرأ القرآن إذا كنت تحاول أن يكون الله معك في كل شؤونك فاجعل أعداء الله هم أعداءك والخلاصة أنك إذا كنت قرآنياً فسوف تناطح الجوزاء بعناية الله وسوف تبتعد عن كل الموبقات و السلبيات و المهلكات والمذلات واصبر وصابر ورابط واتق الله.
وإذا هيّأ الله لك قائداً اكتملت فيه كل الفضائل فإن عليك أن تطيعه وأن تنفذ أوامره وأن تكون له معيناً و مساعداً و حسبك اليوم في هذا الزمان أنك ترى بأم عينيك قائداً كملت فيه شروط القيادة وإن التشكك فيه سوف يذل القدم وقد أعذر من أنذر و العاقبة للمتقين.
واقرأ القرآن إذا وفقك الله وكنت قرآنياً ومؤمناُ ومجاهداً فلن تزل بك القدم والقرآن يكون للمؤمنين العاملين به شاهدا لهم أما الذين يقرأون القرآن ولا يعملون بما فيه فهو شاهد عليهم ويلعنهم و يؤسفني ويحز في نفسي أن أجد من على هذه الأرض من الكثير من الذين ابتعدوا عن القرآن وأحكامه وقد امتلأت الأرض منهم ظلماً وطغياناً وكفراً ولو عادوا إلى القرآن برغبة و بتوبة خالصة لكانوا خير أمة كما وصف الله الآمرين بالمعروف و الناهين عن المنكر والويل كل الويل على القاعدين والمتقاعسين والمتمردين والذين آثروا الحياة الدنيا على الآخرة والذين ارتموا في أحضان الكافرين و المنافقين و الظالمين وقاتلوا مع الشياطين ضد المؤمنين ولقد ضلوا وأضلوا (وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) والذين وجهوا بنادقهم إلى صدر هذا الوطن ويريدون أن يعتلوا فوق ظهره يقول لهم الحق اقرأوا القرآن و يقول لهم توبوا أولاً واعتذروا لهذا الوطن الذي أخطأتم في حقه وأكلتم خيراته.
ونقول للذين لم يشاركوا في الدفاع عنه ويطالبون المشاركة في نصيبهم من الكعكة ولم يشاركوا في حطبها الذي لم تنضج إلا به نقول لهم كفوا عن تقاعسكم (فمن يحصد إلا من زرع) ونقول للذين يقولون لا نريد إلا المعاش وليحكم من حكم انظروا إلى اسرائيل ماذا تفعل بالمسلمين هناك، نقول لهم حكّموا عقولكم فلا حياة إلا بكرامة واقرأوا القرآن وعلى المؤمنين في داخل اليمن و خارجه أن يطالبوا بإرجاع الأموال التي اختلسها المنافقون من جلد الشعب وعلى رأس هذه الأموال الأموال التي اختلسها عفاش وغيره.
ونقول للذين ذبحوا الشعب اليمني من الوريد للوريد جراحه لن تندمل حتى يأخذ حقه والله غالب على أمره وليخجلوا قليلاً ويضمدوا جراح ما جرحوا وإلا فإن الدائرة ستدور عليهم (وعلى نفسها جنت براقش) والبادي أظلم (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ) واقرأوا القرآن.
قد يقول قائل أو قائلون لماذا التركيز على القرآن وحده و السنة هي الثانية في الأدلة نقول لهم القرآن (لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ) ولا يأتيه الشك ذلك الكتاب لا ريب فيه وهو محفوظ من عند الله والذين سقطوا في محاولاتهم فضحهم القرآن نفسه، أما السنة الشريفة فقد تدخّل فيها بعض من المنافقين والإسرائليين وقد فضحهم الرسول نفسه صلوات الله عليه بقوله (سيكذب علي كما كذب على الأنبياء من قبلي فما أتاكم عني فأعرضوه على كتاب الله فما وافق كتاب الله فهو مني وأنا قلته، وما خالفه فليس مني ولم أقله) إلى آخر ما قاله، والمحققون من العلماء الأفاضل صححوا حديث العرض وهو ما وافق القرآن إذ إن المشرّع واحد وهو الله وهو يقول (لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِين) والظالم لا يصلح أن يحكم الأمة واقرأوا القرآن ولا يمكن أن يحقق العدالة وهو ظالم ولذلك تكرر لفظه ونبذه ولعنه في القرآن وعلى الذين يسكبون الدموع على السنة فالسنة المطهرة لا تحتاج إلى دموعهم فهي مقدسة إذا كانت صحيحة كتقديس القرآن وعلى الجميع أن يكونوا مع الله ورسوله والقرآن والسنة الصحيحة ويدافعوا عن ذلك ويجاهدوا ويتصدوا لأعداء الإسلام ويصغوا لتوجيهات رجل القرآن قائد اليمن وزعيمها الأوحد /عبدالملك بن بدر الدين الحوثي وعلى زعماء العرب والمسلمين أن تكون لهم آذان واعية ويطردوا سفراء المسيئين للقرآن وفي مقدمتهم السويد وأخواتها ويقاطعوا منتجاتهم ومنتجات مؤيديهم وفي مقدمتهم الشيطان الأكبر وأولاده المارقون بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسرائيل وغير ذلك وفي القرآن الكريم ما يحيط بكل شيء مفيد.
ومن أراد النجاة فليقرأ القرآن ويعمل بما فيه (وكلمة وعشرين سوا) ومما يؤسفُ له أن الغالبية من المسلمين قد ابتعدوا عن القرآن والسوء كله في زعمائهم الفاسدين ونقول للذين عبدوا الشيطان وأطاعوه والذين أرادوا أن يقتلوا الإسلام ويدفنوه في منبعه وهو اليمن افٍّ لكم ولما تعبدون فاليمن سيدافع عن الإسلام وعن القرآن وعن رسول الإسلام والإسلام نفسه وسيدافع عن عرضه وكرامته وثرواته وبره وبحره وجباله وسهله حتى إذا لم يبق على أرضه شخص واحد وهو يقاتل باطمئنان إما النصر أو الشهادة والله غالب على أمره والعاقبة للمتقين واقرأوا القرآن وقد ضمن النصر بشرط واحد وهو أن يكون مؤمناً ووعد الله حقاً ثابت (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ).
وبمناسبة يوم الولاية لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب- كرم الله وجهه- ذلك اليوم الذي حدد فيه مصير هذه الأمة وأوجب عليها أن تسير بسيرة وليها المرحوم نقول لكل مسؤول في الدولة مِنَ الفرَّاش إلى رئيس الدولة: المسؤولية أمانة في أعناقهم إن أدوها كما يريد الله منهم ورسوله وصاحب الولاية وإلا فقد حبطت أعمالهم والله يراقب أعمالهم وتسجلها عليهم ملائكته ونقول لأنصار الله كونوا كما يريد الله منكم ولا تخيبوا ظن قائدكم منكم وعلى الذين يتجنون عليكم أن يثبتوا تجنيهم فيكم بأدلة وإلا فليصمتوا .
والدَّعاوي إن لم تقيمواعليها
بيِّنات أصحابها أدْعيَاءُ
وعلى التجار والمزارعين وذوي الدخل أن يتقوا الله ويزكوا أموالهم، فأشجار القات كادت أن تغطي مساحة كبيرة في اليمن فأين هي زكاتها، ولعل التلاعب من بعض العدول وعلى المسؤولين في الدولة أن ينظروا في شأنهم وأن يستشعر الجميع أنه سوف يقف بين يدي الله وأنه مسؤول عن كل أعماله (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) واقرأوا القرآن وكفى لمن له سمع وبصر ودين والله المستعان والله حسبنا ونعم الوكيل.
محمد بن محمد المطاع يتحمل المسؤولية عن كل كلمة احتضنتها هذه النصيحة والصيحة وأتمنى ألا يسود وجه مسلم مؤمن إذا كان أهلاً لذلك يوم التغابن يوم الجمع يوم الفصل، ولا أدري هل ترى النور أمنيتي هذه والله أعلم .