صمود وانتصار

إنهم يحاصرون تعز ويتاجرون بما يفعلون بها!.. فمن يسائل المرتزقة عن جرائمهم؟

الصمود|| مقالات|| عبدالرحمن الأهنومي

عوداً على بدء الحديث عن عنوان حصار تعز ، وبعد كل ما سبق فإن معاودة العدوان وأبواقه ومرتزقته الرخاص والمنحطين حول هذا العنوان وإطلاق حملات دعائية عن القضية ، للمتاجرة والاستثمار السياسي والدعائي ، يكشفه أيضا عضو المجلس السياسي الأعلى الفريق سلطان السامعي الذي حشر العدوان وأدواته يوم أمس في زاوية متأرجحة ، وقال «كنا قد فتحنا طريق الستين الخمسين مدينة النور في مدينة تعز لتسهيل خروج ودخول المواطنين لكن الطرف الأخر رفض وبدون مبررات واليوم نعيد فتح الطريق المذكور فهل يستجيب الطرف الآخر» ، ولو كان العدوان ومرتزقته يسعون فعلياً لتخفيف معاناة أبناء تعز ، فلماذا يرفضون هذه المبادرة ، وليقبلوا اليوم إذا كانوا قد أخطأوا سابقا!

والمؤكد، أن منظومة العدوان ومرتزقتها لن يقبلوا بتلك الخطوة وسيواجهونا بالرصاص ، وليس غريباً على منظومة العدوان المارقة ومرتزقته الذين ولدوا من رحم العمالة والارتزاق والدناسة والانحطاط ومارسوا الأكاذيب والدجل ، وارتكبوا مع مشغليهم جرائم وفظاعات وقتل وذبح في تعز وفي غيرها ، أن يبقوا أبناء مدينة تعز في دوامة المعاناة وبلا اكتراث.

وقد بات معروفاً للقاصي والداني أن التلويح بقربة «حصار تعز» لا يتم تحريكه من قبل العدوان ومرتزقته إلا في أوقات محددة ، حسب أوامر العدوان وتوجيهاته ، وبهدف الإثارة والمساومة بورقة ذرائعية ، واستثمارها سياسيا وإعلاميا لتحقيق مكاسب دعائية على الأقل.

والمشكلة أن الكذبة التي لا يصدقها من أطلقها، يريدون من غيرهم أن يأخذ بها، وأن يعتبروها ذريعةّ للعدوان، وبتنا بتراكم التجربة نجد أن التلويح بها أو الترويج لها هو مؤشر على ابتزاز وانحطاط جديد ، وهو ما ثبت مرارا وتكرارا.

ومأساة تعز أنها وظفت طيلة أعوام العدوان لهذا الدور ، فحين ارتكب تحالف العدوان المارق مذبحة الصالة الكبرى واهتز العالم لفظاعتها وشهد الفضاء الإعلامي والسياسي ردات فعل واسعة محلية وعربية ودولية ضد الجريمة ، ذهب المرتزقة لارتكاب مجزرة في مدينة تعز ، ليغطوا على مذبحة الصالة الكبرى ، وبعد ارتكاب المجزرة اتهموا الجيش واللجان الشعبية بارتكابها ليشعلوا بها حملة إعلامية تغطي على مذبحة الصالة الكبرى ، وقد كشفت إحدى المنظمات حينها وقوف المرتزقة وراء الجريمة.

وما ثبت مراراً وتكراراً غير مرة بأن تعز وقعت ضحية مرتزقة رخاص وعدوان إجرامي آثم ، وتكرار موضوع حصارها إنما يدين العدوان ومرتزقته ويعريهم بشكل فاضح ، وإلا فليفتحوا الطرقات وليسمحوا بمرور المواطنين عبر الطرقات التي بادرت صنعاء لفتحها!

ولا فرق بين حملة اليوم وبين ما سبق من حملات ودعايات حول هذه النقطة ، الفرق أن تكرار المرتزقة لهذه الفبركات والأكاذيب يثيرون غباراً يزيد من إعماء بصيرتهم، والاختلاف أنهم مهما حسّنوا بمخرجات أكاذيبهم، تنفيذاً لتوجيهات مشغّليهم، فلن يحققوا ما عجزوا عنه بالذبح والسحل والتهجير الذي مارسوه بحق أبناء تعز في أوقات سابقة ، والأهم أنه قرينة دامغة على إفلاس سياسي وميداني وإعلامي، ولتبدأ مليشيات الارتزاق والعمالة أولا في تصيفة خلافاتها بدلاً من الاحتراب والتصفيات التي كان آخرها ما حدث في إحدى الاحتفالات أيام عيد الأضحى من احتراب وسط الجموع دون خجل ، مدينة تعز تعاني من المرتزقة المفصعين “كما يسميهم أبناء تعز”، ومن الانفلات والنهب الذي تمارسه مليشيات الارتزاق والعمالة ، ومن مخالب المرتزق طارق عفاش الذي يريدها ثكنة خاصة به ، وليفتحوا الطرقات ويسمحوا للمواطنين بالعبور فيها إن كانوا يريدون ذلك فعلا..